جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-07@01:12:56 GMT

التطبيع الرسمي والرفض الشعبي

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

التطبيع الرسمي والرفض الشعبي

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

في عام 1986م، عُقدت بالعاصمة التونسية ندوة ثقافية إعلامية موسّعة عن مخاطر البث التلفزيوني الفضائي على الوطن العربي، حضر الندوة عدد كبير من المعنيين بالإعلام في الأقطار العربية، وعدد آخر من الإعلاميين الأوربيين، وأجمع الحضور حينها على أن عام 2000؛ سيكون انطلاق البث الفضائي التلفزيوني وسيكون سببًا رئيسًا في الغزو الثقافي والفكري للشعوب وهوياتها.

خرجت الندوة وكعادة الندوات بجملة من التوصيات، في مقدمتها: أهمية تعزيز الخطاب والإنتاج الإعلامي العربي والارتقاء به؛ ليستقطب المشاهد والمستمع العربي، ويُلبي حاجاته من المعرفة والمتعة معًا وبالتالي يعزز من قيمه وموروثه ويرسخ ثوابته وهوياته. ومن أغرب استنتاجات بعض الحضور وملاحظاتهم عن جزئية التحصين الطبيعي للمتلقي العربي، كانتا نقطتان؛ وهما: انتشار الجهل اللغوي في الوطن العربي، وبالتالي حصانة المشاهد العربي من متابعة القنوات الأجنبية الناطقة بغير اللغة العربية، وتفشي الفقر في المجتمعات العربية؛ الأمر الذي سيجعل الحصول على الأطباق اللاقطة للبث الفضائي نخبوية ونوعًا من الترف.

تفاجأ الحضور لاحقًا والعالم معهم بأسبقية تاريخ البث الفضائي وتقدمه على التاريخ المتوقع في الندوة، كما تفاجأ الكل بحرص القنوات الفضائية الغربية على مخاطبة المشاهد العربي بلسانٍ عربيٍ مبينٍ، ولم تتوقف المفاجآت عند هذا؛ بل تخطتها إلى وجود فضائيات عربية تتبنى الخطاب الغربي والثقافة الغربية وتحقق ما لم يحلم الغرب من مجانية اختراق ثقافي وفكري للمتلقي العربي، مستغلة عنوان العولمة وذريعة هشاشة منتج الخطاب الإعلامي العربي وجموده وضعف محتواه.

المُراد من هذا المثال هو الربط بين استراتيجية الغرب في الاختراق الإعلامي للعقل العربي، تمهيدًا لبسط التطبيع مع الكيان الصهيوني لاحقًا، تحت ألف مسمى ومسمى؛ ظاهرها رحمة وباطنها عذاب، وأهمية الرهان على الشعوب ووعيها غير المُعلن.

عَلِمَ الكيان الصهيوني وتيقَّنَ، ومن وراؤه صانعوه وداعموه، أن وظيفته وأهدافه لا تتحقق إلا باختراق الأقطار العربية وتطويعها وإعادة إنتاجها لتقبل به كعضو طبيعي في جسد الأمة، وبعد تجربته اليتيمة في التطبيع مع نظام السادات في مصر، تيقن بأن التطبيع مع نظام السادات لم يكن تطبيعًا مع الدولة المصرية؛ حيث رفضه الشعب المصري وعاندته المؤسسات الحرجة في الدولة المصرية وعلى رأسها مؤسسة الجيش والأزهر، وامتد الأمر إلى الجامعات والنقابات بأنواعها، وتكرر ذات السيناريو بالاستنساخ مع الأردن في اتفاقية "وادي عربة".

كشف التطبيع الصهيوني مع مصر والأردن أن التطبيع كان رسميًا فقط، ولم يمتد أو يُثمر أبعد من ذلك، كما كشف التطبيع حجم النوايا والمخططات الخبيثة للكيان الصهيوني ووظيفته الحقيقية في المنطقة لهذا أحجمت العديد من الأقطار العربية عن التطبيع وتردد بعضها فيما تخوف بعضها الآخر.

مأساة الكيان الصهيوني أنه لم يتمكن من اختراق الشعوب العربية ويكون جزءًا من نسيجها، وهذه المأساة عبَّر عنها بمرارة الصهيوني بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو تلميحًا وتصريحًا وفي أكثر من مناسبة، وقال بكل وضوح إن التطبيع يجب أن يكون مع الشعوب، فتجربتنا مع النظم الرسمية غير مُثمرة ولا مُجدية.

هاجس وهوس الكيان الصهيوني في التطبيع مع الشعوب العربية ليس وليد اليوم، فقد سعى الكيان بعد احتلاله هضبة الجولان السورية عام 1967م إقناع سكانه بالاعتراف بالكيان الصهيوني مقابل اقتطاعه من الجغرافية السورية وإعلانه دولة مستقلة للدروز، ولكنه قوبل برفض قطعي مطلق وتبددت أحلامه.

