«أحلام وحنين وفرح وهبة» نماذج نسائية مُلهمة.. لكل منهن قصة كفاح
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
نماذج مشرّفة لسيدات وفتيات عملن بمجالات متعددة لجلب رزقهن وقوت أبنائهن، منهن من تعمل لمساعدة والدها وإحداهن من أجل مساعدة زوجها أو ربما أرادت إحداهن أن تبقى لها بصمة ومكانة في المجتمع، وتعرض «الوطن» قصص كفاح ونماذج لسيدات امتهن مهنا صعبة لكنهن أثبتن وجودهن وصمودهن والدليل النجاح والاستمرار رغم التحديات.
حنين خالد، فتاة في أول العشرينيات من العمر، شابة محبة للعمل طموحة لا تعرف للكسل طريقا، فبمجرد حصولها على بكالوريوس التجارة جامعة عين شمس، تفرغت لمشروعها في الأكل الكوري، الذي تميزت به وتعدّه كما لو كانت نشأت على سُفرة المطبخ الكوري، تقول لـ«الوطن»، إنها أحبّت الدراما الكورية والتي منها جاءتها فكرة الطهي الكوري ثم بيعه لمريديه من خلال حفظ الطعام في صندوق والتجول به في شوارع المعادي.
بعد الرفض.. والدتها تؤيدها وتشجعهاوتوضح حنين أنها لرغبتها في التمكن أكثر وأداء عملها بجودة أعلى لجأت لدراسة اللغة الكورية في المركز الثقافي الكوري، وهناك تعرفت على ثقافة الطهي من أهله، وتعرفت على أصدقاء كوريين خلال دراستها اللغة ما مكَّنها أكثر من الطهي الكوري، لافتة إلى أنها قررت طهي الطعام الكوري وبيعه ليكون مشروعا ربحيا لها، إلا أنها في البداية لاقت اعتراضا من أسرتها، ومع الوقت شجَّعتها والدتها وجلبت لها المكونات وتركت لها المطبخ لتعمل كما شاءت.
تشير حنين إلى نجاحها وذيع صيتها بالصندوق الخشبي الذي تتجول به ويحوي أشهي أنواع الأكل الكوري الذي يتميز بتوازنه وكونه صحيا فهو مزيج من الخضروات والبقوليات والبروتين والدهون الصحية بالاضافة لمذاقه المميز، مؤكدة على نجاحها وأصبح لها زبائن يقبلون عليها كما أن السفير الكوري ذهب بنفسه إليها وحياها لعملها واجتهادها فأطلق من وقتها عليها سفيرة الأكل الكوري، مختتمة: حلمي أعمل مطعم كبير وأقدم فيه الاكل الكوري ويكون له فروع في كل مصر.
سيدة كريب البلكونةأم راضي سيدة أربعينية، أرادت أن تدعم زوجها وتجلب دخلا إضافيا لأبنائها الأربعة متفاوتي الأعمار فأكبرهم في الثانوية العامة، تقول لـ«الوطن»، إن زوجها كان رافضا في البداية، إلا أنها أقنعته مع الوقت خاصة أنها بدأت ببيع الملابس من منزلها وحققت أرباحا تكفي احتياج الأسرة، لافتة إلى أنها قررت أن تجمع بين العمل هذا، بإضافة عمل آخر وهو إعداد أطعمة بيتي مثل المحشي، الملوخية، البط وكل أصناف المنزل المعروفة وبيعها وتوصيلها لراغبيها.
دليفري الكريب من البلكونة والنجاح ما يعرفش صعوبةتوضح أم راضي المدعوة بهبة وهبة أنها خاضت تجربة في محل سندوتشات الكريب وتعلمت الصنعة جيدا وبعد مرور شهور أغلق المحل فلم يكن لها عمل، فقررت أن تستغل حرفتها الجديدة فبدأت من أعلى سطح منزلها باستعداد وهمة عاليتين، لافتة إلى أنها بدأت العمل وإعداد الكريب بأسعار أقل من المحلات وعرفها أهل المنطقة وبدأوا يطلبوا منها السندوتشات، وكانت توصلها لهم بسبت الغسيل من البكونة ومن هنا ذاع صيتها بسيدة كريب البلكونة، وتختتم بقولها: اللي عاوز يشتغل مش هيتحجج بالصعوبات وكل أملي محل الناس تجيلي عليه.
فرح صانعة الفطير المشلتت والمعجناتفرح شابة تبلغ من العمر 22 عاما، نشأت منذ طفولتها مع والدها الصنايعي المتخصص في صناعة عيش الكريب والعيش السوري والرقاق والفطير المشلتت، وهي أكبر أشقائها فظلت تتعلم من والدها إلى أن احترفت الصنعة ولم تكتف بهذا القدر بل علّمت أشقاءها الصغار حتى تمكنوا هم الآخرون مثلها.
