علقت مجموعة دول وسط إفريقيا "إيكاس" عضوية الجابون فيها، حتى العودة للنظام الدستوري إثر الانقلاب العسكري في البلاد.

جاء ذلك خلال اجتماع لقادة المجموعة بمدينة برازافيل في جمهورية الكونجو الديمقراطية، لمناقشة الوضع في الجابون.

وفي وقت سابق الإثنين، أدى الجنرال بريس أوليجي إنجيما، اليمين الدستورية، رئيسا انتقاليا لبلاده، متعهدا بـ "إصلاحات دستورية" تفضي إلى تسليم السلطة للمدنيين، معتبرًا أن حل المؤسّسات أمرًا مؤقتًا يستهدف إعادة هيكلتها وإصلاحها لتصبح "أكثر ديمقراطية واتساقا مع المعايير الدولية".

اقرأ أيضاً

قائد انقلاب الجابون يؤدي اليمين رئيسا مؤقتا.. ويتعهد بنقل السلطة للمدنيين

والخميس الماضي أعلن مجلس السلم والأمن الإفريقي، تعليق عضوية الجابون في جميع أنشطة الاتحاد الإفريقي وأجهزته ومؤسساته، حتى استعادة النظام الدستوري في البلاد بما يتماشى مع صكوك الاتحاد الإفريقي.

كما أدان قادة "إيكاس" خلال اجتماع عبر الاتصال المرئي، الجمعة، بشدة الانقلاب في الجابون، ودعوا إلى الحفاظ على سلامة الرئيس المطاح به علي بونغو.

والأربعاء، أعلنت مجموعة عسكريين عبر التلفزيون الحكومي السيطرة على السلطة بالجابون، بعد ساعات من إعلان فوز الرئيس بونغو بولاية ثالثة في الانتخابات التي جرت السبت.

وتأسست "إيكاس" في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 1983، وتضم: أنجولا، وبوروندي، والكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والكونجو، والجابون، وغينيا الاستوائية، وجمهورية الكونجو الديمقراطية، ورواندا، وساو تومي وبرينسيبي، وتشاد.

اقرأ أيضاً

آخرها الجابون.. عقد حافل بالانقلابات العسكرية في أفريقيا (تسلسل زمني)

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيكاس انقلاب الجابون الجابون

إقرأ أيضاً:

أحداث رواندا وطلاب الجامعات السودانية

جاء في الأخبار أن جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا، المعروفة سودانياً بجامعة البروف مامون حميدة، التي نقلت بعض طلابها لاستكمال الدراسة في رواندا، قررت إغلاق أبوابها وتجميد نشاطها بتلك الدولة، إثر بروز بعض النشاطات غير المسموح بها في تلكم البلاد.

ما يدور في السودان ومنذ أبريل 2019م، وذهاب نظام الإنقاذ، وخاصة فيما يتعلق ببعض مظاهر السلوكيات الوافدة والشاذّة في أوساط الشباب، من حيث الشكل الخارجي، والمفردات المستخدمة، وعموم التعامل مع المجتمع الخارجي من بعضهم، هو من إفرازات الفوضى العارمة، ومجتمع اللاقانون، والمظاهر المستوردة اللامسئولة، التي صاحبت التظاهرات، وحرق اللساتك في وسط الطرقات، والتتريس الشامل، والسبّ الشاهر، وشعارات: ” العرقي بالمجان.. و تلا ذلك السيطرة على الحكم بعد تحفظ العسكر على ” رأس النظام” في أبريل 2019م والتي أفضت للقسمة الضيزى بين الحراس والنهابّة؛

فاستشرت مظاهر الفوضى واللاقانون في كافة أنحاء البلاد، وانتفضت الولايات الطرفية السودانية المهمشة تاريخياً، كالولايات الشرقية بريادة البحر الأحمر، وكل الولايات الشمالية بريادة نهر النيل، وكذا ولايات الجزيرة وكردفان ودارفور، الذين رأوا أن ما حدث في العاصمة كان تظاهرات للنخب المتمدنة ونشطاء المدن، التي لم تشرك في الكعكة الأقاليم، ولم تأبّه بأي دور لهم، لا في اقتسام السلطة، ولا في الشراكة في اتخاذ القرار. وذلك إثر ثلاثين سنة من الحكم الفيدرالي، الذي ظلت تدار فيه الولايات بفيدرالية إسمية، ولكنها كانت تمنح نوعا محدودا من الإنتماء والتميّز والخصوصية.

