جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-17@07:55:06 GMT

شجون وشؤون لخريف فات وخريف آتٍ

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

شجون وشؤون لخريف فات وخريف آتٍ

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

لموسم الخريف في كل عام في ظفار شجون وشؤون تسبق قدومه، وتتملك من يعيشه، وكذا الحال مع وداعه وفراقه.. وليس بمستغرب علينا نحن أبناء محافظة ظفار هذه المشاعر الجياشة الرائعة التي نعيشها في هذا الموسم في مراحله الثلاثة ولا نطمح في أكثر من ذلك.

درجنا هنا في ظفار منذ مئات السنين على هذه الحالة ولا نطلب أكثر من ذلك، اللهم الرجاء من الله عز وجل أن يديم علينا هذه النعمة، أعوامًا وأعواما.

لطالما وما زال لنا في هذا الموسم من رخاء وغيث رباني يعُمّنا بشرًا وزرعًا وضرعًا، ولما فيه لنا من راحة وفرحة واستجمام؛ فالسماء تمطر، والأرض تنمو وتثمر، وتتوليان عنَّا بذلك كل عناء وجهد، وفي كرم رباني عظيم قلَّ أن تجد له مثيلاً في بلاد الله الواسعة، كل ما علينا سوى الحصاد والشكر لبقاء هذه النعم. لذلك تعودنا على اتخاذ كل جميل في هذا الموسم بدءًا بأعراسنا وأفراحنا والخروج للطبيعة للتنزه وللتخييم في الجبال والسهول ولمناسباتنا السعيدة والتزاور فيما بيننا، وصلة الرحم.

اليوم.. أصبح يشاركنا في كل ذلك إخوة كرام من كل ربوع سلطنتنا الحبيبة وخليجنا العربي الواحد وشبه جزيرتنا العربية، والدائرة تتسع عامًا بعد الآخر. أصبحت مسؤوليتنا أعظم بلا شك لنجود على زائرينا بما أجاد به الله علينا، ونشاركهم نعمهُ، بأن نهيئ كل السبل ليتمكنوا من مشاركتنا هذه النعمة وهذه الفرحة بيسر ودون عناء يذكر.

اليوم وبعد شبه انقضاء الموسم وعلمنا أن الرقم الذي وصل إليه زوارنا لهذا العام قد قارب 800,000 زائر، فإن في ذلك مؤشرًا واضحًا على أن الموسم المقبل سيحطِّم رقم المليون زائر بإذن الله، وكلهم سيتوافدون على هذه الرقعة الجغرافية لمناطق الخريف في المحافظة. فماذا أعددنا لذلك؟! وليكن سؤالنا من منطلق حُسن إكرام الضيف على أقل تقدير، أو أنه من منطلق الحدّ أو التخفيف من إرهاق اقتصادنا الوطني الذي جعل نصف مليون عماني يصرفون أموالهم داخل الوطن بدلًا من خروجها للخارج، ومردود مثل ذلك وأكثر يأتينا من الخارج كل عام، وما يمثله ذلك من رفد لاقتصادنا الوطني.

التقيتُ اليوم في أحد الفنادق بأحد الشباب العراقيين، وعرفت منه أن لديه جروب سياحي عائلي عراقي عددهم 150 زائرًا أتى بهم، رغم أننا لم نعد في ذروة الخريف وموسم الأمطار، وعندما لاحظ اندهاشي قال لي إنهم مستمتعون أيُّما استمتاع بوجودهم في ظفار بعيدًا عن صيف بغداد، وأن معظم برامج زياراتهم لجبال ظفار وعيونها وأوديتها الغناء.

وبالحديث مع هذا الشاب العراقي "مُصعب" والذي كان حديثًا ذا شجون، عرفت منه أن هذا يعد ثالث موسم سياحي له وشركته لإحضار مجموعات سياحية، إلى خريف ظفار، وأنهم بدأوا بعدد متواضع، لكن وصل في هذا الموسم إلى 600 شخص.

