عدن الغد:
2024-12-18@14:50:18 GMT

طاهي في رداء سياسي "يحكم البلد"!

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

طاهي في رداء سياسي 'يحكم البلد'!

كتبه/ احمد السيد عيدروس:

الطاهي الحاكم للبلد يتربع على العرش، ومن عجيب الأقدار أن يصل إلى الحكم أرباب مهن شعبية كبيرهم أن يديروا مطعم لا أن يديروا بلداً عظيماً، وشعب عريق.. فعندما يحكم البلد سياسي فاشل يفكر كطاهي في مطعم، فالنتيجة موت الشعب بسلاح التجويع، هذا السلاح أشد فتكاً من أسلحة الحروب التقليدية.

عندما يحكم البلد طاهي في رداء سياسي فاشل، سيجوع معظم الشعب فالطاهي لا يقدم الوجبات المجانية إلا بعد دفع ثمنها.. وهذه السياسة الاقتصادية المنتهجة والممنهجة في تجويع البلد هدفها أن يفهم الشعب أن عليه دفع الثمن من حريته وسيادته واستقلاليته.

حاكم بفكر طاهي شاءت الأقدار أن يحكم البلد، هذا الطاهي لن يطعم الشعب بحجة أن ثروات الشعب لا تكفي، وعلى الشعب الانتظار حتى قدوم الوديعة والمنحة من دولة شقيقة، ويخبرهم بكل هدوء أن على الشعب الانتظار دهراً كاملاً ليقطف ثمرة الربيع العربي.. لكن الشعب لم يفهم بعد أن الربيع لن يأتي أبداً.. وأن ثرواته تكفي، وأن عليه أن لا ينتظر أحد، لكن الطاهي الحاكم للبلد يبيع الوهم للشعب بالمستقبل الواعد والطعام المجاني في اليوم الذي لن يأتي.

ويظل هذا الشعب ينتظر الوجبة المجانية، التي لن تأتي وسيطول انتظاره، حتى يدرك المأزق الذي وقع فيه والذي لن يخرج منه إلا بإشعال جذوة الحطب على أرضه، وإعداد وجبته بنفسه فلن يطعمه أحد.

 

حاكم بفكر طاهي يحكم البلد....

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

تقرير للخارجية الأمريكية : الجزائر أكثر عزلة وإستبداداً والجيش يحكم قبضته على البلاد

زنقة 20. الرباط

يرسم تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2023 صورة صارخة لنظام غارق في القمع، حيث يواصل الجيش الجزائري ترسيخ قبضته على البلاد من خلال إسكات الأصوات المعارضة بشكل ممنهج. ورغم صدور التقرير قبل عام، فإن التطورات الأخيرة، مثل اعتقال الكاتب الشهير بوعلام صنصال وتزايد حملات الملاحقة بعد الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2024، تُظهر استمرار التدهور الذي أكده التقرير: الجزائر اليوم دولة أكثر انغلاقًا واستبدادًا من أي وقت مضى.

في عام 2019، مثّل الحراك الشعبي نقطة تحول كبرى في المشهد السياسي الجزائري، حيث أجبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة بعد عشرين عامًا من الحكم. ومع ذلك، بدلًا من استغلال هذه الفرصة لفتح حوار ديمقراطي، سارع النظام العسكري إلى خنق الطموحات الشعبية. استغل النظام جائحة كورونا في عام 2020 كذريعة لفرض قيود صارمة على المظاهرات واعتقال قادة الحراك. وتشير تقارير منظمة العفو الدولية ووزارة الخارجية الأمريكية إلى اعتقال مئات النشطاء والصحفيين والمتظاهرين السلميين بتهم فضفاضة مثل “تهديد أمن الدولة” أو “نشر أخبار كاذبة“.

اعتقال بوعلام صنصال، الكاتب والمفكر المعروف بانتقاده للنظام، يعدّ مثالًا صارخًا على هذه السياسة القمعية. فهو يمثل الوجه الأبرز لرفض النظام لأي شخصية قد تشكك في الوضع الراهن. ولم يتوقف الأمر عند المثقفين؛ فالصحفي إحسان القاضي حُكم عليه بتهم زائفة، والصحفي مصطفى بن جامعاُعتقل لمساعدته ناشطة على مغادرة البلاد. أغلقت السلطات وسائل إعلام مستقلة مثل راديو إم ومغرب إيمرجنت، بينما شددت القوانين التي أُقرت في عام 2023 من الرقابة على الإعلام، مما زاد من إحكام سيطرة الدولة على المجال الإعلامي.

فرض النظام مناخًا من الخوف لا يسمح بأي مجال للمعارضة. حُلّت جمعيات مدنية تاريخية، مثل الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان وتجمع الشباب من أجل العمل (RAJ)، بشكل تعسفي. كما أصبح الاعتقال التعسفي والمحاكمات الصورية جزءًا من الحياة اليومية. التعديلات القانونية الأخيرة، لا سيما التوسع التعسفي في تعريف “الإرهاب”، أعطت للنظام أداة إضافية لملاحقة النشطاء والمعارضين في انتهاك صارخ للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

في حين كان يُفترض أن تكون الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2024 فرصة للتغيير، كرّست هذه الانتخابات الوضع القائم. جرت العملية في مناخ مشحون بالخوف والتضييق، ولم تمثل سوى إجراء شكلي لتثبيت النظام العسكري في السلطة. وكما أكدت منظمات حقوقية ومراقبون دوليون، فقد افتقرت الانتخابات إلى الشفافية والشرعية اللازمة.

من المغرب، لا يمكن تجاهل المفارقة الجزائرية: في الوقت الذي يخصص فيه النظام العسكري موارد هائلة لتأجيج عدائه المزمن تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية، يعاني الشعب الجزائري من تدهور اقتصادي واجتماعي مقلق. النظام يستخدم الصراع الخارجي كستار دخان ليخفي فشله الداخلي ويصرف انتباه شعبه عن الأزمات المتفاقمة.

إن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية، إلى جانب التقارير المتكررة لمنظمة العفو الدولية، يشكل دعوة عاجلة للمجتمع الدولي للالتفات إلى الوضع في الجزائر. النظام العسكري الجزائري، الذي يواصل سياسته القمعية، لا يمكنه الاعتماد على الترهيب إلى الأبد. لقد أثبت التاريخ أن الأنظمة الاستبدادية مصيرها الفشل، وأن الخطر الحقيقي الذي يواجه الجزائر لا يأتي من الخارج، بل ينبع من الجمود السياسي والفساد وغياب الحريات الأساسية التي تخنق البلاد.

الجزائر اليوم عند مفترق طرق حاسم. أمام النظام خياران لا ثالث لهما: إما الاستماع إلى المطالب المشروعة لشعبه وفتح المجال أمام ديمقراطية حقيقية، أو الإصرار على سياسات القمع التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من العزلة والفشل. في هذه الأثناء، يبقى الشعب الجزائري عالقًا في دائرة من القمع والغموض، ينتظر مستقبلًا تُصبح فيه العدالة والحرية والكرامة واقعًا ملموسًا وليس مجرد وعود فارغة.

الجزائرالخارجية الأمريكيةتقريرحقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة: إنشاء غرفة لقوائم الانتظار وإجراء العمليات الجراحية مجانا
  • لازاريني: لا كلمات تكفي لوصف الوضع في غزة
  • اتهام أديل بالسرقة في البرازيل .. وقاضي يحكم ضدها فما السر؟
  • العراق يحكم على اكثر من 80 متاجرا دوليا بالمخدرات بالإعدام
  • طهبوب تسأل .. في ظل التضخم وارتفاع الأسعار .. هل 290 دينار تكفي “عزابي”؟
  • اللافي: نؤكد دعمنا للعملية الأممية.. وحان الوقت لإطلاق مسار سياسي يحقق تطلعات الشعب
  • تقرير للخارجية الأمريكية : الجزائر أكثر عزلة وإستبداداً والجيش يحكم قبضته على البلاد
  • حل سياسي
  • محلل سياسي: ما يجري في غزة استمرار لمخطط إسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطيني
  • ساعة تدريب تكفي لقيادة طائرة!