بيستخدموها فى الحواوشى .. تفاصيل ضبط جزارين بحوزتهما لحوم خيول داخل مزرعة ببنها
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
استغل جزارين مزارع الموز بمنطقة عزبة الزراعة ببنها فى القليوبية ، وقاموا باصطحاب الخيول والتخلص منها وبيع لحومها ، إلا أن عدد من الأهالى شاهدوهم وقاموا بضبطهم وإبلاغ الشرطة التي أخطرت بدورها مديرية الطب البيطري لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.
ضبط شخصين بحوزتهما لحم خيول ببنها
وقال أحد شهود العيان : أنهم فوجئوا بشخصين يقوموا باستدراج الخيول إلى المزارع والمناطق النائية بشكل مستمر مؤكدا أنهم قاموا بتتبعهم وتبين قيامهم بالتخلص من الخيول وبيع لحومها وتوزيعها على محلات الكفتة والحواوشى.
فيما كشفت التحقيقات أن المتهمين هما شخصان مقيمان بدائرة مركز شرطة بنها وتم ضبطهما ببقايا لحوم من الأحصنة وهيكل عظمي وتم التحفظ على المضبوطات والمتهمين.
تشكيل لجنة من الطب البيطرى لفحص الواقعة
وقال مصدر مسئول أنه فور ورود بلاغ للطب البيطرى انتقلت لجنة من الأطباء المختصين لمكان الواقعة وتم فحص المضبوطات وهي عبارة عن بقايا أحشاء حصان واحد فقط وهيكل عظمي، وأوصت اللجنة المشكلة بإعدام المضبوطات.
من جانبها قررت جهات التحقيق إخلاء سبيل جزارين بعد اتهامهما بإنهاء حياة حصان بمنطقة الزراعات بعزبة الزراعة بمدينة بنها بكفالة مالية قدرها 5 آلاف جنيه لكل منهما وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وإعدام المضبوطات من متبقيات لحم حصان .
تفاصيل ضبط جزارين وبحوتهما لحوم خيول
وكانت الأجهزة الأمنية بالقليوبية قد ألقت القبض على جزارين بحوزتهما بقايا لحم حصان حيث جرى التحفظ على بقايا لحوم الحصان المضبوط وهيكل عظمي أيضا وحرر محضر بالواقعة.
تلقت الأجهزة الأمنية بالقليوبيةإخطارا من الأهالي بضبطهم جزارين ينهون حياة حصان بمنطقة زراعات الموز بدائرة قسم أول بنها بمحافظة القليوبية.
اخلاء سبيل المتهمين بكفالة مالية
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية ، وجرى ضبط الجزارين وبحوزتهما بقايا لحم حصان، وهيكل عظمي له وحرر محضر بالواقعة وتولت الجهات المعنية التحقيق، التي أصدرت قرارها بإخلاء سبيلهما بكفالة مالية 5 آلاف جنيه لكل منهما.
فيما شكلت الأجهزة التنفيذية بالقليوبية بقيادة الطب البيطري لجنة لفحص المضبوطات، وتبين أنها هيكل عظمي لحصان وبعض أحشائه وتم إعدامها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بنها القليوبية الاجهزة الأمنية بالقليوبية الطب البيطري
إقرأ أيضاً:
إيريك رولو في بيت جمال عبدالناصر وهيكل يراقب الحوار بصمت
ما كان لإيريك رولو أن يحلم بعودة مضمونة إلى القاهرة حين غادرها بإحساس اليهودي المطرود نحو منفاه الفرنسي، وذلك قبل أشهرٍ قليلة فقط من وصول «الضباط الأحرار» إلى السلطة في يوليو 1952. غير أن حياة هذا الكاتب الصحفي المخضرم، المولود في بيت يهودي مصري، ستظل دائمًا عرضةً لرياح الأحداث الكبرى في هذه المنطقة، والتي ستعيده إلى هذه المدينة بعد اثني عشر عامًا، حيث سيكون على موعد مع أكثر الرجال نفوذًا في «الشرق الأوسط». يروي إيريك رولو تفاصيل هذه الحكاية التي غيرت مسار حياته المهنية في صفحات ترجمتها سحر مندور ونشرتها مجلة «بدايات» في عددها الثاني صيف 2012، نقلًا عن كتابه «مدخل إلى فصول الربيع العربي: الشرق الأوسط بعيدًا عن الأساطير».
