ضار ويسبب التجاعيد.. كيف تتجنبين تأثير مكيفات الهواء على البشرة؟

في لقائها مع مجلة "إيه دي" الأميركية، كشفت عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة ناعومي كامبل، عن سر من أسرار جمال بشرتها قائلة، "لا أحب الغرف المكيفة، ولا أفضل النوم تحت المكيف؛ لأنه يسبب تجاعيد البشرة".

وبالرغم من روعة الإحساس ببرودة الجو والراحة التي توفرها أنظمة التكييف، إضافة إلى دورها في تصفية الهواء من الملوثات وأهميتها في تحسين الأداء والإنتاج في بيئة العمل، فإن تأثير تلك الأنظمة التي باتت جزءا لا غنى عنه في حياتنا ليس جيدا على الدوام، وبالأخص على البشرة.

بشرة جافة وباهتة

يقول دكتور ليان ماك، طبيب الأمراض الجلدية المعتمد في ولاية نيويورك الأميركية لموقع "مارثا ستيوارت"، إن أنظمة التكييف تعمل على التخلص من الرطوبة في المكان بشكل عشوائي بما في ذلك رطوبة الجلد، مما يضر بخلايا البشرة ويحفز ظهور بعض المشكلات الجلدية، وأهمها جفاف البشرة وتهيجها، ومن وجهة نظره، فإن أفضل الحلول هو تثبيت جهاز ضبط الرطوبة في أحد أطراف الغرفة، مع الاهتمام بتنظيف مرشحات جهاز المكيف لتجنب نمو البكتيريا الضارة والفطريات.

ويوصي ماك كذلك بوضع بعض النباتات في الغرف المكيفة، ويقول، إن النباتات تسهم في زيادة الرطوبة في الجو عن طريق انتقال الماء من التربة والجذور إلى أوراق النبات، ومن ثم تبخرها وخروجها للهواء المحيط في عملية "النتح".

أنظمة التكييف تعمل على التخلص من الرطوبة في المكان بشكل عشوائي بما في ذلك رطوبة الجلد (شترستوك) التأثير السلبي للمكيف على البشرة

أكدت دراسة علمية، نُشرت بالجريدة الرسمية للجمعية اليابانية لأمراض الحساسية في يوليو/تموز 2020، أن التعرض لتدفق هواء المكيف يؤدي إلى تغيير درجة حموضة البشرة ونقص بروتين الفيلاغرين الموجود بها، مما يسهل الإصابة بكثير من الأمراض الجلدية، وتفاقم الأعراض بالنسبة لمصابي الإكزيما، ونصحت الدراسة بضرورة تقليل التعرض لمكيفات الهواء، خاصة بالنسبة لمرضى الاضطرابات الجلدية.

ونشرت المجلة الدولية لعلوم التجميل في يونيو/حزيران 2016 دراسة علمية حول تأثير الرطوبة المنخفضة على طبقات البشرة السطحية، خاصة أثناء تعبيرات الوجه، وتابع الباحثون حركة الجلد حول زوايا العين للمشاركين في البحث أثناء التبسم في ظروف ونسب رطوبة مختلفة (10% و80%)، وبعد قياس حجم التجاعيد قبل وبعد حركة العضلات المتحكمة في تعابير الوجه، توصل الباحثون إلى دور الرطوبة المنخفضة والجو الجاف في تشكيل التجاعيد، وحذر الباحثون من ظهور تجاعيد دائمة على المدى الطويل مع التعرض المفرط لمكيفات الهواء والرطوبة المنخفضة.

واختبرت دراسة يابانية تأثير درجة رطوبة الغرفة على تكوين التجاعيد، وأظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت على موقع مكتبة الطب الوطنية الأميركية في 2007، أن زيادة الرطوبة لها خصائص إيجابية على الجلد، بعكس الرطوبة المنخفضة والجو الجاف اللذين يسببان انخفاضا ملحوظا في مرونة الجلد ومقاومته، ويجعلانه عرضة للتجاعيد والخطوط الدقيقة، وأشار الباحثون إلى أن الرطوبة المثالية للجو المحيط تتراوح بين 30% إلى 50%.

