الروشتة 14| تجنبي التهديد والرشوة.. كيفية تأديب طفلك
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
يعتبر وضع القواعد السلوكية للأطفال من أهم المهام وأصعبها لدى الأم، في الوقت نفسه سيقاوم الطفل كثيرا ليؤكد استقلاله.
فعليكِ أيتها الأم بالصبر وتكرار حديثك مرة بعد مرة، وفي النهاية سيدفعه حبه لك ورغبته في الحصول على رضاكِ إلى تقبُّل هذه القواعد، وستكونين المرشد الداخلي الخاص به وضميره الذي سيوجهه خلال الحياة.
كيف نُقنع الطفل بإطاعة الأوامر واتباع قواعد السلوك الجيد التي وضعها الوالدان؟
في السنوات الأولى من عمر الطفل يحتاج إلى توصيل مفهوم الثواب والعقاب لما له من دور مهم في تحديد سلوك الطفل في مراحل عمره، ويترتب عليه اكتساب العديد من القيم والاتجاهات ويأتي هنا دور الأهل وبالأخص الوالدان لأن الطفل يقلد ويلاحظ جميع التحركات والألفاظ.
ويتساءل البعض: متى تبدأ التنشئة؟.
تبدأ التنشئة مع بداية العام الثاني للطفل فهو يتلقى الأوامر مثل: لا تقترب من، أو لا تلمس، لا تخرج، لا تلعب بـ... لا تضرب.... وهذه الأوامر تساعد الطفل على الإدراك وتساعد على نموه العقلي لتشمل معايير أخلاقية ذات مستوى أعلى في عقلية الطفل مستقبلا، ويصبح بإمكانه الحكم على التصرفات التي تحدث أمامه.
ويعتمد سلوك الطفل على مدى إدراكه لما يحدث أمامه فالطفل في سن الخامسة يختلف إدراكه وفهمه للمواقف عن طفل في سن العاشرة فالنمو الأخلاقي السلوكي السليم يرتبط بفهم مجريات الأمور من حوله، فالطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يوظف أحاسيسه أكثر من عقله، ثم يصبح تدريجيًا مع الوقت قادرا ً على التميز فيشعر بالرضا والفخر عند القيام بالأفعال الصائبة الصحيحة ويشعر بالخزي عند القيام بالتصرفات الخاطئة غير الأخلاقية، وقد لا يلتزم جميع الأطفال بهذه المعايير (الصواب والخطأ) وهذا يعتمد على اختلاف البيئة التي نشأوا فيها وعلى القدوة المتمثلة فى الوالدين والقيم الأخلاقية التي تم غرسها، وعلى مدى قوة العلاقة بين الطفل والوالدين فقد أثبتت بعض الدراسات أن الطفل الذي يتمتع بعلاقة دافئة مع الوالدين تنمو لديه قيم ومعايير الوالدين.
وتضع الاستشارية النفسية (فيرى والاس) مجموعة من الخطوات يمكن اتباعها مع الطفل:
أولًا: انقلي إلى الطفل القواعد بشكل إيجابي وادفعي طفلك للسلوك الإيجابي من خلال جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد، فبدلًا من (كن جيدًا) أو أحسن سلوكك ولا ترمي الكتب قولي: "الكتب مكانها الرف".
ثانيًا: اشرحي قواعدك واتبعيها
إن إلقاء الأوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل، ولكن عندما تعطي الطفل سببًا منطقيًا لتعاونه فمن المحتمل أن يتعاون أكثر، فبدلًا من أن تقولي للطفل اجمع ألعابك، قولي يجب أن تعيد ألعابك مكانها وإلا ستضيع الأجزاء أو تنكسر، وإذا رفض الطفل فقولي هيا نجمعها معًا، وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة.
ثالثًا: علقي على سلوكه لا على شخصيته
أكدي للطفل أن فعله غير مقبول وليس هو نفسه فقولي هذا فعل غير مقبول، ولا تقولي مثلًا ماذا حدث لك؟ أي لا تصفيه بالغباء أو الكسل فهذا يجرح احترام الطفل لذاته ويصبح نبوءة يتبعها الصغير لكي يحقق هذه الشخصية.
