الحكومة الفلسطينية تخصص اجتماعها الأسبوعي لملف الأسرى وقوات الإحتلال تقتحم مخيم جنين
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
المدعية العسكرية الإسرائيلية تحذر من فرض قيود على استقلال القضاء -
رام الله القدس "د ب أ" "رويترز": أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، تخصيص اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، لملف الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وأكد اشتية في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة بمدينة رام الله ، "دعم مجلس الوزراء لجميع مطالب الأسيرات والأسرى وحقوقهم في سجون الاحتلال، وتنديده بالتضييق عليهم وتقليص الزيارات لهم".
وقال: "الأسرى ليسوا وحدهم، نقف معهم ونسخّر إمكانياتنا لحماية حقوقهم التي كفلها القانون الدولي واتفاقية جنيف، لن يكون إخواننا الأسرى الحلقة الأضعف ولا ورقة لزيادة رصيد الأحزاب المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية من أجل تمرير المخططات القمعية والعنصرية، إن سياسة العزل والتنكيل سوف تزيدهم صلابة وقوة".
وطالب اشتية مجلس حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ "التحرك فوراً لوقف هذه السياسة التي تتبناها هذه الحكومة الإسرائيلية بحق الأسرى، ومن المهم أن يكون هناك حراك شعبي لدعم مطالبهم".
وتابع :"اليوم يخصص مجلس الوزراء جلسته لموضوع الأسرى والاستماع إلى تقارير عن أوضاعهم واتخاذ ما يلزم من قرارات لتعزيز صمودهم والعمل على الإفراج عن المرضى وكبار السن والنساء والأطفال منهم".
وأعلنت لجنة الطوارئ للأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل اليوم قرارها الإضراب المفتوح عن الطعام يوم الخميس 14 من الشهر الجاري.
وقال بيان صادر عن اللجنة ، تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الإضراب يستهدف المطالبة بـ "وقف كل القرارات والسياسات المتخذة من أجل التضييق على الأسرى وعلى شروط حياتهم، وإعادة كل ما تم سلبه من حقوقهم خلال الفترة الماضية".
وأكد بيان اللجنة على رفض قرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي أعلنه قبل أيام بشأن تقليص الزيارات العائلية للأسرى إلى مرة كل شهرين بدلا من مرة كل شهر.
وتعتقل إسرائيل أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني بينهم العشرات أمضوا أكثر من 20 عاما قيد الاعتقال ، بحسب إحصائيات فلسطينية حقوقية.
23 اقتحاما للأقصى
قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني حاتم البكري، اليوم إن "المستوطنين بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحموا المسجد الأقصى المبارك 23 مرة، على فترتين صباحية ومسائية في شهر أغسطس الماضي .
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) عن البكري قوله في بيان صحفي اليوم: "اقتحامات المستوطنين تخللتها تأدية لطقوس تلمودية، وجولات استفزازية في باحات المسجد الأقصى، في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني".
ووفق البكري: "احتفل المستوطنون بعقد قران يهودي مقابل حائط البراق والمسجد الأقصى، كما منع الاحتلال استكمال أعمال الترميم في المسجد الأقصى المبارك".
وأشار إلى أن "الاحتلال منع رفع الأذان في 51 وقتا بالحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، إضافة إلى إغلاقه في السادس عشر من الشهر الماضي بحجة الأعياد اليهودية، ومنع المصلين من الصلاة فيه، واعتدى على زاوية ومسجد الشبلي في البلدة القديمة، بعد تكسير زجاج الأضرحة والمسجد".
كما لفت إلى اعتداء "الاحتلال ومستوطنوه على مسجد قيطون في البلدة القديمة من الخليل، من خلال وضع عشب صناعي، في خطوة تمهيدية للاستيلاء عليه واستخدام قطعان المستوطنين له"، لافتا إلى "الاعتداء على الأراضي الوقفية في مشهد الأربعين من خلال وضع الخيام في المكان".
