عرقل الوجود العسكري الأمريكي في المناطق التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية توسع ميليشيات تدعمها روسيا وإيران ولها موطئ قدم في مناطق غربي نهر الفرات، فيما اتهمت "قسد" طهران بمحاولة بسط نفوذها، مستغلة اشتباكات مع العشائر تكثف الولايات المتحدة العمل على احتوائها.

وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية، أبدت واشنطن تخوفها من التحركات الإيرانية على ضوء المواجهات العنيفة بين الحليفين السابقين العشائر العربية من جهة، والوحدات الكردية المدعومة أمريكياً من جهة ثانية.

US Officials Visit Syria's Deir el-Zour in Bid to Defuse Tribal Unrest

SDF accuses Assad & Iran of sending tribal trouble.

U.S.'s Ethan Goldrich & Major Gen. Joel Vowell met Arab tribal leaders & SDF commanders & agreed to "address local grievances" https://t.co/9wEAYJGwJI

— Joshua Landis (@joshua_landis) September 4, 2023 استغلال الأوضاع

كما اتهم مسؤولون أمريكيون طهران بالسعي لإيجاد موطئ قدم في المنطقة الغنية بالنفط، بينما تلفت مصادر محلية من جهة أخرى إلى "دور مشبوه" لتركيا في تأجيج الوضع ودفعه لحافة الهاوية، من خلال فتح طريق لمسلحي العشائر للالتحاق بجبهة القتال ضد الأكراد.

من جانبها أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن إيثان غولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون سوريا، والميجر جنرال جويل بي فاول، قائد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، اجتمعا مع شيوخ العشائر العربية وقادة قوات سوريا الديمقراطية واتفقوا على "نظر المظالم المحلية ووقف تصعيد العنف بأسرع ما يمكن وتجنب سقوط ضحايا".

NEA Deputy Assistant Secretary Goldrich and OIR Commander Major General Vowell met in northeast Syria with the SDF, the SDC, and tribal leaders from Deir El-Zour. They agreed on the importance of addressing the grievances of residents of Deir El-Zour, the dangers of outsiders…

— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) September 3, 2023

وذكرت تقارير غربية ومصادر من دير الزور، أن إيران تسرع من خطواتها للتوسع في مناطق النفوذ الأمريكي الكردي أو في محيطه، وكثفت من برنامج تجنيد العشائر العربية في المنطقة، عبر ما يسمى بمراكز الاستقطاب من خلال إغراءات مالية كبيرة، في مسعى للتشويش على الوجود الأمريكي في المنطقة.

The SDF militia announces the death of 11 of its members in Deir Ezzor pic.twitter.com/wAVMwVDDUi

— Ralph Mines (@Moonfreyo) September 4, 2023 اتهامات متبادلة

يقول شيوخ العشائر العربية إنهم حرموا من ثرواتهم النفطية بعدما وضعت القوات التي يقودها الأكراد يدها على أكبر آبار النفط السورية بعد رحيل تنظيم داعش، كما تعددت الشكاوي من الإهمال الذي تعاني منه مناطقهم مقابل الاهتمام بالمناطق ذات الأغلبية الكردية.

وقال الشيخ محمود الجارالله، أحد شيوخ قبائل المنطقة، لموقع "ميدل إيست أون لاين" إنهم يريدون إبعاد القوات الكردية من جميع أنحاء دير الزور وتسليم إدارة المنطقة إلى سكان من أصول عربية.

وتوسعت الاضطرابات المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحين من العشائر العربية في ريف دير الزور وانتقلت إلى مناطق أخرى، بعد ظهور مقاطع مصورة لشيوخ عشائر عربية يحملون السلاح ويطالبون الشباب بالقتال الولايات المتحدة إلى التحرك سريعاً لجهة نزع فتيل التوتر وقطع الطريق على ميليشيات إيرانية تقول مصادر غربية وكردية إنها استغلت الوضع لتوسيع نفوذها في المنطقة الغنية بالنفط.

واتهم متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إيران والحكومة السورية بإرسال من وصفها بـ"ميليشيات" العشائر لخلق فوضى في شمال شرق سوريا حيث تتمركز معظم القوات الأميركية الباقية في البلاد التي يقترب عددها من900.

