بعد تحويله مقلبا للنفايات.. ماذا حدث لسور مجرى العيون؟|إجراءات عاجلة من الحكومة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
تتميز مصر بأثارها العظيمة والكثيرة، إذ يأتي إليها كل وافد من المشرق والمغرب قاصداً مزاراتها السياحية المنتشرة في شبر من أرضها، والتي نالت القاهرة النصيب الأعظم منها، إذ تنقسم القاهرة للقاهرتين الحديثة والقديمة، وتتميز القاهرة القديمة بالعديد من المواقع التاريخية المتميزة بنفحاتها الدينية، وتاريخها الطويل الممتد على كل العصور، واستطاعت الدولة أن تعيد الروح لأشهر موقع أثري في منطقة مصر القديمة بشارع مجرى العيون وطريق صلاح سالم، حيث أعادت ترميم سور مجرى العيون الشهير بعد أن تحول لمكب للنفايات.
تضمنت الأعمال ترميم وصيانة السواقي الخشبية المقامة أعلى المبنى، وإزالة التعديات على السور والحرم الأثري، ومعالجة وتنظيف الأحجار، وإزالة طبقات السناج والاتساخات، وصيانة الأشغال الخشبية والأرضيات بالممرات الداخلية، وتأهيل السلالم وتغشية الفتحات، بالإضافة إلى رفع كفاءة المنطقة المحيط بالأثر.
ويعد برج مأخذ سور مجرى العيون، قناطر للمياه تقع بمنطقة مصر القديمة بشارع مجرى العيون وطريق صلاح سالم، وقد تم تسجيلها في عداد الآثار الإسلامية عام 1951، وهي تمتد من فم الخليج إلى باب القرافة بميدان السيدة عائشة ويبلغ امتدادها ما يقرب من ثلاثة كيلومتر بعدد 292 فتحة، تبدأ من برج المآخذ وهو يمثل الجزء الأول للسقاية ويتكون من برج سداسي الشكل من الحجر، يوجد بسطحه عدد 6 سواقي يصعد إليها عن طريق منحدر من الجانب الشرقي للبرج.
يتوسط برج المأخذ من أعلى حوض كبير سداسي الشكل من الطربماوب الأحمر ليمنع تسرب المياه إليه بواسطة السواقي الستة التي كانت مركبة بسطح البرج إذ ترفع المياه إليه لتصب في أحواض حجرية صغيرة تتصل بالحوض الأوسط الكبير عن طريق قنوات صغيرة، عبارة عن عقود مدببة ترجع لعصر السلطان الغوري وهي محمولة على دعامات من الحجر. وقد ظلت هذه القناطر مستعملة حتى عام 1872.
يرجع تاريخ إنشائه إلى الناصر صلاح الدين الأيوبي، حيث كان الهدف من بنائه هو تزويد قلعة صلاح الدين الأيوبي بالماء، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 1312، وأقام لها السلطان الغوري خلال فترة حكمه مأخذا للمياه به ستة سواقي بالقرب من مسجد السيدة عائشة.
ولم يتبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي شيئا سوي بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة المواجهة لمسجد السيدة عائشة.
وقد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، أنشأ خلالهما أربع سواقي على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم إسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي.
وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، بعدما كان قديما حتى القلعة، وقد بُنى هذا السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمة من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهي بصب المياه في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة.
وفي عصر السلطان الغوري، أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواقي بالقرب من السيدة نفيسة لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة، وكان الهدف من إنشائها هو تزويد قلعة صلاح الدين الأيوبي بالماء.
وخلال العصر العثماني شهدت سقاية فم الخليج (مجرى العيون) عدد من الإصلاحات بها، كما استخدمت الحملة الفرنسية بعض أجزائها كحصن حربي للمراقبة وجعلت فيها فتحات كبيرة لمدافعها، ثم قام محمد على باشا بإنشاء تفريعه لتصل المياه إلى قبة الإمام الشافعي ومدفن العائلة المالكة.
ومن جانبه، قال خبير التنمية المستدامة واستشاري المناطق غير الآمنة، الدكتور الحسين حسان، إن الحكومة تعمل جاهدة على أكثر من 25 ألف مشروع تنموى، مشيراً إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيقضى على العشوائيات الموجودة وسيصبح هناك نقلة نوعية لأهل مصر.
وأضاف الحسان في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن ملف العشوائيات في مصر، كان أحد أهم التحديات التي تواجه الدولة منذ عقود طوال، وكان بمثابة كابوس يراود الكثير من المواطنين في العديد من المحافظات في مصر، ومؤخرًا بدأت الحكومة بإعطاء هذا الملف أولوية قصوى من اهتماماتها، حتى تحوّل مشهد العشوائيات في مصر إلى صورة حضارية ونموذج مشرف، ومصدر إلهام للدول التي تسعى إلى تنفيذ هذه التجربة الرائدة في القضاء على العشوائيات، وبناء مناطق سكنية حضارية تليق بالمواطن، واعتباره حقًا من حقوق الإنسان.
وخصصت الدولة ميزانية بالمليارات للقضاء على العشوائيات، حيث استفاد من التطوير نحو 1.2 مليون مواطن. وبلغ عدد المناطق غير الآمنة المطورة، 357 منطقة في 25 محافظة، بإجمالي 246 ألف وحدة سكنية، وبتكلفة بلغت 63 مليار جنيه كتكلفة للمشروعات والقيمة التقديرية للأرض، وذلك بواقع 33 منطقة غير آمنة من الدرجة الأولى، و269 منطقة غير آمنة من الدرجة الثانية، و34 منطقة غير آمنة من الدرجة الثالثة، و21 منطقة غير آمنة من الدرجة الرابعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجرى العيون سور مجرى العيون مصر القديمة صلاح سالم سور مجرى العیون السیدة عائشة
إقرأ أيضاً:
الليلة.. "أنتحار معلق" و"مش زي الأفلام" على مسرح القناطر الخيرية بمهرجان النوادي
يشهد مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، اليوم الاثنين، عرضين مسرحيين، ضمن فعاليات المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الثانية والثلاثين، الذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، حتى ١٠ مايو المقبل، وينفذ بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
عرض انتحار معلق
العرض المسرحي الأول بعنوان "انتحار معلق" وهو لفرقة المنصورة، تأليف ياسر إسماعيل، وإخراج محمود الزيني، ويعرض في السادسة مساءً.
وتدور أحداثه حول شاب في العشرينات من عمره يقرر الانتحار، وفي اللحظات القليلة التي تسبق موته، تظهر له شخصية تمثل ذاكرته، لتستعرض أمامه المشاهد والمواقف التي أثرت في حياته.
عرض مش زى الأفلامأما العرض الثاني لفرقة الإسماعيلية، ويحمل عنوان "مش زي الأفلام"، تأليف وإخراج منة مجدي، ويعرض في الثامنة مساءً.
وتدور أحداثه حول فتاة تسجن بتهمة الشروع في قتل رجل أعمال شهير، وخلال فترة السجن تُرتكب عدة جرائم قتل فاعلها مجهول، وتتصاعد الأحداث.
المهرجان تتكون لجنته التحكيمية من د. محمد زعيمة، د. مصطفى حامد، الموسيقار د. وليد الشهاوي، الكاتب سعيد حجاج، والمخرج سامح مجاهد، وتصدر عنه نشرة يومية برئاسة تحرير الكاتب والناقد يسري حسان.
وينفذ المهرجان من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، والإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير، ويشارك فيه هذا العام 27 عرضا مسرحيا مجانيا، بواقع عرضين يوميا، ويدير الدورة المخرج محمد الطايع، مدير نوادي المسرح.