لقد ظل الاحتقان يتنامى في كل ربوع البلاد، من تلقاء سوء الإدارة الانتقالية، وانعدام السلطة الفعلية، وتردي الخدمات نظراً لتشريد الآلاف من الموظفين في مفاصل الدولة، وافتقار النظام المصطنع بالسلطة العسكرية الأمنية للمشروعية الدستورية، في بلاد لا برلمان لها، ولا سلطة تشريعية تصدر القوانين، وتوّج ذلك الفشل الإداري عندما تم حل السلطة القضائية بقرار من الناشطين الذين أصبحوا هم الحكام المطاعون؛ وتحولت السلطتان التشريعية والقضائية، للجنة من الناشطين والسياسيين اليافعين، من غير المتخصصين ولا المجرّبين ولا من أهل الدربة في أي مرفق إداري؛ فتحولت مهام القضاء والتشريع لما سمي “بلجنة التفكيك” التي كان شعارها تفكيك النظام: “صامولة صامولة” وكان المقصود هو السودان؛ الذي كان في نظرهم الخاسئ الحسير، هو حكومة الإنقاذ، التي كان يحكمها حزب المؤتمر الوطني؛ فكان ذلك أول مسمار دق في نعش الثورة المصنوعة، التي لم يُعد لها رؤية، ولا رسالة، ولا برامج عمل، وليس لها فلاسفة كأمثال ميرابو ولا مونتسكيو ولا فولتير لها، كما كان في الثورة الفرنسية؛ ولم يكن لهم قادة ملهمون من أمثال واشنطن وماديسون ولا جيفرسون، ليدرسوهم فقه القانون الدستوري والحقوق السياسية؛ كما غاب عن الناشطين المُغرّر بهم أن دولة الحقوق والواجبات تم التشريع لها منذ أيام جان جاك روسو في القرن الثامن عشر الميلادي، عبر مؤلفه الشهير: ” العقد الاجتماعي” والذي تقرر بعده الإجماع في كافة مجتمعات الرشد السياسي وفقهاء دولة القانون والحكم الراشد، أن السيادة الأصلية والسلطة الحصرية هي في يد الشعب، وليس في يد النخب ولا الأباطرة ولا الكهنوت، وأن الشعب يحوز عليها بحكم المواطنة، وليس بالإنتماء الديني ولا العرق ولا مستوى الغنى أو الفقر، ويمنحها الشعب لمن يختاره، وعبر الانتخابات الشاملة، ويحدد الشعب لمن يحكمه كيف يحكمه وفترة ولايته في الحكم، وينزعها منه حيث يشاء، وفق ترتيبات القانون والنظام والميثاق الدستوري.

وجاء تفصيل ذلك في كتاب Du contrat social لروسو؛ فتجاهلت النخب كل ذلك، بل تقاسمت السلطة مع من كانوا بالأمس ينابزونهم بالألقاب، ويتوعدون بسجنهم وسحقهم من العسكر، بعد أن سلموهم الحكم بعد إعلانهم: “التحفظ على رأس النظام في مكان آمن”. فتوالت المشاكسات بين الطامعين الجدد والحراس القدامى، حتى وصلت الفوضى مداها بتمرد 15 أبريل 2023م المخطط له مسبقا لإستلام السلطة بالقوة المسلحة، وتطبيق مخطط الاستخبارات الأجنبية وأجندة الجيوبولتيك الدولي في المنطقة، والرامي في الأصل لضرب المصالح الروسية والصينية في المنطقة، وقطع الطريق على كل ما لا يمت للغرب الديمقراطي الليبرالي بصلة، فاستفاق كل الشعب السوداني بين عشية وضحاها، على عواقب ما جناه بعض أبنائهم العاقين بوطنهم وتراثهم ودينهم وقيّمهم، فأخذوا على حين غرّة، وهم نيام، في آخر ليالي رمضان، إذ سيطر على مرافق البلاد ومفاصلها المرتزقة المددجون بالسلاح والتمويل وأجهزة الرماية والاتصالات، الذين يتلقون الأوامر من مديري الإستخبارات الأجنبية، وصنّاع مخططات تدمير الأمم، ومديري الفوضى الشاملة.

