نسمع عن مصطلح تدوير الزوايا في الحياة اليومية. البعض القليل بارع جدا في استخدام تدوير الزوايا، لذا هو رابح دوما، وقادر على النجاح في أشد الأوقات صعوبة، وفي أكثر المواقف وعورة، ويستحق أن يقال عنه أنه واسع الأفق ومرن، ويحترم كل الآراء في العمل.
بعض الذين تربوا تربية متزمة وشديدة يتعلمون فن تدوير الزوايا منذ طفولتهم، خاصة إذا أرادوا أن يكونوا أبناء صالحين بارين بالوالدين المتشددين أو المتزمتين.
البعض تعلم فن تدوير الزوايا إذا عمل في بيئة قاسية مع رئيس مستبد برأيه، فيتعلم هذا الفن حتى يستطيع أن يتكيف وينجح في عمله.
فن تدوير الزوايا في العمل، هو فن الوصول إلى الحلول الوسطية المناسبة لكافة الأطراف، حلول مرنة تناسب كافة الأذواق. وأظن أن تعلم هذا الفن يحتاج الى بعض التأمل في الحياة والأمور والناس وطباعهم، وسعة الأفق، والقدرة على استشراف الخيارات والحلول المتاحة والمقبولة، فيتقدم العمل وينجح بتدوير الزوايا.
فنحن متعلمون في هذه الحياة، وسنصل إلى نهاية الشوط فيها، ونحن لا نزال نتعلم ونحسن خياراتنا وننوعها بالتعلم، فلا أحد يملك الحلول الكاملة أو المتكاملة إلا بإضافة عقول الناس إلى عقله.
ينفر البعض من تدوير الزوايا ويعده تنازلا عن صلاحياته أو ضعفا، الأمر ليس كذلك بل هو القوة التي تدفع بالعمل للأمام، وبالبناء للتقدم والنمو والاكتمال، فتدوير الزوايا جزء مهم من صفقة رابح رابح، فلا خاسر في فن تدوير الزوايا أثناء العمل. تدوير الزوايا بشكل عام هو البحث عن الحلول الوسطية المناسبة لجميع الأطراف لتحقيق تقدم في أمر أو عمل أو مشروع ما، لذا نحتاجه؛ كي لا يتوقف العمل أو المشروع ويصاب بالسكتة القلبية ويموت وسط اختلاف الآراء والتجاذبات.
ينظر غالبا لمصطلح تدوير الزوايا في السياسة كمصطلح سلبي يأتي على حساب الحقوق الأساسية، ولا يمكن أن يصلح تدوير الزوايا عندما يكون الحديث عن الحقوق والواجبات أو القيم أو الثوابت أو الاخلاق والمبادئ؛ لأنها قضايا ثابتة غير قابلة للقسمة أو الحلول المناسبة.
د. طاهرة اللواتية عضوة مجلس الشورى وإعلامية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«حاخام يهودي» يوجّه دعوة للقضاء على المسلمين
شن الحاخام الإسرائيلي زمير كوهين، “هجوما على المسلمين وطالب بالقضاء عليهم”، ودعا لبث الفتنة بينهم.
ووجه الحاخام المتطرف الدعوة للقضاء على المسلمين، مستندا إلى آية في كتاب التوراة في سفر الخروج تقول: “وأجعل المصريين يحاربون المصريين” في إشارة إلى أنه يجب بث التصارع والفتن بين الدول الإسلامية حتى يحاربوا بعضهم البعض والقضاء عليهم بأنفسهم”.
وبحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم عن التلفزيون الإسرائيلي، قال كوهين: “قبل ظهور المسيح الدجال سينقسم العالم لكتلتين، كتلة العرب أبناء إسماعيل وكتلة الأدوميين وهم (المسيحيين)، وفي البداية سيحارب المسلمون إسرائيل، ويطالبون بالقدس، ثم يتصارعون فيما بينهم ويحاربون بعضهم البعض، بسبب الخلافات المذهبية”.
وأضاف: “نرى اليوم العالم الإسلامي يزداد طرفا وتشددا، ليستعيدوا عصرهم القديم الذين كانوا فيه في عهد نبيهم محمد ويقطعون الرؤوس، فكانت مشاهد تبدوا جنونية”/تسائلا كيف يعودون في عصرنا، لهذه الممارسات”؟
وتابع الحاخام المتطرف أنهم “أقاموا دولة تسعى لاحتلال جميع الدول الاسلامية أسموها “تنظيم الدولة الإسلامية” ومن رحمة الرب أن جعلهم يتصارعون فيما بينهم وهكذا نعيش نحن في إسرائيل آمنين، أو كما ورد في كتاب التوراة وأجعل المصريين يحاربون المصريين”.
وأضاف: “لكن وفقا للنبوءات فأنهم سيتحدون ويصبحون كتلة واحدة لكن سيأتي يوم ويظهر زعيم مسيحي يوحد المسيحيين حوله ويقول لم نعد نحتمل الإسلام”.
واستكمل الحاخام المتطرف مزاعمه قائلا: “صحيح لا يمكن أن نقول بمنتهى اليقين أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي أنتخب مؤخرا – في إشارة إلى تراميب – هو ذلك الزعيم المسيحي لكن أسلوبه الهجومي اللاذع وأنه لا يخاف أحد، وأنه يقول كل ما يفكر فيه، فأن العلامات تؤكد أن خطوات النبوءة الخطوات التاريخية، في طريقها للتحقيق”.