يجب استخدام الكريمات المرطبة لتعويض الترطيب المفقود جراء مكيف الهواء (بيكسلز) آثار جانبية متعددة

ويوضح أطباء الجلدية المخاطر الصحية والآثار التي يتركها مكيف الهواء على البشرة؛ ومنها:

جفاف البشرة: يمثل الهواء البارد والجاف الناتج عن مكيفات الهواء أحد العوامل البيئية المؤثرة على البشرة، حيث يفتقر الجلد إلى الرطوبة الكافية ويصبح خشنا ومشدودا، كما يعمل على إتلاف حاجز البشرة، وتفقد الطبقة الخارجية من الجلد زيوتها الطبيعية، ويختلف جفاف البشرة في شدته. تفاقم الأمراض الجلدية: يؤدي التعرض للهواء الجاف وانخفاض مستويات الرطوبة الناتج عن المكيفات إلى حدوث مضاعفات، وتفاقم أعراض الأمراض الجلدية الموجودة مسبقا؛ مثل: الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)، والصدفية. تهيج الجلد: عندما يتدفق الهواء البارد الصادر عن المكيف على الجلد مباشرة يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الجلدي العصبي، ومن أهم أعراضه الشعور بالحكة. ظهور تجاعيد وخطوط دقيقة: إذا لم يتم تعويض الترطيب المفقود من طبقات البشرة، تظهر التجاعيد والخطوط الدقيقة وعلامات الشيخوخة المبكرة الناتجة عن عوامل ومؤثرات بيئية خارجية، وهي خلاف الشيخوخة البيولوجية الناتجة عن عوامل وراثية. تقليل إنتاج البشرة للزيوت الطبيعية: يقلل الهواء البارد الناتج عن مكيف الهواء من إفراز العرق، مما يسمح بتراكم السموم على سطح الجلد، كما يقلل من الزيوت الطبيعية المفيدة التي تنتجها البشرة، ويُسرع من تبخرها وتصبح البشرة جافة وباهتة وغير صحية. إحمرار الجلد وظهور الأوردة العنكبوتية: يؤثر التغير المفاجيء في درجات الحرارة، بسبب الانتقال من الأماكن المكيفة إلى الخارج حيث الحرارة المرتفعة أو العكس على البشرة، ويعمل على تمدد الأوعية الدموية وظهور الأوردة العنكبوتية بها. التعرض للهواء الجاف وانخفاض مستويات الرطوبة الناتج عن المكيفات يؤدي إلى حدوث مضاعفات جلدية (غيتي) تدابير وقائية

ونظرا لأن الجلد يعدّ أحد أهم خطوط الدفاع الأولى للجسم ضد البكتريا الضارة والفيروسات، يقدم الخبراء والمتخصصون مجموعة من التدابير اليومية الوقائية الواجب اتباعها، لتجنب الأضرار المحتملة لمكيف الهواء والحفاظ على بشرتك رطبة وصحية؛ ومنها:

شرب كميات كافية من السوائل على مدار اليوم: لأنها تساعد في الحفاظ على بشرتك رطبة وممتلئة، وقدر الباحثون متوسط استهلاك الرجال المطلوب من السوائل 3.7 لتر يوميا، وللنساء 2.7 لتر. استخدام الرذاذ المرطب على الوجه: يعدّ طريقة سهلة وسريعة لترطيب البشرة دون إتلاف "مكياجك" خلال ساعات العمل، وينبغي لك أن يحتوي رذاذ الوجه على مكونات تعزز الاحتفاظ بالرطوبة لاستعادة توازن الماء في بشرتك، والحصول على نتائج تدوم لفترة أطول. ترطيب الجلد باستمرار: يجب استخدام الكريمات المرطبة لتعويض الترطيب المفقود جراء مكيف الهواء، وينصح الخبراء باستخدام خيارات ذات أساس زيتي؛ مثل: حمض الهيالورونيك والغلسرين والسيراميد، أو استخدام الزيوت الجافة؛ مثل: زيت اللوز وزيت الزيتون، التي يمتصها الجلد بسهولة وبشكل كامل. تنظيم وقت التعرض لمكيف الهواء: ويتم ذلك من خلال تنظيم استخدام المكيفات داخل المنازل وعدم تشغيلها على مدار الساعة، والحرص على فتح النوافذ لتجديد الهواء أثناء عدم التشغيل. استخدام جهاز ترطيب الهواء: الذي يعمل على تعويض الرطوبة المفقودة في الغرفة، خاصة خلال الليل حيث يزداد تخلص الجسم من السوائل أثناء النوم، ويمكن استبدال جهاز ضبط الرطوبة بدلو مملوء بالماء، ووضعه مكشوفا بالقرب من الوحدة الداخلية للمكيف، حتى يتبخر الماء ببطء مع الحفاظ على رطوبة المكان. مع ضرورة توجيه هواء المكيف لأعلى بدلا من توجيهه مباشرة نحو الجسم.

المصدر: الجزيرة