الرؤية- فيصل السعدي

رعى سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، حفل انطلاق برنامج السفراء الشباب، والذي شهد مشاركة 70 شاباً وشابة وحضور عدد من أصحاب السعادة والمهتمين.

ويأتي برنامج السفراء الشباب بتنظيم من وزارة الثقافة وبالتعاون مع وزارة الخارجية ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث ((UNITAR، وانطلاقًا من اختصاصاتها في توسيع مشاركة الشباب في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بسلطنة عُمان، ودورها في إكساب الشباب المعارف والمهارات اللازمة لإشراكهم في المؤتمرات والفعاليات والاجتماعات الدولية والإقليمية.

ويسعى البرنامج لبناء قدرات وطنية شابة قادرة على المشاركة بشكل فاعل في المحافل الإقليمية والدولية كمنظمات الأمم المتحدة بجميع فروعها، وعضوية الوفود الرسمية المشاركة في الفعاليات المُنظمة من قبل الجهات الخارجية والمنظمات الدولية والإقليمية على مدار العام، مما يتيح للشباب فرصة ممارسة أدوار قيادية ومجتمعية تساعدهم على تحقيق أهدافهم وأهداف رؤية عُمان 2040.

وأوضح فارس بن محمد العوفي مدير دائرة البرامج الشبابية بالمديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، أن سلطنة عمان تأتي في مصاف الدول المتقدمة التي تهتم بفئة الشباب من خلال رؤية طموحة وإرادة أساسها تنمية الموارد البشرية في مختلف القطاعات، مضيفا: "نسعى لتحقيق هدف أسمى وهو أن يكون الشباب العماني واعيا ومبادرا ومواكبا لعصره ومتمسكا بهويته الوطنية ومشاركا في التنمية المستدامة، كما تؤمن وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في المديرية العامة للشباب أن الاستثمار في الشباب وتمكينهم وتعزيز قدراتهم وتوسيع فرصهم في المشاركة الفعلية لتطوير مجتمعاتهم وتأسيس مستقبل واعد".

وأضاف: "تسعى المديرية العامة للشباب إلى ترجمة أهداف الوزارة ترجمة عملية فيما يتعلق بقطاع الشباب، من خلال العمل التكاملي والشراكة مع مختلف القطاعات، بهدف تجويد البرامج والمشاريع المقدمة للشباب العماني، كما حرصت الوزارة على تأهيل الشباب من خلال رفع مستوى وعيهم وصقل مهاراتهم من خلال عدة محطات ومنها السفراء الشباب، الذي يأتي في نسخته الأولى لهذا العام 2023م كأول برنامج وطني يعنى بتأهيل عدد من القيادات الوطنية الشابة القادرة على إبراز هوية وجوهر الشخصية العمانية في المحافل الإقليمية والدولية بالشكل اللائق، وإثراء النقاشات والتساؤلات التي تحدث في المحافل الإقليمية والدولية في مختلف المجالات والقضايا، ليكونوا نماذج وطنية تمثل وطنهم في المحافل الإقليمية والدولية وقدوات للأجيال القادمة من أبناء هذا الوطن".

وأشار فارس العوفي إلى أن انطلاق النسخة الأولى من مشروع السفراء الشباب سيكون شاهدًا على الاهتمام بفئة الشباب ودعم تطلعاتهم لرفد سوق العمل بالكوادر المحلية المؤهلة في المجال الدبلوماسي، مبينا: "بلغ عدد المسجلين في البرنامج 410 أفراد وتم في المرحلة الأولى الفرز من خلال تصفية التقارير التي تم إرفاقها باستمارة التسجيل المُعلن عنها عبر حسابات الوزارة، وتأهل بعدها 120 شاباً وشابة للمرحلة الثانية والمتمثلة في المقابلة الشخصية، ليتأهل أخيرا 70 شابًا وشابة للالتحاق ببرنامج المُحاكاة للأمم المتحدة بسلطنة عمان".

وشهد الحفل عقد لقاء دبلوماسي بين سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والسفراء الشباب، والذي تناول سياسة سلطنة عمان الراسخة في القضايا الخارجية المتمثلة في سياسة عدم التدخل في شؤون الغير، ومبادئ تعامل سلطنة عمان في القضايا الخارجية وعلاقتها بالأمم المتحدة.