رابعًا: اعترفي برغبات طفلك
من الطبيعي بالنسبة لطفلك أن يتمنى أن يملك كل لعبة في محل اللعب عندما تذهبون للتسوق، وبدلًا من زجره ووصفه بالطماع، فقولي له أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب ولكن اختار لعبة الآن وأخرى للمرة القادمة، أو اتفقي معه قبل الخروج مهما رأينا فلك طلب واحد، أو لعبة واحدة وبذلك تتجنبين الكثير من المعارك وتشعرين الطفل بأنك تحترمين رغبته وتشعرين به.
خامسًا: استمعي وافهمي
عادة ما يكون لدى الأطفال سبب للشجار، فاستمعي لطفلك فربما عنده سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك، فربما كان حذاؤه يؤلمه أو هناك شيء يضايقه.
سادسا: حاولي الوصول إلى مشاعره وتجنبي التهديد والرشوة
إذا كنت تستخدمين التهديد باستمرار للحصول على الطاعة فسيتعلم الطفل أن يتجاهلك حين تهددينه، فالتهديدات التي تطلق في ثورة الغضب تكون غير إيجابية ويتعلم الطفل مع الوقت ألا ينصت لك، كما أن رشوته تعلمه ألا ينتبه لك حتى يكون السعر ملائمًا فعندما تقولين سأُعطيك لعبة جديدة إذا نظفت غرفتك، فسيطيعك من أجل اللعبة لا لكي يساعد أسرته أو يقوم بما عليه فعله.
سابعا: عليك بالدعم الإيجابي
عندما يطيعك ابنك قبليه واحتضنيه أو امدحي سلوكه بكلمة ممتاز، جزاك الله خيرًا، عمل رائع، وسوف يرغب في فعل ذلك مرة ثانية ويمكنك أن تحدي أو تقللي من السلوكيات السلبية عندما تقولين يعجبني أنك تتصرف كرجل كبير ولا تبك كلما أردت شيئًا.
بعض الآباء يستخدمون الهدايا العينية مثل نجمة لاصقة عندما يريدون تشجيع أبنائهم لأداء مهمة معينة مثل حفظ القرآن الكريم، أو الصلاة، أو القيام بأداء واجباتهم ومهماتهم المدرسية، ويقومون بوضع لوحة في كل مرة ينجح فيها توضع له النجمة، وبعد الحصول على خمس نجمات يمكن أن يختار لعبة تُشترى له أو رحلة وهكذا إن وضع القواعد صعب بالنسبة لأي أم ولكن إذا وضعت قواعد واضحة ومتناسقة وعاملت طفلك باحترام وصبر فستجدين أنه كلما كبر أصبح أكثر تعاونًا معك وأشد بِرًا لك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التهديد الرشوة التنشئة
إقرأ أيضاً:
وفد روسي رفيع المستوى في دمشق لبحث مصير القواعد الروسية
موسكو- وصل وفد روسي رفيع المستوى إلى سوريا، وهو الأول منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويرأسه ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف.
ولم يكشف أي من الجانبين عن المدة التي ستستغرقها الرحلة أو البنود المحددة والمدرجة في جدول الأعمال.
لكن وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة مرهف أبو قصرة كان صرح قبل نحو أسبوع بأن السلطات السورية الجديدة تتفاوض مع موسكو بشأن استمرار وجود القوات الروسية في قاعدتي حميميم وطرطوس الواقعتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
مصير مجهولومنذ سقوط الأسد بات الغموض يلف مصير الوجود العسكري الروسي في سوريا، إذ نقلت موسكو كل قواتها من جميع أنحاء البلد إلى مركزها الرئيسي في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية، وحتى الآن لا توجد أي مؤشرات على أنها تستعد لإخلاء قاعدتيها بشكل كامل.
كما لم يؤثر إنهاء عقد مع شركة روسية لتحديث ميناء طرطوس التجاري بشكل مباشر على المنشأة البحرية الروسية التي تم تأجيرها بموجب صفقة منفصلة.
ولروسيا قاعدتان عسكريتان رئيسيتان في البلاد، وهما قاعدة طرطوس البحرية على البحر الأبيض المتوسط، والتي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفياتية، وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية، والتي أنشأتها القوات الروسية في عام 2015 خلال الأحداث التي شهدتها البلاد آنذاك.
