بوابة الوفد:
2025-03-15@23:30:27 GMT

التجار لا يرحمون

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

الحقيقة أنه لا يمكن أبداً أن يستمر الوضع بهذا الشكل فى غياب الرقابة الحكومية عن مراقبة وضبط الأسواق، لدرجة أن التجار يرتكبون جرائم بشعة فى حق المواطنين، فالحكومة لم ترفع الأسعار وتصيب الدنيا بالغلاء فحسب، وإنما تركت الناس فريسة للتجار الجشعين يفعلون ما يشاءون ويتجاوزون الحدود والتصرفات فى رفع الأسعار، لدرجة أن السلعة الواحدة فى شارع واحد أو سوق واحد تباع بأسعار متفاوتة ومبالغ فيها، ليس لأن الجودة مثلاً مختلفة، وليس لأن هذه السلعة مختلفة عن الأخرى.

. إنما هو جشع بشع يمارس فى حق المواطن..

المؤسف أن الحكومة تقف متفرجة على ما يحدث دون اتخاذ موقف لوقف المهازل التى يرتكبها التجار فى حق المواطن.. والتجار يزدادون فى مهازلهم لإدراكهم الكامل أن الرقابة غائبة، وحتى لو وقع تاجر تحت يد جهاز رقابى، فالعقوبة هزيلة وضعيفة.. والذى يثير الدهشة والاستغراب أن تكون هناك سلعة ما ازدادت قيمتها بشكل زهيد، إلا أن التجار يبالغون فى رفع أسعارها بشكل يدعو إلى الحسرة والألم، فالرقابة الحكومية على ضبط الأسعار غائبة تماماً، والتشريعات التى تعاقب الجشعين هزيلة وضعيفة ولا تقوى على صد هذا الجشع الذى يكتوى بناره المواطنون.

كان المفروض على الحكومة قبل الاتفاق مع صندوق النقد الدولى الذى بسببه تسير البلاد على نهج الإصلاح الذى يدفع فاتورته المواطنون، أن تكون هناك عمليتان مهمتان.. الأولى هى توفير الحماية الاجتماعية الكاملة لهذا الشعب المسكين الذى طال انتظاره لحياة كريمة منذ عشرات السنين ومن أجل هذه الحياة الكريمة قام بثورة عظيمة فى 30 يونيو وحتى كتابة هذه السطور ما زال الحلم لم يتحقق، وزاد الطين بلة أنه بات يضرب أخماساً فى أسداس، ويحسب ألف حساب لكيفية إنفاق المرتب الهزيل الذى لا يكفى لأيام معدودة أمام أسعار ملتهبة، وتجار جشعين لا يرحمون أحداً.

العملية الثانية أن الحكومة لم تقم بسن التشريعات اللازمة لمحاكمة كل من تسول له نفسه من التجار الجشعين إذلال المواطن على ذله وفقره، وإضافة إلى ذلك لم تقم الحكومة بوضع الخطط الكفيلة التى تمنع الاستغلال والجشع ضد كل الممارسات السيئة التى يتعرض لها حالياً المواطنون. ومع عظيم الأسف تركت الحكومة الأمور للظروف دون اتخاذ أية خطوات تحمى الناس من أى جشع، وضاعت أو غابت الرقابة، وبدأ كل تاجر يتصرف كما يشاء!!.. هل يجوز بهذا الحال المايل أن تستمر الأمور والمواطن الذى يتحمل كل المشاق الصعبة من ارتفاع للأسعار، وممارسات سيئة وبشعة من جانب التجار الذين لا يرحمون ولا يتقون الله فى هذا الشعب المطحون؟ فإلى متى تستمر هذه الأوضاع غير الطبيعية، لابد للحكومة التى ترفع الأسعار من أجل الإصلاح كما تقول، أن تحمى الناس من جشع التجار الذين يرفعون الأسعار كما يحلو لهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ضبط الأسواق

إقرأ أيضاً:

(حلو يا الزين) … (الدبلوماسية، وقون المغربية)

*◼️(حلو يا الزين) … (الدبلوماسية، وقون المغربية)…*
جمهور الكرة ب(شندي) فى نهاية (الثمنينات والتسعينات) يذكر جيدا هتافا محببا لجماهير المدرجات وهي تهتف لقناص نادي النيل العريق، الحلفاوي النبيل والهداف الخطير الزين ابراهيم، (حلو يا الزين.. حلو يا الزين)..

الزين سليل اسرة رياضية فاضلة مع اشقائه(محمد وحسين ومصطفى الربع) حياهم الله جميعا، كان يبدع ويمتع فى احراز الأهداف الحاسمة وجندلة الخصوم مستخدما مهارته الفائقة فى هز الشباك، ومثل جيلا عظيما من نجوم كرة القدم فى شندى انذاك هدافا لنادي لنيل، وكان المخضرم سعد الريح فى (الاهلي) ، والمكير اسماعيل دوكة (النسر)، والخطير محمد الزين (الحوش) ، وكبيرهم (الفلتة) احرف من لعب كرة القدم فى الدنيا قبل معرفتنا ب(ميسي وكريستيانو وفنيسيوس) المرحوم (عبدالمحمود الخواجة) نجم ساردية، جميعهم خلدوا اسماءهم فى ذاكرة الكرة الشنداوية .