مشكلة الكيان الصهيوني هي انكشاف حقيقته الهشة، وجلاء وظيفته في قلب الأمة العربية كل يوم، في ظل تزايد الوعي العربي، واشتداد المقاومة ضده واتساعها في أوساط الشعوب العربية كثقافة وسلاح معًا؛ حيث أصبحت ثقافة المقاومة العربية ثقافة عابرة للأجيال والحدود، كما أدركت بعض الأقطار العربية أن ثمن التطبيع مع الكيان الصهيوني باهظ التكاليف؛ لأنه يعني على الأرض الالتزام بحماية الكيان مقابل فقد الأوطان وولاء الشعوب.

قبل اللقاء.. يقول الرئيس الأمريكي جو بايدن في لحظة تجلٍ: "لو لم تكن هناك إسرائيل لصنعنا إسرائيل خدمة لمصالحنا في الشرق الأوسط".

وبالشكر تدوم النعم.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بالصور.. الاحتفال بانتهاء تصوير فيلم "قصر الباشا"

احتفل صناع فيلم "قصر الباشا" بانتهاء التصوير، والمقرر أن يتم طرحه خلال الفترة المقبلة.

أماكن تصوير فيلم "قصر الباشا" 

 

وصورت أسرة الفيلم عددا من المشاهد في مدينة أسوان، وعادوا إلى القاهرة لاستكمال تصوير المشاهد الداخلية، وجمعت المشاهد الخارجية كلا من أحمد حاتم، أحمد فيهم، مايان السيد، وعدد من الفنانين.

 أحداث فيلم "قصر الباشا" 

 

قصر الباشا يدور في إطار اجتماعي تشويقي مثير، حول شخصية أحمد حاتم الذي يعمل كاتب روايات بوليسية، حسين فهمي يشارك في بطولة الفيلم ويظهر بشخصية صاحب فندق ضمن الأحداث، ويظهر الفنان صدقي صخر بشخصية يغلب عليها طابع الجد وبعض الشر ويدعى نجيب الدسوقي، والفنانة مايان السيد التي تقوم بتجسيد دور عاملة في أحد الفنادق، ويقوم الفنان أحمد فهيم بتجسيد دور مدير قصر الباشا. 

 التعاون بين أحمد حاتم وحسين فهمي 

 

ويعود الفنانان أحمد حاتم وحسين فهمى للتعاون مجددًا في السينما خلال فيلم قصر الباشا بعد 12 عامًا من تقديمهما فيلم لمح البصر الذى تم عرضه عام 2012.

 أبطال فيلم "قصر الباشا" 

 

ويضم فيلم "قصر الباشا" عددًا كبيرًا من الفنانين، هم: حسين فهمي، أحمد حاتم، نانسي صلاح، مايان السيد، صدقي صخر، حمزة العيلي، نبيل عيسي، وأحمد فهيم، ومحمد القس وسمية رضا والعمل من تأليف محمد ناير ومن إخراج محمد بكير.

 قصة فيلم "قصر الباشا" 

 

وتدور أحداث فيلم قصر الباشا في إطار جريمة ممزوج بالكوميديا السوداء والساسبنس، وتعود لعصر روايات الكاتبة أجاثا كريستي وهي روايات يغلب عليها الطابع البوليسي.

فيلم "قصر الباشا" عودة المخرج محمد بكير

 

ويذكر ان فيلم "قصر الباشا" يعد بمثابة عودة للمخرج محمد بكير إلى السينما بعد غياب دام ثلاث سنوات، وكان آخر أعماله السينمائية فيلم عروستي، وكان من بطولة أحمد حاتم، صابرين، جميلة عوض، أسماء جلال، محمود البزاوي، ندا أكرم، زينب غريب، هند عبد الحليم، بسنت النبراوي، مروان يونس، تأليف مصطفى البربري.

 آخر أعمال آلاء لاشين

 

وكان آخر أعمال آلاء لاشين كان فيلم اللعب مع العيال الذي يعرض حاليًا في جميع دور العرض السينمائية، من بطولة محمد إمام، بيومي فؤاد، ويزو، أسماء جلال، مصطفى غريب، تأليف وإخراج شريف عرفة.

1000354654 1000354653 1000354652 1000354649 1000354650 1000354651

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: التطبيع العربي مع إسرائيل لا يمكن أن يكون مجانيًا
  • عمرو موسى: التطبيع العربي مع إسرائيل لا يمكن أن يكون مجانيا
  • عمرو موسى: حماة إسرائيل يحاولون فرض حل إسرائيلي على النزاع في الشرق الأوسط
  • بالصور.. الاحتفال بانتهاء تصوير فيلم "قصر الباشا"
  • ما وراء قوة الكيان ؟
  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • بعد حرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • بعد جرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • هزات متواصلة للاقتصاد الصهيوني.. العمليات النوعية لليمن تؤلم الإسرائيليين
  • مرصد الأزهر: الكيان الصهيوني شاذ دخيل على الشرق الأوسط غرسته أيادٍ غربية