إعلانوتعد طرطوس المركز اللوجستي البحري الروسي الوحيد في البحر الأبيض المتوسط، في حين تعد حميميم قاعدة إمداد رئيسية للقوات الروسية بمنطقة المتوسط وشمال أفريقيا، وفي عام 2017 حصلت روسيا على القواعد بموجب عقد إيجار مدته 49 عاما.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي منح اللجوء للرئيس السوري السابق الأسد في موسكو- قال خلال مؤتمره الصحفي السنوي أواخر العام الماضي إن بلاده يجب أن تفكر في ما يجب أن تفعله بشأن قواعدها في سوريا بعد أن أصبحت البلاد تحت قيادة جديدة.
وقبل يوم واحد من وصول الوفد الروسي إلى دمشق نشرت وسائل إعلام غربية معلومات بناء على صور جديدة للأقمار الصناعية بشأن وصول سفينتي الشحن الروسيتين "سبارتا" و"سبارتا 2″ التابعتين لشركة الشحن "أوبورون لوجيستكس" -التي تخضع للعقوبات- إلى ميناء طرطوس حيث تقع القاعدة العسكرية الروسية.
كما نقلت وسائل إعلام روسية عن نظيرتها الغربية ما قالت إنها "مزاعم" بوصول وحدات كثيرة من المعدات العسكرية الروسية خلال الأسابيع الماضية إلى منطقة الميناء، بينها العشرات من المركبات، وإنه تم تحميلها على السفن.
الوفد الروسي الرفيع يعد الأول منذ سقوط نظام بشار الأسد (الجزيرة) صيغ توافقيةويعتقد الخبير في الشؤون الشرق أوسطية أندريه أونتيكوف أن الزيارة ستركز بالدرجة الأولى على بحث مستقبل القواعد الروسية في سوريا، ومحاولة إيجاد صيغة تعاقدية جديدة لوضعها القانوني، لأن إغلاقها سيكون بمثابة ضربة خطيرة لطموحات روسيا في الحفاظ على موطئ قدم عسكري بالشرق الأوسط، وممارسة النفوذ في البحر الأبيض المتوسط.
ويضيف أونتيكوف في تعليق للجزيرة نت أن ثمة خيارات قد يتم اللجوء إليها للإبقاء على القواعد الروسية، مقابل تقديم موسكو أشكالا مختلفة من الدعم السياسي والاقتصادي وفي مجال الطاقة، وحتى الدعم العسكري للسلطات الجديدة، نظرا لأن كل الأسلحة في سوريا من أصل روسي، مما يحافظ على توازن مصالح الطرفين في سوريا والمنطقة عموما.
إعلانولا يستبعد المتحدث أن يحاول الوفد الروسي فهم مصير الاستثمارات الروسية في الاقتصاد السوري، لكنه يوضح هنا أن لدى السلطات الجديدة في سوريا حجة لا تقبل الجدل، وهي أنها ليست خليفة للنظام المخلوع، لذا يمكنها ببساطة أن توجه جميع الأسئلة إلى الأسد نفسه.
في الوقت الضائعمن جانبه، يقول المحلل السياسي نيكولاي سوخوف إنه خلال غياب الاتصالات الروسية السورية زار دمشق دبلوماسيون غربيون وشرق أوسطيون، بما في ذلك الطرف الرئيسي وحليف السلطات الجديدة تركيا، وبناء على ذلك من غير المرجح أن يعود التفاعل الروسي مع سوريا إلى المستوى نفسه الذي كان عليه في عهد بشار الأسد.
وبحسب سوخوف، لا تستطيع موسكو الاعتماد الآن إلا على اتفاقيات قد يتم اللجوء إليها للحفاظ على تشغيل القواعد على أساس تجاري، لكن ذلك -حسب رأيه- لن يطال في أفضل الأحوال قاعدة حميميم الجوية، ويبقى الحد الأقصى هو تحقيق خروج آمن للقوات الروسية وإجراء مفاوضات بشأن المعدات والآلات المرتبطة بالقاعدة.
ويشير سوخوف إلى أن هناك فرصة أكبر للحفاظ على القاعدة الروسية في ميناء طرطوس، وبحسب قوله فإن السلطات السورية الجديدة لديها موقف أكثر حيادية تجاهها.
ومع ذلك، يعتبر أن موسكو بكافة الأحوال في موقف ضعيف بالمفاوضات مع السلطات الجديدة في سوريا، لأن نفوذها الاقتصادي حتى في ظل حكومة الأسد السابقة كان ضئيلا مقارنة بإيران.
وختم سوخوف بأنه في المستقبل لن تتمكن روسيا من المنافسة في سوريا مع تركيا وبلدان عربية أخرى والولايات المتحدة.