يشار إلى أن الهدف من هذا البرنامج هو إكساب الشباب المهارات اللازمة لتمثيل سلطنة عُمان في المحافل الإقليمية والدولية، وذلك من خلال منصة إلكترونية على موقع الوزارة تقدم عددًا من الدورات التدريبية المسجلة في عدد من المجالات، منها المجال الدبلوماسي والمجال القيادي والمجال الإعلامي ومجال الهوية الثقافية، بالإضافة إلى جلسة مُحاكاة تدريبية لنموذج الأمم المتحدة، يتم فيها طرح أهم القضايا العالمية والإقليمية التي يواجهها الشباب في مختلف دول العالم وآلية حلولها وتنسيق لقاء مع قيادة دبلوماسية.

كما أن الهدف من تقديم نموذج الأمم المتحدة (MUN) للاجتماعات الدولية هو تعليم ونشر المبادئ الأساسية لعمل منظمة الأمم المتحدة والمجالس التابعة لها وزيادة الوعي المعرفي في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والبيئي، وتأهيل الشباب لحضور اجتماعات رفيعة المستوى وإكساب الشباب مهارات التفكير النقدي ومهارات الخطابة والتفاوض ومهارات التواصل مع الآخرين، وربط الشباب بالعالم الدولي وتعرفيهم بالمنظمات الدولية والإقليمية، وإيجاد حلقة وصل تنموية بين الشباب وعالم العلاقات الدولية الدبلوماسية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البعثة الدائمة للسودان في نيويورك.. متابعة مستمرة وحضور طاغٍ

تلقى مندوب السودان الدائم بنيويورك، الأسبوع الماضي، رسالة خطية من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية و منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، بمناسبة تنحيه عن منصبه اعتباراً من اليوم (الأثنين) أول يوليو . ومما جاء في رسالة غريفيث أنه يترك منصبه “بقلب مثقل بسبب اندلاع الحروب في عدد من الدول بشكل أكثر وحشية لتضيف مزيداً من الأزمات للصراعات الموجودة أصلاً والتي لم يتم حلها وظلت متعثرة لسنوات، فضلاً عن أزمات الكوارث و غيرها مما فاقم أعداد الجياع والنازحين”.. وبرغم حالة الإحباط إلاّ أن غريفيث، وفي نفس الرسالة، يرى أن ما يمنحه الأمل في المستقبل أن مَن خاطبهم “يواصلون قيادة المسؤولية في المجتمع الدولي من أجل الانسانية”..

حضورٌ طاغٍ

رسالة مارتن غريفيث، وإن بدا من مضمونها أنها معممة لآخرين من ممثلي الدول بالأمم المتحدة، بمناسبة مغادرته لأحد أهم آليات المنظمة الدولية (الشئون الإنسانية) إلا أنها تعكس بالمقابل حجم التواصل والتنسيق بين البعثة الدائمة للسودان في نيويورك و آليات الأمم المتحدة، بما فيها مجلس الأمن الدولي و الذي شهد خلال يونيو المنصرم عقد جلستين فى الشأن السوداني و كان حضور البعثة الدائمة طاغياً عبر متابعاتها الدقيقة وبياناتها القوية، حيث طرحت بقوة رؤية حكومة السودان للحرب و الأوضاع الإنسانية و التعاطي الدولي معها، كما أشارت بيانات البعثة بالأدلة و الوثائق لمَن يقفون وراء حرب السودان دون مواربة.

تنسيق مستمر

تنسيق و تواصل البعثة مع المنظمة الدولية و أمينها العام فيما يتعلق بتداعيات الحرب الدائرة فى السودان منذ ما يزيد عن العام، وسبل إيجاد تسوية سلمية، تمثل في الاجتماع الذى عقد خلال اليومين الماضيين بنيويورك بين قيادة البعثة الدائمة للسودان مع المبعوث الخاص للأمين العام للسودان رمضان العمامرة، و رغم عدم صدور أي معلومات تفصيلية حول اللقاء و ما دار فيه، إلا أن مصادر لم تستبعد أن يكون العمامرة سلم رئاسة البعثة دعوة الأمين العام لاستئناف الحوار بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، حيث اشارت معلومات إعلامية إلى أن “طرفي الصراع” تسلما دعوة رسمية من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش لاستئناف الحوار.

واجب الممثلين

من أوجب واجبات البعثات الدائمة للدول لدى الأمم المتحدة، التعامل اللصيق والتنسيق مع الأمين العام ووكلائه والعاملين المختصين في الأمانة العامة، خاصة الدول التي في مثل حالة السودان لديها إشكالات وتعقيدات مع المنظمة الدولية والدول الأعضاء في مجلس الأمن .. هذا ما يراه خبير في الشأن الدبلوماسي تحدث ل “المحقق”، و يرى الخبير أن بعثة السودان الدائمة في نيويورك تمكنت علي مدى عقود، وخاصة بعد وصول أزمة دارفور إلى أروقة الأمم المتحدة، وحتى اليوم، من الاحتفاظ بعلاقات عمل جيدة مع الأمناء العامين المتعاقبين واعضاء مجلس الأمن ومبعوثي وممثلي الأمين العام للأمم المتحدة. و تابع ظهر ذلك جلياً في مشروعات القرارات والبيانات الرئاسية والصحفية والقرارات التي صدرت عن مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة.

و دلل الخبير ، الذي فضل حجب اسمه، على هذا التعاون الوثيق بين البعثة والمنظمة الدولية بنجاح السودان في إنهاء تكليف البعثة المشتركة للأمم المتحدة الإتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) وطرد فولكر بريتس رئيس بعثة (يونيتامس) ثم إنهاء تفويض البعثة نفسها، دون أن يترك كلا الإجراءين آثاراً ملحوظة على علاقات السودان بالمنظمة الدولية.

و أشار الخبير إلى أن هناك قضايا عديدة تخص السودان هي قيد النظر لدي المنظمة الدولية منها علي سبيل المثال لا الحصر ، الوضع في أبيي وتجنيد الأطفال وحقوق الإنسان وحماية المدنيين في مناطق النزاعات والمساعدات الإنسانية و غيرها من الملفات، وجميعها يجري فيها عمل دؤوب وتنسيق متواصل مع المكاتب المتخصصة في رئاسة الأمم المتحدة في نيويورك وفي المناطق الجغرافية الأخري .

عجز المنظمة الدولية

بعض المهتمين بالشأن الأممي و الدبلوماسي طالهم الاحباط إزاء الضعف و العجز و عدم القدرة لدى الأمم المتحدة و آلياتها على تنفيذ ما تصدره من قرارات و أوامر تنفيذية تجاه القضايا الملحة و الأزمات و الحروب بما في ذلك تبعات أزماتها الإنسانية الفاضحة ، وهو عجز بات واضحاً أن الدول العظمى، وخاصة دائمة العضوية، هي التي تتسبب فيه من خلال تحكمها فى مجلس الأمن الدولي.

مجرد نادٍ للتداول

وعلى ذات الصعيد وصف السفير صديق عبد العزيز وكيل وزارة الخارجية الأسبق في إفادة ل “المحقق” المؤسسة الأممية و ملحقاتها بأنها باتت أشبه ما تكون بنادٍ للتبارى و التداول بين الأعضاء، ليس له سنان أو هيبة أو قدرة على التنفيذ ، وأن الأمم المتحدة لم يعدلها دور تجاه حل المشكلات، مضيفاً بأن ما يحدث فى غزة خير دليل على ما يقول، و فيما يلي حرب السودان و الانتهاكات التى ترتكبت خلالها لفت السفير صديق للجنة الخبراء التى كونتها الأمم المتحدة و قدمت تقريراً للأمين العام لا يحتاج إلى إيضاحات و رغم ذلك فإن الأمم المتحدة لم تفعل شيئا لأنها لم تعد فاعلة.

المحقق – مريم أبشر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حضور قوي للشباب بالحكومة الجديدة.. مينا عماد أصغر نائب محافظ بعمر 30 عاما
  • المغرب..إعادة فتح كل مؤسسات دور الشباب المغلقة بحلول سنة 2025
  • المؤسسة الاتحادية تُطلق «الأجندة الوطنية للشباب 2031»
  • بدر بن حمد يتسلّم نسخًا من أوراق اعتماد عدد من السفراء المعيّنين
  • الأمم المتحدة تدعو الهند إلى وقف التمييز والكراهية ضد الروهينجا
  • «تنمية المشروعات»: مستمرون في التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
  • البعثة الدائمة للسودان في نيويورك.. متابعة مستمرة وحضور طاغٍ
  • شكري يشيد بدور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم جهود التنمية بمصر
  • وفد مصر يشارك في الاجتماع الإقليمي رفيع المستوي لانتقال الشباب من التعلم للعمل بالعاصمة التونسية
  • برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تنويع الاقتصاد في ليبيا مهم لتحسين نوعية الحياة