وشدد البكري على أن "ما يقوم به الاحتلال في الآونة الأخيرة من زيادة وتيرة الاعتداءات على المساجد، والأماكن الدينية، ما هو إلا سياسة تندرج تحت إطار التطهير الديني والعرقي"، داعيا "المواطنين وجميع المؤسسات إلى القيام بواجباتهم لمحاربة مخططات الاحتلال بالسيطرة على البلدة القديمة".
ووجه البكري الدعوات لـ "تعزيز الرباط في المسجد الأقصى من أجل صد اقتحامات المستوطنين، وإفشال مخططاتهم".
إقتحام مخيم جنين
أفادت وسائل إعلام فلسطينية باقتحام قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم مدينة جنين ومخيمها شمالي بالضفة الغربية.
واشارت وكالة الصحافة الفلسطينية ( صفا ) إلى "اكتشاف قوة خاصة في شارع مهيوب داخل مخيم جنين في حين اندلعت اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين".
وأكدت أن "قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة تجاه المخيم عقب اكتشاف القوة الخاصة" ، مشيرة إلى "تحليق طائرات مروحية لجيش الاحتلال في سماء جنين".
وأفاد المتحدث بلسان جيش الدفاع الاسرائيلي للاعلام العربي افيخاي ادرعي ، عبر حسابه على منصة اكس ( تويتر سابقا) ، بأن "قوات الأمن تعمل في هذه الأثناء داخل مخيم جنين".
استقلال القضاء
حذرت المدعية العامة العسكرية بإسرائيل، الجنرال ميجر يفعات تومر يروشالمي، اليوم من الخطوات التي من شأنها المساس باستقلال المحكمة العليا، فيما بدا أنه أوضح انتقاد علني حتى الآن من كبار المسؤولين لخطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتعديلات القضائية.
وبحسب كلمة ألقتها في مؤتمر لنقابة المحامين الإسرائيليين في تل أبيب، حذرت تومر يروشالمي من تجريد إسرائيل من أحد دفاعاتها الرئيسية في القضايا القانونية الدولية.
وقالت "إن جهود التي يبذلها جيش الدفاع الإسرائيلي في مجال الشرعية الدولية تستفيد كثيرا من الهالة والحماية التي يوفرها له نظام العدالة، خاصة المكانة الدولية المهنية التي تحظى بها المحكمة العليا وما تتمتع به من استقلال.
"إن الإجراءات التي قد تضر، أو يُنظر لها على أنها ستضر باستقلالية ومهنية وكفاءة النظام القضائي، قد تبدد الهالة التي يوفرها النظام القضائي للجيش وتلحق الضرر بمصالح دولة إسرائيل".
وهيئة الادعاء العسكري هي المكلفة بدعم سيادة القانون داخل صفوف الجيش، وتضم إدارة للقانون الدولي تقدم المشورة للجيش بشأن القوانين المتعلقة بالصراعات المسلحة.
وذكرت تومر يروشالمي أن الجيش يوضح للحكومة التداعيات المحتملة لإجراءاتها القضائية. وتواجه إسرائيل انتقادات بشأن شرعية تصرفاتها في صراعها المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين.
وأطلق الائتلاف القومي الديني الذي يتزعمه نتنياهو حملة في يناير كانون الثاني لتعديل النظام القضائي مما أثار مخاوف بشأن الديمقراطية في إسرائيل وفجر احتجاجات غير مسبوقة امتدت إلى الجيش.
وقال نتنياهو منذ ذلك الحين إنه تم إلغاء بعض الإجراءات الواردة في الخطة الأصلية، وإنه سيسعى للحصول على توافق واسع بشأن أي تعديلات قضائية جديدة يقول إنها تهدف إلى اعادة التوازن بين أجهزة الحكم.
