يعتبر وضع القواعد السلوكية للأطفال من أهم المهام وأصعبها لدى الأم، في الوقت نفسه سيقاوم الطفل كثيرا ليؤكد استقلاله.
فعليكِ أيتها الأم بالصبر وتكرار حديثك مرة بعد مرة، وفي النهاية سيدفعه حبه لك ورغبته في الحصول على رضاكِ إلى تقبُّل هذه القواعد، وستكونين المرشد الداخلي الخاص به وضميره الذي سيوجهه خلال الحياة.


كيف نُقنع الطفل بإطاعة الأوامر واتباع قواعد السلوك الجيد التي وضعها الوالدان؟ 
في السنوات الأولى من عمر الطفل يحتاج إلى توصيل مفهوم الثواب والعقاب لما له من دور مهم في تحديد سلوك الطفل في مراحل عمره، ويترتب عليه اكتساب العديد من القيم والاتجاهات ويأتي هنا دور الأهل وبالأخص الوالدان لأن الطفل يقلد ويلاحظ جميع التحركات والألفاظ.
ويتساءل البعض: متى تبدأ التنشئة؟.
تبدأ التنشئة مع بداية العام الثاني للطفل فهو يتلقى الأوامر مثل: لا تقترب من، أو لا تلمس، لا تخرج، لا تلعب بـ... لا تضرب.... وهذه الأوامر تساعد الطفل على الإدراك وتساعد على نموه العقلي لتشمل معايير أخلاقية ذات مستوى أعلى في عقلية الطفل مستقبلا، ويصبح بإمكانه الحكم على التصرفات التي تحدث أمامه.
ويعتمد سلوك الطفل على مدى إدراكه لما يحدث أمامه فالطفل في سن الخامسة يختلف إدراكه وفهمه للمواقف عن طفل في سن العاشرة فالنمو الأخلاقي السلوكي السليم يرتبط بفهم مجريات الأمور من حوله، فالطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يوظف أحاسيسه أكثر من عقله، ثم يصبح تدريجيًا مع الوقت قادرا ً على التميز فيشعر بالرضا والفخر عند القيام بالأفعال الصائبة الصحيحة ويشعر بالخزي عند القيام بالتصرفات الخاطئة غير الأخلاقية، وقد لا يلتزم جميع الأطفال بهذه المعايير (الصواب والخطأ) وهذا يعتمد على اختلاف البيئة التي نشأوا فيها وعلى القدوة المتمثلة فى الوالدين والقيم الأخلاقية التي تم غرسها، وعلى مدى قوة العلاقة بين الطفل والوالدين فقد أثبتت بعض الدراسات أن الطفل الذي يتمتع بعلاقة دافئة مع الوالدين تنمو لديه قيم ومعايير الوالدين.
وتضع الاستشارية النفسية (فيرى والاس) مجموعة من الخطوات يمكن اتباعها مع الطفل:
أولًا: انقلي إلى الطفل القواعد بشكل إيجابي وادفعي طفلك للسلوك الإيجابي من خلال جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد، فبدلًا من (كن جيدًا) أو أحسن سلوكك ولا ترمي الكتب قولي: "الكتب مكانها الرف".
ثانيًا: اشرحي قواعدك واتبعيها
إن إلقاء الأوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل، ولكن عندما تعطي الطفل سببًا منطقيًا لتعاونه فمن المحتمل أن يتعاون أكثر، فبدلًا من أن تقولي للطفل اجمع ألعابك، قولي يجب أن تعيد ألعابك مكانها وإلا ستضيع الأجزاء أو تنكسر، وإذا رفض الطفل فقولي هيا نجمعها معًا، وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة.
ثالثًا: علقي على سلوكه لا على شخصيته
أكدي للطفل أن فعله غير مقبول وليس هو نفسه فقولي هذا فعل غير مقبول، ولا تقولي مثلًا ماذا حدث لك؟ أي لا تصفيه بالغباء أو الكسل فهذا يجرح احترام الطفل لذاته ويصبح نبوءة يتبعها الصغير لكي يحقق هذه الشخصية.
رابعًا: اعترفي برغبات طفلك
من الطبيعي بالنسبة لطفلك أن يتمنى أن يملك كل لعبة في محل اللعب عندما تذهبون للتسوق، وبدلًا من زجره ووصفه بالطماع، فقولي له أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب ولكن اختار لعبة الآن وأخرى للمرة القادمة، أو اتفقي معه قبل الخروج مهما رأينا فلك طلب واحد، أو لعبة واحدة وبذلك تتجنبين الكثير من المعارك وتشعرين الطفل بأنك تحترمين رغبته وتشعرين به.
خامسًا: استمعي وافهمي
عادة ما يكون لدى الأطفال سبب للشجار، فاستمعي لطفلك فربما عنده سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك، فربما كان حذاؤه يؤلمه أو هناك شيء يضايقه.
سادسا: حاولي الوصول إلى مشاعره وتجنبي التهديد والرشوة
إذا كنت تستخدمين التهديد باستمرار للحصول على الطاعة فسيتعلم الطفل أن يتجاهلك حين تهددينه، فالتهديدات التي تطلق في ثورة الغضب تكون غير إيجابية ويتعلم الطفل مع الوقت ألا ينصت لك، كما أن رشوته تعلمه ألا ينتبه لك حتى يكون السعر ملائمًا فعندما تقولين سأُعطيك لعبة جديدة إذا نظفت غرفتك، فسيطيعك من أجل اللعبة لا لكي يساعد أسرته أو يقوم بما عليه فعله. 
سابعا: عليك بالدعم الإيجابي
عندما يطيعك ابنك قبليه واحتضنيه أو امدحي سلوكه بكلمة ممتاز، جزاك الله خيرًا، عمل رائع، وسوف يرغب في فعل ذلك مرة ثانية ويمكنك أن تحدي أو تقللي من السلوكيات السلبية عندما تقولين يعجبني أنك تتصرف كرجل كبير ولا تبك كلما أردت شيئًا. 
بعض الآباء يستخدمون الهدايا العينية مثل نجمة لاصقة عندما يريدون تشجيع أبنائهم لأداء مهمة معينة مثل حفظ القرآن الكريم، أو الصلاة، أو القيام بأداء واجباتهم ومهماتهم المدرسية، ويقومون بوضع لوحة في كل مرة ينجح فيها توضع له النجمة، وبعد الحصول على خمس نجمات يمكن أن يختار لعبة تُشترى له أو رحلة وهكذا إن وضع القواعد صعب بالنسبة لأي أم ولكن إذا وضعت قواعد واضحة ومتناسقة وعاملت طفلك باحترام وصبر فستجدين أنه كلما كبر أصبح أكثر تعاونًا معك وأشد بِرًا لك.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التهديد الرشوة التنشئة

