الكتب الخارجية.. والأسعار الفلكية
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
عند الحديث عن نقطة البداية لتقدم أى دولة وتطورها، فإن نظامها التعليمى يأتى على رأس الأولويات والاهتمامات، مما يستدعى منَّا جميعًا وقفة جادة ومسؤولة وإرادة حقيقية لإعادة ترتيب المنظومة التعليمية بالكامل.
مؤخرًا وخلال الأسابيع الماضية، طفحت على السطح مشكلة كبيرة، متمثلة بالكتب الخارجية لطلبة المدارس فى مختلف المراحل، حيث بدأت مبكرًا، منذ بداية أغسطس الماضي، فى فترة الاستعدادات للعام الدراسى الجديد 2023/2024.
منذ ذلك الحين، بدأت رحلة العذاب مع حجز وبدء الدروس الخصوصية لجميع المراحل، ومعها معاناة الأسر وأولياء الأمور والطلبة مع «التنقيب» و»البحث» عن الكتب الخارجية، التى أصبحت «شحيحة» و»نادرة» فى الأسواق.
أزمة الكتاب الخارجي، أضيفت لأزمات التعليم المتكررة كل عام، حيث تدنى نسبة حضور الطلبة، وعجز المعلمين والعمال على حدٍّ سواء، وكثافة الفصول، والمناهج، والدروس الخصوصية.. وغيرها من القضايا الشائكة، التى تزداد تفاقمًا عامًا بعد آخر.
تلك الأزمة المستجدة للعام الثانى على التوالي، أصبحت قضية فى منتهى الخطورة، إذا ما لاحظنا ارتفاع أسعار الكتب الخارجية فى الأسواق، مقارنة بالأعوام الماضية، وباتت مشكلة كبيرة تؤرق ملايين الأسر المصرية، لتلقى بظلاها وأعبائها على كاهلهم، ولم يعد هناك احتمال لأية أعباء أخرى، حيث الغلاء الذى طال كل شيء.
وتبقى القضية ارتفاع أسعار الكتب الخارجية، متعلقة بزيادات بلغت أكثر من 40% عن العام الماضي، لكافة المراحل التعليمية، نظرًا للتضخم وارتفاع أسعار الطباعة والورق والحبر وشحّ الدولار للاستيراد.
للأسف الشديد، وصلت أسعار الكتب الخارجية إلى أرقام فلكية، خصوصًا إذا علمنا أن سعر الكتاب الواحد أو الملزمة الواحدة وصل إلى مئات الجنيهات للمرحلة الابتدائية، ناهيك عن المرحلتين الإعدادية والثانوية!
الأمر فاق كل تصور، وأصبح يحتاج إلى تدخل عاجل من كافة الجهات الرسمية، لوقف هذا العبث، الذى يدمر أجيالًا بأكملها، وإن كان لنا رأى وتحفظ على مبدأ الكتب الخارجية، تمامًا كما الدروس الخصوصية، إلا أن تلك الكتب أصبحت ضرورة لا غنى عنها، فى ظل ضعف كتب الوزارة.
إن قضية عزوف الطلبة عن الكتب المدرسية «كتب الوزارة»، واعتمادهم بشكل كلى على الكتب الخارجية، فى تحصيل دروسهم، رغم تطوير المناهج والكتب من الابتدائى وحتى الثانوي، باتت تحتاج إلى تدخل فورى وحاسم وبحث الأمر على أعلى المستويات، ووضع حلول عاجلة.
تلك القضية لا يمكن إغفالها أو السكوت عليها لأن إعداد وطباعة الكتب المدرسية يتكلف سنويًا مئات الملايين من الجنيهات، ثم تكون النهاية إلقاءها جانبًا، وهذا ما يستدعى بالضرورة وقفة ضد الإهدار للمال وتصحيح المسار، وكذلك لتحديد الأسباب وراء عزوف الطلبة عنها!
ويبقى التساؤل المطروح: لماذا لا تفكر الوزارة بنفس فكر الكتب الخارجية فى إعدادها للكتب المدرسية، ولماذا لا يُنافس الكتاب المدرسى «نظيره» الخارجى فى المرحلة المقبلة؟
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ارتفاع أسعار الكتب الخارجية المنظومة التعليمية الکتب الخارجیة
إقرأ أيضاً:
تقرير: حظر آلاف الكتب في المدارس الأمريكية تتناول موضوعات تتعلق بالعرق والجندر
تصاعدت القيود على الكتب في المدارس الأمريكية، حيث كشفت دراسة جديدة أجرتها منظمة القلم الأمريكية "PEN America" أن معظم الكتب المحظورة تناولت موضوعات تتعلق بالتنوع العرقي والجندري.
