نقلت الكاتبة في "القناة 12" العبرية، روثي شيلوني، عدد من الإفادات التي تجد طريقها للنشر لأول مرة عما يعلق في ذاكرة الإسرائيليون عن حرب أكتوبر 1973، مما وصفتها بـ"المشاعر المتناقضة"، لاسيما "دورون شاني سترينغر، الذي نقل عن ديان عبارة: نحن ذاهبون إلى الهيكل الثالث".

وأضافت الكاتبة، في تقرير ترجمته "عربي21"، بأنه: "شعور لا يزال سائدا حتى اليوم، بدليل أنه في الأيام الأولى من القتال، بدا أن كل شيء قد ضاع، وقد وصف الوضع في ذلك الوقت بأن الحرب بدت صعبة، حرب مثقلة بالآلام والدماء، وصولا للصدمة الشخصية التي تعرض لها موشيه ديان، وجاء للحرب كرجل عسكري، لكنه مثير للجدل أيضاً؛ بسبب علاقاته خارج نطاق الزواج، وإدمانه على سرقات الآثار".



وذكّرت الكاتبة، بأن الإسرائيليون يحيون في هذه الأيام الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، وهي مناسبة لإظهار ما صدر عن شخصية وزير الحرب خلالها موشيه ديان، الذي صاغ مصطلح "خراب الهيكل الثالث"، مما كشف عن مدى انكساره عقلياً؛ مشيرة إلى أن "هذا ما تؤكده مجموعة من الضباط الذين رافقوا ديان، وتزيد أعمارهم عن 70 عامًا، حين تلقوا أمرًا بالذهاب لساحة المعركة، وتكون لديهم الانطباع أنه "إذا لم ننتصر في هذه المعركة، فلن تكون هناك دولة إسرائيل".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الانتصار الاسرائيلي في حرب 1967، أشعره بالغرور، وبأنه محصّن ضد الأذى، واثق من نفسه، وأصبح شخصية مشهورة في العالم، ورمزاً لإسرائيل المنتصرة، في كل محل تصوير في العالم، يمكنك رؤية صورة ديان ووصول أكياس من الرسائل من نساء حول العالم، ممن عرضن أنفسهن عليه".

ونقلت عن المتحدث باسم ديان، البروفيسور ميخائيل بار زوهار، أن "الهجوم المصري والسوري في 1973 فاجأ إسرائيل، وقيل الكثير عن فشل المخابرات، والمؤامرة، وقرار بعدم تعبئة الاحتياط رغم التحذيرات، وليس هناك اليوم أي خلاف حول شيء واحد، وهو أن الضربة الأولى فاجأت الجيش الإسرائيلي".

وتابعت: "ورغم ذلك، بدا ديان، ربما بسبب الغطرسة، في ذلك المساء، كما لو كان اليوم السابع من حرب 67، وافترضنا أنه سيكون اليوم الأول للمعركة، وستنتهي بانتصارنا خلال الأيام القليلة المقبلة، زاعما أن خطأ ديان ظنّه أن القوة النظامية في قناة السويس قادرة على إيقاف الجيش المصري".
"الوقت الحقيقي"

وفي السياق نفسه، قال مؤلف كتاب "حرب يوم الغفران: الوقت الحقيقي"، رونين بيرغمان  إن "500 جندي متواجدين على ضفاف القناة من الكتيبة 78، ماذا سيفعلون ضد عشرات الآلاف من الجنود المصريين، وكميات مجنونة من الدبابات والمدفعية والطائرات، ولذلك دخل ديان في حالة نفسية صعبة، مع مرارة سوداء، مما ترك أثره على الجيش وصناع القرار وصولا لحفرة القيادة العليا بمن فيهم وزير الحرب الذي عانى من اليأس، حتى غولدا مائير رئيسة الحكومة منعته من الظهور في المؤتمرات الصحفية".


ومن جهته، أكد المعلق السياسي، أمنون أبراموفيتش، أنه "من الصعب إخفاء شعور الإحباط الذي ساد بين وزراء الحكومة وجنرالات هيئة الأركان العامة، وليس فقط عن الإسرائيليين في الجبهة الداخلية، كما أن انخفاض معنويات ديان وصلت للجنود الذين قاتلوا بضراوة على الجبهة، حتى أن إيتامار تشيزيك، ضابط المخابرات في سلاح المدرعات، لم يتوقع أن يسمع من ديان الكلمات التي كانت تهمس في الغرف فقط، بقوله إن الوضع خطير للغاية لدرجة خراب الهيكل الثالث، وكان سماع هذا القول فظيعًا، صادمًا، ومخيفًا، كانت واحدة من أفظع اللحظات في الحرب".

