الجزيرة:
2024-07-07@03:16:06 GMT

غلاف غزة جديد.. المقاومة تنقل المعركة إلى قلب إسرائيل

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

غلاف غزة جديد.. المقاومة تنقل المعركة إلى قلب إسرائيل

لم تعد دولة الاحتلال معنية بمواجهة المقاومة المتمركزة في قطاع غزة فقط لكنها أصبحت أيضا مطالبة بمواجهة المقاومة الجديدة التي بدأت تنتشر بالضفة الغربية وتحديدا في مدينة ومخيم جنين، بل وداخل الخط الأخضر كما يقول خبراء ومحللون.

ففي وقت سابق اليوم، أعلنت كتيبة جنين، التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تصديها لعملية اقتحام واسعة قامت بها قوات الاحتلال لمخيم جنين، وشاركت فيها جرافات ومسيّرات وقوات خاصة.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي أن عمليته حققت أهدافها المتمثلة في اعتقال 3 من عناصر المقاومة حاولوا إطلاق صواريخ محلية الصنع على مستوطنات شمال إسرائيل خلال الشهور الماضية، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المقاومة خاضت اشتباكات قوية مع قوات الاحتلال بمخيم جنين وأفشلت هدف هذه العملية الرئيسي.

وهذه هي محاولة الاقتحام الثانية التي تقوم بها قوات الاحتلال في مخيم جنين بعد محاولة جرت في يوليو/تموز الماضي، وتصدت لها المقاومة أيضا.

غلاف غزة جديد

وفقا للمستشار السابق للشؤون العربية بوزارة الدفاع الإسرائيلية ألون أفيتار، فإن الحكومة تحاول مواجهة تهديد جديد كبير يتمثل في محاولات تحويل شمال إسرائيل إلى "غلاف غزة جديدة" بعدما بدأت كتائب المقاومة الجديدة إطلاق الصواريخ من داخل جنين على المستوطنات والمدن الإسرائيلية.

وخلال حديثه لبرنامج ما وراء الخبر (2023/9/4) قال أفيتار إن كافة المكونات الفلسطينية بدأت تتعاون لتنفيذ هذه الهجمات التي لا يمكن لإسرائيل السكوت عليها، مشيرا إلى أن اليوم فقط شهد 5 أو 6 محاولات إطلاق صواريخ باتجاه الشمال الإسرائيلي.

ولم تعد المسألة تقف عند حد تشكل كتائب مقاومة جديدة في جنين والضفة -بحسب أفيتار- لكنها بدأت تمتد لعمليات تهريب السلاح من الأردن إلى فلسطين، وهي عمليات تزيد من انتشار الأسلحة في جنين تحديدا وداخل "المجتمع العربي" عموما، وتؤثر سلبا على أمن إسرائيل وهو ما جعل حكومة بنيامين نتنياهو متمسكة ببناء جدار على الحدود مع الأردن.

وما يزيد من أهمية هذه العمليات والجدران الفاصلة، التي تعمل عليها دولة الاحتلال، أن السلطة الفلسطينية ليست قادرة على تنفيذ التفاهمات الأمنية التي جرت في العقبة وشرم الشيخ بمشاركة أميركية وعربية، حسب أفيتار.

البحث عن نصر

في المقابل، يعتقد حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن دولة الاحتلال تعيش انقساما سياسيا داخليا حادا يدفعها للبحث عن انتصارات عسكرية من خلال تنفيذ هذه الاقتحامات أو سياسية من خلال محاولة ضم دول عربية أخرى لاتفاقيات التطبيع، وخصوصا السعودية.

ورغم ذلك، فإن إسرائيل -كما يقول نائب رئيس التشريعي الفلسطيني- لن تتمكن من القضاء على المقاومة التي نجحت مرتين في إفشال محاولات اقتحام مخيم جنين بسبب وحدتها وقوة أجهزتها الاستخبارية التي تجيد قراءة الأحداث.

