العُمانية: صدر عن المتحف الوطني إصدار خاص بعنوان «مجموع في علم البحار» يوثق أصل مخطوطة الملاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي «كتاب الفوائد في علم البحر والقواعد» والمعنونة بمجموع مخطوطات الفوائد في علم البحر والقواعد وحاوية الاختصار في أصول علم البحار والأراجيز، والمُعار من مكتبة الأسد الوطنية بالجمهورية العربية السورية للمتحف الوطني منذ عام (2019م).

ويأتي هذا الإصدار توثيقًا لعظيم ما سطّرهُ الملاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي وتأصيلًا لبراعته البحرية، وإبداعه الملاحي.

وجاء الإصدار في 722 صفحة، ويتضمن مقدمة الدراسة التي قام بها الدكتور حميد بن سيف النوفلي للمخطوط، ومقدمة الإصدار، والمبحث الأول بعنوان «نسخة الإصدار»، والمبحث الثاني بعنوان «رسائل المخطوطة»، والمبحث الثالث بعنوان «حفظ المخطوطة وصونها» وأخيرًا استعراض النسخة المصورة للمخطوطة يقابلها عرض تفاصيل المخطوطة.

وتناول الموضوع الأول مقدمة لدراسة الدكتور حميد بن سيف النوفلي للمخطوط، حيث كان عمله في دراسة هذا التراث محصورًا على النسخة الوحيدة المتوفرة، وهي المعُارة من مكتبة الأسد الوطنية، حيث قام بالاطلاع على النسخة الورقية لمحتويات المجموع، ومراجعتها لغويًّا، ومقابلة النسختين الورقية والإلكترونية وتحرير الأخيرة، وفقًا للتعديلات والتصويبات اللغوية والطباعية، وأخيرًا تقديم تعريفات مختصرة لأغلب المحتوى الوارد في الكشافات على طريقة المعاجم الجغرافية.

وأشار الدكتور في مقدمة الدراسة بقوله: «فيما يتعلق بالنصوص الشعرية فقد أبقيتها على أصلها، ولم أتدخل في تعديلها رغم عدم استقامة الأوزان في بعض الأراجيز؛ نظرًا لأنَّ منهجية العمل تتمثل في دراسة المجموع وليس تحقيقه وشرحه، والأمر نفسه في التعامل مع أسماء الأماكن والبلدان والموانئ والمعالم الجغرافية الأخرى التي لم أتوصل إلى أي تعريف لها أو حتى إشارة لها في المصادر والمراجع المتاحة، ويمكن عزو ذلك إلى احتمال تغير أسمائها كما هو شأن كثير من الأماكن لا سيما الموانئ التي تكون نشطة ومهمة ومعروفة في زمن معين ثم تنحسر أهميتها بعد ذلك لأسباب مختلفة؛ فلا تكاد تذكر».

وأضاف: «إنَّ المتحف الوطني بسلطنة عُمان صنع خيرًا عندما أحيا تراث الملاح أحمد بن ماجد باستعارة مجموع يحتوي على عدد من مؤلفاته من المكتبة الأسدية بدمشق، التي هي موضوع هذه الدراسة لتكون متاحة للجميع، ولتفتح آفاقًا جديدة لإجراء مزيد من الدراسات المعمقة حول هذا التراث المهم، ودراسة مختلف جوانبه الجغرافية والبيئية والمناخية والفلكية على حد سواء».

وفي ختام الدراسة، قال الدكتور حميد بن سيف النوفلي: «يتضح جليًّا مما تقدم الحضور المهيب لشخصية هذا الملاح العُماني الفذ من خلال تعدد مواهبه ومنهجه العلمي وإنتاجه المعرفي؛ الأمر الذي دعا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إلى إدراجه في عام 2021م ضمن قائمة الشخصيات المؤثرة عالميًّا بكل جدارة واستحقاق، وهذا يؤكد الشهود الحضاري لسلطنة عُمان وللعُمانيين، ويرسخ تأثيرهم الذي جاوز الحدود الوطنية ليكون عالميًّا بامتياز».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانی

إقرأ أيضاً:

الدكتور أحمد زايد فى ندوة ببيت السحيمى: الحداثة المتسارعة تشكل تهديدًا على التراث والهوية

أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية أن الحداثة المتسارعة التى يعيشها العالم اليوم، أفرزت شكلًا من أشكال القلق على مستقبل الهوية والتراث، وقال إن المتغيرات العلمية والتكنولوجية التى يعيشها العالم، أصبحت بوتيرة تفوق قدرة الإنسان على المتابعة، مشيرًا إلى أن من صفات الحداثة أنها تذيب كل شىء فى الهواء، حتى ولو كان صلبًا، ومن ذلك التراث والتقاليد.

جاء ذلك خلال مشاركته فى ندوة "مستقبل التراث الثقافى فى عصر متغير"، والتى نظمها معهد الشارقة للتراث فى بيت السحيمى الأثرى، وشارك فيها كل من الدكتور أحمد زايد، والدكتور عبد العزيز المسلم؛ مدير معهد الشارقة للتراث، والدكتور أحمد بهى الدين؛ رئيس هييئة الكتاب، والدكتور سمر سرحان؛ عميد المعهد العالى للفون الشعبية، وأدارها الدكتور مَنِى بونعامة.

وقال مدير مكتبة الإسكندرية إن التراث قد يكون فى صورة مادية كالعمران، والمنازل والبيوت القديمة، وقد يكون فى صورة آثار مثل المعابد الأثرية، وهناك تراث لا مادى وهو الأهم لأنه مرتبط بثقافة وشخصية ومزاج الشعوب مثل العادات والتقاليد.

وأضاف الدكتور زايد أن من المهم الحفاظ على كل تلك الصور للتراث، ولكن أهمها وأصعبها هو التراث اللامادى، لأن الحداثة المتسارعة تؤدى إلى تفكك الروابط الإجتماعية، وتتركها لتتحلل وتتحول المجتمعات إلى الفردية، وتتحلل الروابط البينية، ويتراجع الإهتمام بالجار فى البيت والشارع والحارة، كما عبر عن مخاوفه من أن تنفض الأجيال الجديدة يدها من الموروث، لذلك يتوجب إعادة تقديمه لهم عبر وسائط تكنولوجية حديثة يتعاملون معها. وقال إنه رغم وجود صحوة عربية فى تسجيل التراث المادى واللامادى العربى فى اليونيسكو، إلا أن الدولة اليهودية تسرق تاريخ وتراث الفلسطينيين، وتسعى إلى إعادة إختراع جديد للتراث على غير حقيقته.

وقال زايد إن مكتبة الإسكندرية منذ إعادة إحيائها فى 2002 تهتم بتوثيق التراث وحفظه، والمكتبة لديها مشروع متكامل لتوثيق التراث وحفظه ورقمنته، ورغم ما أنجز فيه لا يزال لدينا الكثير لكى ننجزه، ولدينا "الكالتشراما" التى ابتكرها خبراء المكتبة وتقدم الترث فى أبهر صوره وبأحدث تقنيات العصر، إضافة إلى حوائط المعرفة التى توظف تكنولوجيا الواقع المعزز، وتقرب التراث للأجيال الشابة. وهو ما أكده المشاركون فى الندوة أن الأهم من حفظ التراث ورقمنته، هو إعادة تقديمه للأجيال الجديدة، بوسائل وطرق يستسيغونها، ويتعاملون معها.

مقالات مشابهة

  • متحف مخطوطات الأزهر.. جدارية ضخمة ورحلة عبر العصور في معرض الكتاب
  • وفاة مأساوية.. سقوط صباغ من أعلى منزل بحي الملاح في سلا
  • أحمد السقا وعمرو الليثي.. أبرز حضور عزاء شقيق مصطفي شعبان
  • البحار العماني أحمد بن ماجد يلتقي الملكة حتشبسوت
  • الدكتور أحمد زايد فى ندوة ببيت السحيمى: الحداثة المتسارعة تشكل تهديدًا على التراث والهوية
  • تحوي 100 إصدار.. «المكنة طلّعت كتاب» لأول مرة في «المعرض»
  • وائل جسار يشوّق جمهوره لـ”100 إحساس جديد”
  • ندوة بعنوان «جامعة القاهرة 100 عام من العطاء» في معرض الكتاب
  • ندوة بعنوان "جامعة القاهرة 100 عام من العطاء" في معرض الكتاب.. صور
  • بعنوان «وردية رأس السنة».. الحلقة الثالثة من مسلسل ساعته وتاريخه تناقش ظاهرة التحرش