للبحر الأحمر منزلة خاصة في التاريخ اليهودي وفي الفكر الاستراتيجي الصهيوني فقد نسج المؤرخون العبرانيون ورجال الدين اليهود حكايات عن صلات اليهود الاقدمين بالبحر الأحمر .

- حكايات واساطير

وتمتد تلك الحكايات والاساطير إلى مملكة سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد .

حيث يحكى التاريخ اليهودي أن مملكة سليمان اتسعت حتى شملت البحر الأحمر .

ومع ولادة الصهيونية في التاريخ الحديث ومن خلال مؤتمرهم سنه 1897م فقد شغل البحر الأحمر اهمية كبيره لدى قادة الحركة الصهيونية منذ أن اتجهت إلى جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود .

وقد اقامت الصهيونية دعواها في شأن البحر الأحمر على مزيج من النصوص الدينية والأساطير التاريخية حيث زعموا أن للمملكة سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد صلة وثيقة بالبحر الأحمر إذ اتسع ملكه حتى شمل هذا البحر ، وتزوج ببلقيس ملكة سبأ في اليمن ، و إن أسرة هيلاسيلاسي - سبط يهوذا - في الحبشة هي من ذرية هذين الملكين .

وهذا يفسر لنا اصرار المؤرخين والجغرافيين الصهاينة على اطلاق الأسماء العبرية على المواقع والمناطق الذي احتلوها فقد اطلقوا على منطقة أم الرشراش اسم إيلات .

- الاستراتيجية الصهيونية

جوهر التوجة الاستراتيجي الصهيوني للسيطرة على البحر الأحمر هو مد ( بُر الكيان ) بحرا حتى مضيق باب المندب وتوسيع السيطرة على البحر الأحمر ممرا وجُزرا ومضايق قد المستطاع من خلال الاستفادة من الصراعات والاحداث العالمية والدعم الغربي للكيان .

وايضا نفي الطابع العربي عن البحر الأحمر ففي نظر الكيان الصهيوني فإن البحر الأحمر لا يمكن أن يكون أو يصبح ( بحيرة عربية ) كما لا يمكن أن يكون وقفا على المصالح العربية وحدها .

كذلك من جوهر التوجة الاستراتيجي الصهيوني اقامة علاقات وترسيخها وتعميقها مع الدول الأفريقية وخاصة الشرقية منها المطلة على البحر الأحمر لأي احتمال ولتوظيف تلك الدول في حزام الأمن العربي المواجهة للكيان أو تحيدا لها على الأقل .

-الأهداف المنشودة .

وما أن تولى ( ديفيد بن غوريون ) رئاسة الحكومة الصهيونية بعد قيام كيانهم الغاصب في فلسطين سنة 1948م حتى أعلن استراتيجية كيانهم في البحر الأحمر بقوله : ( أن سيطره اسرائيل على نقاط في البخر الأحمر ستساعد اسرائيل على الفكاك من أي محاولات لمحاصرتها وتطويقها ، كما ستشكل قاعدة انطلاق عسكري لمهاجمة أعدائنا في عقر دارهم قبل أن يبادروا إلى مهاجمتنا ) .

-الهدنة المشئومة

وحتى يوم 16 مارس 1949م لم يكن للكيان الصهيوني أي حدود او وجود أو نقاط وصول إلى البحر الأحمر .

لكن مع توقيع اتفاقيات الهدنة المشئومه في 24 فبراير 1949م جعل الكيان الصهيوني يندفع جنوبا ليحتل منطقة أم الرشراش على خليج العقبة ومن ثم تغيير اسمها و انشاء ميناء فيها إيلات وبذلك اصبح للكيان منفذ يطل به على البحر الأحمر .

وما أن شرع الكيان في بناء ميناء ايلات على البحر الاحمر سنه 1951م أعلن بن غوريون ( أن اساطيل داود وسليمان ستشق طريقها من جديد في البحر الأحمر بعد توقف دام أكثر من ألفي عام ).

في حين يردد المؤرخون الصهاينة المعاصرون ( إن البحر الأحمر كان بحرا يهوديا في الماضي ، وسيبقي كدلك في الحاضر والمستقبل ) .

الدعم الأمريكي

ترتبط الاطماع الصهيونية في البحر الأحمر بالأهداف الاستعمارية الغربية والتى تعود إلى الأيام الاولى لإنشاء كيانهم في قلب الوطن العربي واستمرار دعمه وعرقله نهوض العرب والحيلولة دون تقدمهم ووحدتهم .

ومن خلال استخدام الصهيونية ما لديها من وسائل الضغط على الإدارة الأمريكية حتى يكون للدولة اليهودية المنشودة قيامها نصيب في النقب والبحر الأحمر .

فقد اثمرت تلك الضغوط والدعم الأمريكي السياسي آنذاك إذا اصدر الرئيس الأمريكي هاري ترومان أمره إلى وفد بلاده في الأمم المتحدة : ( من إجل إدراج منطقة النقب مع جزء من خليج العقبة ضمن حدود الدولة اليهودية التي كانت في مرحلة المخاض ).

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: على البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء

التحديات التي فرضتها صنعاء على البحرية الأمريكية

تكلفة غير متكافئة: بينما تطلق القوات اليمنية طائرات مسيرة منخفضة التكلفة وصواريخ محلية الصنع، تعتمد البحرية الأمريكية على منظومات دفاعية تكلف الواحدة منها ملايين الدولارات، ما يخلق استنزافًا اقتصاديًا حادًا.

إرباك حركة التجارة العالمية: تشير البيانات إلى أن 30% من حركة الحاويات العالمية تأثرت مباشرة نتيجة الهجمات البحرية اليمنية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل والشحن والتأمين، ودفع الشركات إلى اتخاذ مسارات بديلة أكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح.

عجز استخباراتي أمريكي: على الرغم من أن الهجمات البحرية اليمنية تعتمد على الرصد الدقيق للأهداف العسكرية والتجارية، إلا أن القيادة الأمريكية تعاني من قصور استخباراتي واضح، حيث فشلت في التنبؤ بالهجمات أو احتوائها، وفقًا لما ورد في التقرير.

تكتيكات يمنية تقلب موازين البحر الأحمر

وأوضح التقرير أن القوات اليمنية استخدمت مزيجًا من الطائرات المسيّرة، الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز الساحلية، مما مكنها من فرض منطقة تهديد واسعة النطاق دون الحاجة إلى أسطول بحري.

ومن أبرز العمليات التي أشار إليها التقرير:

عملية السيطرة على السفينة “جالاكسي ليدر” في نوفمبر 2023، حيث استخدمت مروحية مسيرة لإنزال قوة هجومية على متن السفينة، في سابقة نوعية تعكس التخطيط والتنسيق عالي المستوى لدى القوات اليمنية.

الهجوم على السفينة “MV True Confidence”، والذي تسبب في أول خسائر بشرية مباشرة في النزاع البحري، مما رفع مستوى المخاطر على السفن التجارية وأجبر العديد من الشركات على إعادة النظر في خطط عبور البحر الأحمر.

التكلفة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة

وتشير تقديرات الخبراء العسكريين إلى أن العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر تكلف مليارات الدولارات شهريًا، حيث تتطلب تشغيل مستمر للسفن الحربية والطائرات الدفاعية، إضافة إلى استخدام مكثف لصواريخ باهظة الثمن لاعتراض الهجمات اليمنية.

وهذا الاستنزاف المالي والعسكري يضع واشنطن أمام تحدٍ كبير حول مدى استدامة هذه العمليات، خصوصًا في ظل غياب استراتيجية واضحة للقضاء على التهديد اليمني أو احتوائه بفعالية.

البُعد السياسي والاستراتيجي

ولم يقتصر التقرير على الجوانب العسكرية، بل أشار إلى أن القوات اليمنية استفادت من الانقسامات بين الحلفاء الغربيين بشأن الحرب في غزة، حيث لم يُظهر الاتحاد الأوروبي حماسًا كبيرًا لمواجهة صنعاء عسكريًا، وركز على ضرورة تهدئة الأوضاع بدلًا من تصعيدها.

كما أن الصين، رغم امتلاكها مصالح ضخمة في البحر الأحمر، لم تتدخل ضد القوات اليمنية، وهو ما يعكس عدم رغبة بكين في الدخول في صراع قد يعزز النفوذ الأمريكي في المنطقة، مما يمنح صنعاء ميزة استراتيجية إضافية.

مستقبل المواجهة في البحر الأحمر

ويختتم التقرير بتحليل لمستقبل النزاع، متسائلًا: هل تسعى صنعاء للسيطرة الكاملة على الممرات البحرية، أم أن هدفها يقتصر على فرض النفوذ البحري؟

وحتى الآن، لم تصل القوات اليمنية إلى مستوى السيطرة التامة على البحر الأحمر، لكنها نجحت في جعله منطقة غير آمنة للسفن التجارية والعسكرية الغربية، وهو إنجاز استراتيجي بحد ذاته.

وفي ظل غياب حلول عسكرية فعالة، يشير التقرير إلى أن البحرية الأمريكية قد تجد نفسها في موقف حرج إذا استمرت صنعاء في تطوير تكتيكاتها واستخدام أسلحة أكثر تطورًا.

هل واشنطن أمام إعادة تقييم لجدوى عملياتها في البحر الأحمر؟

ومع استمرار هذا الاستنزاف، يطرح التقرير تساؤلًا جوهريًا: إذا لم تجد الولايات المتحدة استراتيجية أكثر كفاءة في التعامل مع القوات اليمنية، فهل ستضطر إلى إعادة تقييم جدوى عملياتها العسكرية في البحر الأحمر؟

وحتى ذلك الحين، يبدو أن صنعاء مستمرة في فرض معادلتها الخاصة، مجبرة البحرية الأمريكية على لعب دور دفاعي في واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم.

 

المساء برس

مقالات مشابهة

  • تداول 48 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر
  • نائب وزير الخارجية يفتتح برنامجاً تدريبياً حول مكافحة التهديدات في البحر الأحمر
  • تهديدات الحوثيين لـ”إسرائيل”.. هل هي بداية لمرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية؟
  • الحصار في البحر الأحمر.. نقطة ضعف استراتيجية للعدو الإسرائيلي
  • 4 أَيَّـام مُهلة للكيان الصهيوني من سيد القول وَالفعل
  • دولة عربية تطلق مشروع حاويات ضخم على البحر الأحمر بقيمة 800 مليون دولار
  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
  • تداول 140 ألف طن و894 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء
  • صنعاء تكشف عن موعد عودة عمليات البحر الأحمر