وما يحدث حاليا -برأي خريشة- أن المقاومة أفشلت التفاهمات الأمنية التي تمت بين حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية في شرم الشيخ والعقبة، فضلا عن ما تقوم به تل أبيب من اقتحامات يؤكد أنها تريد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية العمل تحت إمرتها ضد الفلسطينيين.

واللافت في المواجهات الأخيرة بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال -كما يقول خريشة- أن الفلسطينيين تمكنوا من استنساخ تجربة غلاف غزة داخل الضفة بعدما بدأت إسرائيل قصف المستوطنات بالصواريخ.

وعن أهداف إسرائيل الحقيقية من هذه الاقتحامات، يقول خريشة إن حكومة نتنياهو تعمل فعلا على اجتثاث المقاومة بشكل كامل بعدما تشكلت مقاومة جديدة من فصائل تختلف سياسيا لكنها تتفق على مواجهة الاحتلال.

وهذا التوحد في صفوف المقاومة التي تشكلت خلال العامين الماضيين، مثل كتيبتي جنين والعياش -يضيف خريشة- دفعت حكومة الاحتلال إلى الاستعانة بالأصدقاء العرب والغربيين من أجل التوصل لاتفاقات مع سلطة رام الله، وهدفها الأساسي هو استهداف المقاومة التي بدأت تنتشر في عموم الأراضي المحتلة.

ولكن هذه المحاولات سواء السياسية أو العسكرية لن تفلح -من وجهة نظر خريشة- في القضاء على المقاومة حتى بمساعدة النخبة السياسية الفلسطينية التي تقف اليوم أمام مرحلة تاريخية حيث يمكنها توفير غطاء سياسي لهذه المقاومة وإطلاق سراح المعتقلين من المقاومين أو أن تكف يدها عما يحدث، لأنها بطريقتها الحالية تزيد من عزل نفسها، حسب تعبيره.

لا بديل للمقاومة

هذا الحديث عن جدوى المقاومة، يؤيده وزير الداخلية الأردني الأسبق سمير حباشنة الذي يؤكد أن حكومة الاحتلال تتعامل بمنطق الغيتو والانعزال، ولا ترى في الطرف الآخر إلا خصما يجب القضاء عليه أو التحصن منه خلف جدر كالتي تبنيها حاليا.

غير أن هذه الجدران -التي تقيمها إسرائيل على الحدود مع مصر أو حتى الأردن أو لبنان- لن تكون كافية لحمايتها من الفلسطينيين الذين لا يرون بديلا عن نيل حريتهم وإقامة دولتهم، وهو هدف سوف يتحقق نهاية المطاف، حسب قوله.

ولا يجد حباشنة في اتفاقيات التطبيع -التي أبرمتها إسرائيل مع دول عربية مثل مصر والأردن وغيرهما أو التي تحاول إبرامها حاليا مع السعودية- حلا لمشكلتها، لأن التطبيع نهاية الأمر لن يكون حقيقيا ما لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم، بدليل أن الشعبين المصري والأردني لم يقبلا بالتطبيع رغم مرور 40 و30 عاما على توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة.

بالتالي -يقول حباشنة- فإن ما تقوم به دولة الاحتلال حاليا في جنين من اجتياحات لن يوقف المقاومة بقدر ما يغذيها لأنه يستدعي ردة فعل مشروعة على الطريقة العنيفة الظالمة العنصرية التي تتعامل بها إسرائيل.

