إعادة فتح المجال الجوي بالنيجر وتوتر متصاعد مع فرنسا
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
أعلنت سلطات الانقلاب في النيجر -اليوم الاثنين- إعادة فتح المجال الجوي أمام حركة الطائرات بعد نحو شهر من إغلاقه، في حين كثف الجيش انتشاره بمحيط القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي وسط تصاعد حدة التوتر بين البلدين.
وقال متحدث باسم وزارة النقل في النيجر إن القادة العسكريين للبلاد أعادوا فتح المجال الجوي أمام جميع الرحلات، بعد إغلاقه في السادس من أغسطس/آب لدى استيلائهم على السلطة في انقلاب على الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو/تموز الماضي.
وكان المجلس العسكري قد أغلق المجال الجوي في محاولة لمنع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) من تنفيذ تهديدها بالتدخل العسكري.
وكانت "إيكواس" قد هددت مرارا باستخدام القوة لاستعادة النظام الدستوري في حال لم يتم إعادة تنصيب الرئيس المحتجز محمد بازوم، الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ الإطاحة به.
الرئيس المحتجز محمد بازوم خلال تجمع سابق مع أنصاره (الفرنسية) انتشار مكثف للجيشفي غضون ذلك، قال مصدر عسكري للجزيرة إن قوات تابعة للجيش كثفت وجودها حول القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي، وسط تصاعد نبرة الاتهامات بين البلدين.
وتزامن ذلك مع انتهاء سريان الاتفاق الذي ينظم الوجودَ العسكري الفرنسي في البلاد، بعدما ألغى قادة الانقلاب حزمة من الاتفاقات العسكرية المبرمة مع باريس.
في الأثناء قال مصدر عسكري للجزيرة إن القوات الفرنسية التزمت بمواقعها داخل قاعدتها منذ انتهاء سريان الاتفاقية.
وأضاف أن قوات الدفاع والأمن النيجرية عززت حضورها داخل القاعدة وفي محيطها، وقد صدرت لها أوامر بمراقبة أي تحرك للقوات الفرنسية من القاعدة.
وكان مصدر عسكري في النيجر قال للجزيرة إن المجلس العسكري وجّه بتسليح الشرطة في العاصمة والمناطق المتاخمة لها، وأبقى على حالة التأهب في صفوف الجيش.
كما أقرت باريس بأن قواتها في نيامي باتت غير قادرة على القيام بمهامها وحذرت من عواقب تراجع حضور فرنسا في أفريقيا.
تصريحات الخارجية الفرنسية
في السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إن قوات بلادها موجودة في أفريقيا لدعم مكافحة من سمتها جماعات إرهابية ولتنفيذ أنشطة تدريبية.
وأضافت الوزيرة الفرنسية أنه لم يعد من الممكن ضمان هذه المهمة كونها تنفذ مع القوات المسلحة في النيجر، وهو ما بات غير ممكن بحكم الأمر الواقع.
كما قالت إن التدخل الفرنسي في أفريقيا كان دائما بطلب من السلطات المحلية، وكلما قل الحضور الفرنسي هناك زاد انعدام الأمن.
وأكدت كولونا أيضا أن باريس ليست مضطرة إلى الانصياع لسلطات غير شرعية بخصوص سفيرها، وهو باق في نيامي.
وبينما قالت الوزيرة إن قادة الانقلاب في النيجر لم يتحركوا بتوجيه من فاغنر أو روسيا، قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو -في حوار مع صحيفة "لوفيغارو"- إن المناخ المعادي لفرنسا في أفريقيا وقفت وراءه روسيا بصورة كبيرة.
في الأثناء، قال حَسّومي مسعودو وزير الخارجية في حكومة الرئيس المحتجز محمد بازوم إن استعدادات مجموعة "إيكواس" للتدخل العسكري في النيجر دخلت مرحلة متقدمة.
طوق على السفارة الفرنسيةوتوازيا مع هذه التطورات، تواصل شرطة النيجر فرض طوق على السفارة الفرنسية ومقر إقامة السفير سيلفان إيت وسط العاصمة نيامي.
ونقل مراسل الجزيرة أن شرطة النيجر تفتش المركبات الداخلة والخارجة من المبنيين، قبل السماح لها بالعبور.
وكانت الداخلية المعينة من المجلس العسكري قد طالبت المصالح المعنية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لترحيل السفير الفرنسي خارج النيجر، بعد انقضاء مهلة منحتها إياه وزارة الخارجية، وهو القرار الذي أكدته المحكمة العليا.