Reportedly, the #IslamicRepublic of #Iran & the #MuslimBrotherhood militias are collaborating to weaken and reduce the #SDF control in #EastSyria.

Goal: organize an "Arab Sunni" intifada against the #Kurds with Iran & Ikhwan support.

This aims at crippling US presence in Syria. pic.twitter.com/UbtGP48Ps8

— Walid Phares (@WalidPhares) September 2, 2023 أهداف مشتركة

وتلتقي أهداف إيران وتركيا في مناطق غربي نهر الفرات لجهة إضعاف الإدارة الذاتية الكردية وتحجيم نفوذها بينما تعمل أنقرة على مسار سياسي يستهدف إعادة تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية بعد سنوات من القطيعة والتوتر في صفقة قد يدفع ثمنها المكون الكردي في شمال سوريا وكذلك الميليشيات والجماعات الإسلامية السورية التي كانت تتمتع بدعم تركي كبير.

ووجدت الميليشيات الإيرانية بعد فرض نفوذها في ريف دير الزور الشرقي، فرصة مواتية للدخول إلى مدينتي القامشلي والحسكة، في ظل الصراعات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، بين روسيا والولايات المتحدة من جهة، و"قسد" وتركيا من جهة أخرى ونقلت أنباء شبه مؤكد عن تواجد مسؤول الانتساب في الحرس الثوري الإيراني هاشم السطام، في المنطقة في إشارة واضحة على أن هناك محاولات لاستفادة مليشيات إيران القريبة من المنطقة من الصراع بالتدخل لمزيد من تأجيجه.

وأدى اعتقال قوات سوريا الديمقراطية لقائد عربي منشق في الشهر الماضي إلى اندلاع اضطرابات سرعان ما اجتاحت عدداً من البلدات من البصيرة حتى الشحيل، في حزام نفط استراتيجي في منطقة العشائر العربية شرقي نهر الفرات.

#سوريا.. 50 قتيلاً في اشتباكات بين عشائر وقوات سوريا الديمقراطية في #دير_الزور https://t.co/geo9u6sXm9

— 24.ae (@20fourMedia) September 1, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سوريا إيران قوات سوریا الدیمقراطیة العشائر العربیة فی المنطقة دیر الزور من جهة

إقرأ أيضاً:

انعكاسات عودة ترامب للرئاسة الأميركية على إيران

طهران- في ظل التصعيد غير المسبوق بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وبعد أن بدأ الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان رئاسته في إيران منذ 3 أشهر فقط، والحديث عن عودة المفاوضات مع الغرب، تشكل عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية حدثا مثيرا للجدل، خاصة في ظل تأثير سياسته السابقة على علاقة الولايات المتحدة بإيران، وما شهدته المنطقة من توترات في عهده.

وكانت فترة رئاسة ترامب قد شهدت تصعيدا غير مسبوق مع إيران، بدءا من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية شديدة سميت بـ"الضغوط القصوى"، وصولا إلى التوتر العسكري الذي بلغ ذروته باغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

واليوم، وبعد إعلان فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، تتساءل الأوساط الإيرانية والدولية عن مدى تأثير ذلك على مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية، والاحتمالات المتجددة للصراع أو العودة إلى طاولة المفاوضات، لا سيما أن العملة الإيرانية في أدنى مستوياتها والأزمة الاقتصادية تخيم على البلاد.

إضعاف النفوذ

أوضح أستاذ العلاقات الدولية جواد حيران نيا أنه مع قدوم ترامب سيتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التحرك بحرية أكثر في سبيل تحقيق النظام الذي تفضله الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، وبالتالي، سيسرع من تحقيق النظام الأميركي الإسرائيلي في المنطقة، مع التركيز على إضعاف إيران ومحور المقاومة.

مضيفا في حديثه للجزيرة نت أن ترامب لا يؤمن بحل الدولتين، ومن خلال إضعاف حلفاء إيران في المنطقة، سيجد أن تحقيق النظام الذي يرغب فيه هو وإسرائيل سيكون أسهل، ورأى أنه من المحتمل أن يستغل نتنياهو هذه الفرصة لإضعاف حركة حماس ولفرض شروطه على حزب الله في لبنان، خصوصا أنه أقال وزير دفاعه يوآف غالانت، مما مهد الطريق بشكل أكبر لهذا الهدف.

