قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين عضو مجلس أمناء الحوار الوطني وعضو مجلس الشيوخ، إن الحوار الوطني أحدث حراكا كبيرا في الحياة السياسية بمصر، موضحًا: «الحوار الوطني زاد الطلب على المادة السياسية، لم يكن يتحدث مؤيد ومعارض، ولكن، أصبح هناك حراك سياسي حقيقي في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، حيث أعاد إنتاج الحياة السياسية في مصر».

الحوار الوطني

وأضاف «حسين»، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، مقدم برنامج «كلام في السياسة»، على قناة «إكسترا نيوز»: «وسائل الإعلام تعاملت مع الحوار الوطني بتوازن، لدينا قناة إكسترا لايف التي تذيع لقطات كثيرة من الحوار الوطني للمعارض والمؤيد».

المنصات الإعلامية الخارجية

وتابع عضو مجلس أمناء الحوار الوطني وعضو مجلس الشيوخ: «الحوار الوطني تطور مهم جدا، فالمنصات الإعلامية الخارجية التي كانت تنظر إلينا أننا دولة الصوت الواحد، وعندما تأخذ رأيا مخالفا، فإن هذا الأمر تطور مهم جدا، هذا حدث في يوم الافتتاح، عندما تحدث أكثر من صوت مختلف، وتابعنا هذا الأمر أيضا في كل جلسات الحوار التي شهدت آراءً مختلفة، وما حدث في جلسة الأمس أيضا في جلسة حقوق الإنسان».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عماد الدين حسين أحمد الطاهري كلام في السياسة الحوار الوطني الحوار الوطنی

إقرأ أيضاً:

