خالد الجندي عن «عُمرة البدل»: ابتلينا بأمر يُسمى «التدين بالوكالة»
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه بعد عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، ابتلينا بأمر يسمى «التدين بالوكالة»، إذ ظهر أصحاب هذا النوع بأشكال متعددة، فمثلا ظهر لدينا وظيفة «المغسلاتي»، وهذا الأمر لم يكن معروفا في صدر الإسلام، فكان كل شخص يُغسل المتوفي التابع له، فهو أولى بستر عورته وخلافه، وغيرها من الوظائف مثل «الراقي الشرعي»، فكان كل شخص يرقي نفسه، والراقي الشرعي ليس بدعة، وهكذا وصولا لأمر شخص يقوم بأداء عمرة بدلا عن آخر بمقابل مادي.
وأضاف «الجندي»، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «مساء DMC»، تقديم إيمان الحصري عبر فضائية «DMC»: «الأمر توسع بصورة غير قابلة للفهم أو الإدارك، و«التدين بالوكالة» أصبح أمرا خطير ويتواجد في كل النواحي الدينية لدى المسلمين، ولا نفهم سببها سواء كسل أو تراخي أو تقاعس وغيرها».
وتابع: «عمرة البدل، والمبررات التي انتشرت لها، سواء بسبب المرض أو تدني الحالة المادية وغيرها، لم تحدث قط في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو زمن التابعين له»، مشيرا إلى أن هناك عبادات تقبل النيابة وأخرى لا يجوز فيها ذلك، ويختلف الأمر بين المذاهب الدينية، فمثلا المذهب الحنفي يرى أنه لا يجوز النيابة في العبادات البدنية إطلاقا كالصلاة والحج، ولكن يجوز في العبادات المالية أي أداء الزكاة نيابة عن آخر.
عبادات مركبة بين المالية والبدنيةوأكمل: «هناك عبادات مركبة بين المالية والبدنية مثل الحج والعمرة، والفقهاء قالوا تجوز النيابة في تلك العبادات ولكن شرطها أن تكون بدون اشتراط من المُوكل، أيب بدون مقابل مادي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عمرة البدل الإسلام الحج العمرة خالد الجندي
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: الصحابة تميزوا بوعي ديني عميق وجرأة أدبية في سؤال النبي عن الوحي والاجتهاد
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الصحابة رضوان الله عليهم امتلكوا وعيًا دينيًا راسخًا وجرأة أدبية محمودة في سعيهم للمعرفة، مشيرًا إلى أنهم لم يترددوا في سؤال النبي محمد ﷺ عما إذا كان كلامه وحيًا من الله أم اجتهادًا شخصيًا منه.
وأوضح الشيخ الجندي خلال حلقة برنامجه «لعلهم يفقهون» على قناة DMC، والتي حملت عنوان «حوار الأجيال»، أن الإسلام لم يمنع طرح الأسئلة بل شجع عليه، طالما كان ذلك في إطار الأدب وحسن النية بهدف الفهم والتعلم الصحيح للدين.
نماذج من وعي الصحابة في التمييز بين الوحي والرأي
استعرض الشيخ الجندي أمثلة من حياة الصحابة التي تجسد هذا الوعي، منها موقف الصحابي الحباب بن المنذر في غزوة بدر، حين سأل النبي ﷺ عن موقع الجيش: "أهذا منزل أنزلكه الله، لا رأي لنا فيه، أم هو الرأي والمكيدة؟"، وبعد أن أجابه النبي ﷺ بأنه الرأي والمكيدة، اقترح الحباب تغيير الموقع بناءً على اعتبارات استراتيجية.
وأكد الجندي أن هذا الموقف يدل على فهم الصحابة العميق لضرورة التمييز بين ما هو وحي واجب التسليم به، وما هو اجتهاد قابل للمناقشة.
كما استشهد بموقف الصحابي كعب بن مالك عندما بشره النبي ﷺ بقبول توبته، فسأله كعب: "أمنك أم من الله؟"، ليجيبه النبي ﷺ: "بل من الله"، فسجد كعب شكرًا لله. وأشار الجندي إلى أن هذا السؤال يعكس حرص الصحابة على التثبت من مصدر المعلومة وإيمانهم الراسخ.
التسليم الواعي أساس الفهم الصحيح للدين
شدد الشيخ خالد الجندي على أهمية التمييز بين الوحي والاجتهاد النبوي، موضحًا أن النبي ﷺ لا ينطق عن الهوى، ولكنه في بعض الأحيان كان يجتهد.
وأكد أن الخضوع لما جاء من الله ورسوله كتشريع هو واجب، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".
كما أكد الشيخ الجندي أن الصحابة لم يسلموا تسليمًا أعمى، بل كانوا يتحققون ويفهمون، مما يدل على وعيهم ونضجهم في التعامل مع النصوص الشرعية.