ومن المقرر أن تستمع المحكمة العليا هذا الشهر إلى سلسلة من الطعون المقدمة من مشرعين وهيئات رقابية ضد الإجراءات القضائية التي يتخذها نتنياهو، بما في ذلك قانون تم إقراره في يوليو يحد من سلطة المحكمة العليا في إلغاء قرارات الحكومة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المحکمة العلیا المسجد الأقصى مخیم جنین
إقرأ أيضاً:
رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين
الثورة/ متابعات
منذ اللحظة الأولى لدخول الأسرى الفلسطينيين إلى سجون الاحتلال، يواجهون تحديات قاسية، لكنهم يصرون على خلق حياة خاصة داخل المعتقلات، انتظارًا للحظة الإفراج التي تأتي عادة بصفقات تبادل تنظمها فصائل المقاومة.
فرغم ظلم الزنازين، يسعى الأسرى لصناعة واقع يمنحهم الأمل والقوة في مواجهة القمع الإسرائيلي.
ومع حلول شهر رمضان، تتضاعف هذه التحديات، لكن الأسرى يتمسكون بأجواء الشهر الفضيل رغم كل القيود والانتهاكات التي يفرضها الاحتلال عليهم.
ورغم القيود المشددة، يسعى الأسرى لصناعة أجواء رمضانية تذكرهم بالحرية، وتمنحهم قليلًا من الروحانيات وسط ظروف الاحتجاز القاسية، يحرصون على التقرب إلى الله بالدعاء والعبادات، رغم التضييق على أداء الصلاة الجماعية ومنع رفع الأذان.
حيث يقوم الأسرى بتحضير أكلات بسيطة بأقل الإمكانيات، مثل خلط الأرز الجاف مع قطع الخبز والماء لصنع وجبة مشبعة.
والتواصل الروحي مع العائلة بالدعاء لهم، خاصة بعد منع الاحتلال لهم من معرفة أخبار ذويهم.
ولكن كل هذه الممارسات تعرضت للقمع الشديد خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث فرض الاحتلال إجراءات أكثر تشددًا على الأسرى الفلسطينيين.
شهادات
كشف المحرر الغزي ماجد فهمي أبو القمبز، أحد الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة “طوفان الأحرار”، عن معاناة الأسرى في رمضان الأخير قبل الإفراج عنه، قائلًا: “أجبرنا الاحتلال على أن يمر رمضان كأنه يوم عادي بل أسوأ، فقد كان ممنوعًا علينا الفرح أو الشعور بأي أجواء رمضانية”.
ومع بدء الحرب، شدد الاحتلال قبضته على الأسرى عبر: تقليل كميات الطعام، حيث لم تزد كمية الأرز اليومية المقدمة للأسرى عن 50-70 جرامًا فقط، مما اضطرهم إلى جمع وجبات اليوم بأكملها لتناولها وقت الإفطار.
بالإضافة إلى منع أي أجواء رمضانية داخل السجون، بما في ذلك رفع الأذان أو أداء الصلوات الجماعية، حتى وإن كانت سرية.
ومصادرة كل المقتنيات الشخصية، ولم يبقَ للأسرى سوى غطاء للنوم ومنشفة وحذاء بسيط.
والاعتداءات اليومية، حيث كان السجان يقمع الأسرى لأي سبب، حتى لو ضحك أسيران معًا، بحجة أنهما يسخران منه!
تعتيم
ومنع الاحتلال الأسرى من معرفة أي أخبار عن عائلاتهم، بل تعمد نشر أخبار كاذبة لإضعاف معنوياتهم، مدعيًا أن عائلاتهم استشهدت في الحرب.
وقد عانى المحرر أبو القمبز نفسه من هذا التعتيم، إذ لم يعرف من بقي من عائلته على قيد الحياة إلا بعد خروجه من الأسر!.
ويواجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال انتهاكات خطيرة، في ظل صمت دولي مخجل، وفي رمضان، حيث يتضاعف القمع والتنكيل، تبقى رسالتهم واحدة، إيصال معاناتهم إلى العالم وكشف جرائم الاحتلال بحقهم، والمطالبة بتدخل المنظمات الحقوقية لوقف التعذيب والتجويع المتعمد داخل السجون، والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى، خاصة في ظل تزايد حالات القمع والإهمال الطبي.