تذكرت الهتاف المحبب وانا اقرأ بيان مجلس السلم الافريقي الذى صدر مساء امس واعلن موقفا موحدا رافضا لمؤامرة الجنجويد ومشايعيهم تكوين “حكومة موازية” وانا اردد ” حلو يا الزين ” ، والزين هنا هو “الزين ابراهيم حسين” سفيرنا باثيوبيا والاتحاد الافريقي الذى احرز هدفا قاتلا فى مرمي المليشيا المتمردة، يحاكي روعة جندلة الزين ابراهيم الشنداوي للخصوم، ومن عجب ان الهدف جاء مع لحظات الافطار ليشابه كذلك ” قون المغربية” الذى كنا نقول انه ” احسن من مية” لانه يسدل الستار على هزيمة لاتعوض.

“اخر مسمار” فى نعش طموحات ال دقلو التامرية ومشايعيهم من القحاتة “جناح تاسيس” دقه مجلس السلم والامن الافريقي امس ببيانه الرافض لتاسيس الحكومة الموازية .

كان غريبا بالطبع ان ياتي الموقف الافريقي متاخرا، بعد موجة ادانات عاتية غمرت “مشروع حكومة ال دقلو” واغرقته وطمرته وشيعته الى مزبلة التاريخ.

الاتحاد الافريقي وبحكم ارتباطه الحيوى بالسودان بحكم علاقات الجغرافيا والمحيط الواحد كان ينبغي ان يبادر برفض توجه التقسيم الذى نحت اليه المليشيا بدعوتها الخطيرة المهددة لوحدة دوله الاعضاء، وارتجينا ان يكون موقفه هاديا وحاديا لدول العالم ومؤسساته الدولية، ولكنه تاخر كثيرا فى الرفض والادانه، فقد سبقته على سبيل المثال لا الحصر “مصر واريتريا وتركيا والسعودية وقطر والاردن والكويت والولايات المتحدة” .

ومما ضاعف حيرة المراقبين ان ما عبر عنه البيان الافريقي القوى من موقف رافض للحكومة الموازية واي توجه لتقسيم السودان جاء متاخرا لايام عن مجلس الامن الدولي الذى شدد على وحدة وسيادة بلادنا مشيعا هو الاخر “طموحات ال دقلو” فى انشاء اية سلطة تهدد بتقسيم السودان..

وحق لنا ان نحتفي ببيان مجلس السلم الافريقي لانه وجه ضربة موجعة للمليشيا واصاب احلامها فى مفتل حينما اجمع وبكامل عضويته على رفض الحكومة الموازية فى موقف لم تشذ عنه حتى الدول التى كانت تتخذ مواقفا سالبة تجاه السودان مثل نيجيريا.

المجلس دعا جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي صراحة إلى “عدم الاعتراف بأي حكومة موازية أو كيان يسعى إلى تقسيم السودان أو حكم أي جزء من أراضيه أو مؤسساته، كما حث الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على الامتناع عن تقديم أي دعم أو مساعدة لأي جماعة مسلحة أو سياسية تهدف إلى إنشاء حكومة موازية أو كيان منفصل داخل السودان”.

تستحق الدبلوماسية السودانية التحية على هذا الانتصار الكبير، فقد تجلت حنكة سفيرنا فى الاتحاد الافريقي الزين ابراهيم حسين فى هذا الانجاز الباهر ، وهو يتحرك بهدوء دبلوماسي وفى صمت بين اعضاء المجلس لاصدار هذا البيان المحترم الذى خاطب فى الاساس شواغل دول القارة الافريقية ومخاوفهم من التقسيم ، قبل ان يعبر عن موقف تجاه السودان، ف(خميرة عكننة) الوحدة وبذور الانقسام موجودة فى دول عديدة ، وهو الامر الذى يستدعي قفل الباب امام مغامرات المتمردين واجندة المخربين والعملاء الذين تستخدمهم المخابرات العالمية ودول الشر لتنفيذ طموحات التقسيم وخلق كيانات موازية للحكومات التى تحظي باعتراف المجتمع الدولي…

شكرا سعادة السفير محمد عروشي، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الأفريقي ورئيس مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي للشهر الحالي، على خطابه الذى فتح الباب امام الموقف الافريقي التاريخي تجاه السودان، والتهاني تمتد لسعادة السفير المعتق علي يوسف وزير الخارجية على الانجاز الذى تحقق وسفرائه يدكون معاقل المليشيا فى كل مكان… و( حلو يا الزين)..

محمد عبدالقادر

رئيس تحرير صحيفة«الكرامة»

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الضغط يولد الانفجار .. منشور مثير من فتحي سند عن مباراة القمة
  • تجار سوق الربيع يناشدون السلطات لتسريع إجراءات العودة بعد الحريق
  • مكتب الزكاة بالحديدة يدشن حملة توعوية للتعريف بأهمية الزكاة
  • تدشين حملة توعوية لتعزيز الوعي بأهمية الزكاة في الحديدة
  • وزير الأوقاف يشارك أهالى المطرية حفل إفطارهم الجماعى
  • الشركة الإسلامية اليمنية للتأمين تسلم الدفعة الأولى من مبالغ التعويضات لعدد من التجار المتضررين
  • فى ذكرى وفاتها.. ما الذى حدث فى قضية حبيبة الشماع؟
  • تفاقم معاناة المواطنين بمناطق سيطرة الحوثيين مع انتصاف رمضان
  • القيلوشي: مراقبة الأسعار مستمرة والتجار المخالفون سيواجهون إجراءات قانونية
  • (حلو يا الزين) … (الدبلوماسية، وقون المغربية)