سلطت شبكة BBC الضوء على إعلان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنه سيطلب من البرلمان، هذا الأسبوع، إقالة وزير الدفاع، أوليكسي ريزنيكوف، واستبداله برستم عمروف، مشيرة إلى أن "استبدال وزير الدفاع" جرى ترويجه في المقام الأول على أنه محاولة للقضاء على الفساد.

وذكرت الشبكة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن تعيين عمروف، وهو من تتار القرم ومسلم، يعد إشارة إلى أن أوكرانيا جادة بشأن إعادة شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.

وانتشرت منذ أشهر التكهنات حول استبدال، أوليكسي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، رغم أنه لم يُتهم شخصيًا بارتكاب أي مخالفات، إلا أن الرجل الذي كان إلى جانب الرئيس زيلينسكي منذ اليوم الأول للغزو الروسي يُنظر إليه على أنه غير قادر على منع الفساد من اختراق وزارته.

وعمروف يبلغ من العمر 41 عامًا، ليس مجهولاً تمامًا، لكنه ليس شخصًا تحت أضواء وسائل الإعلام أيضًا، وهو مسؤول حكومي ترأس صندوق ممتلكات الدولة خلال العام الماضي، واشتهر بالتفاوض مع روسيا وتنظيم عمليات ناجحة لتبادل السجناء.

وعمروف عضو نشط في مجتمع القرم العرقي، الذي يحاول استعادة هويته الثقافية ومكانته في العالم، والأهم بالنسبة للأوكرانيين هو أنه لم يُتهم بالفساد أو الاختلاس أو التربح.

ودخل عمروف إلى عالم السياسة في عام 2019 عندما ترشح للبرلمان مع حزب "هولوس" الإصلاحي، الذي تركه لاحقًا ليصبح مسؤولاً حكومياً. وقبل ذلك عمل في القطاع الخاص، وتحديدا بمجال الاتصالات، قبل أن يتجه للاستثمار الخاص.

وفي عام 2013، أسس عمروف برنامجًا خيريًا للمساعدة في تدريب الأوكرانيين في جامعة ستانفورد الأمريكية، لكن ما يحدد هويته بشكل رئيسي هي جذوره التتارية في شبه جزيرة القرم وهي الجذور التي يمكن تلعب دورا في نية أوكرانيا الراسخة بإعادة شبه الجزيرة إلى سيادتها.

اقرأ أيضاً

أكبر تغيير خلال الحرب.. الرئيس الأوكراني يعلن إقالة وزير الدفاع

من هم تتار القرم؟

وتتار القرم هم السكان الأتراك الأصليون في شبه جزيرة القرم، وخلال الحرب العالمية الثانية اتُهموا زوراً بالتعاون مع النازيين وقام الجيش السوفييتي بترحيلهم قسراً إلى آسيا الوسطى.

وفي 18 مايو/أيار 1944، تم اقتلاع مجتمع القرم، وقوامه 200 ألف شخص، في يوم واحد، حيث مُنحت العائلات بضع دقائق لحزم أمتعتها قبل تحميلها في القطارات ليتم شحنها على بعد آلاف الكيلومترات. ويُعتقد أن الآلاف لقوا حتفهم أثناء العبور، أو بعد ذلك بوقت قصير.

وأمضى تتار القرم عقودًا من الزمن وهم يحاولون العودة إلى وطنهم، وكانت عائلة عمروف من بين الذين تم ترحيلهم.

 وولد عمروف في المنفى بأوزبكستان، وفي أواخر الثمانينيات، عندما كان لا يزال طفلاً، سُمح للعديد من تتار القرم، بما في ذلك عائلته، بالعودة إلى شبه الجزيرة.

ولسنوات عديدة كان عمروف يقدم المشورة لمصطفى جميليف، الزعيم التاريخي لتتار القرم، وكان رئيسًا مشاركًا لمنصة القرم، وهي مبادرة دبلوماسية دولية تركز على التفاوض مع روسيا بعد احتلالها لشبه الجزيرة عام 2014.

وكتب عمروف في مقال لموقع "ليجا.نت" في عام 2021: "إن ترحيل تتار القرم هو أحد أعظم جرائم النظام السوفيتي. لقد بدأه الطغاة الذين كانوا في السلطة في ذلك الوقت من أجل إبادة أمة بأكملها".

وبينما هاجم ضم روسيا لشبه جزيرة البحر الأسود عام 2014، عمل عمروف أيضًا على التفاوض مع موسكو لإطلاق سراح العديد من تتار القرم، الذين اعتقلوا في شبه الجزيرة منذ عام 2014 وإحضارهم إلى أوكرانيا.

وفي تصريحات أدلى بها لشبكة BBC بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، قال عمروف إنه مصمم على "إيجاد حل سياسي ودبلوماسي لهذا الغزو الوحشي".

وفي خطابه المتلفز للشعب الأوكراني، امس الأحد، أكد الرئيس زيلينسكي أنه سيسعى للحصول على موافقة البرلمان لجعل عمروف وزيرًا جديدًا للدفاع، قائلاً إن الوزارة "تتطلب مناهج جديدة وأساليب جديدة للتعامل مع كل من الجيش والمجتمع ككل".

ويستبعد أغلب المراقبون شن أوكرانيا هجوما عسكريا واسع النطاق على شبه جزيرة القرم، ووصف بعضهم نوايا أوكرانيا بالعودة إلى حدود ما قبل عام 2014، والتي تشمل شبه الجزيرة، بأنها "غير واقعية".

لكن تعيين زيلينسكي لأحد سكان القرم الأصليين للعب دور رئيسي في تحقيق هذه النوايا يبعث برسالة واضحة، مفادها: "هذه هي نهاية اللعبة في كييف".

اقرأ أيضاً

وزير الدفاع الأوكراني: الحرب تدخل مرحلة جديدة

المصدر | الخليج الجديد + BBC

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أوكرانيا رستم عمروف فولوديمير زيلينسكي القرم أوليكسي ريزنيكوف شبه جزیرة القرم من تتار القرم وزیر الدفاع شبه الجزیرة وزیر ا عام 2014 فی عام

إقرأ أيضاً:

عقوبات صارمة لوقف “وميض السيارات” في تركيا

أقر البرلمان تعديلات قانونية تنص على فرض عقوبات مشددة للاستخدام لأجهزة الوميض في السيارات، في خطوة لمكافحة الانتشار الواسع لهذه الظاهرة مؤخراً.

وفي التفاصيل، قال وزير الداخلية علي يرلي كايا، إن العقوبات بموجب التعديلات الجديدة ستتمثل في غرامة مالية قدرها 96.000 ليرة للمخالفة الأولى، مع سحب رخصة القيادة لمدة 30 يوماً ومنع السيارة من المرور لـ 30 يوماً.

وفي حال تكرار المخالفة مرتين أو أكثر خلال سنة واحدة، سيتم فرض غرامة 192.000 ليرة مع سحب الرخصة لمدة 60 يوماً ومنع السيارة من المرور لـ 60 يوماً.

كما تتيح التعديلات الجديدة للسلطات مصادرة أجهزة الوميض في السيارات المخالفة، ونقلها إلى ملكية الدولة.

مقالات مشابهة

  • مصرع ربة منزل على يد 3 عاطلين بشبرا الخيمة بطلقة طائشة خلال مشاجرة بينهم
  • وزير الدفاع البريطاني: النزاع في أوكرانيا دخل مرحلة حرجة
  • وزير الخارجية البريطاني: لن نرسل قوات إلى أوكرانيا
  • وزير الخارجية الإيطالي: لن نرسل عسكريا واحدا إلى أوكرانيا
  • وزراء دفاع أوروبيون يتفقون على مواصلة دعم صناعة الدفاع في أوكرانيا
  • وزير الخارجية الإيطالي: لن نرسل جنديا واحدا للقتال في أوكرانيا
  • وزارة الشباب: إجراءات صارمة للحد من انتشار ظاهرة المراهنات
  • عقوبات صارمة لوقف “وميض السيارات” في تركيا
  • وزير الخارجية ينقل رسالة شفوية من الرئيس السيسي إلى أمير الكويت
  • القرم عائدة بالدبلوماسية.. هل تراجع العزم الأوكراني أمام الضغط الروسي؟