وأضاف أن "مستوى إحباط ديان وصلت الى حدّ بحثه إدراج الخيار النووي في المعادلة، وقدم الاقتراح في ختام اجتماع لمجلس الوزراء، لأنه اعتقد أن الوضع سيء للغاية، مما يتطلب إعداد خيار نووي، لكن غولدا مائير قاومته، رغم أنه بحسب الأدلة، فإن معظم المؤرخين يقدرون أن ذلك كان تمرينًا للضغط على الأمريكيين".
وأوضح أنها "رسالة لواشنطن مفادها أنهم إذا لم يرسلوا مساعدات عسكرية، فإن الحرب قد تخرج عن نطاق السيطرة، حتى وصل قطار جوي محمّل بالذخيرة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وحين حدث ذلك، فقد بدا ديان مقتنعا بأن مصر في طريقها إلى وسط دولة الاحتلال".

إلى ذلك يزعم بيرغمان، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "المصريين لم ينوون التقدم على الإطلاق، لكن القيادة الإسرائيلية لم تفهم ما أراده السادات، لأنه بعد عدة أيام من القتال، عندما توقفت القوات السورية في الساحة الشمالية، وبدأت الهجمات المضادة في ساحة سيناء، يدرك ديان بالفعل أن الأمر ربما لم يعد يتعلق بخراب الهيكل الثالث بسبب أعداد القتلى والجرحى التي لا يمكن تصورها، لأنه في 24 أكتوبر، وبعد 18 يوماً من بدء الحرب، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وكان عدد سكان الدولة قرابة ثلاثة ملايين وربع مليون نسمة، فيما قتلاها 2670، وأكثر من 7 آلاف جريح، وهي نتيجة كارثية".

وبحسب المصدر نفسه، يعتقد أبراموفيتش أنه "تم توجيه إصبع الاتهام إلى ديان بهذه الكارثة المتحققة من الحرب، وظهرت حالة من العداء غير العادي تجاهه، وتحول من بطل إلى مأساة، ومن المسلم به أن لجنة أغرانت التي حققت في إخفاقات الحرب لم تضع المسؤولية على المستوى السياسي، لكن الجمهور لم ينس ولم يغفر، وبعد بضعة أشهر، وضغوط شعبية".


وتابع بأن "دايان مع غولدا، استقال وهو لم يرد أن ينهي مسيرته السياسية مثل بن غوريون، بل يضيف فصلا لحياته، وشكل اتفاق السلام في النصف الثاني من السبعينيات مع مصر تصحيح له، عندما كان وزيرا للخارجية في حكومة مناحيم بيغن، حيث شارك بشكل فعال في اتفاقية السلام مع مصر".

ويضيف أن "ذلك لم ينظف صورة الجنرال الحربي منه، ولم يزِل وصمة عار، واليوم، بعد مرور خمسين عاما، فما زال جيل يوم الغفران لديه عداء دموي مع غولدا وديان، ومن خلال المقارنة مع اليوم فإن يهددون استمرار وجود دولة إسرائيل هي عوامل داخلية بناء على اعتبارات شخصية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة حرب أكتوبر المصري مصر حرب أكتوبر حرب 1973 صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهیکل الثالث

إقرأ أيضاً:

خيبة أمل إسرائيلية: بقاء حماس على حدودنا يُكذّب مزاعم الانتصار

مع تزايد العرائض الاسرائيلية المطالِبة بوقف الحرب ضد قطاع غزة وإعادة الأسرى، لكن إلا أن أنصار استمرارها يتهمونهم بـ"عدم الخجل من تسريب الخطط العملياتية، وقلوبهم مليئة بالفرح في مواجهة التصريحات الغامضة لمبعوث ترامب للمفاوضات مع إيران وروسيا".

وأكد المؤرخ آفي برئيلي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" وترجمته "عربي21"، أن "ما يواجهه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من عزلة داخل الدولة وفي الولايات المتحدة لم تعد خافية على أحد، لأنه بالفعل، يواجه معارضة شرسة في الداخل والخارج، ليس فقط من جانب العدو،ـ بل أيضاً من رئيس الأركان السابق وموظفيه، ورئيس الشاباك".

وقال برئيلي إن "كل هؤلاء المسؤولين تحالفوا مع إدارة أميركية صهيونية، كما وصفها الرئيس السابق جو بايدن، وعملوا على تصاعد الاحتجاجات من قبل الجنرالات، وسعوا جميعا لوقف الحرب من أجل الإطاحة بنتنياهو، فيما هُزمت الدولة، وهُدّدت".


