فضائح أمريكا في معاملة الأطفال لا تنتهى .. تعرف على روبي فرانكي مدوّنة الفيديو الأم الشهيرة بعد اتهامها بإساءة معاملة مزرية

 

بعد أيام قليلة من القبض على ممرضة قامت بقتل العديد من الأطفال حديث الولادة عندما كانت تعمل في إحدى مستشفيات أمريكا، أعلنت السلطات الأمريكية، عن القبض على روبي فرانكي، نجمة اليوتيوب في ولاية يوتا، والتي أمضت السنوات الثماني الماضية في تقديم النصائح الأبوية لملايين المتابعين، إلى جانب شريكتها التجارية، جودي هيلدبراندت، للاشتباه في ارتكابها إساءة معاملة الأطفال، وقالت الشرطة إن ابن فرانكي الذي يعاني من سوء التغذية هرب من النافذة وذراعيه وساقيه مغطاة بشريط لاصق، وهرب إلى منزل أحد الجيران بحثًا عن الطعام والماء.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة npr الأمريكية، فإنه بالنسبة لبعض مشاهدي فرانكي، لم تكن الأخبار مفاجئة، فقد أثارت مقاطع الفيديو الخاصة بها منذ فترة طويلة انتقادات وجدلًا وادعاءات بأن إساءة معاملة الأطفال كانت تتكشف بلا هوادة ليستمتع بها المشاهدون الرقميون، ويبدوا أن سوء معاملة الأطفال بكاقة أشكالها المجتمع الأمريكي أصبحت ظاهرة عامة بأمريكا، وهنا نرصد تفاصيل قضية اليوتيوبر الشهيرة.

 

من هي روبي فرانكي؟

 

فرانكي تبلغ من العمر 41 عامًا من طائفة المورمون وأم لستة أطفال من إيفينز بولاية يوتا، وعلى الرغم من نشاطها عبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنها اشتهرت بقناتها الشهيرة على YouTube "8 Passengers"، ففي أكثر من 1000 مقطع فيديو منذ إطلاق القناة في عام 2015، توثق فرانكي التفاصيل اليومية الحميمة أحيانًا وأحيانًا العادية للحياة العائلية، وقد اكتسبت ما يقرب من 2.3 مليون مشترك في هذه العملية، حيث تُظهر بعض مقاطع الفيديو الأكثر مشاهدة أطفالها في لحظاتهم الأكثر ضعفًا في مرحلة المراهقة في الضواحي (تعلم الحلاقة، وتجربة ملابس جديدة، ومواجهة التوبيخ).

وتتنقل فرانكي، بذراعيها الممدودتين، بأسلوب السيلفي، بين التحدث إلى الأطفال مباشرة وإجراء اتصال بصري بالكاميرا، وتروي مبرراتها المنطقية لقرارات الأبوة والأمومة أثناء ظهورها في الوقت الفعلي، وتحتوي بعض دروسها على مسحة روحية أو إشارات خفيفة إلى القيم التقليدية، وقد تمت إزالة فيلم "8 ركاب" من موقع YouTube في وقت سابق من هذا العام، ولم تتمكن NPR من العثور على تفسير علني لهذه الخطوة، لكن الإزالة تزامنت مع زيادة ملحوظة في الانتقادات.

 

ما هو فيلم "8 ركاب" ولماذا أثار الجدل؟

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه وحتى قبل أنباء اعتقال فرانكي، فقد نشرت سلسلة من مقاطع الفيديو ذات أسلوب الكشف ومشاركات المدونات من منشئي محتوى آخرين بفهرسة السلوك السام المتصور لحظة تلو الأخرى، حيث تستهدف بعض هذه الانتقادات أسلوب المحتوى تمامًا، قائلةً إن فرانكي هي واحدة من مئات منشئي المحتوى الذين يجبرون الأطفال، الذين هم أصغر من أن يوافقوا على الموافقة، على مقايضة خصوصيتهم مقابل مكاسب مالية، وتلك أزمة شائعة في خطاب المؤثرين اليوم، وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصبحت ولاية إلينوي أول ولاية تقدم قانونًا يلزم الأطفال المؤثرين بالحصول على تعويض مالي مقابل ظهورهم في محتوى الفيديو.

لكن المخاوف الأخرى بشأن "8 ركاب" ركزت بشكل خاص على فرانكي وأساليب التربية الصارمة التي تتبعها - حيث تدعي أنها أساءت معاملة أطفالها علنًا أمام ملايين المشاهدين المتحمسين، وفي أحد مقاطع الفيديو، التي تم نشرها في يونيو 2020، قال ابن فرانكي البالغ من العمر 15 عامًا إنه نام على كرسي من القماش لمدة سبعة أشهر بعد منعه من دخول غرفة نومه المشتركة بسبب مزاح شقيقه الأصغر ليصدق أنه تم نقله إلى ديزني لاند، ويحاول مسؤولو مدينة نيويورك وقف الاتجاه القاتل على وسائل التواصل الاجتماعي المتمثل في "تصفح مترو الأنفاق"

في مقابلة مع موقع Insider ، دافعت فرانكي عن قرار إلغاء "امتيازات غرفة النوم" التي يتمتع بها ابنها، لكنها أضافت أن تعليق كيس القماش قد تم إخراجه من سياقه - حيث تم منح المراهق خيار النوم على سرير منفوخ أو قابل للسحب فراش، لكنه رفض، وفي مقطع فيديو آخر، تقول فرانكي إنها رفضت إحضار الطعام لطفلتها البالغة من العمر 6 سنوات بعد أن نسي الطفل غداءها في المنزل، ودافعت عن هذه الخطوة أيضًا، قائلة إنه من الضروري تعليم ابنتها المسؤولية الشخصية، وأنه تم إطعامها فور عودتها إلى المنزل.