إزاء هذا الواقع الراهن الأسيف يتعين على كافة الجامعات السودانية إعداد كورس إجباري في العلاقات الدولية يتعين على كل طلاب السنة الأولى الإنخراط الإلزامي فيه، يحتوى على احترام القانون العام وتنوع السلوك الأخلاقي، وأهمية احترام قوانين الدول المضيفة، وتحذيرهم من عواقب عدم الالتزام بذلك، ويشترط النجاج في هذا الكورس للقبول في أية كلية في الجامعات السودانية.

للأسف حدثت نفس هذه المظاهر التي استهجنت في كيغالي بالأمس القريب، بأقدار متباينة، في كل من مصر والسعودية وسلطنة عمان وفي بعض الدول الأوربية. هذه وصمة فوضوية وافدة وغريبة على سلوك وأخلاقيات شعب السودان، وهي ظاهرة سلوكية غير مسبوقة ويتعين أن تدان من الجميع.

لا يمكن أن يسمح شعب السودان بأن تقوم مجموعة غير مسئولة من أبنائهم بتشويه سمعتهم الموروثة من أئمة صدق وآباء كرام، ولا السماح لهم بتغبيش سيرهم المشهورة في الآفاق، والموسومة بحسن الخلق والوفاء منذ المئين من السنين. فعلى وزارة التعليم العالي أن تتصرف إزاء هذا الوضع المأزوم بما يستحقه من الإهتمام الوطني وبأعجل ما يتيسر، حفاظا على مستقبل هؤلاء الطلاب وعلى سمعة الأمة السودانية ورسالتها الاجتماعية. فرسالة التعليم هي التربية مقرونة بالتعليم. ولذلك جاءت التعاليم النبوية لنشأ المسلمين اليافعين بأمرهم بالصلاة لسبع، وضربهم عليها لعشر، لا بقصد العذاب، كما يأتفك العلمانيون الجاهلون، فالله لا يريد عذاب عباده الشاكر، ولكن الأمر هو بروتوكوول أخلاقي لترسيخ التأديب والتربية. وقد كان من موروث أهل التربية من كبار شيوخ أهل السودان المُربين، من أهل السلوك والتصوف المشهورين، مأثور قول الشيخ عبدالله ود العجوز الكبير، صاحب المقام المشهود بمنطقة جبل موية، حيث مزاره المَزور، فقد أثبت القاعدة الذهبية في علم التربية والسلوك على الطريق لكافة الطلاب والسالكين، عندما وضّح العلاقة بين المربي والربّ فقال:- ” لولا ربيّ ما ربّى المربِّي.. ولولا المربِّي ما عرفت ربي… المقصود أن التربية بلا تعليم لا تصلح، والتعليم يفسد النفع به دون تربية.

دكتور حسن عيسى الطالب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مراكش.. المحكمة الإدارية تعزل مستشاراً وزوجته من عضوية مجلس ايت ايمور
  • أحداث رواندا وطلاب الجامعات السودانية
  • العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط
  • أحمد الشيخ يتقدّن بأوراق ترشحه على عضوية المكتب التنفيذي لـ«محرري الاتصالات».. ويؤكد: دعم الصحفيين أولوية
  • العراق يلغي عضوية ممثلته بعد البقاء في قاعة خطاب نتنياهو
  • نائب يطالب بتشريع قانون لحماية المتظاهرين وممارسة حقهم الدستوري
  • الحزب الديمقراطي: تعيين محافظ للمركزي ونائبًا له قطع الطريق أمام محاولة الانقلاب على الإعلان الدستوري
  • العراق يؤكد التزامه واعتزازه بالانتماء إلى عضوية التحالف الدولي لمحاربة داعش
  • انضمام الفنانة العراقية كلوديا حنا إلى عضوية لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي
  • تحدث بألفاظ نابية أمام عمالقة التلاوة.. القراء تجمد عضوية قارئ جديد