وتظاهر آلاف المحتجين من أنصار الانقلاب لليوم الثالث على التوالي، وواصل بعضهم اعتصاما يستمر أياما أمام القاعدة الفرنسية في العاصمة نيامي، وذلك تلبية لدعوة وجهتها جمعيات مساندة للمجلس العسكري بهدف التنديد بمواقف فرنسا ومطالبتها بسحب قواتها من البلاد.
كما طالب المتظاهرون باريس بسحب سفيرها، واحترام سيادة النيجر، علما بأن المجلس العسكري كان اتهم باريس بالتدخل الصارخ في شؤون بلاده عبر دعم الرئيس المخلوع محمد بازوم.
وشارك أعضاء من المجلس العسكري في المظاهرات المطالبة بإنهاء الوجود العسكري الفرنسي في النيجر، والرافضة للتدخل الفرنسي في "تحديد السلطة الشرعية في البلاد"، وذلك على غرار ما واجهته فرنسا في بوركينا فاسو ومالي.
وفرنسا هي الدولة الأكثر تأثرا بانقلابات غرب أفريقيا حيث تضاءل نفوذها على مستعمراتها السابقة في المنطقة خلال السنوات الماضية مع تزايد الانتقادات الشعبية. وطردت مالي وبوركينافاسو المجاورتان القوات الفرنسية بعد انقلابين هناك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المجلس العسکری المجال الجوی الفرنسیة فی محمد بازوم الفرنسی فی فی أفریقیا فی النیجر
إقرأ أيضاً:
تشاد: مغادرة 120 جنديا فرنسيا ضمن عملية سحب قواتها بعد تعليق الاتفاق العسكري
أعلنت وزارة الدفاع التشادية، أن وحدة فرنسية تضم 120 جنديا غادرت الأراضي التشادية، في إطار عملية انسحاب جنود فرنسا من تشاد بعد ثلاثة أسابيع من الإعلان المفاجئ عن تعليق الاتفاق العسكري بين باريس وانجامينا.
وقالت الدفاع التشادية، في بيان اليوم إن طائرة من طراز إيرباص أيه 330 فينيكس أقلعت من مطار انجامينا العسكري نحو فرنسا بعد ظهر يوم الجمعة الماضية وعلى متنها 120 جنديا فرنسا، وذلك في وجود مسئولين عسكريين تشاديين، ما يدلل على متانة التعاون العسكري بين البلدين في مجال الأمن.
وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن وزارة الجيوش الفرنسية لم تصدر أي تعليق على هذا البيان، مضيفة أن عدد العسكريين الفرنسيين في تشاد يقارب الألف فرد، مشيرا إلى أن سحب الجنود الفرنسيين يأتي بعد حوالي 10 أيام من مغادرة المقاتلات الفرنسية لأراضي تشاد.
وأكدت وزارة الدفاع التشادية، في بيانها، أن أطنانا من المعدات العسكرية الفرنسية، المخزنة بعناية في مطار نجامينا العسكري سيجري نقلها بواسطة طائرة أنتونوف 124 خلال الأيام المقبلة.
ونقل البيان، عن مسئول بالجيش الفرنسي قوله: سيجري أيضا إعادة المركبات العسكرية المُرحلة من القواعد الفرنسية في فايا ـ لارجو وأبيشي وانجامينا إلى فرنسا عبر ميناء دوالا الكاميروني، في موعد متوقع أقصاه يناير المقبل. وستستغرق الرحلة البحرية حوالي ثلاثة أسابيع.
جدير بالذكر أن القوات والطائرات الفرنسية المقاتلة تمركزت في تشاد بشكل شبه مستمر منذ استقلال البلاد في عام 1960، حيث خدمت القوات الفرنسية في تدريب الجيش التشادي، بينما قدمت المقاتلات دعما جويا أثبت أنه ضروري في عدة مناسبات لوقف المتمردين الذين يسعون للاستيلاء على السلطة.
ويتواجد أفراد من الجيش الفرنسي في ثلاثة أماكن في تشاد- غالبيتها في معسكر كوسي في انجامينا. وكانت فرنسا قد خططت لخفض قواتها كجزء من إعادة تشكيل وجودها العسكري في قارة أفريقيا.
واضطرت فرنسا بالفعل إلى إجلاء قواتها من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عامي 2022 و2023، بعد وصول المجالس العسكرية تلك الدول إلى السلطة. كما أعربت السنغال عن رغبتها في غلق القواعد العسكرية الفرنسية على أراضيها.
اقرأ أيضاًالرئيس التشادي يهدد بالانسحاب من قوة أمنية متعددة الجنسيات فى بحيرة تشاد
أمين «البحوث الإسلامية» ومستشار شئون الوافدين يفتتحان مركزًا لتعليم العربية بـ «تشاد»
أمين «البحوث الإسلامية» يشارك في مؤتمر «تحديات اللُّغة العربية في أفريقيا» بتشاد