سيناريوهات ممكنة لسلالة كورونا الجديدة!
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
لعلَّنا نذكر بالوقت ليس بالبعيد، أهمَّ سلالات كورونا (كوفيد-١٩)، ألا وهو أوميكرون والذي اجتاح العالَم في عام ٢٠٢١ ميلادي، حيث ظهرت عدَّة متحوِّرات ثمَّ اختفت، ولكن لمَ ْيضاهِ أيٌّ مِنْها طفرات أوميكرون التي يزيد عددها عن ثلاثين طفرة تقريبًا. وبعد ذلك، منذ حوالي أسبوعيْنِ، ظهر متغيِّر ينحدر من سلالة يطلق عَلَيْها (ب آي -٢) حسب الدراسات الطبيَّة الأخيرة، مع طفرات كثيرة في بروتينه الشوكي، وربَّما هي قفزة في التطوُّر الفيروسي التي كانت بالتأكيد تُشبه إلى حدٍّ كبير أوميكرون.
بطبيعة الحال، ومع اكتشاف هذا المتغيِّر الجديد الآن، وبإصابة خمس عشرة حالة على الأقل في ستَّة بُلدان، إلَّا أنَّنا نستطيع القول بأنَّه عدد قليل من الحالات الجديدة، وليس فيضانًا ـ كما رأيناه خلال السنوات الماضية ـ وهو أمْرٌ مطمئن إلى حدٍّ ما، خصوصًا وأنَّ مراقبة فيروس كورونا لَمْ تَعُدْ أولويَّة! مع ذلك، أعتقد هنا أنَّه كُلَّما قلَّ عدد ما يقوم به العلماء من مراقبة لذلك الفيروس مثلًا، زاد عدد الأماكن التي يُمكِن أن ينتشرَ فيها المتحوِّر بعيدًا عن الأنظار!
طبعًا السيناريو الأسوأ، وربَّما الأقلُّ ترجيحًا هو حدوث طفرة أخرى شبيهة بموجة أوميكرون حَوْلَ العالَم. ولكن بالنظر إلى آخر تلك الدراسات فالمتحوِّر (بي آي-٢-٨٦) هذا، لا يتكاثر بشكلٍ متفجر! خصوصًا وأنَّه لو كان الأمْرُ سريعًا، لكان من المحتمل أن نعرفَ ذلك الآن! ولعلَّنا نتذكَّر سابقًا كيف كان التكاثر السريع لسلالة أوميكرون والذي استغرق ثلاثة إلى أربعة أيَّام فقط لِيصبحَ واضحًا وينتشر.
وحتَّى في هذا السيناريو، ستكُونُ مناعتنا المُجتمعيَّة بمثابة حاجز ضدَّ هذا الفيروس. فهناك فرق كبير بَيْنَ عام ٢٠٢١ والآن. فالغالبيَّة العظمى من النَّاس في العالَم إمَّا أصيبوا أو تمَّ تطعيمهم سابقًا، أو غالبًا ما يصابون بالعدوى ويتمُّ تطعيمهم عدَّة مرَّات. وهنا ـأجزم ـ أنَّ أيَّ متحوِّر جديد سيواجِه صعوبة بالغة في الانتشار مِثل أوميكرون!
بلا شك هناك الاحتمال الثاني والأكثر ترجيحًا في الكثير من الدراسات الحاليَّة، وهو أنَّ (بي آي -٢-٨٦) المتحوِّر الجديد هذا، ينتهي به الأمْرُ مِثل المتحوِّرات الأخرى بعد أوميكرون؛ أي أنَّه قابل للانتشار بدرجة كافية للتخلُّص من متحوِّر سابق، ولكنَّه غير قابل للانتشار بدرجة كافية لإحداث طفرة جديدة وكبيرة.
بطبيعة الحال، إذا ما تحدَّثنا أيضًا عن السيناريو الثالث، فهو مع أنَّ هذا المتحوِّر سيتلاشى ويختفي، خصوصًا وأنَّه عِندما نتابع تلك الدراسات الطبيَّة فإنَّها تذكر بأنَّ السّلالات عالية التحوُّر، ربَّما تكُونُ نتاج التهابات مزمنة لدى المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة. في هذه الالتهابات، يبقى الفيروس في الجسم لفترة طويلة، ويجرب طُرقًا جديدة للتهرُّب من جهاز المناعة. وبالتَّالي قَدْ ينتهي الأمْرُ بحدوث طفرات تجعل بروتينه الشوكي أقلَّ قابليَّة للتعرُّف على الأجسام المضادَّة. مع ذلك تلك الطفرات نَفْسُها يُمكِن أن تجعلَ البروتين الشوكي لذلك الفيروس أقلَّ وظيفيَّة، ثمَّ يكُونُ الفيروس أقلَّ كفاءة في الانتقال من شخص لآخر.
ختامًا، وبشكلٍ ما حتَّى لو نظرنا لتلك الدراسات ـ إن لَمْ أكُنْ مخطئًا! ـ يبدو أنَّه قَدْ تظهر الحالات هنا وهناك، ولكن المتحوِّر لا ينطلق أبدًا. بمعنى آخر، يظلُّ الوضع لهذا المتحوِّر(بي آي -٢-٨٦) على ما هو علَيْه الآن! بلا شك ستكشف الأسابيع القليلة المقبلة أيًّا من هذه السيناريوهات المستقبليَّة التي سنعيش فيها! فإذا بدأ عدد الحالات لهذا المتحوِّر بالارتفاع بطريقة تتطلب المزيد من الاهتمام، فسنعرف ذلك قريبًا.
د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مورينيو يقترب من الظهور في مونديال 2026.. ولكن ليس مع البرازيل!
الجديد برس|
عاد اسم المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو إلى دائرة الترشيحات بقوة وهذه المرة لتولي قيادة منتخب وطني كبير، وليس أحد الأندية الأوروبية كما اعتاد.
إذ تشير التقارير إلى إمكانية تولي مورينيو تدريب منتخب بلاده البرتغال، قبل كأس العالم 2026.
ورغم أن الإسباني روبرتو مارتينيز يتولى حاليا تدريب المنتخب البرتغالي، إلا أن مستقبله مع الفريق بات محل شك، خاصة مع اقتراب مرحلة الحسم في دوري الأمم الأوروبية، والتي ستستخدم كمقياس لأداء الجهاز الفني قبل اتخاذ أي قرارات مستقبلية.
ووفقا لما نقلته شبكة “بي إن سبورتس”، فإن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم يضع مورينيو ضمن خياراته الأولى في حال قرر الانفصال عن مارتينيز، خاصة إذا لم ينجح الأخير في قيادة الفريق لتحقيق نتائج مقنعة خلال البطولة القارية.
وأشارت الشبكة إلى أن الاتحاد مستعد لتحمل قيمة الشرط الجزائي في عقد مورينيو مع نادي فنربخشه التركي، في حال قرر التعاقد معه رسميا قبل انطلاق مونديال 2026.
يذكر أن اسم “السبيشال وان” ارتبط في عدة مناسبات سابقة بتدريب المنتخب البرتغالي، خاصة أثناء فترته مع نادي روما الإيطالي، إلا أن مورينيو صرح في وقت سابق بأنه رفض المهمة مرتين لعدم شعوره بأن الوقت كان مناسبا.
وكان مورينيو أيضا ضمن قائمة المرشحين لتدريب المنتخب البرازيلي، لكن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي هو الأقرب لتولي هذا المنصب، خصوصا مع احتمالية رحيله عن ريال مدريد بنهاية الموسم.