أسطورة هذا الإنسان تحطمت على جبل طارق
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
جبل طارق – كان لإنسان نياندرتال سمعة سيئة، وكان يعتقد بشكل واسع أن هذا الجنس البشري المنقرض يختلف تماما عن جنسنا البشري “هومو سابينس”، إلا النظرة تغيرت وتساقطت الظنون!
ظن العلماء في البداية أن الجنس البشري الحالي “هومو سابينس لم يتزاوج مع “نيندرتال”، الذي سبقه بقترة طويلة لكنهما التقيا في أوروبا وتعايشا حقبة من الزمن، إلا انه تبين لاحقا أن الجنسين البشريين تزاوجا واختلطت دماؤهما، وعرفت حتى نسبة الحامض النووي التي ورثتها الأجيال المعاصرة عن الأجداد القدماء المنقرضين، وهي تفاوتت وأعلاها لسكان أوروبا وآسيا وأقلها لسكان إفريقيا.
لفترة طويلة اعتقد أيضا أن إنسان “نيندرتال” لم يكن قادرا على الكلام، ولم يصمد ذلك مع الأدلة والتي أكدت أن تكوين جمجمة هذا النوع البشري أهلته للكلام مثلنا وإن بطريقة أبطأ.
الظنون التي لاحقت “نياندرتال” توقفت عند نقطة اختلاف عدت أساسية بالنسبة لتطور النوع البشري المعاصر “هومو سابينس” وتتمثل في القدرة على التفكير والإبداع المجرد.
في 4 سبتمبر قبل 9 سنوات، انهار هذا الافتراض، حين عثر العلماء على عينة من الفن الصخري في جبل طارق، أثبتت الدراسات أنها نموذج للفن التجريدي، وأن الإنسان العاقل الحديث قلل كثيرا من ذكاء أسلافه.
اللوحة الفنية “التجريدية” عثر عليها على جدار خلفي في كهف “غورهام” بجبل طارق، وأظهر التحليل الجيوكيميائي للصخرة، أن الرسمة أنجزت قبل 39 ألف عام وقد تكون أقدم، وهي أول دليل على أن إنسان “نياندرتال” كان قادرا على إبداع فنون ميلة حتى قبل أن يلتقي مع أجداد الإنسان المعاصر الذين قدموا إلى أوروبا وانتشروا فيها منذ حوالي 40 ألف عام.
العلماء المختصون يقولون إن كهف غورهام الذي سكنه إنسان “نياندرتال” كان معروفا منذ عام 1950، إلا أن الحفريات المنهجية في الموقع لم تبدأ إلا في عام 1989، فيما كان وصل الباحثون إلى داخل الكهف مطلع القرن 21.
اللوحة الفنية بمساحة 300 سنتمتر مربع نحتت على سطح منصة طبيعية تشبه الطاولة، وفي موقع يرتفع 40 سنتمتر فوق مستوى الأرض، وهي تتكون من ثمانية أخاديد عميقة محفورة بالعرض، وخطوط رفيعة تتقاطع معها، وبالتجربة تأكد العلماء أن العمل أنجز بأدوات حجرية مختلفة ما يؤكد أنه لوحة فنية مقصودة وليس آثارا لعملية “تقطيع اللحم” على سبيل المثال.
العمل الفني تمت دراسته من قبل باحثين ينتمون إلى 11 متحفا ومؤسسة أوروبية مختلفة، وأجريت خلال الدراسات عدة تجارب للتأكد من أن العمل الفني منحوت بأدوات حجرية لإنسان “نياندرتال” وأن العلامات كانت مقصودة.
المتخصص في علم الاجناس البشرية كلايف فينلايسون، مدير متحف جبل طارق أكد أن “هذا النقش هو رسم متعمد، تم تصميمه ليراه إنسان نياندرتال الذي ابتكره، وبالنظر إلى حجمه وموقعه، وليراه سكان الكهف الآخرين”.
هذا العالم المتخصص شدد على هذا الأمر تترتب عليه “أن القدرة على التفكير المجرد لم تكن استثنائية في الإنسان المعاصر”.
الأمر ذاته أكد عليه عالم الأنثروبولوجيا فرانشيسكو ديريكو بقوله: “من الواضح أن الرسم تم بشكل هادف، وليس كنشاط نفعي.. كانت هناك رغبة في عمل نمط مجرد”.
