هل تقلل عضوية بريكس ارتباط مصر بالدولار؟
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
في الوقت الذي تبحث فيه مصر عن مخرج لأزمة شح الدولار التي أضرت بالاقتصاد، جاء الكشف عن دعوة القاهرة للانضمام إلى مجموعة بريكس ليبعث الآمال حول أحد الأدوات التي قد تعالج الأزمة.
وفي 24 أغسطس/آب الماضي وافقت مجموعة بريكس على دعوة 6 دول لعضويتها، في خطوة توسع هي الأولى منذ عام 2010، ومن شأنها أن تدفع التكتل إلى مرحلة جديدة من الحصة الاقتصادية العالمية.
والدول الست هي: السعودية والأرجنتين والإمارات ومصر وإثيوبيا وإيران، وستبدأ الانضمام مطلع عام 2024، لتنضم إلى روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا.
منافعيقدر المسؤولون السياسيون والاقتصاديون في مصر أن الانضمام إلى بريكس سيعود بمنافع جمة على الاقتصاد المصري، وسط رغبة أعضاء التحالف في التخلص من هيمنة الدولار بمعاملاتهم، وتأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد متعدد الأقطاب.
وتعول مصر على كونها سوقا كبيرة تضم نحو 104 ملايين نسمة، ذلك ما يضمن مستويات طلب مرتفعة على السلع وتنشيط حركة الصادرات من دول المجموعة وإليها.
شح الدولار
يعد شح الدولار أحد أكبر أزمات مصر الحالية، إذ تبلغ قيمة فاتورة الواردت السنوية نحو 95 مليار دولار، بينما يُعد أحد أهم أهداف بريكس توسيع التجارة البينية بالعملات المحلية بعيدا عن العملة الخضراء.
ولجأت القاهرة إلى صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدة جديدة في مارس/آذار الماضي، تزامنا مع حصولها على تعهدات بأكثر من 22 مليار دولار من الودائع والاستثمارات من السعودية والإمارات وقطر.
وتتفاقم الأوضاع مع استمرار ضعف السيولة الدولارية ووجود سعرين له داخل البلاد، سعر رسمي أقل من 31 جنيها بقليل، وسعر في السوق الموازية يتراوح بين 39.5 و41 جنيها، وسط احتمالية خفض جديد للعملة قبل مراجعة صندوق النقد القادمة.
ضغط متزايدوفي انعكاس للضغط المتزايد على الشؤون المالية لمصر، انخفض صافي الاحتياطيات الدولية للبنك المركزي إلى 33.14 مليار دولار في يوليو/تموز الماضي، وهو أدنى مستوى منذ يونيو/حزيران 2017.
وتشكل اضطرابات سعر الصرف في مصر عامل ضغط مباشر على المواطنين الذين بدؤوا يواجهون ارتفاعات كبيرة في الأسعار ومستويات تضخم قياسية وصلت إلى 36.5%.
ووفق بيانات سابقة صادرة عن البنك المركزي، تنتظر مصر جدول سداد مزدحم من الديون خلال الأعوام القليلة القادمة.
وارتفع الدين الخارجي المصري إلى 165 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام 2023، بزيادة قدرها 1.5% (ما يعادل 2.43 مليار دولار) مقارنة بالربع الأخير من 2022، عندما سجل 162 مليار دولار.
وبحسب جدول سداد الدين الخارجي متوسط وطويل الأجل، يتعين على مصر سداد 10.9 مليارات دولار في النصف الأول من العام 2024، بالإضافة إلى 13.3 مليار دولار في النصف الثاني من العام.
كما يجب على مصر سداد 9.3 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2025، ثم 5.8 مليارات دولار في النصف الثاني من العام.
وفي عام 2026 يتعين سداد 6.6 مليارات دولار خلال النصف الأول من العام بخلاف 10.2 مليارات دولار خلال النصف الثاني.
وتعتمد مصر بشكل كبير على التدفقات الأجنبية القادمة من استثمارات الأجانب في أدوات الدين الصادرة عنها كمصدر للنقد الأجنبي، أو ما تعرف بالأموال الساخنة.
والأموال الساخنة سميت كذلك لأنها غير مستقرة في مكان واحد، بإمكان صاحبها نقلها في أي وقت من سوق لأخرى طبقا للعوائد الأعلى.
ومع فرضية تنفيذ خفض آخر للجنيه، فإن حجم الدين الخارجي سيتزايد، إضافة إلى ارتفاع حجم فوائد الديون بالموازنة وهي التي تقترب حاليا من 40% من قيمة الإنفاق، وصعوبة سداد الديون الخارجية.
قوة بريكس
وصلت نسبة مساهمة مجموعة بريكس إلى 31.5% في الاقتصاد العالمي، مقابل 30.7% للقوى السبع الصناعية.
وتسعى المجموعة إلى أن ينعكس ذلك التفوق عمليا من خلال توسعة نشاطاتها الاقتصادية الرامية لمواجهة هيمنة الدولار الأميركي، مما قد يصب في صالح الأعضاء الجدد.
وبلغ حجم اقتصادات دول بريكس 25.9 تريليون دولار بنهاية 2022، وتسيطر على 20% من التجارة العالمية، وفق بيانات منظمة التجارة العالمية.
وتسيطر دول المجموعة الحالية على 27% من مساحة اليابسة في العالم، بمساحة إجمالية 40 مليون كيلومتر مربع.
وعام 2006 جرى تأسيس تكتل بريكس، وعقد أول اجتماعاته في 2009، وتعتبر المجموعة نفسها بديلا للهيمنة الاقتصادية الغربية متمثلة في مجموعة الدول السبع الكبرى، بقيادة الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دولار فی النصف ملیارات دولار ملیار دولار الأول من من العام
إقرأ أيضاً:
واشنطن توافق على صفقة سلاح لمصر بـ 5 مليارات دولار.. هذه تفاصيلها
أعلنت واشنطن أنها وافقت على بيع مصر معدات عسكرية تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار، في وقت تشهد العلاقات بين واشنطن والقاهرة تقاربا على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وأبلغت وزارة الخارجية الأمريكية الكونغرس أنها وافقت على بيع تجهيزات خاصة بـ555 دبابة من طراز "ايه1أم1 أبرامز" الأمريكية الصنع بقيمة 4,69 مليارات دولار، و2183 صاروخ جو-أرض من طراز "هلفاير" بقيمة 630 مليون دولار، وذخائر موجّهة بقيمة 30 مليونا.
وأكدت الوزارة في بيان، الجمعة، أن هذه المساعدات "ستعزز السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال تحسين أمن بلد حليف أساسي من خارج حلف شمال الأطلسي، يبقى شريكا استراتيجيا مهما في الشرق الأوسط".
وتعهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن لدى توليه منصبه في 2021، باعتماد موقف حازم حيال مصر ونظيره عبد الفتاح السيسي بشأن احترام حقوق الإنسان. إلا أن واشنطن وافقت مرارا خلال الأعوام الماضية على صفقات تسليح للقاهرة، إحدى أكبر متلقّي المساعدات العسكرية الأمريكية في العالم منذ توقيع اتفاق كمب ديفيد للسلام مع "إسرائيل" في العام 1979.
وتؤدي الولايات المتحدة ومصر منذ أشهر دورا أساسيا في جهود الوساطة الهادفة إلى وقف الحرب على قطاع غزة.
وعفت السلطات المصرية خلال العامين الماضيين عن العديد من السجناء السياسيين. لكن المنظمات الحقوقية تؤكد أن أعدادا مضاعفة من هؤلاء أودعوا السجون خلال الفترة ذاتها.
إلى ذلك، أجازت الخارجية الأمريكية بيع المغرب صواريخ وقنابل بقيمة 170 مليون دولار، وتايوان تجهيزات بقيمة 295 مليونا، واليونان طائرات مسيّرة وعربات مدرّعة بقيمة 130 مليونا.
ويمكن للكونغرس نظريا أن يحول دون إتمام عملية البيع، إلا أن خطوات كهذه نادرا ما يٌكتب لها النجاح.