إذن العراق الشقيق دخل مؤخرا بدوره على خط خريف ظفار، وما أدراك ما العراق، وما السائح العراقي، حسبما نعرف ونسمع عنه، وما قاله لي "مصعب" نتيجة اختصاصه وعمل شركته في هذا الجانب بين العراق ودول أخرى عديدة، فإنه يتوقع أن يتضاعف هذا العدد وأكثر في الموسم المقبل، وأن رحلات المجموعات السياحية من بغداد إلى مسقط التي يقضون فيها مدة يومين لزيارة أهم معالمها، وفي صلالة يتم استئجار حافلات لتنقلاتهم مع الاستعانة بمرشدين سياحيين من الشباب العماني لمرافقتهم في جولاتهم والتعريف بكل موقع يزورنه.

السؤال الآن لوزارة التراث والسياحة ومديريتها في المحافظة ومكتب المحافظ وبلدية ظفار وكل جهة حكومية معنية بالسياحة في المحافظة والسلطنة قاطبة، ماذا أعددتم وستقدمون لمثل هؤلاء، ومن يأتون بهم لزيارتنا ليقدموا بدورهم لنا المزيد؟!

سألت محدِّثي "مصعب" ماذا تأمل من كل هذه الجهات لتيسير ومضاعفة عملك فأجابني: "بالنسبة للعراق لا أطمح أكثر من نشر وترويج خريف ظفار سياحيًا هناك، وتزويدنا هنا في الموسم المقبل بأي مطويات أو إعلانات ترويجية لنشرها في العراق؛ لأنه ما زال خريف ظفار غير معروف لدى العراقيين، وكل اعتمادنا على ترويجنا الشخصي، وعلى انبهار من نأتي بهم بعد وصولهم وبدورهم ينقلون ذلك لغيرهم، شخصيًا أو بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وأضم صوتي للأصوات الكثيرة التي تنادي وتطالب بتطوير السياحة في ظفار والتي نسمعها من معظم زوار ظفار أنفسهم والتي أعتقد أصبح الجميع يدركها ولم يتبق، إلّا التنفيذ الفعلي لذلك، من الآن، مع عدم الانتظار حتى الموسم المقبل". انتهى كلام مصعب.

في الحقيقة لم يسعفني أي رد أفيده به إلّا أن أضم صوتي إلى صوته، وهذا أضعف الإيمان، وادعو الله معه أن تُستجاب المقترحات، وكل موسم خريف والجميع بخير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بالصور.. ظفار يفوز بـ"كأس السوبر" على حساب السيب بعد مباراة مثيرة

 

الرؤية- أحمد السلماني

تُوِّج زعيم الأندية العُمانية، ظفار، بطلاً لكأس السوبر العُماني، بعد فوزه المثير مساء اليوم الثلاثاء على السيب بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في اللقاء الذي احتضنه مجمع الرستاق الرياضي ضمن مهرجان محافظة جنوب الباطنة.

وسلم سعادة المهندس مسعود بن سعيد العاشمي، محافظ جنوب الباطنة، فريق ظفار، كأس السوبر العماني. وفي هذه المباراة المثيرة التي أوفت بكامل العهود، أضاف الزعيم بطولته رقم 30 على مستوى الدوري، الكأس، كأس الاتحاد، وكأس السوبر العُماني.


 

وتقدَّم ظفار عن طريق حمود السعدي، وتألق أفضل لاعب عماني حالياً، عبدالرحمن المشيفري، وسجل هدفين متتاليين، قبل أن يعادل حمد الحبسي النتيجة لظفار، ليتمكن بعدها الواعد سلطان بدر من إحراز هدف الفوز للزعيم.


 

جاءت بداية قوية للسيب في الشوط الأول باندفاع هجومي أسفر عن إضاعة فرص تهديف حقيقية، حيث تفننت الأسماء الدولية في التنويع الهجومي من العمق والأطراف. وكادت كرة علي البوسعيدي أن تسكن الشباك بعد أن مرَّت أمام القائم، فيما أهدر عبدالرحمن المشيفري فرصتين، حيث أبعد علي سالم النحار الأولى من على خط المرمى، بينما أخرج الحارس عبس الهشامي الكرة الثانية إلى رمية تماس.

