بعد بريغوجين.. 3 سيناريوهات لمستقبل فاجنر وتوغل مستمر في أفريقيا
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
قال السفير بيتر فام، المبعوث الأمريكي الخاص السابق لمنطقتي الساحل والبحيرات الكبرى في أفريقيا، إن أمام مستقبل مجموعة فاجنر المرتزقة الروسية ثلاث سيناريوهات، بعد مقتل قائدها يفغيني بريغوجين، مشددا على أنها ستواصل التوغل في أفريقيا إلى أن تتمكن الولايات المتحدة وشركائها الأفارقة من التصدي لها.
ولقي بريغوجين حتفه في تحطم طائرة شمال موسكو في 23 أغسطس/آب الماضي، بعد شهرين من تمرده الفاشل على قادة في وزارة الدفاع الروسية؛ احتجاجا على أسلوب إدارتهم للحرب الروسية المستمرة في الجارة أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
وأضاف فام، في تحليل بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية (National Interest) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "إلى أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها، وبينهم الشركاء من المنظمات والحكومات الإقليمية الأفريقية، من توفير بديل موثوق لما تقدمه فاجنر، فإن الجماعة لن تبقى على قيد الحياة بشكل أو بآخر فحسب، بل ستستمر في إحداث الخراب في مساحات واسعة من أفريقيا".
وتابع: "هناك سيناريو محتمل آخر ربما أقل احتمالا في غياب بريغوجين ونوابه، وهو ظهور مجموعتين خليفتين لفاجنر، إحداهما تسيطر عليها وزارة الدفاع الروسية والأخرى تحتفظ بحكم ذاتي، وربما كان هذا هو ما كان يهدف إليه بريجوجين أثناء تجوله عبر أفريقيا خلال أيامه الأخيرة".
وأردف: "وأخيرا، هناك احتمال أن تنقسم الشبكة إلى وحدات منفصلة متعددة، تعمل كل منها بشكل انتهازي أينما ومتى يمكنها ذلك. وفي حين يُظهِر بعض صناع السياسات والمحللين الغربيين استمتاعهم بهذه النتيجة، كما هو الحال مع الجماعات الإرهابية، فإن فقدان القيادة المركزية في المنظمات يمكن أن يؤدي في أحيان كثيرة إلى زيادة العنف والدمار وليس تراجعه".
اقرأ أيضاً
استبدال بريغوجين صعب.. تحديات تواجه عملاء فاجنر في أفريقيا
النظام والنخبة
و"بعيدا عن الهيكل التنظيمي الذي قد تفترضه مجموعة ما بعد بريغوجين، يوجد سؤال حول ما إذا كان الخلف أو الخلفاء قادرين على الحفاظ على الشبكة المعقدة ليس فقط من قوات المرتزقة وتجار الأسلحة، ولكن أيضا من المؤسسات والروابط التجارية، كما تابع فام.
وأضاف أنه "بغض النظر عن هذه الأسئلة، فمن المهم أن نتساءل عن سبب نجاح فاجنر وما زالت تحققه في أفريقيا. وتكمن الإجابة في فهم ما عرضه بريغوجين على الأنظمة القائمة والمحتملة، وهو ما أدى إلى بقاء الأنظمة وكسب النخبة".
وقال إنه "قبل يومين من وفاته، تحدث بريغوجين أمام الكاميرا لأول مرة منذ تمرد يونيو/ حزيران الماضي، وأعلن أن "فاجنر تجري عمليات استطلاع وبحث، مما يجعل روسيا أعظم في كل قارة وإفريقيا أكثر حرية.. والعدالة والسعادة للدول الأفريقية".
و"القيمة التي تقدمها فاجنر للأنظمة في أفريقيا أساسية للغاية، وهي بقاء النظام (الحاكم). وباستثناء ليبيا ومؤخرا السودان، كان أسلوب عمل فاجنر حتى الآن هو استهداف الدول الضعيفة والمحاصرة مثل حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى"، بحسب فام.
وحذر من أنه "إذا تمكنت فاجنر من الوصول إلى النيجر، فإن المجلس العسكري الذي استولى على السلطة (يوم 26 يوليو/ تموز الماضي) في الدولة الواقعة في منطقة الساحل، لن يفتح الباب أمام المرتزقة الروس فقط، بل قد يمكنها من احتياطيات اليورانيوم، وهو خط أحمر واضح بالنسبة للولايات المتحدة".
اقرأ أيضاً
ماذا يعني مقتل زعيم فاجنر لحميدتي وحفتر.. وما هي بدائل بوتين؟
فهم ضروري
فام قال إنه "بعد أن أنشأت قاعدة شبه دائمة في جمهورية أفريقيا الوسطى من خلال الاستيلاء على الدولة بحكم الأمر الواقع، استخدمت فاجنر البلاد كنقطة انطلاق للدخول إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك السودان (حيث شريكها غير الحكومي هو قوات "الدعم السريع") والكاميرون".
وتابع أنه "في وقت سابق من العام الجاري، أُفيد بأن مسؤولين أمريكيين تبادلوا معلومات مع نظرائهم التشاديين حول مؤامرات فاجنر لزعزعة استقرار بلادهم من قاعدتها في جمهورية أفريقيا الوسطى".
و"منذ ذلك الحين، حافظ المسؤولون التشاديون على اليقظة على حدودهم، وركزوا على المنشقين المنفيين الذين قد يتعاونون مع المرتزقة. وبالمثل، بعد دخولها إلى مالي، لم تقم فاجنر بتوسيع وجودها في البلاد فحسب، بل استخدمتها كجسر"، كما أردف فام.
واعتبر أنه "لمواجهة هذا التحدي المستمر، لن يتعين على الولايات المتحدة وأوروبا وشركائهم الأفارقة أن يكونوا على دراية بالتهديد فحسب، بل يتعين عليهم صياغة استجابتهم من خلال فهم ما يجعل هذا العنصر الخبيث (فاجنر)، بغض النظر عن الشكل الذي يتخذه في المستقبل، جذابا للتعاون معه".
اقرأ أيضاً
قائد فاجنر في خطاب من أفريقيا: سنجعل روسيا أعظم في جميع القارات (فيديو)
المصدر | بيتر فام/ ناشونال إنترست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا أفريقيا فاجنر بريغوجين الولايات المتحدة فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
هل يعود الصدر إلى المشهد السياسي؟.. سيناريوهات ما بعد الصمت- عاجل
بغداد اليوم - بغداد
ما يزال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، يلتزم الصمت بشأن مشاركته في الانتخابات المقبلة، رغم حضوره السياسي الممتد منذ 2006 وحتى انسحابه من البرلمان في 2022.
المحلل السياسي مجاشع التميمي يرى في تصريح لـ"بغداد اليوم"، اليوم الأحد (2 أذار 2025)، أن "عودة الصدر للمشاركة مشروطة بشروط سبق أن وضعها، وأهمها تجاوز نظام التوافقية والسعي نحو تشكيل حكومة أغلبية".
أما على الصعيد الدولي، فيستبعد التميمي أن تعارض واشنطن مشاركته، مشيرًا إلى أن "تركيزها ينصب على الملفات الاستراتيجية، لا على التفاصيل الداخلية".
من جهة أخرى، يؤكد التميمي أن "الصدر، في حال دخوله السباق الانتخابي وتحقيقه الأغلبية، سيكلف شخصية قوية من خارج دائرته الضيقة برئاسة الوزراء، لتجنب الإحراج في التعامل مع الولايات المتحدة، مع التركيز على إدارة الأزمات العالقة في البلاد".
ويُعد مقتدى الصدر أحد أبرز الشخصيات السياسية في العراق، حيث قاد تيارًا جماهيريًا واسع التأثير منذ سقوط النظام السابق عام 2003. دخل العملية السياسية رسميًا عام 2006، ولعب دورًا محوريًا في تشكيل الحكومات المتعاقبة، لكنه اتخذ عدة مواقف متباينة، تراوحت بين المشاركة الفاعلة والانسحاب المفاجئ من المشهد.
في الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2021، حقق التيار الصدري فوزًا كبيرًا، لكن الخلافات السياسية حالت دون تشكيل حكومة أغلبية، ما دفع الصدر إلى الانسحاب من البرلمان في 2022، تاركًا المجال للإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.
سياسياً، يتبنى الصدر خطابًا إصلاحيًا، يرفض مبدأ التوافقية ويدعو إلى حكومة أغلبية وطنية، وهو ما يتعارض مع نهج القوى التقليدية التي تعتمد على تقاسم السلطة بين مختلف الكتل. وعلى الرغم من انسحابه، لا يزال تأثيره حاضرًا بقوة، سواء عبر تحركات جماهيره أو من خلال مواقفه السياسية التي تُعيد تشكيل التوازنات في البلاد.