فرح تدرس وتعمل بمحل والدها في الفطير المشلتتوتشير فرح إلى أنها تخرجت في كلية النظم والمعلومات بتقدير جيد جدا، رغم انشغالها في حرفة والدها التي تعد مصدر دخلهم الوحيد، لافتة إلى أنها ترغب أن تعلم كل السيدات والفتيات الراغبات في العمل وتساعدهن في تحقيق دخل ثابت لهن وتحقيق الكفاية الذاتية، معلقة: نفسي أعمل مصنع كبير ويكون له فروع تعرض المنتجات المختلفة المصنوعة فقط من الدقيق والملح والماء، وتعد أشهى الأطعمة.
فتاة الموتوسيكل بالزقازيقأحلام خالد فتاة تبلغ 20 عاما من العمر، من أسرة متوسطة الحال توفي والدها في سن صغيرة ووالدتها موظفة ولديها شقيقة تكبرها، تعلمتا منذ الصغر على الاجتهاد والسعي لأجل حياة كريمة، تقول لـ«الوطن»، إنها شقت طريقها ببيع الملابس في محلات متخصصة، ومحلات لبيع الهواتف المحمولة والاكسسوارات، لافتة إلى رغبتها في أن تحقق لنفسها دخلا اقتصاديا وتدخر منه، فلجأت مع الوقت إلى تخصيص عمل خاص لها وهو عربة كبدة، لكنه لم يستمر طويلا فاختارت أن تعمل في توصيل الطلبات واشترت بالتقسيط موتوسيكل لتعمل دليفري وذاع صيتها بسبب محبتها بين أصدقائها الذين أعلنوا عن عملها الجديد لتجد عملاء كثر وشقت طريقها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشرقية قصة نجاح الطعام الكوري
إقرأ أيضاً:
بيارة الصرف.. مقبرة أربعة شباب وحكايات كفاح لم تكتمل
في زوايا قرية الرجدية الهادئة، كانت الحياة تسير بشكل طبيعي، يحفها كفاح الشباب وسعيهم وراء لقمة العيش، أربعة أصدقاء، محمد كارم، محمد رأفت، جمال مصطفى، ومحمد رجب، كانوا نموذجاً للكفاح، شباب في مقتبل العمر يقتسمون الأحلام، يروون أرض العمل بعرقهم، قبل أن تخطفهم بيارة صرف صحي في لحظة مأساوية، تاركة خلفها فراغاً لن يملأه إلا الحزن.
محمد كارم كان يعد العدّة لمستقبل أفضل، بينما جمال كان يرسم خطوط مستقبله بأيدٍ متعبة ولكن طموحة، محمد رأفت ومحمد رجب لم يكونا أقل عزماً، يتشاركان مع أصدقائهما دروب الحياة وصعابها، لكن القدر كان أسرع، وبيارة الموت كانت النهاية المفجعة، حيث اختلطت الأحلام بالوحل، وابتلعهم الظلام.
الحادثة أسفرت عن وفاة الأصدقاء الأربعة وإصابة اثنين آخرين في حالة حرجة، لكن صوت الحكومة لم يغِب عن المأساة، فقد وجه الوزير محمد جبران بسرعة التحرك، لتقديم العزاء لعائلات الضحايا، وزيارة المصابين، والتحقيق في الحادث لكشف أسبابه ومنع تكرار هذا السيناريو المؤلم.
كما أُعلنت التعويضات لأسر الضحايا والمصابين، تأكيداً على وقوف الدولة بجانب أبنائها.
القرية التي احتضنت طفولتهم خرجت عن بكرة أبيها لتوديعهم في مشهد جنائزي مهيب، حيث امتزجت الدموع بالدعاء، في أزقة البلدة، كانت الحكايات تتردد: "محمد كان شاباً خلوقاً، لا يتردد في مساعدة الآخرين"، و"جمال كان يكافح ليبني مستقبلاً مشرقاً".
أما الجيران، فلم يكفوا عن سرد مآثرهم: "كانوا كتفاً لكتف، في العمل والصداقة، حتى في الموت"، الجنازة كانت حديث البلدة، ليس فقط لبكاء الأهل، بل لحسرة كل بيت، وكأن كل عائلة فقدت ابناً من أبنائها.
الحزن خيم على كل زاوية، وذكرياتهم لم تفارق القلوب، هؤلاء الشباب غادروا الحياة قبل أن يكتمل مشوارهم، تاركين خلفهم وجعا.
مشاركة