إقرأ أيضاً:

التحالفات السياسية في العراق: هل هي لعبة جس نبض أم تحركات حاسمة؟

مارس 5, 2025آخر تحديث: مارس 5, 2025

المستقلة/- في تطور سياسي مثير، محمد الزيادي، النائب عن الإطار التنسيقي، كشف اليوم الأربعاء أن قانون الانتخابات في العراق لا يزال يشكل نقطة خلافية محورية بين القوى السياسية.

ورغم أن النقاشات حول تعديله أو الإبقاء عليه ما تزال مستمرة، إلا أن الإطار التنسيقي أعلن بشكل قاطع أن القوى السياسية التابعة له لن تذهب إلى الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة، بل ستكون مقسمة إلى ست إلى سبع قوائم انتخابية، مع تحديد التحالفات لاحقًا بناء على نتائج الانتخابات.

التعديل أم الاستمرار؟

التساؤلات حول تعديل قانون الانتخابات تصدرت حديث الأوساط السياسية مؤخرًا. رغم أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أصدرت توجيهًا لفروعها في المحافظات، بما في ذلك إقليم كردستان، فإنها لم تُصدر بعد أي توجيه رسمي بشأن تغيير القانون أو الإبقاء عليه كما هو. هذا الغموض في الموقف يبدو كأنه محاولة للضغط السياسي على القوى الفاعلة في الساحة لتحقيق مكاسب معينة قبل أن تُحسم المسألة بشكل نهائي. ويبدو أن المفوضية في حالة انتظار لتوافقات سياسية قد تشهدها الفترة المقبلة، خاصة مع وجود تحركات سياسية مستمرة في الكواليس.

التحالفات السياسية: لعبة جس النبض

وفي الوقت الذي يصرح فيه الزيادي عن وجود حراك سياسي بين القوى السياسية، سواء كانت مستقلة أو ناشئة، إلا أن هذا الحراك لا يزال مبهمًا ومبنيًا على أسلوب “جس النبض”. هل هذا يعني أن التحالفات المنتظرة ستحدث وفق المصالح السياسية دون الإعلان عنها بشكل علني؟ ومن خلال هذا التكتيك السياسي، تظل الساحة السياسية مفتوحة أمام مفاجآت قد تُغيّر ملامح الانتخابات القادمة بشكل غير متوقع.

التحديات والتوقعات القادمة

التوقعات تشير إلى أن الساحة السياسية في العراق قد تكون على موعد مع تحالفات سياسية جديدة، خاصة مع الوصول إلى مراحل متقدمة في النقاشات بين الكتل السياسية. ولكن هل هذه التحالفات ستكون ذات طابع تكتيكي يهدف إلى تعزيز القوى المتنازعة؟ أم أنها ستكون خطوة لتقوية النفوذ في ظل القانون الحالي أو المعدل؟ الأسئلة تظل مفتوحة، والأنظار متجهة إلى القرار الحاسم بشأن قانون الانتخابات.

الاختبار الأكبر: من سيكسب الرهان؟

كل هذه التحركات السياسية تشير إلى أن العراق قد يكون أمام اختبار سياسي حاسم، بين من يستطيع تفكيك التحالفات القديمة وبناء تحالفات جديدة قادرة على تحقيق التغيير، وبين من سيظل متمسكًا بالوضع الراهن. وما إذا كانت تلك التحالفات ستنجح في تحقيق التوازن في المشهد الانتخابي أم ستكون مجرد تحالفات هشة لا تصمد أمام التحديات.

إذاً، ما الذي يخبئه المستقبل السياسي في العراق؟ وهل ستظل الكتل السياسية تدير لعبة التحالفات من خلف الستار أم أننا سنشهد صيفًا انتخابيًا ملتهبًا بالتحالفات والاتفاقات؟ التساؤلات تظل حاضرة، والجواب قد يكون أكثر إثارة مما نتوقع.

مقالات مشابهة

  • جرائم تكشفها الصدفة.. لعبة إلكترونية تكشف قاتلًا متسلسلًا
  • هل يمكن نقل عداد الكهرباء من منزل لآخر؟..تفاصيل
  • كيف كسر مصمموا الأزياء القواعد خلال أسبوع الموضة بميلانو؟
  • 7 أفكار لتحميس طفلك على الصيام والعبادة في رمضان
  • التحالفات السياسية في العراق: هل هي لعبة جس نبض أم تحركات حاسمة؟
  • نفط كوردستان وغاز ايران .. أمريكا تضع العراق أمام خيارين إما تنفيذ الأوامر أو العقوبات
  • المحيبس.. لعبة رمضان التي يجتمع عليها العراقيون (صور)
  • نتنياهو أمام المحكمة للمرة الـ15 في قضايا الفساد والرشوة
  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!
  • النزاهة العراقية: صدور 32 أمر قبض واستقدام بحق ذوي الدرجات العليا