وخلص الوزير الأردني إلى تأكيد أن مطالبة الجانب الفلسطيني بإظهار رغبة في السلام، ومحاولة كسب تأييد دول العالم إلى صفه، لا تعني أبدا التخلي عن المقاومة العسكرية التي تتطلب توافقا فلسطينيا على مشروع سياسي موحد وإنهاء حالة الانقسام الراهنة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

نيوزويك: إسرائيل في حرب مع إيران على 7 جبهات

أفادت مجلة نيوزويك الأميركية، في تحليل إخباري، أن المخاوف تتزايد في أرجاء منطقة الشرق الأوسط من احتمال اندلاع صراع أكبر بين إسرائيل وإيران على 7 جبهات رئيسية على الأقل، في وقت ما تزال فيه تل أبيب غارقة في الحرب على قطاع غزة وتفكر، علنا، في شن هجوم جديد على جنوب لبنان.

على أن ما ذهب إليه توم أوكونور -الصحفي المختص بشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية بالمجلة- في تحليله بالمجلة الأميركية، سبقه إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحدث الأسبوع الماضي عن انخراط بلاده في "حرب على 7 جبهات" مع إيران التي اتهمها بأنها تدعم تحالفا غير رسمي من فصائل متعددة على مستوى المنطقة يعرف باسم "محور المقاومة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوموند: لماذا كثرت الاعتداءات على المسلمين في السويد؟list 2 of 2نيويورك تايمز: هكذا وقف بايدن حجر عثرة أمام مكافحة المجاعة في غزةend of list

ومع تصاعد التهديدات وعدم وجود مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أو الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تطرق أوكونور في مقاله بمجلة نيوزويك إلى الجبهات السبع التي تعرضت فيها إسرائيل بالفعل لضربات، والتي يمكن أن تشكل بؤرا لمزيد من التصعيد في حالة اندلاع صراع واسع النطاق. والجبهات هي:

– قطاع غزة
ظلت إسرائيل منغمسة في العديد من الصراعات والاشتباكات منذ تولي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السلطة في غزة عام 2007.

على أن الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أشعل، بدوره، فتيل "أطول وأعنف حرب" حتى الآن في المنطقة الساحلية المكتظة بالسكان، توضح نيوزويك.

وفي حين ادعى المسؤولون الإسرائيليون تحقيق مكاسب كبيرة في الصراع، فقد اعترفوا أيضا بصعوبة تحقيق أهدافهم المعلنة المتمثلة في هزيمة حماس ككيان عسكري وسياسي فاعل، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا في المستقبل، وإعادة الأسرى الذين ما زالوا محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

– الضفة الغربية
يواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أزمة شرعية كبيرة بسبب الاستياء الشعبي من عدم إجراء انتخابات، وتزايد النشاط العسكري والاستيطاني الإسرائيلي الذي أدى إلى تفاقم المشاكل، والمساهمة في تقليص مهام السلطة الفلسطينية التي تحتفظ بسيطرة "إسمية" على أجزاء من الضفة الغربية، وفق نيوزويك.

ونفذ الجيش الإسرائيلي اقتحامات منتظمة على "معاقل مسلحين" مثل مخيم جنين للاجئين، في حين قامت حماس والفصائل الأخرى، بما في ذلك الجماعات المستقلة، بتوسيع نفوذها في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة القدس المحتلة.

– لبنان
بدأت إسرائيل بالفعل في مضاعفة الموارد المخصصة للجبهة الشمالية نتيجة تصاعد الاشتباكات مع حزب الله، الذي صرح لمجلة نيوزويك مؤخرا بأنه "مستعد لأي شيء".

ومع أن إسرائيل غزت لبنان 3 مرات في الماضي، وخاضت حربين كبيرتين شارك فيهما حزب الله، إلا أن المراقبين حذروا من أن اندلاع صراع شامل جديد قد يتسبب في أكبر تدمير حتى الآن لكلا الجانبين.

وحذر الكاتب من أن يستهدف حزب الله مدنا إسرائيلية كبرى مثل تل أبيب وحيفا، بوابل من القذائف لاجتثاث منظومات الدفاع الإسرائيلية كالقبة الحديدية.

