فضيحة غرق مطار وجدة.. التقصير ثابت و الجدية غائبة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
في الوقت الذي ركز الملك محمد السادس خلال خطاب العرش الأخير على قيمة الجدية التي قال إنها يجب أن تظل مذهبنا لمواصلة الإصلاحات ومراكمة تحقيق الإنجازات، يأبى العديد من المسؤولين إلا أن يسيروا عكس التيار.
مشهد من المشاهد التي تعيدنا إلى الوراء، هو ما تابعه المغاربة على مواقع التواصل الإجتماعي، والمتعلقة بغرق مطار وجدة – أنجاد، بعد تساقطات مطرية عرفتها المدينة.
و تناقل رواد مواقع التواصل الإجتماعي، صورا و فيديوهات لمطار وجدة أنجاد الذي تحول إلى بحيرة عائمة و أرغم المسافرون على نزع أحذيتهم و السير حفاة في مشهد مؤسف.
و وجهت انتقادات لاذعة للمسؤولين عن المطار و القطاع بصفة عامة ، حيث أثبتت الواقعة بشكل لا لبس فيه تقصيرا واضحا في المسؤولية يستوجب فتح تحقيق على أعلى مستوى لمحاسبة كل المتورطين في هذه الفضيحة التي وصل صداها الى العالم.
و عاد العديد من المتتبعين إلى النبش في صفقة بناء المطار ، و الميزانية التي صرفت عليه والتي لم تستطع حمايته من الفيضانات حتى قبل بداية فصل الشتاء و موسم الأمطار.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
"توقفوا عن توظيف البشر".. حملة إعلانية تشعل مواقع التواصل
في خطوة وُصفت بـ "الاستفزازية"، أطلقت شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تدعى Artisan حملة إعلانية مثيرة للجدل في شوارع سان فرانسيسكو، تصدرتها عبارة "توقفوا عن توظيف البشر".
الحملة، التي نُشرت عبر لوحات إعلانية ضخمة، لم تكتفِ بتحدي مكانة البشر في سوق العمل، بل عمدت إلى تصويرهم كفائض غير ضروري، مما فجّر موجة من السخط على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتُروّج الشركة لوكيل مبيعات مدعوم بالذكاء الاصطناعي يحمل نفس اسمها، وتُزين إعلاناتها بعبارات مثيرة للجدل مثل: "عمالنا لن يشتكوا من توازن العمل والحياة"، و"كاميرات Artisan في اجتماعات زووم Zoom لن تتعطل أبداً"، إلى جانب شعار رئيسي نصّه: "عصر الموظفين المدعومين بالذكاء الاصطناعي قد بدأ".
لكن ما زاد من وتيرة الأزمة هو الاستخدام المكثف لعبارة "توقفوا عن توظيف البشر"، التي انتشرت بجانب صور افتراضية لوجه امرأة تحمل ملامح غير طبيعية، تمثل إحدى الشخصيات الافتراضية للذكاء الاصطناعي.
واجهت الحملة انتقادات لاذعة على الإنترنت، لدرجة أنها وُصفت بـ"الكابوس"، فيما أشعلت نقاشات ساخطة على منصات مثل Reddit وإكس، حيث عبّر أحد المغردين عن غضبه قائلاً: "ما الذي يجب علينا فعله كجنس بشري؟"، مشيراً إلى الأبعاد الأخلاقية والإنسانية التي تجاهلتها الحملة.
ومع تزايد الغضب، لم تقتصر الردود على الإنترنت فقط، بل تجاوزتها إلى الشوارع، حيث أقدم أحد الأشخاص على تمزيق وتحطيم إحدى اللوحات الإعلانية للشركة، لأنه "في مدينة تعاني من أزمة إسكان خانقة وتضم أعداداً كبيرة من المشردين، بدت الحملة منفصلة عن الواقع المأساوي، بل ومستفزة لمشاعر الناس أيضاً"، على حد تعبيره.
وما زاد من مأساوية المشهد كانت إحدى الصور التي أثارت استهجاناً واسعاً عندما أظهرت رجلاً فقيراً يقف بجوار لوحة إعلانية تحمل الشعار المثير للجدل، في مشهد لخص عمق الأزمة الاجتماعية التي تجاهلتها الشركة.
على الرغم من موجة الغضب، يبدو أن جاسبار كارمايكل-جاك، الرئيس التنفيذي لشركة Artisan، لا يرى في الحملة أي تناقض مع رؤيته؛ ففي تصريحات لموقع SFGate، قال: "نعم، الحملة تبدو استفزازية، لكن الذكاء الاصطناعي كذلك، العالم يتغير، وطريقة عمله تتغير معه أيضاً".
غير أنه حاول التخفيف من وطأة الرسائل الإعلانية في حديثه مع صحيفة San Francisco Chronicle، قائلاً: "نحن نحب البشر. في الواقع، نحن نوظف العديد منهم الآن، لا أعتقد أن الناس يجب أن يتوقفوا عن توظيف البشر".
بحسب تحليل موقع Futurism، يبدو أن حملة Artisan أزاحت الستار عن المعضلة الأخلاقية التي تتجنبها الشركات التقنية الكبرى عادةً، وهي حقيقة أن التوجه نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي قد يهدد بشكل مباشر دور الإنسان في سوق العمل.
وفي ظل هذه العاصفة، تفتح الحملة كذلك باب النقاش مجدداً حول العلاقة بين التقنية والإنسان، ومستقبل الوظائف، وحدود الابتكار في ظل واقع اجتماعي يرزح تحت وطأة الأزمات، وبينما تروج الشركات للتغيير، يبقى السؤال الأهم: هل سيبقى الإنسان حاضراً في معادلة الغد؟