حدث ذلك عام 1963. كان إيريك رولو يشغل منذ سنوات منصب المسؤول عن قسم الشرق الأوسط بصحيفة «لوموند» الفرنسية المحسوبة على «الديغوليين» والمعروفة بانحيازها اليساري في تغطياتها لقضايا العالم الثالث. التقى الصحفي الفرنسي صيف ذاك العام بلطفي الخولي، كاتب العمود اليومي في صحيفة الأهرام، والذي جاء إلى باريس بتكليفٍ من محمد حسنين هيكل كما قال، وذلك كي يدعوه رسميًا لزيارة مصر، مع التأكيد بأنه سيتمتعُ بحق الإقامة طيلة المدة التي تناسبه، وأنه سيحظى بكافة التسهيلات لإجراء تحقيقه الصحفي. وحتى لو تطلب الأمر التواصل والحديث مع أطراف من المعارضة فإن المصريين سيدبرون له ذلك، والأهم أنه سينشر كتاباته وآرائه كما هي، من غير تشطيبات رقابية.
كيف يمكن تجاهل عرض كهذا من النادر أن تمنحه مصر لصحفي أجنبي؟ عرض إيريك رولو الفكرة على إدارة التحرير، فأوعزت إليه بقبول الدعوة شرطَ أن تكون الصحيفة هي المسؤولة عن تكاليف سفره وإقامته، وليس النظام المصري.
سافر إيريك رولو إلى القاهرة برفقة زوجته المصورة الصحفية، فاستقبله هيكل على مائدة عشاء بفندق «سميراميس» الشهير بإطلاله على النيل. أبلغه هيكل بأنه تحصَّل على موافقة من جمال عبدالناصر لإجراء مقابلة مع صحيفة «لوموند». ورغم حماسته الشديدة لمقابلة الزعيم المصري، صنم القومية العربية، كان إيريك رولو لا يزال قلقًا من حدود حريته في طرح الأسئلة والتعبير عن قناعاته وآرائه خلال اللقاء، خاصة تلك المتعلقة بالسجناء السياسيين، وخاصة من كان يعرفهم المثقفين الشيوعيين خلال فترة نشاطه السياسي بالقاهرة قبل سقوط العهد الملكي.
و«باستياء مندهش» استقبل هيكل إصرار ضيفه المستمر على تأكيد التزامه الأدبي في التعبير عن رأيه بحرية تامة حتى لو لم يرق ذلك لعبدالناصر، قبل أن يمنحه هيكل ما يلزمه من تطمينات، «وكوني على ثقة من أن هيكل لن يهمل تنبيه ناصر إلى ذلك، أضفت أن مخيمات الاعتقال تحجب الأوجه الإيجابية لسياسة الحكومة المصرية، في عيون الرأي العام العالمي، والفرنسي الذي تتوجه إليه جريدتي تحديدًا. فلم يغب التحذير الضمني عن هيكل، الذي اكتفى، في معرض الإجابة، برسم ابتسامةٍ مفخخة بالألغاز». وكان الملفت هو ما أضافه إيريك رولو بقوله: «بعد مرور سنوات عديدة، عرفت أن هيكل كان يشاركني الرأي، سرًّا».
دار اللقاء في بيت جمال عبدالناصر بمنشية البكري، بيت يصفه رولو بالمتواضع الأقرب إلى بيوت الطبقة الوسطى، وهو الذي بقي عبدالناصر يسكنه منذ أن كان ضابطًا شابًا ويفضله على قصور الحكم، خاصةً حين يرغب في إعطاء اللقاء طابعًا أكثر حميمية. حضر هيكل اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين، وكان يتابع الحديث بصمت دون أن يتداخل، ربما ليبدي احترامه لوجود صديقه الرئيس أمام ضيوفه.
بدا لإيريك رولو أنه يجلس أمام رجل موجوع، لم يشفَ بعد من الغدر الذي تعرض له من الضباط السوريين في دمشق ومن خيبة أمله بصديقه المشير الذي فشل في إدارة الأزمة وتفادي انهيار الوحدة بين مصر وسوريا. وكان غريبًا بعض الشيء أن يتحدث رجل مثله عن شعوره بالوحدة في البيت حين تذهب عائلته لقضاء عطلة الصيف بالإسكندرية. في الأثناء، أدرك إيريك رولو أنه يجلس في مكان غير بعيد عن حي طفولته في مصر الجديدة (هليوبوليس). حين علم عبدالناصر بذلك ابتسم بجاذبية خَطِرة، وقال له: «نحن إذن جيران»! بقي ذلك المشهد المشحون بهواجس الإعجاب والارتياب عالقًا في ذاكرة الصحفي الفرنسي المخضرم الذي يصف عبدالناصر هنا بعبارة مثيرة: «بدا واضحًا أنه يمارس تمرينًا في الإغراء، لا يمتلك سره إلا خبراء التواصل».
كان إيريك رولو قد غادر مصر قبل سنوات ملاحقًا بتهمة النشاط الصهيوني والشيوعي في آن معًا، وهي تهمة مزدوجة شاعت بعد الإعلان عن قيام الدولة اليهودية مع بدايات الحرب الباردة. كانت تهمة أمريكية الصنع في الأساس، وقد ساهمت المخابرات الأمريكية في إشاعتها وتصديرها بملاحقتها للمهاجرين اليهود النشطين سياسيًا لاحتمال تخابرهم مع السوفييت والانخراط في تنظيمات شيوعية، وقد شاعت بالتالي في البلدان العربية التي تضم أقليات يهودية كما حدث في مصر.
وبتوتر شديد كان إيريك رولو ينتظر السانحة المناسبة قبل أن يلقي بسؤاله الحساس على الرئيس عن سجون النظام التي تعب بالمعارضين، خاصة من الشيوعيين والإخوان المسلمين، والذين مات عدد منهم تحت التعذيب. فكانت إجابة عبدالناصر سريعةً ومباشرة توحي بأنه كان ينتظر هذا السؤال بالذات: «قررت أن أطلق سراح كافة السجناء السياسيين قبل نهاية العام الجاري»! سيصبح الصحفي الذي انتزع هذه الإجابة من عبدالناصر بطلًا في عيون سجناء الرأي، وسيحتلُ هذا التصريح العناوين الأولى في نشرات الصحافة الغربية التي كانت تنعت عبدالناصر بـ«دكتاتور القاهرة» وتشبهه بهتلر وستالين. وكان من المفارقات الغريبة أن تذيع كل الإذاعات العالمية الخبر، باستثناء إذاعة القاهرة!
تطلب الأمر سنوات طويلة قبل أن يدرك إيريك رولو سرَّ تلك الدعوة الغريبة التي تلقاها من هيكل. فبعد وفاة عبدالناصر أجرى حوارات مع أشخاص مقربين منه، فقط ليتبين الدافع من وراء تلك الدعوة وسبب اختياره هو بالذات. وقد استنتج متأخرًا من خلال حواراته مع سامي شرف، مدير مكتب عبدالناصر «أن حسابات سياسية واعية حفزت اتخاذ قرارٍ بفتح أبواب مصر أمام المبعوث الخاص لجريدة «لوموند». فقد بدأت مصر بالسعي لفتح صفحة جديدة مع فرنسا بعد استقلال الجزائر، وكانت مشورة هيكل ترى في فرنسا خطًا ثالثًا يخفف الضغط على مصر الواقعة بين الخيارين السوفييتي والأمريكي، وقد عزز ذلك الإعجاب الشخصي المتبادل بين عبدالناصر وديغول. فكان الصحفي المرموق المعني بالشرق الأوسط، والذي تتقاطع في هويته ثلاث هويات أساسية، بوصفه فرنسيًا وعربيًا ويهوديًا في وقت واحد، هو الخيار المثالي الذي لا يلتقطه إلا صحفي حاذق في المقابل؛ هو محمد حسنين هيكل.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني