أقيمت مساء أمس الأحد، ندوة "احتفالية فرقة أولاد الأرض" المهداة إلى روح الكابتن غزالي، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض السويس الأول للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة.

شارك في الأمسية الباحث الدكتور سادات غريب، والكاتب الصحفي محمد الشافعي، وفرقة "جمعية محبي السمسمية والفن الشعبي" بقيادة الفنان سيد كابوريا (مغني فرقة أولاد الأرض)، وأدارها المؤرخ السويسي محمد حمدان.

في البداية ربط حمدان بين نشأة فرقة (أولاد الأرض) وسياق الفن الوطني الحماسي الذي يميز مدينة السويس دائمًا،  مضيفًا: لقد تأسست فرقة أولاد الأرض من رجال المقاومة الشعبية المتطوعين، وكانت أبرز أغانيهم أغنية "فات الكتير يا بلادنا" تأليف الكابتن محمد أحمد غزالي 1968، وكانت تؤدى ضمن الكف السويسي (رقصة الكف رقصة شعبية مصرية، تؤدى في معظم محافظات مصر)، ثم تحدث عن كيفية تكوين الفرقة من مجموعتين، المجموعة الأساسية فرقة (البطانية) بقيادة الكابتن غزالي، وفرقة (النضال الشعبية) بالأربعين، وقد قدمت الفرقة الأغنيات الوطنية، التي كتب معظم أغانيها الكابتن غزالي، والشعراء: كامل عيد رمضان "ريس البحرية"، وحسين محمد "كلامنا يا علمنا"، وعبد العزيز عبد الظاهر "ضي الليالي"، وعطية محمد عليان "أولادي كلكم"، وشارك الفرقة في جولاتها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي وكتب أغنيته الشهيرة "يا بيوت السويس" تلحين إبراهيم رجب، وغناء محمد حمام.

 

وأضاف حمدان لقد كان للفرقة شعار يتردد في كل مناسبة، هو "إحنا ولاد الأرض.. ولاد مصر العظيمة.. تارنا هناخده بحرب للنصر غناوينا.. شباب ثوار ما نسبش التار.. إحنا ولاد الأرض".

 

واستهل سادات غريب كلمته ستظل السويس تؤدي دورها الذي اختصها به التاريخ، وهو الدفاع عن مصر، فمدينة السويس حاربت من 1967 إلى 1973 بغير انقطاع، ست سنوات وهي هدف أول أمام العدو، فلم يكف لحظة عن ضربها ومهاجمتها وإلحاق الدمار بها، وحين اتخذ القرار الصعب بإخلاء السويس ومدن القناة (التهجير) لم يكن قرار انسحاب، بل قرار مواجهة،  كان قرارًا معناه تحويل هذه المدن إلى ساحة قتال، وأننا نرفض الرضوخ، وسنواصل الحرب. 

وأضاف أن مدينة السويس عرفت أعظم أيام حياتها عندما تسللت قوات العدو خلال حرب أكتوبر إلى الضفة الغربية، مستغلة وقف إطلاق النار لكي تنتشر في أوسع دائرة ممكنة، كان العدو يرى أن استيلاءه على مدينة السويس باسمها الكبير في العالم هو العمل الوحيد الذي يمكن أن يرد لقواته اعتبارها، ويحجب عن العالم حجم هزيمته وحجم انتصارنا، لم يتوقعوا أبدا أن يواجهوا ما واجهوا، لم يتوقعوا أن تكون أوامر القيادة السياسية هي منع استيلائهم عليها مهما كان الثمن، لم يتوقعوا أن يحدث ذلك الالتحام التاريخي بين القوات المسلحة وقوات الشرطة والشعب في مقاومة شرسة وعنيدة. 

ويضيف غريب، كان هذا هو امتحانهم الأول ليس مع الصحراوات المفتوحة، ولكن على أرضنا المسكونة وشعبنا العريق، والعالم يرى كيف تحولت مداخل السويس إلى مقبرة لدباباتهم، وكيف تكسرت أشرس هجماتهم الواحدة تلو الأخرى، وكيف أثبت الإنسان المصري بطولات أظهرتها ساعات الامتحان التاريخي.

وتناول الكاتب الصحفي محمد الشافعي رحلة الأغنية الوطنية المصرية، التي ترتبط بالأحداث الكبرى التي تمر بها مصر الكيان، فعندما هزم أحمس الهكسوس غنى الشعب للقائد المنتصر "هذا الجيش عاد منتصرًا.. هذا البطل له الخلود"، وكذلك غنى لتحتمس ورمسيس، فالمصري دائمًا يغني ويحتفي بالبطولات التي ترتبط بمفهوم الوطن "مصر"، ومنذ الأسرة الثلاثين في مصر القديمة لم يغني الشعب أغاني وطنية؛ لأن مصر كانت جزءًا من كيان أكبر، وأضاف الشافعي ومع الحركة الوطنية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ظهر مفهوم مصر كوطن مرة أخرى على يد رفاعة رافع الطهطاوي، ومع عبارة الزعيم مصطفى كامل "بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي"، ثم أغنية "قولوا لعين الشمس ما تحماشي لحسن غزال البر صابح ماشي"، والتي غنت لزهران، الذي قاوم مد امتياز قناة السويس 1910، وأغنية "يا بلح زغلول"، والتي ذكر فيها اسم سعد زغلول، ردًا على الإنجليز الذين منعوا ذكر اسمه، وجاءت تجربة الفنان سيد درويش في الأغاني الوطنية والتي توجت بأغنية "بلادي بلادي" التي غناها الشعب عندما عاد سعد زغلول من منفاه.