وتابع حيران نيا أن إسرائيل -بالإضافة إلى الشروط المدرجة في القرار 1701 مع حزب الله في لبنان- ستسعى مع قدوم ترامب وبسهولة أكبر لضمان منع إعادة تسليح حزب الله.

وفي ما يتعلق برد فعل محتمل من إيران تجاه إسرائيل، توقع أن ترامب سيدعم هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، إذ إنه قد صرح بذلك مسبقا وأعرب عن عدم رضاه من ضغوط الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن على نتنياهو لعدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

ويصف أستاذ العلاقات الدولية تصريح إيران بعدم اهتمامها بمن سيكون رئيس الولايات المتحدة بـ"غير الدقيق"، إذ إنه مع قدوم ترامب ستزداد صعوبة الضغوط الاقتصادية على إيران، خصوصا في الالتفاف على العقوبات، ولن يسمح ترامب لإيران ببيع النفط إلى الصين بسهولة، وسيضغط على الصين بخصوص هذا الأمر، وفق رأيه.

ويتابع في هذا الشأن قائلا إنه من المرجح أن يحاول ترامب في البداية إغلاق قنوات بيع النفط الإيراني إلى الصين لإضعاف إيران بشكل أكبر، وطرح مسألة التفاوض بعد ذلك، رغم ما قد يسبق الخطوة من محادثات.

وأشار إلى تصريح سابق لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حين قال إنه ليس من المهم من يكون رئيس الولايات المتحدة وإن إيران ستتفاوض وفقا لمصالحها، معتبرا أن هذه التصريحات تشير إلى أن إيران مهيأة للتفاوض مع ترامب، وأن موضوع "تحريم" التفاوض معها لم يعد قائما، مشيرا إلى أنه تجب ملاحظة أن التفاوض بالنسبة إلى ترامب لن يكون مقتصرا على الملف النووي فقط، بل سيشمل كذلك السياسة الإقليمية لإيران وقضية الصواريخ.

وفي سياق متصل، وفي ما يتعلق بقضايا المنطقة، لن توافق دول الخليج العربية ترامب كما كانت في السابق، وفق ما يعتقده حيران نيا الذي يرى أن التجارب المستفادة من فترته الرئاسية الأولى جعلتهم يسعون لتفادي الدخول في صراع مباشر بين إيران والولايات المتحدة، رغم تعاونهم مع ترامب خلال فترته الأولى ببعض المجالات، إذ إنهم يبحثون عن تحقيق خططهم التنموية ويبتعدون عن الحروب.

صناعة النفط الإيرانية تخضع لعقوبات أميركية قاسية (رويترز) عودة غير مؤثرة

وقال أستاذ الدراسات الأميركية فؤاد إيزدي إن كلا من هاريس وترامب يقفون ضد إيران، لذلك لن يختلف الأمر بالنسبة لها، وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الدعم الذي قدمه الديمقراطيون لإسرائيل أظهر أن النفوذ الإسرائيلي في النظام السياسي الأميركي يفوق الأحزاب، وبالتالي لن نشهد تعاملا مختلفا من واشنطن تجاه ما يحدث في المنطقة الآن.

وفي ما يتعلق بالحديث الذي يدور حول تسهيل بايدن لإيران بيع نفطها بشكل محدود، أو بعبارة أخرى غض الطرف عن ناقلات النفط الإيرانية إلى حد ما، قال إيزدي إن بايدن لم يسمح بذلك، بل إيران هي التي تمكنت من الالتفاف على العقوبات، وربما يضيف ترامب مزيدا من الضغط على إيران للحد من الالتفاف على العقوبات، لكنها بدورها أيضا تمتلك طرقها الخاصة لبيع نفطها.

وعن محاولات الحكومة الإصلاحية في إيران لإحياء الاتفاق النووي، رأى أستاذ الدراسات الأميركية أن ترامب لن يعود للاتفاق النووي، لأنه هو من انسحب منه، خصوصا أن الأشخاص الذين يعينهم ترامب في إدارته يختارهم من اليمين المتشدد المعادي لإيران، لكنه استبعد أيضا أن تكون هناك موجة كبيرة من العقوبات الجديدة على إيران في هذه المرحلة.