وأضاف أن "الواقع يشهد أن ما يوصف بالإنجاز العسكري فشل بسبب الطريقة التي اتبعتها هيئة الأركان العامة السابقة والقيود الأمريكية؛ ونجاح إدارة بايدن في لحظاتها الأخيرة بفرض وقف إطلاق نار مبكر في لبنان وغزة بالتهديد بعدم استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن نتنياهو نجح في التغلب جزئياً على هزيمته الداخلية وفي الولايات المتحدة، وجاء سقوط الديمقراطيين فيها عنوانا لفقدان الهزيمة دعمها الرئيسي، لكنها لم تتوقف حتى الآن". 

وأوضح أن "الجنرالات المتقاعدين وعدد قليل من المقاتلين يحملون هذه الهزيمة عبر عرائض إنهاء الحرب، وتدعمها استطلاعات الرأي، صحيح أن الإنجازات الاستراتيجية ضد حزب الله وسوريا وإيران، والإنجازات الكبيرة، لكن التكتيكية، ضد حماس، أنقذت الاحتلال من الهزيمة، لكن هذه الإنجازات ليست مستقرة، ما دامت المنظمات المسلحة تعمل على حدود الدولة، وتحتجز الرهائن، والطموحات الإيرانية لم يتم إحباطها من خلال القضاء على برنامجها النووي، وكل ذلك يعني أن الاحتلال لم ينتصر في الحرب بعد". 

وأشار إلى أن "الدعوات الاسرائيلية المتزايدة لوقف الحرب في غزة تتطلع إلى ترامب، الساعي لإنهاء الحروب؛ كما يتضح من جهوده لوقفها في أوكرانيا بفرض شروط قاسية عليها؛ وجهودها للاتفاق مع إيران، بما يمنحها القدرة على تخصيب اليورانيوم، وإطلاق الصواريخ كالسيف المُسلّط على رؤوس الإسرائيليين".


وأكد أن "الداعين لوقف حرب غزة لا يترددون في الابتهاج فرحاً أمام تصريحات مبعوثي للمفاوضات مع إيران وروسيا، ويُصدرون علينا حكمًا مماثلًا من أوكرانيا، ويأملون أن يُجبرنا ترامب على قبول بقاء حماس بغزة، وبقاء حزب الله في لبنان، وبقاء المشروع النووي الإيراني، رغم أن وضعي أوكرانيا وإسرائيل مختلف تمامًا". 

وأوضح أن "أوكرانيا لا تستطيع وحدها هزيمة روسيا، في هذه الحالة يبدو ترامب مُحقّاً، لأن روسيا لا تُشكل تهديدًا استراتيجيًا للولايات المتحدة؛ ومن الأفضل لأوكرانيا تقليل الأضرار، ووقف الحرب؛ أما دولة الاحتلال اليوم، فهي مطالبة بالقضاء على حماس في غزة، وإنقاذ الرهائن بمفردها، وإجبار لبنان على نزع سلاح حزب الله، والدفاع عن نفسها ضد الجهاديين في جنوب سوريا، والعمل على صدّ المشروع النووي الإيراني، شريطة ألا تعترض الولايات المتحدة". 

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم| استشهاد عشرة فلسطينيين في غارة إسرائيلية بجباليا.. حماس ترفض قرارات المركزي الفلسطيني وتدعو لإعادة بناء منظمة التحرير.. وجولة جديدة من المحادثات الأمريكية الإيرانية
  • انهيار قياسي جديد للريال اليمني.. الدولار يلامس سقفًا غير مسبوق في عدن اليوم
  • روسيا تعلن انهيار مباحثات وقف الحرب وتتهم زيلنسكي بإفاشال جولة المحادثات
  • خيبة أمل إسرائيلية: بقاء حماس على حدودنا يُكذّب مزاعم الانتصار
  • صحيفة إسرائيلية: وفد من الحكومة يبحث دفع صفقة تبادل الأسرى مع حماس
  • انهيار غير مسبوق.. الريال اليمني يقترب من القاع في عدن خلال تعاملات اليوم
  • حركة نسائية إسرائيلية جديدة تناهض الحرب على غزة (شاهد)
  • حقيقة الحرب في السودان
  • بعد غارة إسرائيلية.. الرئيس اللبناني: لا أحد يريد العودة إلى الحرب
  • تخوفات إسرائيلية من حشد عسكري مصري في سيناء وقلق من انهيار الحدود مع غزة .. التوتر يتصاعد بين تل أبيب والقاهرة