مقال تحليلي كتبه : محمد جلال الريسي
مدير عام وكالة أنباء الإمارات.

أبوظبي في 4 سبتمبر /وام/ مع إكمال مهمة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي الطموحة بنجاح ..تكون دولة الإمارات قطعت شوطا طويلا ومكثفا في مسيرتها العلمية لاستكشاف الفضاء وتضع قدما راسخة ضمن فريق النخبة الدولي .
هذا النادي الذي ظل حكرا على عدة دول ولم تزاحمهم فيه أي دولة عربية أو إسلامية.


قد يظن البعض أن بداية اهتمام الإمارات بالفضاء تعود إلى العام 2019 حيث أول تجاربها لاستكشاف القمر ولكن هذا الاهتمام يعود إلى سنوات قريبة من تاريخ التأسيس عندما التقى الشيخ زايد الوالد المؤسس رحمه الله مع فريق وكالة ناسا للفضاء المسؤول عن مشروع أبوللو إلى القمر.
مثل هذا اللقاء حافزا لتوجيه اهتمام الإمارات إلى الفضاء ما أدى إلى ولادة قطاع فضائي راسخ مع تأسيس شركة الثريا للاتصالات عام 1997 تلاها شركة ياه سات عام 2007 ثم توالت المشاريع حتى صدور قرار تأسيس وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء .
هي إذن جهود تراكمية ممتدة لقرابة ربع قرن من العمل الدؤوب تقودها فرق وكوادر وطنية تم تأهيلها بحرفية وتزويدها بالمعارف وتمكينها إيمانا من القيادة الرشيدة بأن قطاع الفضاء واحد من القطاعات الاستراتيجية الممكنة والمؤهلة لتحقيق الريادة في قطاعات العلوم المستقبلية .
ومن هنا اعتبرت السياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا في الدولة …قطاع الفضاء مشروعا وطنيا يهدف إلى تعزيز تنافسية الصناعات الفضائية في الإمارات وتأهيل القدرات الوطنية وبناء قطاع فضائي وطني قوي ومستدام يدعم المصالح الوطنية ويساهم في تنويع الاقتصاد ورفع الكفاءات وترسيخ مكانة الدولة إقليميا وعالميا.
وحتى تتحقق هذه الأهداف ارتأت الدولة أن استدامة هذا القطاع الحيوي لابد أن تستند إلى أسس دعم راسخة قانونية وعلمية وموارد بشرية ومالية.
فقد أصدرت أول قانون من نوعه عربيا وإسلاميا يتعلق بالأنشطة الفضائية متضمنا باقة من التوجيهات والتشريعات الناظمة المتعلقة بالاستيطان البشري للفضاء. كما جاء قرار إنشاء صندوق الفضاء الوطني بقيمة 3 مليارات درهم بهدف تعزيز الاستثمار في هذا القطاع من رواد الأعمال والشركات الخاصة وتمويل الأنشطة المستقبلية ورفع جاهزيته وتطوير القدرات .كما تم تأسيس أول مركز أبحاث فضائي في المنطقة لتأهيل الكوادر وليكون حاضنا للابتكار بقيمة تزيد عن 100 مليون درهم .

تثبت خطوات دولة الإمارات الدؤوبة لاستكشاف الفضاء بدءا من تأسيس شركة الثريا عام 1997 ومرورا بإرسال رواد الفضاء وانتهاء بمشروعها الطموح 2117 لبناء أول مستعمرة بشرية على سطح المريخ ..أن الانفاق على هذه المشاريع لم يكن ترفا أو بهدف جلب دعاية تخبو بعدها الأضواء وإنما لهدف أسمى هو مشاركة تجاربها العالم أجمع وأن تصبح للعرب وللدول الإسلامية قاطبة قدم راسخة مع باقي دول العالم في سبر غور الفضاء كما كانت لهم الريادة في السابق.

زكريا محي الدين

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

إقرأ أيضاً:

أيد مشروع ترامب في غزة.. برلين تتنصل من تصريحات مفوضها لمكافحة معادة السامية

تنصلت الحكومة الألمانية من تصريحات مفوضها لمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، الذي تفهم فيها خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل، لتهجير سكان قطاع غزة الفلسطيني خارج أراضيهم.

وأكد المتحدث باسم الحكومة، شتيفن هيبشترايت، إن كلاين لم يعبر في المقابلة الصحافية عن موقف حكومة ألمانيا. ومن جانبه، قال متحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية، إن كلاين "بصفته مفوضاً مستقلاً، له حرية التعبير عن آرائه."

Die Bundesregierung distanziert sich von ihrem eigenen Antisemitismus-Beauftragten Felix Klein, nachdem er Trumps Pläne für Vertreibung und ethnische Säuberung des Gazastreifens gelobt hat. pic.twitter.com/Hm6HfnUlXf

— Tilo Jung (@TiloJung) March 5, 2025

وقال كلاين أمس الثلاثاء لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية: "يجدر بنا أن ندقق النظر، أنا لا أرى ضيراً في إعادة التفكير في الأمر بشكل جذري وجديد تماماً". وأشار إلى أن ترامب لم يتحدث عن "طرد الفلسطينيين كما زعمت بعض التقارير الإعلامية، فهذا أمر مبالغ فيه"، مضيفاً أن ترامب تحدث عن "إعادة توطين" خلال إعادة إعمار قطاع غزة.

وتابع كلاين حديثه قائلًا: "عندما تجدد منزلك، فإنك لا تنام فيه خلال تلك الفترة، والدمار الهائل في غزة يتطلب إعادة بناء شاملة لبنية تحتية جديدة تماماً".

وأثارت مقترحات ترامب موجة استنكار دولية، ووصفها المستشار الألماني أولاف شولتس بـ "فضيحة"، مشيراً إلى أن إعادة توطين تعد انتهاكا للقانون الدولي.

وفي تطور لاحق، دافع كلاين اليوم عن تصريحاته قائلاً:"عند التعامل مع قضايا معقدة، قد يكون مفيداً عموما التفكير بشكل جذري وجديد تماماً، وهذا هو بالضبط ما قلته عن المسألة المعقدة للغاية المتمثلة في مستقبل قطاع غزة، في إطار طرح فكري يمكن مناقشته. بالطبع، على أي مقترحات أن تستند إلى القانون الدولي".

مقالات مشابهة

  • الدفاع الروسية: إطلاق ناجح لصاروخ “سويوز” مع جهاز فضائي
  • «محمد بن راشد للفضاء» يستعد لإطلاق «الاتحاد سات»
  • سوسن بدر: «الباء تحتها نقطة» يتناول جهود محو الأمية
  • أيد مشروع ترامب في غزة.. برلين تتنصل من تصريحات مفوضها لمكافحة معادة السامية
  • مذكرة تفاهم بين وكالة الفضاء المصرية وشركة تنمية للبترول لتعزيز التعاون
  • ترميم مسجد الدويد التاريخي ضمن جهود تطوير التراث بالسعودية
  • حكاية عمرها قرون.. عائلة شوشة أساتذة حرفة النحاس في شارع المعز
  • مقال في واشنطن بوست يهاجم زيلينسكي: إما الاعتذار لترامب أو الاستقالة
  • آية سماحة تكشف عن مجموعها في الثانوية العامة وسر إخفاء عمرها
  • مصادر دبلوماسية تكشف لـ24 عن القرارات المرتقبة للقمة العربية الطارئة