وردَّ ظفار باقتحام مميز لمحمد الحبسي، تحصل من خلاله على خطأ سدد منه كرة اصطدمت بأحمد الخميسي وتحولت إلى ركنية، كما تصدى الحارس مازن الكاسبي ببراعة لتسديدة أرشد العلوي، قبل أن يعود ويتألق أمام تسديدة قوية من عبدالعزيز المقبالي.


 

وعلى عكس التوقعات، باغت لاعبو ظفار الجميع؛ حيث تصدى الحارس بلال البلوشي لتسديدة مباشرة من محمد الحبسي، لكن المتابع القناص حمود السعدي استغل الكرة المرتدة وأودعها الشباك السيباوية، مُعلنًا تقدم ظفار في الدقيقة 23.

واستمرت إثارة الشوط الأول؛ إذ لم يُمهل عبدالرحمن المشيفري فريق ظفار سوى 3 دقائق ليعدل النتيجة برأسية جميلة بعد عرضية متقنة من الدولي زاهر الأغبري.


 

وجاء رد ظفار بمرتدة سريعة؛ حيث هيأ حمود السعدي الكرة للمتألق حمد الحبسي، فسددها بقوة، لكن الحارس تصدى لها بصعوبة وأخرجها إلى ركنية.

وهدأت بعد ذلك وتيرة المباراة حتى أيقظ المتألق عبدالرحمن المشيفري الجماهير بهدف رائع؛ حيث استقبل كرة عرضية عالية من النشيط زاهر الأغبري وسددها برأسه في شباك ظفار، معلناً تقدم السيب في الدقيقة 43.


 

ولم تتوقف الإثارة؛ حيث حصل سلطان بدر مهاجم ظفار على ضربة جزاء بعد عرقلته من الدولي أمجد الحارثي، ليسددها الأنيق حمد الحبسي بإتقان، معلناً عودة ظفار إلى المباراة وإلى المنافسة على اللقب، لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي المثير (2-2).

الإبهار مستمر

ورغم الاندفاع الهجومي للسيب، إلّا أن هجمات ظفار المرتدة شكلت خطورة واضحة على مرمى السيب، ومن إحداها مرر المهاري حمد الحبسي كرة رائعة للمهاجم سلطان بدر الذي أودعها الشباك السيباوية في الدقيقة 66، ليمنح التقدم لظفار.

وردَّ السيب سريعًا بعد دقيقتين، عندما تدخل حمد الحبسي بقوة لإيقاف أمجد الحارثي داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ركلة جزاء، لكن عبدالعزيز المقبالي سددها برعونة فوق العارضة، مهدراً فرصة ثمينة للتعديل.

ورغم المحاولات المستمرة للسيب، وخاصة فرصة كمارا، إلّا أن التمركز الدفاعي الجيد للاعبي ظفار واعتمادهم على المرتدات حال دون العودة في النتيجة، ليطلق الحكم صافرته معلناً تتويج ظفار بكأس السوبر العُماني للموسم 2024/2025.

ورغم هبوط ظفار إلى الدرجة الأولى بعقوبة إدارية، إلّا أنه ردَّ بقوة عبر تحقيقه كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم، ومن ثم تتويجه بكأس السوبر على حساب متصدر دوري عُمانتل وحامل اللقب، نادي السيب.

مقالات مشابهة

  • سياسيون فقدوا شرف الخصومة
  • جامعة ظفار تطلق برنامج دكتوراة في فلسفة القانون
  • حمد الله يعيد الشباب إلى الانتصارات
  • افتتاح مشروع مستشفى مقشن في ظفار
  • السلام يعزز صفوفه استعدادا للقاء مسقط في دوري الأولى
  • كيف تصدّع الهلال الشيعي الإيراني مؤخراً؟
  • ظفار يتوج بلقب كأس السوبر العماني
  • [ إله ودين زعماء وقادة الإسلام السياسي في العراق ]
  • بالصور.. ظفار يفوز بـ"كأس السوبر" على حساب السيب بعد مباراة مثيرة
  • نادي ظفار يفوز بلقب كأس السوبر على حساب السيب بنتيجة 2/3