اليونان وقبرص وإسرائيل يبحثون إمكانية توريد الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
بحثت "اليونان وقبرص وإسرائيل"، مشروعًا لربط أنظمة الطاقة بين البلدان الثلاثة، وإمكانية توريد الغاز الطبيعي من الحقول الإسرائيلية والقبرصية إلى الاتحاد الأوروبي، حسبما أفادت وكالة "تاس" الروسية، مساء اليوم الاثنين.
رجال الإطفاء في اليونان ينقذون 25 مُهاجرًا حاصرتهم الحرائق اليونان تُعلن ضبط 79 شخصًا على خلفية حرائق الغاباتأعلن ذلك رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في القصر الرئاسي بنيقوسيا، بعد اجتماع مشترك مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار قمة ثلاثية.
وقال ميتسوتاكيس: "لقد ركزنا اهتمامنا على الطاقة، وهي قضية ذات اهتمام مشترك. اليونان ليست منتجا للطاقة فحسب، بل هي أيضا بوابة لاستيراد الغاز الطبيعي إلى السوق الأوروبية".
تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي والقبرصي إلى الاتحاد الأوروبيوأضاف: "بدأنا بالفعل في تنفيذ استثمارات مهمة، وهناك اهتمام كبير إلى حد كبير برؤية الكيفية التي يمكن بها تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي والقبرصي إلى الاتحاد الأوروبي. ولذلك، يمكن النظر في الحلول ذات المنفعة المتبادلة، بما في ذلك تلك التي اختبرتها الأسواق".
وأشار رئيس وزراء اليونان إلى أن الدول الثلاث تدعم تنفيذ مشروع ربط أنظمة الطاقة لديها. وأوضح ميتسوتاكيس: "هذا مشروع ذو أهمية كبيرة، لأننا نفكر أيضا في ربط مصادر الطاقة المتجددة من أجل الحصول على مجموعة متنوعة من حاملات الطاقة في مزيج الطاقة".
وقد قامت اليونان وقبرص وإسرائيل بتطوير مشروع "Eurasia Interconnector"، الذي من المفترض أن يربط أنظمة الطاقة في الدول الثلاث باستخدام كابلات كهربائية تحت الماء.
وفي المقابل، تتفاوض قبرص وإسرائيل لإعداد اتفاقية تعاون بين الدولتين تنص على إنشاء البنية التحتية لربط البلدين بخط أنابيب غاز وكابل كهربائي.
وسيتعلق هذا المشروع، كما هو موضح في وزارة الطاقة القبرصية، بإمداد قبرص بالغاز الطبيعي، وتسييله في محطة من المقرر بناؤها في الجزيرة، ونقله لاحقا عن طريق البحر إلى أوروبا، وأعلن نتنياهو ذلك لأول مرة في شهر مايو من هذا العام.
كما يسعى الجانبان القبرصي والإسرائيلي إلى حل القضايا المتعلقة بتسوية النزاع حول تقسيم مناطق المسؤولية في حقل "أفروديت-إيشاي" بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
وقال ميتسوتاكيس: "في ما يتعلق بالأمن والدفاع، لدينا علاقات قوية في هذا المجال، وخاصة اليونان وقبرص. مع قبرص، هذه علاقة واضحة طويلة الأمد في هذا المجال. ومع إسرائيل، يمكننا أن نفعل المزيد في قطاع الدفاع، وكذلك في الحرب ضد الإرهاب. وأؤكد لكم أننا سنتعاون بشكل فعال".
وشدد على أن الدول الثلاث ترغب في تعزيز تعاونها بسرعة في العديد من المجالات، وقال: "أتطلع إلى اجتماعنا المقبل في إسرائيل".
كما ناقش ممثلو اليونان وقبرص وإسرائيل إمكانية الارتباط بصيغة التعاون الثلاثي، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والهند، وقال ميتسوتاكيس: "لقد ناقشنا مجالات مختلفة ذات اهتمام مشترك، فضلا عن التوسع الديناميكي لتعاوننا الثلاثي".
وقال رئيس وزراء إسرائيل: "لدينا مصلحة طبيعية في التطلع نحو التوسع، ليس فقط من وجهة نظر جيوسياسية، ولكن أيضا من وجهة نظر النطاق العالمي. يمكننا أن نسعى جاهدين لتحقيق ذلك بشكل أكثر منهجية ويمكننا دعوة رئيس وزراء الهند لحضور قمتنا الثلاثية العام المقبل".
وفي نهاية أغسطس الماضي، أجرى ميتسوتاكيس محادثات في أثينا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حيث أعلن الطرفان اتفاقهما على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية.