– سوريا
منذ اندلاع الحرب على غزة، صرح مسؤولون إسرائيليون لمجلة نيوزويك أن تحالفا قويا يُعرف باسم "فرقة الإمام الحسين"،  مكونا من حزب الله وجماعات مسلحة من أفغانستان، وباكستان، واليمن ودول أخرى، ومدعوما من إيران، ينشط في سوريا ويقف إلى جانب الرئيس بشار الأسد.

وأفاد أوكونور أن إسرائيل ظلت تتعرض لإطلاق نيران من حين إلى آخر من سوريا، إلا أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل مسؤولين عسكريين إيرانيين في مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل/نيسان الماضي، أعقبه أول تبادل مباشر على الإطلاق لهجمات بين إيران وإسرائيل، مما فاقم المخاوف من حدوث صراع شامل بين العدوين اللدودين.

– العراق
تنحدر عدد من الجماعات المسلحة الفاعلة في سوريا من العراق، الذي برز كجبهة نشطة بشكل خاص منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس. ورغم أن العراق لا يقع على حدود إسرائيل مباشرة، إلا أنه كان مصدرا لهجمات متكررة بمسيّرات وصواريخ أعلن مسؤوليته عنها تحالف من الفصائل المعروفة باسم المقاومة الإسلامية في العراق، والتي تضم جماعات بارزة مثل حركة النجباء، وكتائب حزب الله، وأصحاب الكهف وغيرها.

– اليمن
رسَّخت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن نفسها كواحدة من فصائل محور المقاومة "الأشد فتكا"، حيث أطلقت وابلا من الصواريخ وهجمات بطائرات مسيرة ضد إسرائيل. كما تنخرط أحيانا في عمليات مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، وكذلك ضد بعض السفن التجارية في عرض البحر الأحمر.

– إيران
مع أن طهران ظلت تؤكد مرارا وتكرارا أنها لا تسعى إلى حرب إقليمية، إلا أن مسؤولين إيرانيين أعربوا عن اعتقادهم، في تصريحات لنيوزويك، أن لدى حزب الله من القوة ما يمكنه وحده من هزيمة عدوهم المشترك.

غير أن أوكونور لفت في تحليله، إلى لهجة إيران ازدادت حدة في الآونة الأخيرة مع تزايد التركيز على احتمال نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، وإعلان مسؤوليها عن دعمهم المباشر لفصائل "محور المقاومة".

– جبهات محتملة
بحسب مقال نيوزويك، سعى "التحالف المدعوم من إيران" إلى توسيع مظلته لتشمل مناطق أخرى، وخلص الكاتب إلى أن ما يزيد المشهد الإقليمي تعقيدا أيضا الشراكة المتنامية بين إيران وروسيا، التي استخدمت الطائرات الإيرانية المسيرة في حربها المستمرة على أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • "الشعبية": جرائم الاحتلال بحق المدنيين تعكس جبنه ويأسه أمام ضربات المقاومة
  • الفصائل الفلسطينية تقصف مستوطنة سديروت في غلاف غزة
  • هنية يستقبل قيادة "الديمقراطية" ويبحثون تطورات "طوفان الأقصى" والمشهد الوطني
  • في مثل هذا اليوم 5 يوليو.. "معركة كورسك" أول انتكاسة لهتلر في الحرب العالمية الثانية.. والجزائر تنتزع استقلالها بعد احتلال فرنسي دام 132 عامًا
  • عاجل.. حدث أمني في غزة ومروحيات الإنقاذ تنقل جنود إسرائيليين
  • عاجل| الاحتلال ينسحب من مخيم جنين بالضفة بعد عملية عسكرية استغرقت 4 ساعات
  • «منى» تطلب الطلاق بعد 3 أشهر من الزواج لسبب غريب.. السفر كلمة السر
  • مغردون: معركة الشجاعية دروس جديدة مبتكرة للمقاومة
  • نيوزويك: إسرائيل في حرب مع إيران على 7 جبهات
  • المقاومة بالضفة تحيي سلاح القنص بوجه الاحتلال