الرؤية- سارة العبرية

تعدّ محافظة ظفار واحدة من الوجهات السياحية الرائدة نظرا لما تتمتع به من طبيعة ساحرة في مختلف فصول السنة، إذ تتزين الطبيعة هناك في فصل الخريف لتجتذب عشرات الآلاف من الزوار سنوياً.

وعقب موسم الخريف، يأتي "موسم الصرب" وهو فصل استثنائي يُجسّد الجمال الطبيعي الأخّاذ ويتيح للأفراد الاستمتاع بسحر الطبيعة في هذه المنطقة الفريدة.

وينتظر الكثيرون موسم الصرب سواء من المواطنين أو المقيمين أو الزوار من خارج السلطنة، ويبدأ من أواخر شهر سبتمبر ويستمر حتى شهر ديسمبر.

وفي هذا الموسم تنكسر حرارة الصيف وتبدأ الأمطار بالهطول، فتتزين الطبيعة باللون الأخضر لترسم لوحة فنية طبيعية، وتتفتح الأزهار وتنمو النباتات، لتكون ظفار واحدة من أجمل المناطق في هذه الأوقات.

وإلى جانب هذا الجمال البصري، يتيح موسم الصرب فُرصًا اقتصادية كبيرة للمواطنين والمستثمرين، ويتجه الكثيرون إلى هذه المنطقة للاستثمار في مجموعة متنوعة من الأعمال مثل الزراعة والسياحة والأنشطة البيئية، ويمكن للزوار الاستمتاع برحلات في البر والمشي في الوديان الخضراء وزيارة الأسواق المحلية التي تفتح أبوابها بمناسبة هذا الموسم، مما يشجع على تنمية الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل.

وقال سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار في تصريحات إعلامية: "يجب علينا تعزيز هذه المواسم للاستفادة من فوائدها المتنوعة، كما يلزم وضع خطط استراتيجية عالية المستوى لدعم المواسم السياحية في محافظة ظفار على مدار العام"، مضيفا أن زوار المحافظة لديهم اهتمامات متنوعة، فبعضهم يبحث عن تجربة التسوق في معارض مثل المجوهرات والعطور والأزياء، وآخرون يفضلون الأماكن الترفيهية والمغامرات الرياضية.

وأشار الغساني إلى أنَّ البلدية تقوم بالتخطيط لعروض وفعاليات متنوعة لتلبية احتياجات الزوار، ويتم تنفيذ العديد من الفعاليات المحلية خلال هذا الموسم، بالإضافة إلى الفعاليات العالمية مثل فعالية الرجل الحديدي وسباق سبارتن العالمي وطواف صلالة الذي تم تسجيله كفعالية عالمية سباق وتحد، كما ستقام خلال فترة موسم الصرب فعالية كرة القدم للاعبين المتقاعدين من مملكة نذرلاند.

وتعد فترة "موسم الصرب فترة مهمة للمزارعين والصيادين ومربي الماشية في ظفار، إذ يتميز الموسم بحصاد زراعي موسمي يشمل مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية في المناطق الجبلية والسهلية، ومن بين الزراعات المُهمة خلال موسم الصرب الذرة والفول الظفاري والفاصوليا الذي يعرف محليا "الدّجر" والخيار، إلى جانب المزيد من المحاصيل التي تلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد المحلي، وتشهد هذه المحاصيل نموًا مميزًا بفعل الأمطار الغزيرة والموسمية.

وبالإضافة إلى الزراعة، يشهد موسم الصرب زيادة في إنتاج العسل وتوفير كميات كبيرة من الأسماك السطحية والقاعية ذات القيمة الغذائية العالية، من بينها  الشارخة وسمك الكنعد والسردين والصافي والشعري، مما يجعلها مصدرًا هامًا للغذاء والدخل للمجتمع المحلي.

ويشهد هذا الموسم ظاهرة الرعي الربيعي (خَطيلُ الإبل)؛ حيث يقوم مُلاّك الإبل بنقلها في مجموعات من السهول أو مناطق خلف الجبال "القطن" إلى أماكن الرعي التي تم إغلاقها مع بداية موسم الخريف، كما أنهم يمارسون عددا من الفنون التقليدية ويرددون الأبيات الشعرية كعادة اجتماعية قديمة.

