مقال تحليلي :مشروع الإمارات الفضائي ..جهود تراكمية عمرها ربع قرن
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
مقال تحليلي كتبه : محمد جلال الريسي
مدير عام وكالة أنباء الإمارات.
…
أبوظبي في 4 سبتمبر /وام/ مع إكمال مهمة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي الطموحة بنجاح ..تكون دولة الإمارات قطعت شوطا طويلا ومكثفا في مسيرتها العلمية لاستكشاف الفضاء وتضع قدما راسخة ضمن فريق النخبة الدولي .
هذا النادي الذي ظل حكرا على عدة دول ولم تزاحمهم فيه أي دولة عربية أو إسلامية.
قد يظن البعض أن بداية اهتمام الإمارات بالفضاء تعود إلى العام 2019 حيث أول تجاربها لاستكشاف القمر ولكن هذا الاهتمام يعود إلى سنوات قريبة من تاريخ التأسيس عندما التقى الشيخ زايد الوالد المؤسس رحمه الله مع فريق وكالة ناسا للفضاء المسؤول عن مشروع أبوللو إلى القمر.
مثل هذا اللقاء حافزا لتوجيه اهتمام الإمارات إلى الفضاء ما أدى إلى ولادة قطاع فضائي راسخ مع تأسيس شركة الثريا للاتصالات عام 1997 تلاها شركة ياه سات عام 2007 ثم توالت المشاريع حتى صدور قرار تأسيس وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء .
هي إذن جهود تراكمية ممتدة لقرابة ربع قرن من العمل الدؤوب تقودها فرق وكوادر وطنية تم تأهيلها بحرفية وتزويدها بالمعارف وتمكينها إيمانا من القيادة الرشيدة بأن قطاع الفضاء واحد من القطاعات الاستراتيجية الممكنة والمؤهلة لتحقيق الريادة في قطاعات العلوم المستقبلية .
ومن هنا اعتبرت السياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا في الدولة …قطاع الفضاء مشروعا وطنيا يهدف إلى تعزيز تنافسية الصناعات الفضائية في الإمارات وتأهيل القدرات الوطنية وبناء قطاع فضائي وطني قوي ومستدام يدعم المصالح الوطنية ويساهم في تنويع الاقتصاد ورفع الكفاءات وترسيخ مكانة الدولة إقليميا وعالميا.
وحتى تتحقق هذه الأهداف ارتأت الدولة أن استدامة هذا القطاع الحيوي لابد أن تستند إلى أسس دعم راسخة قانونية وعلمية وموارد بشرية ومالية.
فقد أصدرت أول قانون من نوعه عربيا وإسلاميا يتعلق بالأنشطة الفضائية متضمنا باقة من التوجيهات والتشريعات الناظمة المتعلقة بالاستيطان البشري للفضاء. كما جاء قرار إنشاء صندوق الفضاء الوطني بقيمة 3 مليارات درهم بهدف تعزيز الاستثمار في هذا القطاع من رواد الأعمال والشركات الخاصة وتمويل الأنشطة المستقبلية ورفع جاهزيته وتطوير القدرات .كما تم تأسيس أول مركز أبحاث فضائي في المنطقة لتأهيل الكوادر وليكون حاضنا للابتكار بقيمة تزيد عن 100 مليون درهم .
تثبت خطوات دولة الإمارات الدؤوبة لاستكشاف الفضاء بدءا من تأسيس شركة الثريا عام 1997 ومرورا بإرسال رواد الفضاء وانتهاء بمشروعها الطموح 2117 لبناء أول مستعمرة بشرية على سطح المريخ ..أن الانفاق على هذه المشاريع لم يكن ترفا أو بهدف جلب دعاية تخبو بعدها الأضواء وإنما لهدف أسمى هو مشاركة تجاربها العالم أجمع وأن تصبح للعرب وللدول الإسلامية قاطبة قدم راسخة مع باقي دول العالم في سبر غور الفضاء كما كانت لهم الريادة في السابق.
زكريا محي الدينالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو فتح إلى التجاوب مع جهود تشكيل لجنة إسناد لقطاع غزة
دعت حركة "حماس"، اليوم الجمعة، حركة فتح إلى التجاوب مع جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، والتي توافقت عليها الحركتان في محادثات بالقاهرة قبل أن تتراجع "فتح" عن التفاهمات بين الطرفين.
وقالت الحركة في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، إنها "تلقت واستمعت مؤخرا إلى العديد من المبادرات والمقترحات الوطنية في إطار التحرك لإنقاذ قطاع غزة مما يتعرض له من إبادة جماعية على أيدي العصابات الصهيونية بتواطؤ غربي وفشل دولي صادم".
وأضافت أننا "نأمل من الإخوة في حركة فتح والسلطة التجاوب مع جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، في إطار النظام السياسي الفلسطيني والعمل من خلال الإجماع الوطني ومشروعيته السياسية".
جهود تبذلها مصر
وأوضحت أنها تجاوبت خلال الأشهر الأخيرة مع "الجهود التي تبذلها مصر وسعينا إلى تشكيل حكومة توافق وطني أو تكنوقراط، وتعاملنا بإيجابية مع مبادرة مصر المدعومة عربيا وإسلاميا لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة بشكل مؤقت وأن تكون مرجعيتها السياسية المرسوم الرئاسي الفلسطيني".
وتابعت: "قطعنا شوطا مهما مع الإخوة في حركة فتح برعاية الأشقاء في مصر لتشكيلها، ثم توصلنا وتوافقنا مع العديد من القوى والفصائل والشخصيات والفعاليات الوطنية إلى مجموعة من الأسماء المقترحة من ذوي الكفاءات الوطنية والمهنية، وتم تسليمها إلى مصر".
وفي السياق، أكدت الحركة على جاهزيتها لـ"تنفيذ أي من الاتفاقات التي تم التوصل إليها وطنيا، وانفتاحها على كل صيغة من شأنها أن تلم شمل الشعب الفلسطيني ومؤسساته وتعيد الاعتبار لنظامه السياسي".
وأشارت الحركة إلى أنها تعاملت "بمرونة مع الاتفاقات والتوافقات الوطنية التي جرت في مصر والجزائر وروسيا والصين"، ضمن مساعيها لـ"ترتيب البيت الفلسطيني وترسيخ وحدته وإعادة الاعتبار للنظام السياسي".
موافقة من "حماس"
وفي 5 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت حماس موافقتها على المقترح المقدم من مصر بخصوص تشكيل "لجنة الإسناد المجتمعي عبر آليات وطنية جامعة"، فيما لم تفصح حركة "فتح" عن موقفها إزاء المقترح.
والشهر الماضي، قال مصدر في منظمة التحرير الفلسطينية إن "اللجنة التنفيذية للمنظمة بحثت في اجتماعها الأخير برئاسة الرئيس محمود عباس، الطرح المصري المتمثل بتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته آنذاك لوكالة الأناضول، أن "اللجنة التنفيذية أبدت تحفظها على مقترح لجنة الإسناد المجتمعي، وترى فيها تكريسا للانقسام الفلسطيني".
وتأتي هذه الدعوة، وسط تواصل اللقاءات الإسرائيلية لبحث مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإيجاد بديل لحكم حماس، كما تقول صحيفة "يديعوت أحرنوت".