من هي جودي هيلدبراندت وما هي شركة ConneXions؟

 

في نفس الوقت تقريبًا توقفت فرانكي عن النشر على "8 Passengers"، وبدأت تظهر في سلسلة فيديو أخرى - ConneXions Classroom، وتعتبر ConneXions نفسها بمثابة منهج للصحة العقلية وخدمة استشارية تتمحور حول مبادئ "الصدق الذي لا تشوبه شائبة، والمسؤولية الشخصية الصارمة والتواضع الضعيف"، وذكرت صحيفة سولت ليك تريبيون أن مؤسس الشركة، جودي هيلدبراندت، هي معالجة تم تعليق ترخيصها في عام 2012 بعد أن كشفت عن "إدمان المريض للمواد الإباحية" لقادة كنيسته المورمونية.

وظهر فرانك وهيلدبرانت معًا بانتظام في مقاطع الفيديو والبودكاست، بما في ذلك يوم الاثنين، حيث يتشارك الاثنان دروسًا مبنية على القيم حول موضوعات مثل اللوم والسيطرة والإنكار، مع ملاحظات حول الحياة العائلية التي تم دمجها طوال الوقت، وقد تمت إزالة صفحة YouTube الخاصة بـ ConneXions يوم الجمعة، بعد أنباء اعتقال النساء، وليس من الواضح ما إذا كان الفيديو قد تمت إزالته بواسطة الشركة أو بواسطة YouTube.

 

لماذا تم القبض على فرانك وهيلدبرانت؟

 

وبحسب ما نشرته صحيفة npr، ففي نهاية الأسبوع الماضي، تسلق ابن فرانكي البالغ من العمر 12 عامًا من نافذة منزل هيلدبراندت في مدينة إيفينز، وفقًا لإفادة اعتقال موقعة من ضابط السلامة العامة في سانتا كلارا إيفينز، وركض إلى منزل أحد الجيران طالباً الطعام والماء، وقد لاحظ الجار وجود شريط لاصق حول كاحلي الطفل ومعصميه، فاتصل بالشرطة، وقال الضابط المستجيب إن الطفل بدا أنه يعاني من سوء التغذية الحاد وأصيب "بتمزقات عميقة" بسبب تقييده بحبل، وبالفعل تم نقل الصبي إلى مستشفى محلي بينما قامت الشرطة بتفتيش منزل هيلدبراندت، وهناك اكتشفوا طفلة أخرى، وهي ابنة فرانكي البالغة من العمر 10 سنوات، والتي يبدو أنها تعاني من سوء التغذية، وتم نقلها أيضًا إلى المستشفى.

وفي المجمل، تم نقل أربعة من أطفال فرانكي إلى رعاية قسم خدمات الطفل والأسرة، وفقًا لبيان صحفي صادر عن إدارة السلامة العامة في سانتا كلارا إيفينز، وتم القبض على فرانك وهيلدبرانت للاشتباه في ارتكابهما تهمتين جنائيتين تتعلقان بإساءة معاملة الأطفال، على الرغم من أن التهم لم يتم رفعها بعد من خلال نظام المحكمة المحلية، وقالت الإفادة الخطية إن فرانكي رفضت التحدث مع الضباط وطلبت محاميًا، ولم يتم إدراج اسم محامي أي من المرأتين علنًا في وثائق المحكمة حتى يوم الجمعة.

 

ماذا تقول عائلتها؟

 

لم تستجب شاري فرانكي، الابنة الكبرى للعائلة البالغة من العمر 20 عامًا، لطلب NPR للتعليق، لكنها نشرت خبرًا عن اعتقال والدتها في قصصها على Instagram، وفي ليلة الأربعاء، شاركت صورة للضباط في منزل طفولتها وتعليقًا عليها "أخيرًا"، وفقًا للعديد من وسائل الإعلام التي التقطت القصة الأولية ، والتي تختفي عن قصد بعد 24 ساعة، قد شاركت شاري لاحقًا أنها وعائلتها "مسرورون جدًا بتحقيق العدالة" وكانوا "يحاولون إخبار الشرطة وإدارة النيابة العامة بهذا الأمر لسنوات". 

وطالبت أيضًا بالمساعدة في جمع الروابط لمقاطع الفيديو "المشكوك فيها أو المثيرة للقلق" التي تظهر والدتها وشاركت رابطًا لمستند Google المليء بالمساهمات العامة، وفالت وقالت شقيقات روبي فرانكي الثلاث، وهن أيضًا من الشخصيات المؤثرة في العائلة، في منشور مشترك إن الاعتقال "يجب أن يحدث"، وكتبوا: "على مدى السنوات الثلاث الماضية، التزمنا الصمت بشأن موضوع أختنا روبي فرانكي من أجل أطفالها، وخلف المشهد العام بذلنا كل ما في وسعنا لمحاولة التأكد من سلامة الأطفال".

المصدر: صدى البلد