انتشار السيارات التالفة بالشوارع بالظهران.. والأهالي يعبرون عن استيائهم
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
رصدت بلدية مدينة الظهران 20 سيارة تالفة ومهملة، في شوارع وأحياء مدينة الظهران، وفق آلية للتعامل مع هذه الظاهرة من خلال حصر السيارات التالفة والمهملة، وذلك بوضع إشعار على المركبات المرصودة حتى نهاية المدة المقررة للرفع.
وأكد رئيس بلدية مدينة الظهران المهندس "فيصل القحطاني"، استمرارهم في حصر ورفع المركبات التالفة، بعد إشعار ملاكها من خلال وضع تحذيرات مكتوبة على السيارات التالفة، ومنحهم مهلة لرفعها قبل سحبها رسميًا بمعرفة البلدية، مشيرًا إلى حرص البلدية لتعزيز الوعي والسلوك الحضاري بأهمية المحافظة على البيئة وحماية المرافق العامة من الملوثات البصرية، داعيًا ملاك المركبات التالفة والمهملة داخل الأحياء السكنية في مدينة الظهران إلى المبادرة بإزالتها، وذلك بهدف تحسين المشهد الحضري ورفع جودة الحياة داخل المدينة، كما يمكن الإبلاغ عن مواقع السيارات المخالفة من خلال مركز البلاغ 940.
فيصل القحطاني
السكان يتضررون من السيارات التالفةوأبدى عدد من سكان مدينة الظهران استياءهم من انتشار السيارات المهملة والتالفة، التي مضى على توقفها فترات طويلة، في عدد من الأحياء، مطالبين البلدية بسن أنظمة صارمة على أصحابها ومضاعفة الغرامات المالية عليهم، وتوعية الأهالي بأهمية التواصل مع الجهات المختصة للإبلاغ عن هذه السيارات، خاصة أن هذه الظاهرة تشكل تلوثًا بصريًا وضررًا بيئيًا.
عبر المواطن "سعيد الدوسري" عن استيائه من وجود السيارات المهملة في الأحياء السكنية، حيث أشار إلى أنها تسبب مضايقات لسكان تلك الأحياء، حيث تستولي على أماكن وقوف مركباتهم التي يحق لهم استخدامها، وتحرمهم من الوصول إلى مواقف مركبات دائمة.
إزالة 236 سيارة تالفة لتحسين المشهد الحضري بالشمالية #صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم https://t.co/yNDVdd2ZIA pic.twitter.com/i9zpYzVEsw— صحيفة اليوم (@alyaum) May 31, 2022وأوضح أن وجود تلك السيارات يتسبب في التشويه البصري للأحياء والمدينة بشكل عام، وقد يشكل خطرًا على سلامة الأطفال، بسبب احتمال سقوط أجزاء منها نتيجة لإهمالها لفترات طويلة. وأشار إلى أن تلك السيارات قد تكون مأوى للقوارض والحيوانات الضالة، وتساهم في تسرب السوائل والزيوت التي قد تتسبب في حوادث حرائق أو تلحق ضررًا بسكان الحي أو زواره.
من جانبه أكد "سعيد العسافي" أن السيارات المهملة لها تأثير سلبي على منظر المدينة بشكل عام، خاصة أن مدينة الظهران تعد واجهة سياحية للمنطقة.سعيد العسافي
وأشار إلى أن وجود تلك السيارات يعتبر تشويهًا للمناظر الجميلة، ويؤثر أيضًا على سكان المدينة بشكل كبير من حيث احتكارها للمساحات ومواقف السيارات.
وأكد أن الوجود المستمر لتلك السيارات يؤدي إلى ضيق الشوارع والطرق داخل الأحياء، وأنه يجب العمل على إزالتها بشكل دائم للحفاظ على سلامة سكان الحي. مشيرا إلى خطورة تلك السيارات نتيجة تساقط بعض الزيوت منها، وأنها قد تكون مأوى للحيوانات الضالة التي قد تشكل خطرًا على سكان الحي.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس الظهران الظهران تلوث احياء سكنية ازدحام تلک السیارات
إقرأ أيضاً:
هل تنجح الأحياء التخليقية في مواجهة التحديات؟
أ.د. حيدر بن أحمد اللواتي
في القرنين الأخيرين ومع تطور التقنيات وكثرة استخدام الآلة والأجهزة الصناعية، إضافة إلى اختراع الإنسان لعدد كبير من الكيمياويات المصنعة، والتي تم استخدامها في مختلف المجالات التي يحتاجها الإنسان، برزت تحديات جديدة ومعقدة للغاية، ومن هنا فإن عددا من العلماء يرى أن علم الأحياء التخليقية يمكنه أن يلعب دورا رائدا في إيجاد حلول ناجعة لهذه التحديات.
فمثلا يعتقد البعض أن الأحياء التخليقية هي الوسيلة المتاحة حاليا للتنوع البيولوجي، فمن أهم الأمور التي تؤدي إلى التوازن البيئي هو التنوع البيولوجي، ويقصد به تنوع أشكال الحياة وغناها بصورها المختلفة، ولكن ما يحدث الآن أن الإنسان وبسبب التمدد العمراني وزيادة عدد السكان فإنه بدأ يغزو مختلف البيئات كالسهول والجبال والغابات والوديان والصحاري، وأدى هذا التوسع إلى القضاء على عدد كبير جدا من الكائنات الحيَّة، وسيؤثر ذلك حتماً على كوكب الأرض وعلى التوازن البيئي بشكل كبير، ولذا فالحل يكمن في نظر هؤلاء في الأحياء التخليقية، فهذا العلم سيسمح لنا بإرجاع بعض الحيوانات المنقرضة إلى الحياة مرة أخرى وسيسمح لنا بتخليق كائنات حيَّة مبتكرة لم نعرفها من قبل وكل ذلك سيُساهم في التنوع الأحيائي.
وهناك من يرى أن حلول التحديات البيئية التي نواجهها اليوم بسبب التطور الصناعي إنما تكمن في الأحياء التخليقية، فلقد نتج من التطور الصناعي تحديات كبيرة مرتبطة بالبيئة، فعلى سبيل المثال فإن البلاستيك بأصنافه المختلفة يعد مشكلة بيئية كبيرة، وبالمقابل فإنه من الصعب التخلي عن استخدامه، ولذا فالبديل المطروح هو البلاستيك الصديق للبيئة والذي يمكن الحصول عليه من خلال الأحياء التخليقية، بل إن هناك من يرى أن التحديات التي نواجهها في الاحتباس الحراري يمكن استخدام الأحياء التخليقية لإيجاد حلول ناجعة لتلك التحديات فعلى سبيل المثال تؤدي عملية التمثيل الضوئي دورًا مُهمًا وبارزًا في الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض؛ إذ إن النباتات تقوم بامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون من الهواء في هذه العملية، والسؤال الذي يثيره بعض الباحثين هو هل بإمكاننا أن نتدخل جينيا في تغيير النباتات بحيث تكون أكثر كفاءة للقيام بعملية التمثيل الضوئي وتكون لديها قدرة على امتصاص كميات أكبر من غاز ثاني أوكسيد الكربون وبالتالي نخفف من تراكيز هذا الغاز في الغلاف الغازي.
ويدفع النجاح الكبير الذي حققته الهندسة الجينية والتقنية الحيوية في إيجاد حلول ناجعة للأمراض المستعصية، كمرض السكر، الكثيرين إلى المضي قدماً في علوم الحياة ومحاولة إيجاد علاجات فاعلة باستخدام الأحياء التخليقية، حيث يرى الكثيرون إن التطور في تقنيات المقص الجيني وفي علوم الحاسوب والذكاء الصناعي يسمح بعمل نماذج دقيقة للغاية للشفرة الوراثية والتحقق من سلامتها وفاعليتها من خلال عمليات المحاكاة التي تسمح بها أنظمة الحاسوب الحالية للقيام بها بسهولة، فالدواء المخصص لمرض الملاريا (Artemisinin) على الرغم من فاعليته، إلّا أن ارتفاع سعره كان تحدياً وذلك لأنَّ النبات الذي ينتج هذه المادة ينمو في بيئات معينة ويتأثر بالظروف المناخية التي يتعرض لها النبات، وللتغلب على هذه التحديات تم استخدام التقنيات الحيوية المختلفة لإنتاج هذا المركب الكيميائي وذلك عبر الأحياء التخليقية للخميرة وتغيير التشكل الجيني لها، وقد حققت التقنية نجاحًا باهرًا في توفير المركب وبسعر زهيد نسبيًا.
وهناك أمراض جينية سببها جين معين كمرض فقر الدم المنجلي، ولذا فان التقنيات الحالية تسمح بإجراء تغييرات جينية لمنع حدوث هذا المرض والأمراض الأخرى التي تشابها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما الحد المسموح به للتدخل في طبيعة الكائنات الحية وإجراء تغييرات فيها؟ وهذا ما سنلقي عليه الضوء في مقالنا المقبل، وللحديث بقية.
سلسة من المقالات عن تاريخ علوم الحياة وحاضرها وفلسفتها والتقنيات القائمة عليها** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس
رابط مختصر