نوافذ :الخريف.. الواقع والتطور
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
حصد خريف ظفار سمعة عالمية هذا الموسم وهو ما لم يتحقق له من انتشار في العقود الماضية، بعد استقطابه العديد من المشاهير العرب والأجانب وتغطية وسائل الإعلام المحلية والعالمية وحضور المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي. ساعد على ذلك أن هذا الموسم يعد الأكبر من حيث الاستعدادات والمشاريع السياحية والترفيه بعد سنوات من جائحة كورونا، والأكثر إقبالا من الأشقاء في دول المجلس والعرب، خاصة بعد افتتاح الطريق البري مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسياح الداخل أيضا.
كل هذه العوامل أوجدت خريفا مزدحما ومتنوعا ومتقدما في الخدمات التي وُفِّرت، ولكي نبني على ما تحقق فإنه من المهم معرفة عدد الزوار إحصائيا بشكل دقيق وأن لا تكون المعرفة بذلك قائمة على التقديرات، بل نحتاج إلى الفرق التي تسجل عدد الزوار عند مركز حريط وفي المطار، من سياح الخارج والداخل، وأن يتم التعامل مع هذه الأرقام كواقع نمو سنوي، ومراقبة ذلك من زيادة أو نقصان في العدد لمعالجة أي خلل يطرأ مستقبلا، باحتساب دخول السياح ما قبل هذه الفترة وما بعدها حتى نهاية سبتمبر، فالبعض يزور المحافظة خلال الصرب (فترة ما بعد توقف الأمطار). وحسب الإحصاءات التقديرية بين 21 يونيو و15 أغسطس، فإن نسبة الزيادة هذا العام في مرتادي الخريف بلغت 16.3%، ونسبة الزوار خلال شهر أغسطس بلغت 46%، وإجمالي العمانيين بلغ 516.276 سائحا وكان في عام 2022 قد بلغ 445.032 سائحا، ومن مجلس التعاون 125.889 سائحا وفي العام السابق 107.804 سياح، ومن الجنسيات الأخرى 97.719 سائحا مقارنة بالعام الماضي 83.382 سائحا، كما أن نسبة ارتفاع الزوار عبر الرحلات الجوية قد بلغت 29%.
لذلك نحتاج إلى المزيد من التسريع في تنفيذ المشاريع المقترحة التي تخفف على المقيمين والزوار عناء الازدحام المروري بتوسعة الطرق الرئيسية وطرح حلول عاجلة لفك الاختناقات، كذلك إنجاز المشاريع السياحية والترفيهية من خلال توفير الارتباطات المالية المطلوبة ودعم البنى الأساسية إذا كنا نرغب في زيادة أعداد السياح مستقبلا، إضافة إلى أهمية استفادة أصحاب الأعمال من الخريف التي يجب أن تكون في الحسبان من خلال دعمهم بالتسهيلات وتبسيط الإجراءات ومنع العشوائيات وهذا ما حققت فيه بلدية ظفار فارقا في العامين الماضيين، وضرورة الاستمرار في التطوير والتنظيم والمتابعة، التي حازت على رضا غالبية الناس.
كما يجب أن نوجد مقاربة بين بداية العام الدراسي الذي يفضل أن يتأخر بعض الوقت لإتاحة الفرصة لزوار الخريف للبقاء بشكل مريح لهم دون ضغوط مواعيد الدراسة، وبين مصالح المواطنين أصحاب الأعمال المقدمة في الخريف الذين يضغط عليهم الوقت في تراجع أعداد مرتاديهم وهذا أمر مهم لا بد أن توجد له معالجة.
خريف ظفار من اليوم يحقق شهرة كبيرة وهذا يتطلب منا التطوير والتحديث إذا كنا نريد له الاستمرار كموسم سياحي ونحتاج إلى توسعته في قادم الأعوام، وأن يكون رافدا للاقتصاد الوطني، وإحدى أهم الفعاليات على مدار العام، فما نُقل عن جمال الطبيعة فيه وعن أهل عمان وخاصة محافظة ظفار أبهر القاصي والداني الأمر الذي يجعل التوقع عاليا جدا في زيادة أعداد زواره في العام القادم.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ملتقى القاهرة الأدبي يفتح نوافذ جديدة على الأدب والكتابة كأداة للتعافي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قدم ملتقى القاهرة الأدبي، عدد من الفعاليات وسط حضور نخبة من الأدباء والمثقفين وجمهور متفاعل.
الأدب المعاصر في مالطاقدم الملتقى أمسية تحت عنوان "الأدب المعاصر في مالطا"، بحضور الكاتب المالطي أليكس فاروجيا، الذي شارك تجربته مع الأدب المالطي الحديث، وتحدث عن التغيرات الثقافية والاجتماعية التي أثرت في إنتاج النصوص الأدبية في بلاده.
أدارت اللقاء الكاتبة هناء متولي، التي استعرضت ملامح الأدب المالطي، مبرزة خصوصيته القائمة على التعدد اللغوي والتاريخي، أما فاروجيا، فقد سلط الضوء على التحديات التي تواجه الأدب المالطي، في ظل هيمنة الأدب العالمي، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على الطابع المحلي للأدب كوسيلة للتعبير عن الهوية الوطنية.
سبل مد الجسور بين الأدب المالطي والعربيتناولت الجلسة كذلك قضايا مثل الهجرة، والانتماء، واللغة كأداة مقاومة ثقافية، فيما ناقش الحضور سبل مد الجسور بين الأدب المالطي والعربي، ودور الترجمة في إيصال هذه الأصوات إلى جمهور أوسع.
وبالجلسة الثانية ضمن فعاليات الملتقى بعنوان "التعافي بالكتابة"، استضافت أربع كاتبات بارزات: الدكتورة إشراقة مصطفى، والدكتزرة الشفاء محمد، سلمى هاشم، وفاطمة العبقري، حيث قدمن تجارب إنسانية مؤثرة عن قدرة الكتابة على تجاوز الأزمات النفسية والعاطفية.
تناولت المتحدثات كيف أن الكتابة لا تقتصر على كونها أداة للتعبير، بل تتحول إلى وسيلة لفهم الذات والتصالح مع الألم، حيث أكدت الدكتورة إشراقة مصطفى أن الكتابة تتيح مساحة آمنة للتعبير عن الصراعات الداخلية، بينما تحدثت الدكتورة الشفاء محمد عن تجربتها في استخدام الكتابة كأداة علاجية حقيقية.
دور الكتابة في تعزيز الوعي الذاتيمن جانبها، ركزت سلمى هاشم على أهمية الكتابة في تعزيز الوعي الذاتي، أما فاطمة العبقري فقد تناولت دورها في مواجهة الصدمات النفسية، وإعادة صياغة المعاناة بلغة تمنح الأمل.
IMG-20250416-WA0048 IMG-20250416-WA0046 IMG-20250416-WA0045