شيخ الأزهر يدعو سفراء مصر لدى باكستان وموريشيوس وسنغافورة للاهتمام بملف الطلاب الوافدين
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين بمشيخة الأزهر، إيهاب عبد الحميد، سفير مصر الجديد لدى باكستان، وعبير علم الدين، سفير مصر الجديد لدى موريشيوس، وأحمد مصطفى، سفير مصر الجديد لدى سنغافورة.
تعزيز العلاقات بين مصر ومختلف الدولوأعرب فضيلة الإمام الأكبر عن خالص دعواته وتمنِّياته بالتوفيق والنجاح لسفراء مصر في مهامهم الجديدة، موصيهم بضرورة الاستفادة من الأزهر الشريف في تعزيز العلاقات بين مصر ومختلف الدول باعتباره أحدَ أبرز القوى الناعمة التي تقدِّمها مصر للعالم، وأن يحظى ملف الطلاب الوافدين ومبعوثي الأزهر بالاهتمام الذي يتناسب مع قيمة هؤلاء الطلاب باعتبارهم سفراءَ للأزهر ولمصر بعد تخرجهم.
وأكَّد فضيلته أنَّ الأزهر الشريف يحظى باحترام مختلف الشعوب حول العالم وتقديرهم، ويمكن الاستفادة منه بشكلٍ كبيرٍ في تعزيز دور الدبلوماسية المصرية، ولدينا مبادرات رائدة في مجالات تدريب الأئمَّة والوعاظ وفقًا لأحدث الأساليب واستخدام التكنولوجيا الحديثة داخل أكاديميَّة الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ؛ التي تقوم بتصميم مناهج تدريبية معدة خصيصى لتناسب كلَّ دولة وأبرز التحديات الداخلية التي تواجهها، ويقوم على إعداد هذه المناهج الدراسية نخبة من كبار علماء الأزهر وأساتذته، وقد استضافت الأكاديمية وفودًا من دول عدة وتلقينا تعليقات إيجابية للغاية بعد عودة الأئمة إلى بلادهم.
وأعرب السفراء عن سعادتهم بلقاء شيخ الأزهر وتقديرهم لما يقوم به فضيلتُه من جهودٍ لتعزيز قيم الأخوَّة الإنسانية ونشر السلام العالمي والتعايش الإنساني، مؤكِّدين أنهم سيضعون الملفات الأزهرية نصب أعينهم، وسيعملون على تيسير أمور الطلاب الوافدين للدراسة في الأزهر، ومبعوثي الأزهر من المعلمين والأئمة والوعاظ، مشيرين إلى أنَّ الأزهر يمثل ثقلًا وكنزًا تفخر به مصر وتعمل على نشر منهجه الوسطي حول العالم.
شيخ الأزهر يستقبل المستشار مسعد عبد المقصود رئيس هيئة قضايا الدولةاستقبل فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، بمشيخة الأزهر، السيد المستشار مسعد عبد المقصود بيومي، رئيس هيئة قضايا الدولة.
وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر أهمية تطبيق العدالة بين الجميع، وانعكاس ذلك على بسطِ السِّلم والاستقرار داخل المجتمعات، مؤكدًا ضرورة انطلاق العدالة من داخل الدوائر القانونية والدستورية ليضرب رجالات القانون المُثُل في الحرص على الالتزام بالقوانين والتشريعات، ويكونوا مثلًا يُحتذى به للجميع.
وأكَّد شيخ الأزهر أن تطبيق العدالة يتطلب أن يكون الجميع متساوين في الحقوق والواجبات مساواةً كاملةً أمام القانون، مشيرًا إلى أن الأمر لا يقتصر على إنفاذ القانون وحسب، بل يمتد ذلك ليشمل الالتحاق بالوظائف العامة، وفي مقدمتها الوظائف القضائية، وأن يكون المعيار الوحيد هو التميز والتفوق، وأن تلغى المعايير العنصرية "كغير لائقٍ اجتماعيًّا" من كافة قواميس الالتحاق بأيِّ وظيفة عامة.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن إصدار القوانين لا بدَّ أن يتبعه خطوات تثقيفية وحوارات مجتمعيَّة تجاه القوانين التي بصدد التَّنفيذ حتى يسهل استيعابها وتفهمها من جانب المواطنين، واستقبالها بهدوءٍ واستقرار نفسي.