ويستطرد الشافعي، وجاءت بعد ذلك مرحلة الأغاني الوطنية التي ارتبطت بإنجازات ثورة يوليو: الإصلاح الزراعي، وبناء السد العالي، وتأميم القناة... وغيرها، والتي غناها كبار المطربين مثل أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ... وغيرهم. وأضاف أنا أعتبر تجربة فرقة (أولاد الأرض) مرحلة تالية من مراحل الأغنية الوطنية المصرية تعنى بالمقاومة، وقد جاءت في السويس؛ لأن السويس المدينة الأسرع في إدراك ما حدث في معركة 1967، ولوجود مثقف رفيع المستوى محمد أحمد غزالي، وهو كابتن في رياضة المصارعة، صنع الخندق وانطلق منه، هذا الخندق الذي زاره كبار المثقفين العرب محمود درويش، ورجاء النقاش، ويوسف إدريس، وأنا أطلق على الكابتن غزالي شيخ مشايخ شعراء المقاومة في العالم، لما قام به من دور أثناء حرب الاستنزاف من جولات في القرى والمدن إلى حفلات أضواء المدينة، ووصل صوت المقاومة لكل قرية في مصر. 

واختتمت الأمسية بحفل قدمته فرقة "جمعية محبي السمسمية والفن الشعبي" بقيادة الفنان سيد كابوريا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب

إقرأ أيضاً:

فرقة الموسيقى للتراث تنتهي من البروفات النهائية استعدادا لحفل غدا

أجرت فرقة الموسيقى العربية للتراث البروفة النهائية داخل إحدى قاعات دار الأوبرا المصرية بقيادة المايسترو فاروق البابلى بمشاركة نجوم الفرقة ياسر سليمان، نهى حافظ، أحمد محسن، أسماء كمال، محمد شوقى، رضوى سعيد، أحمد صبرى، حنان الخولى، قبل حفلها غدًا الثلاثاء الموافق 24 ديسمبر الذى سيقام على مسرح معهد الموسيقى العربية الساعة 8 مساء.

يتضمن البرنامج باقة من روائع الموسيقى العربية التي وضعها كبار الملحنين منها موسيقي  مدام تحب تنكر ليه لـ محمد القصبجي ، موشح عاطنى بكر الدنان لـ كامل الخلعي ، سلامات يا حبايب ، تغريبة لـ بليغ حمدى ، إنسى الدنيا ، لولا الملامة ، ماليش أمل ، دور عشقت روحك ، القريب منك بعيد ، ساكن قصادى لـ محمد عبدالوهاب ، أروح لمين لـ رياض السنباطي ، غاب القمر لـ محمد الموجى ، مستنى جواب لـ محمود الشريف ، عنابى لـ حلمى امين .. أداء  أحمد صبرى ، حنان عصام ، أحمد محسن ،  نهي حافظ ، ياسر سليمان ، أسماء كمال و رضوى سعيد.

فرقة الموسيقى العربية للتراث

يذكر أن فرقة الموسيقى العربية للتراث تأسست بهدف إحياء تراث الموسيقي العربية وتقديم الأشكال التراثية والقوالب الغنائية والموسيقية المختلفة لجمهور ومتذوقى الموسيقى العربية مثل الموشح ، القصيدة ، الدور ، الطقطوقة ، المونولوج والألحان المسرحية من خلال مجموعة من أمهر الموسيقيين والأصوات المتميزة من حفظة التراث ذوى الأداء الراقي على المستوى الجماعي والفردي ، قدمت الفرقة أولى حفلاتها على مسرح معهد الموسيقى العربية عام ٢٠٠٤ وتوالى بعدها نشاطها الفني وحققت قاعدة جماهيرية كبيرة .

مقالات مشابهة

  • فرقة الموسيقى للتراث تنتهي من البروفات النهائية استعدادا لحفل غدا
  • الموسوي من حورتعلا: ثبات المقاومة مع الجيش والشعب هو الذي يقدم الحماية
  • عبدالله هزازي يحتفل بتوقيع كتابه “عشرون فكرة ملهمة” بمعرض جدة الدولي للكتاب
  • رحيل الممثل المغربي محمد الخلفي عن 87 عاماً
  • الكرملين: الصواريخ التي تستهدف أراضينا يوجهها متخصصون أمريكيون
  • رجال السيد القائد يحطمون أسطورة البحار
  • “حرفة وقصة” .. أصالة وإبداع في ركن الطفل بمعرض جدة للكتاب 2024
  • «عاشق سارح في الملكوت».. «قلوب بيضاء» يتفوق على 41 فرقة عالمية في الفنون الشعبية
  • «أم عمارة» قصة جديدة للكاتب أحمد عبد اللطيف تشارك بمعرض القاهرة الدولى للكتاب
  • ما الذي يريده محمود عباس من مطاردته لرجال المقاومة بعد كل تلك الملاحم؟!