أهمية هذا الاكتشاف تأتي من أن علماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا لم يكن لديهم في السابق سوى دليل غير مباشر على التفكير المجرد في أشباه البشر القدماء الذين سكنوا الكوكب قبل ظهور أسلاف الإنسان العاقل، وهي تتمثل في المدافن، واستخدام الأصباغ السوداء والحمراء، والأصداف المطلية، وريش الطيور.
الفن الصخري في كهف “غورهام” بجبل طارق، يعد أول مثال معروف لصورة مجردة لا تؤدي وظائف عملية، وهذا النوع يتطلب الكثير من الجهد.
قبل الإعلان عن هذا الاكتشاف بوقت قصير، أعلن فريق آخر من العلماء العاملين في كهف “غورهام” أن إنسان “نياندرتال” كان يصطاد الحمام البري عن طريق التسلل إلى أعشاشه في قمم الصخور.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: جبل طارق
إقرأ أيضاً:
هل انتهى رمضان؟ .. أمامك فرصة لإدراك ليلة 30 رمضان
هل انتهى رمضان؟، يتسابق المسلمون فى آخر يومين في رمضان إلى فعل الطاعات والعبادات لينالوا الأجر المضاعف، وينتظر الكثيرون ليلة 30 رمضان آملين أن تكون ليلة القدر، فهي ليلة أنزل فيها القرآن على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، والتي أخبر الرسول بأنها ليلة وترية تقع في العشر الأواخر في شهر رمضان.
هل فاتك رمضان ؟إن فاتتك الأيام الماضية من العشر الأواخر من رمضان فلا تجعل أخر ليلة فى رمضان ليلة 30 تفوتك لعلها تكون ليلة القدر وأنت لا تدرى، اغتنم الوقت من الأن حتى أخر دقيقة فى رمضان ففى اخر ساعة من رمضان يغفر الله ويعتق رقاب الكثير، فالمطلوب من المسلم فعله فى ليلة القدر والعشر الاواخر من رمضان أن يسير علي الهدي النبوي وان يجد ويجتهد متأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يشد مئزره ويوقظ أهله ويحيي ليله، فعلينا أن نغتنم اخر ليلة من رمضان ولا نضيعها لعل تكون فيها ليلة القدر.
فيجب علي المسلم كذلك الاجتهاد لتحري ليلة القدر وهي في العشر الأواخر من رمضان فهي من اعظم الليالي مصداقا لقوله تعالي ليلة القدر خير من إلف شهر.
(( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا))
علامات ليلة القدر1- تكون فيها السماء صافية وخالية من النجوم والشهب.
2- ليلة لا حارة ولا باردة.
3- يكون القمر فيها كمثل شق جفنه أي يكون القمر مثل نصف الطبق.
4- شمسها تطلع بلا شعاع لها.
5- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة وانشراح الصدر فيها أكثر من غيرها.
6- الرياح تكون ساكنة.
7- كثرة عدد الملائكة فيها، وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله قال في ليلة القدر: «وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى».
هل نقوم ليلة القدر كاملة أم يكفي قيام بعضها؟اختلف العلماء - رحمهم الله - : فقال بعض العلماء: إنه يقوم الليلة كاملة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخلت عليه العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وفي بعضها: «طوى فراشه» صلوات الله وسلامه عليه كناية عن اعتزال النساء، فقالوا لابد أن يصلي من العشاء إلى الفجر، يصلي ويذكر يكون في ذكر الله - تعالى - ولا يصدق عليه أنه قائم إلا إذا لم ينم، أما إذا نام فقد ضيّع، بقدر ما ينام من فضل القيام.
وقال بعض العلماء: لا بأس أن ينام بعض الليل، مادام أنه قد قام أغلبه؛ لأن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما قام ليلة حتى أصبح» -صلوات الله وسلامه عليه-، وهذا يقولون: يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان يحي الليلة كاملة، ومن هنا رخصوا من كونه إذا تعب أو كذا أن يستجم بالنوم.
وذكر بعض العلماء: أنه لو نام اليسير، ثم قام فالأجر أعظم؛ لأنه في هذه الحالة يترك النوم ويرغب في العبادة، وهذا أصدق كما قال تعالى: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» فيقولون: إنه إذا ذاق لذة النوم ثم صلى فهذا أبلغ اجتهادا من شخص يستمر في صلاته فإنه لا يصل إلى آخر الليل وهو منهك متعب.