رغم وجود أكثر من 100 حزب فى مصر على الورق، إلا أن معظمها مازال بعيدا عن الأحزاب بمفهومها السياسي، ولازالت بلا تأثير فى الشارع، وأكثرها لا يخرج عن كونه تجمعات مصنوعة لا يجمعها معا سوى لافتة ومقر، أما أغلبها فأقرب إلى الجمعيات الأهلية من الحزب السياسى.
ولا نستثنى من ذلك سوى عدد منها لا يزيد على أصابع اليد الواحدة، على رأسها حزب الوفد، الذى يحمل التوصيف السياسى للحزب استنادا إلى شرعيته الشعبية، التى فوضت الوفد المصرى برئاسة سعد زغلول ورفاقه بالسفر إلى باريس للتحدث باسم الشعب للمطالبة بالجلاء والدستور، وهنا كان ميلاده كحزب فى غمار ثوره 1919، أما سائر الأحزاب الأخرى فهى مجرد كيانات مصنوعة لا تمت للحزب السياسى بصلة.
ومن أسف نقول إن مصر بعد أن كانت هى أول بلد عربى عرف الأحزاب السياسية منذ ولادة الحزب الوطنى القديم برئاسة الزعيم مصطفى كامل، ثم صعود الوفد إلى الحكم عام 1923، ولكن مع قيام ثورة يوليو انحصرت التعددية الحزبية خلال حكم الرئيس عبد الناصر فى تنظيم واحد بعد أن أمر بحل الأحزاب، حتى عاد حزب الوفد الجديد بحكم قضائى عام 1984، بالطبع كان لذلك الغياب الحزبى أثره فى ضعف الحركة الحزبية بشكل عام، حتى جاءت ثورة يناير وأطلقت حرية تشكيل الأحزاب بالإخطار فظهر أكثر من 100 حزب فى فتره زمنية قصيرة، لا جدوى لها ولا تأثير لوجودها فى الشارع السياسى. ودليلنا على ذلك انعكس بوضوح مع اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة حيث عجزت تلك الأحزاب حتى الآن عن طرح مرشحيها أو إعداد برامجها؛ لمعالجة مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حتى تتمكن من لفت نظر الناخبين إليها؛ لذلك ونحن على أبواب نهاية جلسات الحوار الوطنى نأمل أن تنص توصياته على ضرورة تفعيل دور الأحزاب، من خلال تغيير قانونها رقم 40 لسنة 1997 والذى يحكمها منذ 46 عاما، مع الإبقاء على لجنة الأحزاب بصلاحيات أوسع ودور جديد، وأتاحت التمويل الحكومى والشعبى لهذه الاحزاب فى ظل رقابة واجبة، حتى تكون لدينا أحزاب سياسية قادرة على إدارة حوار وطنى مع الحكومة يقود البلاد إلى مستقبل أفضل، وتعود السيرة الحزبية القديمة التى نسيناها من زمن طويل.
قبل الختام: ارتفاع أسعار السكر لا نرى له مبررا، خاصة ونحن ننتج معظم استهلاكها ولا نستورد سوى أطنان معدودة؛ اللهم إذا كنا نريد أن نسقى (المرارة) للمستهلكين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوفد سعد زغلول ارتفاع اسعار السكر الحوار الوطني
إقرأ أيضاً:
«الحرية المصري» ينظم ندوة عن دور الأحزاب في التوعية السياسية
نظمت أمانة المجالس الشعبية والمحلية بحزب الحرية المصري، برئاسة هاني الهلالي، وبحضور عدد كبير من قيادات الحزب، ندوة بعنوان «دور الأحزاب في التوعية السياسية في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية».
وقال النائب أحمد مهنى، نائب رئيس حزب الحرية المصري والأمين العام وعضو مجلس النواب، إن المرحلة الحالية تحتاج التكاتف من أجل نشر الوعي لدى جميع المواطنين، خاصة بعد ما تشهده المنطقة من صراعات ومحاولات للتفرقة وإشعال الأوضاع الأمنية على الحدود المصرية وفي منطقة الشرق الأوسط بأكمله.
وأضاف أن الشعب المصري أكد مرارا وتكرارا على وعيه بالعمليات الانتخابية، ما ظهر مؤخرا بالانتخابات الرئاسية ودعم القيادة السياسية والالتفاف حولها، ولذلك فإن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تفعيل دور الأحزاب بشكل أكبر في جميع المحافظات لتحفيز الشباب على المشاركة الفعالة واهميتها وايضا المرأة.
وتحدث المستشار هاني الهلالي، عن دور الاحزاب السياسية في رفع الوعي لدى المواطن بالتحديد في صعيد مصر والقرى النائية عن القاهرة، لصعوبة متابعتهم للأحداث وما يدور من صراعات داخل المنطقة، وطالب بزيادة عدد النواب في الدورة الانتخابية المقبلة، بسبب زيادة عدد السكان.
وأضاف أن الأمانة بصدد عقد اجتماعات دورية للإعلان عن دورات تدريبية لتأهيل الشباب للمشاركة السياسية والدفع بهم في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مشيرا إلى أن التدريب يستهدف أكبر عدد من الشباب وذلك سيكون بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية
وشارك فى ندوة كلا من، النائبة هيام الطباخ، عضو مجلس النواب، ممثلا عن حزب مصر الحديثة وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والمستشار أشرف المقدم، رئيس حزب شعب مصر، واللواء الدكتور أحمد رفاعي، نائب رئيس حزب شعب مصر للتخطيط الاستراتيجي، والدكتور نصر سليمان، رئيس حزب صوت مصر، واللواء صلاح العكاوي، وكيل حزب الأحرار الاشتراكيين، والدكتور سراج عليوه، أمين تنظيم حزب الريادة، و أحمد ابوالفضل، نائب رئيس حزب مصر بلدي، واللواء محمد فودة، أمين الدقهلية وعضو الهيئة العليا حزب الشعب الديمقراطى، واللواء حسام محمود، نائب رئيس حزب صوت مصر، والمستشار أحمد عبدالقادر، أمين أمانة التنمية المجتمعية وعضو الهيئة العليا حزب الجيل الديمقراطي، و عبدالعزيز سمير رئيس اتحاد شباب عمال مصر.