ووفقًا للدراسة، من بين 4,218 كتابًا تم حظرها خلال العام الدراسي 2023-2024، احتوى 36% منها على شخصيات خيالية أو حقيقية من الأقليات العرقية، بينما تناول 29% موضوعات مرتبطة بالمجتمع المثليين والمتحولين جنسيًا وغيرهم.
ورغم أن أكثر من نصف طلاب المدارس في الولايات المتحدة ينتمون إلى أقليات عرقية، تشهد البلاد محاولات متزايدة لتقليل وصول الطلاب إلى الكتب التي تتناول قضايا العرق. ويشير تحليل المنظمة إلى أن 44% من الكتب التاريخية والسير الذاتية التي تم حظرها تضمنت شخصيات من الأقليات، منها 29% تحديدًا عن شخصيات سوداء.
وفي تعليق على هذه الظاهرة، وصفت سابرينا بايتا، المديرة العليا لبرنامج "حرية القراءة" في منظمة القلم الأمريكية، هذه الموجة من الرقابة بأنها "هجوم خطير على الفئات المهمشة تاريخيًا"، مضيفة: "عندما نزيل الكتب التي تتناول مجموعات معينة من رفوف المكتبات، فإننا نقوض الهدف الأساسي للمكتبة، وهو عكس تجارب جميع الناس. العواقب السلبية على الشباب حقيقية ولا يمكن تجاهلها".
وعادةً ما يتم تبرير حظر الكتب التي تتناول موضوعات المثليين والمتحولين جنسيًا وغيرهم بحجة احتوائها على مواد جنسية صريحة. إلا أن تحليل منظمة القلم الأمريكية كشف أن 31% فقط من الكتب المحظورة تضمنت إشارات إلى تجارب جنسية، ومعظمها بتفاصيل محدودة، بينما 13% فقط احتوت على وصف مباشر لهذه التجارب.
Relatedبعد عقود من الحظر.. الهند تسمح باستيراد رواية ”آيات شيطانية“ للكاتب سلمان رشديجائزة غسان كنفاني للرواية العربية تذهب للسوري المغيرة الهويدي عن "قماش أسود"رواية "أنشودة الحياة" لنعيم صبري.. عن الحب والزواج وأشياء أخرىوفي ظل تصاعد هذه السياسات، تم تسجيل أكثر من 10 آلاف حالة حظر للكتب في أنحاء الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها، وفقًا للتقرير. وترى المنظمة أن تصاعد "الأيديولوجية القومية المسيحية وتفوق العرق الأبيض" هو السبب الأساسي وراء هذه السياسات التي تستهدف الأدب العرقي والمثليين.
وتزامن ذلك مع تغييرات كبيرة في السياسة التعليمية، حيث شهد العام الدراسي الماضي تصاعدًا في هذه الإجراءات، لكن الأمر تفاقم منذ تولي دونالد ترامب منصبه في بداية 2025، حيث أصدر قرارات واسعة لتقييد الوصول إلى المواد التعليمية المتعلقة بالتنوع.
وفي خطوة مثيرة للجدل، أصدر البنتاغون مذكرة أزالت 67 ألف طالب في 160 مدرسة عسكرية داخل الولايات المتحدة و11 دولة أخرى – منها ألمانيا وتركيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والمملكة المتحدة وبلجيكا – من الوصول إلى الكتب التي تتناول قضايا العرق والجندر.
وأثار الأمر جدلًا واسعًا عندما تم إدراج كتاب الأطفال فريكلس ستروباري "Freckleface Strawberry" للممثلة جوليان مور ضمن قائمة الحظر، بسبب قصته التي تشجع على تقبل الفروقات الشخصية.
ولم تقتصر هذه القرارات على الكتب فقط، بل امتدت لتشمل حذف مواد تعليمية مرتبطة بمناهج "التنوع والإنصاف والشمول" (DEI)، حيث تم إلغاء محتويات "شهر تاريخ السود"، الذي يُحتفل به عادة في فبراير، من مناهج وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي سياق أكثر تصعيدًا، أصدر كريج ترينور، مساعد وزير التعليم الأمريكي للحقوق المدنية بالإنابة، رسالة تهدد بقطع التمويل الفيدرالي عن المؤسسات التعليمية التي تعتمد برامج تدريبية أو أنشطة تعليمية تتعلق بمفاهيم "التنوع والإنصاف والشمول" (DEI).
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية جائزة البوكر الدولية 2025: أي الروايات ستتوج بالأفضل؟ "كل شيء أو لا شيء" عن خفايا حملة ترامب الانتخابية... والأخير يرد: "كذب وافتراء" رواية "قناع بلون السماء" لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" أدبدونالد ترامبكتبعنصرية