وأكد رئيس الوزراء اليوناني بعد الاجتماع، أن بلاده والهند يمكنهما بشكل مشترك "القيام بالمزيد، في مجالات الاقتصاد والدفاع والسياحة والثقافة والحماية من تغير المناخ".
وقال ميتسوتاكيس إن الهدف الأول هو مضاعفة التجارة الثنائية مع الهند في السنوات الأربع المقبلة، مشيرا إلى أنه تم خلال اللقاء مناقشة قضايا توسيع الاستثمارات وتسيير رحلات جوية مباشرة بين اليونان والهند وتطوير السياحة المتبادلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اليونان ميتسوتاكيس اليونان وقبرص وإسرائيل الغاز الاتحاد الأوروبي وقال میتسوتاکیس الغاز الطبیعی رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق
2 يناير، 2025
بغداد/المسلة: سوريا الجديدة، بعد سقوط نظام الأسد مؤهلة أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بدور الممر الاستراتيجي لنقل الطاقة من منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط والغاز إلى أوروبا.
وشهدت السنوات الماضية طرح عدة أفكار لمشاريع خطوط لأنابيب الغاز التي تربط الشرق الأوسط بأوروبا النهمة للطاقة، من بينها خط الغاز العربي الذي استهدف ربط مصر بالأردن ولبنان وسوريا، ومن ثم تركيا وينتهي بأوروبا.
خط الغاز القطري التركي يمثل تحولاً استراتيجياً في مشهد الطاقة في الشرق الأوسط وأوروبا، مع تداعيات قد تكون عميقة على العراق. بصفته دولة غنية بالموارد الطبيعية وذات موقع جغرافي حيوي، يمكن أن يصبح العراق لاعباً رئيسياً في هذا المشروع أو منافساً متأثراً بتغير ديناميكيات السوق.
إذا نجح المشروع، فقد يخلق مساراً جديداً لنقل الغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا، مما يقلل من الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، الذي تقلصت حصته من 40% إلى أقل من 15% من واردات الاتحاد الأوروبي بعد الحرب الروسية الأوكرانية. هذا التحول قد يدفع العراق إلى إعادة تقييم دوره في سوق الطاقة العالمي، خاصة أن الخط المقترح يعبر دولاً منافسة مثل قطر وسوريا وتركيا.
العراق يعاني من مشكلات هيكلية في قطاع الطاقة، منها تراجع إنتاجه بسبب ضعف البنية التحتية وسوء الإدارة، فضلاً عن التحديات الأمنية. لكنه يبقى شريكاً محتملاً قوياً، إذا ما أراد تعزيز حضوره الإقليمي. يمكن للعراق أن يمد المشروع بالغاز عبر ربطه بخطوط تصدير جديدة، ما يمنحه فرصة للاستفادة من البنية التحتية المحدثة وخفض الاعتماد على صادرات النفط التقليدية. هذا الخيار يتطلب استثمارات ضخمة وإصلاحات داخلية لضمان استقرار الإمدادات.
على الجانب الآخر، قد يكون العراق عرضة للتهميش إذا لم يُدمج في المشروع. نجاح خط الغاز القطري التركي قد يضعف من فرص العراق في تحقيق مشاريعه الخاصة لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا. كما أن المنافسة مع الغاز القطري الأكثر تنافسية في الأسعار قد تجعل الغاز العراقي أقل جاذبية للأسواق الأوروبية.
الجغرافيا السياسية تلعب دوراً كبيراً في نجاح المشروع. الدول التي سيمر بها خط الأنابيب، مثل سوريا وتركيا، تواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة. تحقيق الاستقرار في سوريا سيظل شرطاً أساسياً لإنجاز المشروع، وهو ما قد يستغرق سنوات. من ناحية أخرى، يشكل الوضع الأمني في العراق تحدياً مماثلاً، حيث لا تزال المناطق الحدودية غير مستقرة، مما قد يهدد سلامة أي خطوط أنابيب مقترحة.
قطر تركز حالياً على الغاز المسال، الذي يمثل خياراً أقل مخاطرة وأكثر ربحية، مما يثير الشكوك حول مدى التزامها بالمشروع. كما أن الدول الأوروبية قد تميل لتفضيل شحنات الغاز المسال، التي تُعتبر أكثر مرونة مقارنة بخطوط الأنابيب الثابتة.
في ظل هذه الظروف، يجب على العراق صياغة استراتيجية متوازنة تعزز تعاونه الإقليمي وفي الوقت ذاته تحمي مصالحه الوطنية. ذلك يشمل تحسين بنيته التحتية للطاقة، وزيادة إنتاج الغاز، وتطوير علاقاته مع الدول المشاركة في المشروع لضمان دور محوري في هذا النظام الإقليمي الناشئ.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts