حول طاولة مستطيلة، في مركز "سما" الموسيقي، بمدينة غزة ، يجلس العشرات من المتدربين لتلقي دروس العزف على آلة العود، واستخدام هذه الأداة الموسيقية "القديمة الحديثة" بطريقة صحيحة.

تقول مريم الخطيب (19 عاماً) وهي إحدى المتدربات في دورة العزف على العود، "بدأت بالتعلم على العود لأنني أجد راحتي في استخدامه والعزف عليه بعيداً عن ضغوطات الحياة".

وأضافت الخطيب في لقاء مع وكالة (APA) أنها تعتبر العزف على العود كمهدئ للأعصاب، حيث يساعدها على "التخلص من الطاقة السلبية، ويعطيها شعوراً بالمرح".

وتابعت "الموسيقى تعطي إحساساً بالحياة لتدفع الشخص إلى الاندماج والتناغم مع كافة الضغوطات المحيطة، لأنه يعلم أنه في نهاية اليوم سيتخلص من الطاقة السلبية من خلال العزف على العود".

وذكرت الخطيب أنها تنظم وقتها بين تعلم العزف على العود ودراستها الجامعية في تخصص طب الأسنان، الذي يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد.

وترى أن آلة العود تساعدها على "فصل الحواس، فتستطيع من خلالها تنظيم التوازن في الجسد لتمكن من فهم فسيولوجية الجسم والتحكم بها".

وأشارت إلى اهتمامها بالمعزوفات الوطنية القديمة، لربط القضية الفلسطينية بالموسيقى والفن، باعتبارها نوعًا من أنواع المقاومة.

وتأمل الخطيب أن تصبح الموسيقى "أسلوب حياة، ومادة تُدرّس في المدارس، وينتشر استخدامها في جميع الأماكن العامة".

ومن جهته، يقول هادي أبو عقلين (20 عامًا) وهو أحد المنضمين إلى دورة العود، إنه بدأ في تعلم العزف على الآلة الموسيقية المذكورة منذ ثلاث سنوات، لشغفه الكبير نحوه تحديدًا.

وتابع أبو عقلين "أرى أن العود أساس الآلات الشرقية، وعلى الرغم من إتقاني للعزف عليه، إلا أنني أسعى إلى التميز والابداع أكثر فيه، لأبحر أكثرًا في عالمه".

وأشار إلى شغفه في عزف المعزوفات الطربية القديمة، لكونه يرى ذاته بهذا اللون من الموسيقى، ويحاول إحيائه من خلال ترديده بشكل مستمر.

ولفت أبو عقلين إلى موهبته في الغناء أيضًا، وأنه يستغل هذه الموهبة في ترديد الأغاني الفلسطينية القديمة، كونها جزءًا من التراث الفلسطيني المحبب لدى الكبار والصغار.

وذكر أن العزف على آلة العود يحتاج إلى موهبة، واستمرار التعلم والتطوير، للوصول إلى الأهداف المرجوة.

ويرى أبو عقلين أن العود يساعده على التفريغ النفسي، ويعطي "للجلسة الشبابية شعورًا بالمرح والايجابية".

وتطرق إلى مشاركاته العديدة في المناسبات الوطنية، لرفع صوت القضية الفلسطينية من خلال الفن.

ويأمل أبو عقلين أن يستطيع المشاركة في الاحتفالات الدولية، لإحياء التراث الفلسطيني والمساهمة بنشره على نطاق واسع.

وفي سياق متصل، يقول ماجد القيشاوي (63 عامًا)، وهو مدرب الموسيقى في المركز إنه بدأ في تعلم الموسيقى منذ سن صغير، مضيفا "نقلتُ هذا العلم إلى أجيال مختلفة على مدار عشرات السنين".

وأضاف القيشاوي أنه يحرص دائماً على توجيه الطلاب إلى الطريق الصحيح أثناء تدريبهم على جميع الآلات الموسيقية، وتحديدًا العود.

وأكمل "للعود استخدامات إيجابية وأخرى سلبية، فاستخدامه لإحياء المعزوفات الوطنية القديمة طريق إيجابي أُحفز عليه الطلاب دائماً، خاصة أن الأغاني والمعزوفات القديمة تحمل قيم جيدة".

وأشار القيشاوي إلى أن آلة العود بالنسبة إليه، هي "أساس الآلات الموسيقية على الرغم من وجود آلات تعتبر أصعب في الاستخدام والتعلم، لكونه يعتمد على توازن الجسم والاحساس الداخلي للإنسان، ويمتلك قيمة معنوية قديمة".

واستدرك أن أقدم دلائل أثرية تاريخية لآلة العود تعود إلى 5000 عام.

وذكر القيشاوي أن الإقبال على تعلم العزف بواسطة العود، كبير جداً من قبل الطلاب والطالبات، وفي أغلب الأحيان يكون المنضم للدورة التدريبية محترف ويبحث عن التطوير.

وبيّن أن تدريب الأطفال على آلة العود يختلف عن تعليم الشباب والكبار، فلكل فئة عمرية طريقة مختلفة تناسب الشخص.

ونبّه القيشاوي أن العديد من الطلاب الذين انضموا لدورات العود أصبحوا نجوماً لامعين في هذا المجال.

ولفت إلى أنه يحرص على تعليم الطلاب منهج الفنان صلاح فخري، الذي تميز بمعزوفاته النخبوية الشعبية، وتعتبر متوسطة المستوى من حيث الصعوبة.

وختم القيشاوي حديثه بالتطرق إلى أساسيات تعلم العزف على آلة العود والتي تبدأ بإمساكه بالطريقة الصحيحة، وراحة العازف من حيث جلسته، واستخدام الريشة بالطريقة الصحيحة دون تحريك الذراع.

والعود هي آلة وَتَرية موسيقية، تعود أصولها إلى فترة حكم الأكاديين في العراق في الألف الثالث قبل الميلاد، واسم "العود" في اللغة العربية يعني الخشب أو العصا.

ويتكون العود من صندوق خشبي يشبه الكمثرى بشكله، وعدد من الأوتار المشدودة في مشط الآلة.

وتعتمد آلة العود في إصدار الصوت من خلال النقر بالريشة على الأوتار، كما أن لها مفاتيح لضبط النغمات بشكل صحيح، ويكون عدد الأوتار في العود المتعارف عليه أربعة أوتار، وهناك أنواع أخرى من آلة العود تحتوي على خمسة أو ستة أوتار.

عدسة: APA Image

المصدر : وكالة سوا - APA

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: العزف على العود على آلة العود من خلال

إقرأ أيضاً:

بفعل ضغوط الفيدرالي.. أول انخفاض لـ«بيتكوين» منذ فوز ترامب

سجلت عملة بيتكوين الرقمية أول انخفاض أسبوعي لها منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث أثرت توقعات السياسة الحذرة من قبل الاحتياطي الفيدرالي على التفاؤل الذي أشاعته تأكيدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن تبني القطاع الرقمي بخلاف تنفيذ عمليات ملموسة.

وانخفضت العملة الرقمية الأكبر بنسبة تزيد على 9% خلال الأسبوع الممتد حتى تعاملات اليوم الاثنين، مسجلة أكبر انخفاض لها منذ سبتمبر الماضي.

وفي تعاملات اليوم، تراجع سعر "بيتكوين" بنسبة 0.14% ليصل إلى 95.061.71 دولار، وفق منصة كوين ديسك الرقمية.

وخسرت عملة "ريبل" بنسبة 8.8% خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى 2.18 دولار خلال، بينما خسرت إيثيريوم نسبة 16.6% من قيمتها، لتسجل 3، 301.66 دولار.

وخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، مع الإشارة إلى وتيرة أبطأ في التيسير النقدي العام المقبل في محاولة للحفاظ على السيطرة على التضخم، مما تسبب في انهيار أسواق الأسهم العالمية.

كما أدى هذا التوجه المتشدد إلى تقليص التفاؤل الذي أثارته وعود ترامب بتنظيمات صديقة للعملات الرقمية ودعمه لإنشاء مخزون وطني من بيتكوين.

وعلاوة على ذلك، ساهم تدفق قياسي للخروج من صناديق الاستثمار المتداولة الأمريكية التي تستثمر بشكل مباشر في بيتكوين الأسبوع الماضي في الضغط على الأسعار على المدى القريب.

وتتجه الأنظار الآن إلى ما إذا كانت شركة مايكرستراتيجي، التي تعد من أكبر المستثمرين في بيتكوين، ستواصل شراء العملة الرقمية حتى يوم الاثنين المقبل وتصل إلى المحفز السعري التالي أم لا.

اقرأ أيضاًبيتكوين تتراجع بعد بلوغ قمة قياسية مع ترقب الأسواق قرارات الفيدرالي

بيتكوين تقترب من 102 ألف دولار محققة أطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ 2021

وسط ترقب لسياسات ترامب.. بيتكوين تتراجع قليلا بعد عطلة نهاية الأسبوع

مقالات مشابهة

  • فرقة الموسيقى للتراث تنتهي من البروفات النهائية استعدادا لحفل غدا
  • تحذير بشأن استخدام بطاقات الهوية القديمة في تركيا
  • كيف تعيد الموسيقى صياغة الماضي إلى أذهاننا؟ دراسة حديثة تجيب
  • بفعل ضغوط الفيدرالي.. أول انخفاض لـ«بيتكوين» منذ فوز ترامب
  • مصر تسجل “آلة السمسمية.. العزف عليها وتصنيعها” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي
  • وكيل تعليم أسوان يكرم الفائزين في مسابقات الموسيقى على مستوى الجمهورية
  • الأحساء..تدشين المرحلة الثالثة من مشروع زراعة أشجار العود والصندل
  • مسرح المدينة يحيي اللقاءات الثقافية بعد الحرب: الموسيقى تولّد الأمل
  • ميكالي يرفض ضغوط اتحاد الكرة لتخفيض عقده
  • حورية: يجب التمسك بالحجاب لكن من دون ضغوط