الضغوط القصوى

من جانبه، يعتقد الباحث في الأمن الدولي عارف دهقاندار أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض سيكون لها تأثير كبير على النظام الأمني والجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيسعى ترامب إلى تعزيز موقف إسرائيل وحكومة اليمين التي يقودها نتنياهو، ومنحها مساحة واسعة للتحرك، بهدف تسريع وتيرة تطبيع العلاقات بين العرب وإسرائيل.

كما سيسعى ترامب لزيادة الضغط على حلفاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله والحوثيين وفصائل المقاومة في العراق، بهدف تغيير معادلات الحرب لصالح إسرائيل وترسيخ النظام الإقليمي لصالح حلفائه التقليديين في المنطقة، كما قال إن السعودية والإمارات وإسرائيل سيلعبون دورا مهما في هذا المسار لإعادة ترتيب النظام الإقليمي.

وأردف دهقاندار -في حديثه للجزيرة نت- أن سياسات ترامب عادة ما تكون غير متوقعة وأشد عدوانية من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، ومن المحتمل أن يسعى إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران وحلفائها في المنطقة.

وتابع أنه من المرجح أن يعيد ترامب سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، محاولا توجيه ضربات اقتصادية كبيرة من خلال فرض عقوبات محددة تستهدف الصناعات الرئيسية في إيران، مثل النفط والبتروكيماويات، وتقييد المعاملات البنكية الدولية، وزيادة الضغوط على شركاء إيران التجاريين، بهدف الحصول على تنازلات كبيرة من إيران.

ورأى الباحث في الأمن الدولي أن نجاح هذه السياسة أو فشلها يعتمد إلى حد كبير على مدى استعداد إيران لهذه الظروف، وكيفية استخدامها لتجاربها السابقة في التحايل على العقوبات وتحييد تأثيرها.

وفي ما يتعلق بالحديث عن المفاوضات النووية، اعتبر الباحث أنه في ضوء تحركات ترامب السابقة، يبدو أن مجرد الحديث عن مفاوضات نووية بين إيران وإدارة ترامب يعد أمرا صعبا.

وأضاف أنه من الطبيعي أن يسعى ترامب إلى تحقيق مكاسب أكبر في الملف النووي بزيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على حلفاء إيران في المنطقة، وفرض قيود دائمة على البرنامج النووي الإيراني، وتوسيع نطاق المفاوضات لتشمل الملفات العسكرية والإقليمية، وخلص إلى أن هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد مستوى التوتر في المنطقة، وربما تدفع إيران إلى زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم وتقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ورغم أنها ليست بصدد بناء سلاح نووي، بناءً على فتوى من المرشد الأعلى علي خامنئي التي تحرم تصنيع واستخدام الأسلحة النووية، فإنه بالنظر إلى التغيرات الأمنية الجديدة في المنطقة والديناميات الفقهية في المذهب الشيعي وتأثير عنصر الزمن، ليس من المستبعد أن تعيد الجمهورية الإسلامية النظر في عقيدتها الدفاعية والنووية، خاصة إذا زادت حدة التوترات بين إيران وإسرائيل، وتصاعدت السياسات العدائية من جانب ترامب ضد إيران.

مقالات مشابهة

  • التكامل العشائري الكردي-العربي: تعزيز روابط الشمال بالجنوب
  • انعكاسات عودة ترامب للرئاسة الأميركية على إيران
  • هل تستغل اسرائيل الفترة الانتقالية في أمريكا لضرب برنامج إيران النووي؟
  • رئيس الجمعية العربية الأمريكية: الأجندة الديمقراطية صهيونية لتحطيم الأمة العربية
  • لليوم الثاني.. قصف إسرائيلي على أبنية سكنية في سوريا
  • إعادة تأهيل مركز حركة انطلاق النقل الداخلي بمدينة دير الزور ‏
  • غالانت يرفض وجود إيران في سوريا ويتمسك بدفع حزب الله لشمال الليطاني
  • إيران والدول العربية.. علاقات عنوانها تدخل سافر
  • إيران والدول العربية.. علاقات عنوانها التدخل السافر
  • اشتباكات بين الجيش المصري وأهالي جميمة في مرسى مطروح (شاهد)