ويطالب بعض المواطنين بزراعة الأشجار الرعوية الملائمة، وإنشاء قاعدة البيانات للمراعي وزيادة الأبحاث والدراسات حول المراعي، وكذلك تنفيذ وتمويل البرامج والمشاريع الرعوية لدعم برنامج الثروة الحيوانية، من أجل تخفيف الضغط على المراعي، إضافة إلى التوعوية المجتمعية والمُشاركة في إعادة الغطاء النباتي.

وفي وقت الصرب يعم الخير والرخاء لأهل ظفار، ويقولون عنه:  "حتى الإنسان الكسول الخامل يكفي نفسه في الصرب"، وذلك لتوافر فرص العمل التي تقيه الحاجة، ويقولون أيضا: "يا تخمال الخريف، ويا تكشاف الصرب"؛ أي أن في الخريف يقل العمل، ويلجأ الناس للديون أو المقايضة، لكن في الصرب يتوفر العمل لكل من يُريد سداد ديون الخريف أو تحسين المستوى المعيشي.

وفي موسم الصرب تزدهر الحياة وينزل الناس من الجبال بعد قضاء فترة الخريف، وهناك يكثر إنتاج السمن المحلي ويسمى "السمن  الصربية"، وتعد من ألذ وأطعم أنواع السمن؛ لأن الأبقار ترعى في المراعي الخضراء الخصبة الطبيعية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليابان تقر حزمة اقتصادية بـ250 مليار دولار تشمل منحا للأسر

وافقت حكومة اليابان، الجمعة، على حزمة اقتصادية بقيمة 39 تريليون ين (250 مليار دولار)، تتضمن إعانات للحد من ارتفاع تكاليف الطاقة ومنح نقدية للأسر ذات الدخل المنخفض.

وتأتي الحزمة الاقتصادية الجديدة وسط استمرار التضخم الناجم عن ضعف الين في التأثير على الإنفاق الاستهلاكي في اليابان.

 وبموجب الحزمة، تعهدت إدارة رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا بزيادة الدخل المتاح من خلال رفع سقف الرواتب المعفاة من الضرائب، وذلك بعد أن أقرت بمطالب حزب معارض لتأمين تمرير ميزانية تكميلية لتمويلها، وفقا لوكالة كيودو اليابانية للأنباء.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن فقد الحزب الليبرالي الديمقراطي برئاسة إيشيبا وشريكه الأصغر في الائتلاف أغلبيتهما في مجلس النواب خلال الانتخابات العامة التي جرت في 27 أكتوبر الماضي.

 وقام إيشيبا بحل مجلس النواب بعد وقت قصير من توليه مهام منصبه في أول أكتوبر الماضي.

وقال نواب إن حكومة إيشيبا ستحاول تمرير ميزانية إضافية بقيمة 13.9 تريليون ين للسنة المالية حتى مارس 2025، خلال جلسة برلمانية استثنائية من المتوقع أن تنعقد يوم الخميس المقبل.

مقالات مشابهة

  • ثنائية الضحك الاستثنائي.. 16محطة في رحلة فطين عبد الوهاب وإسماعيل ياسين
  • البريميرليج يعلن مواعيد موسم 2025-2026 مع مزيد من الراحة للاعبين
  • الموسم الجديد لـ «البريميرليج» ينطلق 16 أغسطس
  • محافظة ظفار تضم بنية سياحية متكاملة مع ارتفاع الزوار لأكثر من مليون خلال موسم الخريف
  • منتجع موڤنبيك جزيرة المرجان يُطلق فعاليات رائعة وشتوية بامتياز خلال موسم الأعياد 2024
  • اليابان تقر حزمة اقتصادية بـ250 مليار دولار تشمل منحا للأسر
  • أمانة الطائف تطرح 3 فرص استثمارية لأنشطة تجارية وسياحية ونقل
  • رسميًا.. انتهاء موسم نجم ليستر سيتي بعد إصابته بالرباط الصليبي
  • وزير الاستثمار: المحتوى المحلي محفز مهم لتحويل الاقتصاد من ريعي إلى مزدهر
  • قطاع السياحي السعودي يرفع مساهمته في الاقتصاد المحلي لـ 5%