صراع السلطة والحرب في السودان

زين العابدين صالح عبد الرحمن

كانت قد قدمت الحكومة المصرية دعوة للأحزاب السياسية السودانية للحوار في القاهرة بهدف الوصول إلي اتفاق سياسي بين المكونات التي قدمت لها الدعوة، و حددت الفترة الزمنية، أن يكون أخر شهر يونيو الجاري، ثم أجلته إلي السابع من شهر يوليو القادم، رغم أن مصر قدمت دعوة إلي تحالف " تقدم" و هي مجموعة تحالفية من مستقلين و منظمات مدنية و أحزاب سياسية.. لكن جاء في الخبر أن مصر عدلت الدعوة أن يكون الحوار قاصرا على الأحزاب السياسية، و التعديل بدعوة أحزاب سياسية تصبح الدعوة مشروطة الحضور.. و كان الاتحاد الأفريقي أيضا قدم دعوة لكل القوى السياسية للحوار في أديس أبابا في 15 يوليو القادم، و لم يفصل الاتحاد الإفريقي في الدعوة، و لكن مفهوم: أن الذين سوف يحضروا الحوار السياسي كل القوى السياسية التي كان قد اجتمع معها ممثلي الاتحاد الأفريقي في كل من القاهرة و بورتسودان و أديس أبابا.. و كانت تقدم قد رحبت بدعوة مصر، و عن دعوة الاتحاد الإفريقي قال الناطق الرسمي بأسم " تقدم" بكري الجاك إنهم لن يحضروا الحوار الذي دعا إليه الاتحاد الأفريقي إذا شارك فيه حزب المؤتمر الوطني.. السؤال هل الاتحاد الأفريقي سوف يرضخ لشروط "تقدم" أم سوف يستمر في دعوة الحوار حتى إذا لم تحضرها " تقدم" و حضرتها القوى الأخرى؟
في جانب أخر: جاء في الخبرعن " شبكة أخبار السودان" أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد استدعى مجموعة من السياسيين ضمت " الناظر ترك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا و جعفر الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الأصل و مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة و التجاني السيسي رئيس حزب التحرير و العدالة و جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل و المساواة و مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان. و يشير المصدر أن الاجتماع كان الهدف منه معرفة رؤية القوى السياسية لكيفية إدارة الدولة في ظل حكومة جديدة تحظى بتأييد القوى السياسية مجتمعة.. و كانت قيادات الجيش ممثلة في كل من الفريق أول ياسر العطا و الفريق إبراهيم جابر قد تحدثوا كثيرا في عدد من منابر الحاميات العسكرية عن حكومة تكنوقراط تدير الدولة، و تحضر إلي الانتخابات العامة.. فالسؤال هل قيادات الجيش تريد أن تمهد الطريق لإعلان حكومة تكنوقراط تصبح هي المسؤولة عن الحوارات بين القوى السياسية و التحضير إلي الانتخابات العامة بعد وقف الحرب و تهيئة البيئة الأمنية و الاستقرار الاجتماعي في البلاد كما ذكر بعض قادتها؟
إذا كانت الدعوة موجهة إلي الأحزاب السياسية المذكورة. لماذا أهملت قيادة الجيش أهم قطاع شعبي ظهر جديدا بعد الحرب " المقاومة الشعبية" و هي الفئة التي ساندت الجيش و ما تزال تقف مع الضباط و الجنود في صف واحد كتفا بكتف في مواجهة الميليشيا و المرتزقة، و هؤلاء يمثلون فئة اجتماعية جديدة من شباب الوطن، ربما يكون لها رؤي جديدة تخرج البلاد من حالة الفشل، و الأخفاق السياسي و النزاعات المستمرة التي تهدد وحدة البلاد، و الأمن الاجتماعي.. أن " المقاومة الشعبية" ليست حزبا سياسيا جديدا، و لا انتماء سياسي موحد، بل هي مجموعات تغلب عليهم فئة الشباب و استشعرت المسؤولية السياسية و الاجتماعية و الأمنية، و حملوا السلاح دفاعا عن وحدة البلاد و ممتلكات المواطنين و ثرواتهم و اعراضهم ، هذا الاستشعار بالمسؤولية التي يقدم فيها الفرد روحه عزيزة فداء للوطن و المجتمع لن يكون عرضة لخدمة أجندة حزبية بعينها أو أجنبية، أن مشاركة هذه الفئة في كل الحوارات السياسة مسألة ضرورية، لأنها تمثل تيارا جديدا في البلاد بعيدا عن موروثات الفشل السياسي التي خلفتها كل القوى السياسية.. و الاعتماد فقط على ممثلي التيارات السياسية القديمة، هؤلاء قد اثبتت التجربة لا يملكون الاستعداد للتغيير الشامل، أو التفكير خارج الصندوق، لأنهم جميعا مشبعين بحمولات ثقافة الفشل السياسي المتوارثة من بعد الاستقلال، أن الحرب تمثل أعلى درجة من درجات النزاع، و التي تحتاج بعدها إلي عقليات جديدة بعيدة عن مخلفات الماضي، عقليات عندها استعداد تقدم أراء جريئة و لديها اتساع صدور تقبل الحوار مع التيارات الأخرى، و عقليات قادرة على انتاج الافكار بدلا عن الشعارات العديدة التي ملأت سماء الوطن دون أن يكون لها مفعولا وحدا. و معروف أن كثرة الشعارات دلالة على الخواء الفكري و الجمود العقلي..
إذا كانت الحرب التي شردت مئات الآلاف من المواطنين في الأقاليم المختلفة و في دول الجوار، و أوقفت الحياة في البلاد بزخات الرصاص و صوت المدافع و الدانات، كل ذلك لم يحدث تغييرا لهم في طريقة التفكير. بل تجد هناك من لايزال يحاول أن يفرض شروطا للحوار، و يعتقد أن صوتهم الوحيد المسموع في الخارج الذي يراهنون عليه بأنه سوف يصبح لهم رافعة للسلطة. و الغريب أنهم لا يعلمون أن الخارج يبحث عن مصالحه و يغير قناعته وفقا لهذه المصالح.. أن هؤلاء يحتاجون أن يستيقظوا من هذا الثبات في التفكير، و تضخيم الذات غير المسنودة بحنكة الذكاء السياسي و بالقواعد الاجتماعية، و أن الانتخابات القادمة إذا قامت سوف تفضحهم أمام أنفسهم و أمام المجتمع و أمام العالم.. هؤلاء أكثر كسبا و مصلحة في استمرار الحرب، مادام هناك من يصرف على بقائهم في البناءات الفاخرة، و يوفر لهم مصاريف الحركة بين عواصم العالم، لكن سرعان ما يقف ذلك عندما تتغير القناعات عند الداعم، و تغيير القناعات تتوقف على وحدة المقاومة الشعبية و وقوفها مع الجيش صفا واحدا، و أن يكون لها رؤية لبناء السودان و استقراره و أمنه..
أن تغيير مصر في دعوتها لحضور الحوار السوداني فقط للأحزاب السياسية، هي خطوة جيدة، و بالفعل المجتمع السوداني يريد أن يتعرف على رؤي الأحزاب السودانية لكيفية وقف الحرب و عملية بناء السودان، و عودة السودانيين من اللجوء إلي منازلهم و الوصول إلي الانتخابات العامة، أن الأحزاب السياسية منفردة منذ قيام ثورة ديسمبر 2018م لم يكن لها أي مشاريع سياسية قدمت للناس، فقط حصر كل الجدل و الصراع من أجل السلطة. و لكن هل تنجح مصر أو حتى الاتحاد الأفريقي على قيام الحوار رغم انف الذين يضعون شروطا له، و إذا رضخت مصر أو الاتحاد الأفريقي لهذه الشروط يكونوا غير جديرين برعاية الحوار.. و نسأل الله حسن الخاتمة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«الشيوخ»: مخرجات الحوار الوطني تدعم خطط الحكومة المرتقبة في ملف الاقتصاد
  • عماد الدين حسين: بيان مجلس أمناء الحوار الوطني موجه للرأي العام والحكومة وليس توصيات
  • بالفيديو.. تفاصيل عقد اجتماع طارئ لمجلس أمناء الحوار الوطني عقب إعلان تشكيل الحكومة الجديدة
  • مقرر مساعد بـ«الحوار الوطني»: اعتماد الحكومة المرتقبة على توصيات المرحلة الأولى له مردود إيجابي
  • أمين تنظيم «الجيل» يطالب الحكومة المرتقبة بالتعامل بجدية مع مخرجات الحوار الوطني
  • «المستقلين الجدد»: توصيات الحوار الوطني خارطة طريق للحكومة الجديدة
  • «حوارات على حافة الأزمة» يكشف أسرار الحياة السياسية في مصر من 2011 حتى 2013
  • «الكشكي»: هناك آمال كبيرة من مجلس أمناء الحوار الوطني معلقة على الحكومة الجديدة
  • صراع السلطة والحرب في السودان
  • 66% من الإسرائيليين يرون أن على نتنياهو مغادرة الحياة السياسية