استقبل فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم الاثنين بمشيخة الأزهر، السيد الطيب آدم، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة -يونيسيف- لدول الخليج العربي، والسيد جيرمي هوبكنز، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في مصر، وذلك لبحث تعزيز أوجه التعاون بين الأزهر الشريف ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، من أجل النهوض بحقوق الطفل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، سعيا لتغيير حياة الأطفال الأكثر احتياجا على مستوى العالم.

وفي بداية اللقاء رحب وكيل الأزهر بالسيد الطيب آدم والوفد المرافق له، مؤكدا أن الأزهر يولي اهتماما كبيرا بملف الاهتمام بالأطفال، وهو جزء أصيل من رسالة الإسلام، باعتبارهم شباب الغد، وبهم يتحقق مستقبل الأمم ونهضتها، داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتوفير وضمان حياة كريمة لجميع الأطفال حول العالم، وحمايتهم من أعمال العنف والتطرف.

وأوضح الدكتور الضويني أن دعم وعناية الأزهر للأطفال يتمثل في عمل العديد من قطاعاته، وعلى رأسها قطاع المعاهد الأزهرية، حيث استقبالهم ورعايتهم منذ نعومة أظافرهم في فصول الدراسة بمعاهد الأزهر وأروقته المنتشرة في جميع محافظات مصر، وتنشئتهم على العلم والدين والمحبة والسلام، في مراحل التعليم المختلفة، حتى يتخرجوا من جامعته شبابا قادرين على المساهمة في نهضة أوطانهم وأمتهم، وحمايتها من التطرف والإرهاب، مشيدا بجهود المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر في خدمة المجتمع محليا وإقليميا ودوليا، وكذلك مبادرات مجمع البحوث الإسلامية المجتمعية لدعم الأسرة المصرية وتحقق لها عيشة مستقرة.

من جانبه أعرب السيد الطيب آدم، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة - يونيسيف لدول الخليج العربي، عن سعادته بالتواجد في مؤسسة الأزهر، مشيدا بالشراكة بين الأزهر الشريف ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة - يونيسيف- والتي تمتد لأكثر من 25 عاما، معربا عن تطلعه لتطوير أوجه التعاون مع الأزهر بما يساهم في تعزيز حماية حقوق الطفل على المستوى العالمي.

كما ثمن السيد جيرمي هوبكنز، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في مصر، جهود الأزهر الشريف والدولة المصرية في تطبيق برامج التربية الإيجابية للأطفال، مؤكدا أنها محل تقدير عالميا، لافتا إلى واحدة من أهم مراحل الشراكة مع الأزهر في عام 2016، والتي تمثلت في إطلاق المنظور الإسلامي المسيحي لحماية الأطفال من كافة أشكال العنف والممارسات الضارة، بالتعاون بين الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذوكسية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تحت شعار "المحبة، السلام، التسامح" مؤكدا أن مخرجات هذا التعاون أسهمت بشكل كبير في مساعدة الكثير من الدول الأكثر احتياجا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وكيل الأزهر رسالة الإسلام ممثلي اليونيسيف العناية بالطفل الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: قضية العلم هي الأخطر والأعلى شأنا في الإسلام

ألقى الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، ودار موضوعها حول "العلم وبناء الإنسان".

قال الغفير إن قضية العلم هي الأخطر من نوعها في الإسلام، كما أنها الأعلى شأناً وأن العلم أول ما أُمرت به هذه الأمة من قبل الله عزّ وجلَّ فُهُوَ أَعَزُّ مَطْلُوبٍ وَأَشْرَفُ مَرْغُوب، تَسَابَقَ الْفُضَلاءُ لِطَلَبِهِ، وَتَنَافَسَ الأذْكِياءُ لِتَحْصِيلِهِ، مَنِ اتَّصَفَ بِهِ فَاق غَيرَهُ، وَمَنْ اتَّسَمَ بِهِ بَانَ نُبْلُهُ، رَفَعَ اللهُ أَهْلَهُ دَرَجَات، وَنَفَى الْمُسَاوَاةَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ غَيْرِهِمْ كَرَّاتٍ وَمَرَّات، يَقُولُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).

وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن القيادة الرشيدة نادت بضرورة بناء الإنسان قبل بناء المكان، فالبناء الحقيقي يبدأ بالعلم. فهو فريضة شرعية، وضرورة وطنية، وفطرة إنسانية. ميزة كرم الله بها الإنسان وفضله على سائر من خلق.

وأضاف أن فضل العلم في الإسلام عظيم، حيث إِنَّ الْعِلْمَ مُورِثٌ لِلْخَشْيَةِ، مُثْمِرٌ لِلْعَمَلِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، فَمَنْ كَانَ بِاللهِ أَعْرَفَ كَانَ مِنْهُ أَخْوَف. كما اسْتَشْهَدَ اللهُ أَهْلَ الْعِلْمِ عَلَى أَشْرَفِ مَشْهُودٍ بِهِ وَهُوَ التَّوْحِيدُ، وَقَرَنَ شَهَادَتَهُمْ بِشَهَادَتَهِ وَبِشَهَادَةِ مَلائِكَتِهِ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فَبَدَأَ سُبْحَانَهُ بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى بِمَلائِكَتِهِ الْمُسَبِّحَةِ بِقُدْسِهِ، وَثَلَّثَ بِأَهْلِ الْعِلْمِ، وَكَفَاهُمْ ذَلِكَ شَرَفًا وَفْضَلًا وَجَلالَةً وَنُبْلاً.

وتابع الغفير بقوله: إن مَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الْعِلِمِ فَقَدْ أَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا، وَمَنْ تَرَكَ الْعِلْمَ فَقَدْ اشْتَرَى خُسْرًا. وأنه يجب علينا أن نستثمر أوقاتنا في تحصيل العلوم النافعة، فقد أمر الله -سبحانه وتعالى- نبيه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- بالاستزادة من العلم، قال تعالي: (وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا). 

وقد حثَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمتَه على طلب العلم، وبيَّنَ فضلَه وأهميتَه، فقال صلى الله عليه وسلم: « من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له مَن في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ».

وبيّن خطيب الجامع الأزهر أن الله سبحانه وتعالى فرَّق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فقال في كتابه العزيز: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). فيجب علينا أن نحرص على العلم ومجالسة العلماء، والنهل مما فتح الله عليهم من الخير والبركة والعلم

وشدد على أولياء الأمور أن يتقوا الله تعالى في أولادهم، وأن يحرصوا على متابعتِهم في دروسهم وحثِّهم على الجدِّ والاجتهادِ، والسؤالِ عن مستوياتهم وسُلوكهم في المدرسة، وأنْ يقوموا بتربيتِهم على الخير والصلاح، وإبعادِهم عن جلساءِ السوء، فالكل راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته.

وأوصى أستاذ اللغويات طلاب العلم بضرورة طلب العلم والجد فى تحصيله فى شتي العلوم المختلفة وليس العلوم الدينية فقط، وأن يتسموا بالصبر فى طلب العلم وطاعة المعلم حتى نصل إلى حضارة حقيقية، وبناء شامخ، ونهضة شاملة بها يعلو شأن الأمة وتحقق الريادة والمجد، وتفسد مخططات الأعداء المسمومة لهدم الأمة وتفريقها والنيل منها ومن مقدراتها.

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك يلتقي شيخ الأزهر.. ويؤكد: الإمارات ستظل داعمة للجهود الرامية إلى نشر السلام ونبذ الكراهية
  • اليونيسيف: مخاوف على آلاف الصغار في شمال غزة بسبب شلل الأطفال
  • المشاط تعقد لقاء مع ممثلي منظمات أممية لعرض إطار التمويل من أجل التنمية
  • 15 منظمة دولية تدعو لوقف عدوان الاحتلال على غزة
  • دولُ التعاون تؤكد على حقّ دولة فلسطين في المشاركة في اجتماعات منظمة العمل الدولية
  • عضو الأزهر العالمي للفتوى يوضح معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام
  • خطيب الجامع الأزهر: قضية العلم هي الأخطر والأعلى شأنا في الإسلام
  • لبحث فرص الاستثمار في المملكة.. رئيس “الغذاء والدواء” يلتقي عددًا من ممثلي الشركات الصينية
  • «التومي» يستقبل ممثل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية
  • ملك البحرين يرحب بمفتي الجمهورية ويؤكد أهمية التعاون الإسلامي المشترك ويثمن جهود الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في نشر قيم التسامح والاعتدال