من جانبه، أعرب المستشار مسعد عبد المقصود عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقديره لما يقوم به فضيلتُه من جهودٍ لبيان الصورة الصحيحة الدين الإسلامي؛ بما يمثله من رمزية عالمية للمسلمين، مؤكدًا أن خريجي جامعة الأزهر من كليَّات الشريعة والقانون الملتحقين بهيئة قضايا الدولة يمثِّلون الأزهر خير تمثيل داخل الهيئة، ويتميزون بتفوقهم وحرصهم على الالتزام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر هيئة قضايا الدولة الطلاب الوافدين فضیلة الإمام الأکبر الأزهر الشریف شیخ الأزهر ة الأزهر
إقرأ أيضاً:
"جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
في صباح هادئ مليء بالترقب والحماس، وقف التلاميذ في معهد محمد عطيتو النموذجي لغات بالأقصر، ينتظرون وصول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. كان اليوم مشحونًا بالمراسم الرسمية والكلمات الترحيبية، والكل يحاول الظهور بأفضل صورة أمام هذه الشخصية التي تحمل في ملامحها هيبة العلم ووقار المكانة.
من بين الحضور، كان هناك طفل صغير في ثوب أزهري ناصع البياض، يقف في زاوية منزوٍ بها، يحمل بين يديه ورقة صغيرة، مكتوبة عليها قصيدة شعرية. هذا الطفل لم ينم جيدًا الليلة الماضية، فقد كان يحفظ أبياته ويرددها مرارًا وتكرارًا أمام المرآة، يحلم بلحظة وقوفه أمام شيخ الأزهر ليُسمعه صوته الذي كان ينبض بحب واحترام لأهل الصعيد وكرامتهم.
لكن الوقت كان ضيقًا، والإجراءات البروتوكولية كانت كثيرة. أُلغيت فقرة الطفل، وأُعلن أن الوقت لم يعد يسمح بإلقاء القصيدة. عندها، انكمشت ملامح الطفل، واغرورقت عيناه بالدموع التي حاول إخفاءها خلف الورقة التي كانت أمس مصدر فخره، واليوم أصبحت مجرد ذكرى مؤلمة.
اللحظة الفارقةكان الإمام الأكبر شيخ الأزهر يُنهي كلمته حين لمح عيون الطفل الباكية ووقفته التي امتلأت بالحزن. التفت الإمام نحو الطفل، وسأل أحد المرافقين: "لماذا يبكي هذا الصغير؟" جاءه الرد سريعًا: "كانت له فقرة لإلقاء قصيدة، لكن الوقت لم يسمح يا مولانا".
في تلك اللحظة، أشار الإمام الأكبر بيده لوقف المراسم الرسمية، والتفت إلى الطفل قائلًا: "تعال يا بني، أريد أن أسمع قصيدتك".
تقدم الطفل بخطوات مترددة، ثم وقف أمام شيخ الأزهر، وبدأ في إلقاء قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم. كانت كلماته نقية وصوته يرتجف قليلًا من رهبة الموقف، لكن عيناه كانتا تتألقان بالفخر والسعادة.
ابتسامة ولقطة خالدةبعد أن انتهى الطفل من إلقاء قصيدته، ابتسم شيخ الأزهر وربّت على كتفه قائلًا: "أحسنت يا بني، صوتك جميل وكلماتك أروع. استمر وتعلم أكثر." ثم دعا شيخ الأزهر المصور لالتقاط صورة تذكارية معه، صورة تحمل في تفاصيلها لحظة إنسانية لن تُنسى.
رسالة مهمة من الإمام الأكبرفي كلماته الختامية، شدد الدكتور أحمد الطيب على أمر هام أمام جميع القيادات والمسؤولين قائلًا: "لا تستهينوا أبدًا بمشاعر التلاميذ، هؤلاء الأطفال هم المستقبل. كل طفل يمتلك موهبة تستحق الاهتمام والتشجيع. امنحوهم الفرصة دائمًا للتعبير عن أنفسهم، فهم أمانة في أعناقنا."
عاد الطفل إلى مكانه وسط تصفيق حار من الجميع، بينما كان يحتضن ورقته الصغيرة بفخر، وكأنها أصبحت كنزًا ثمينًا يحمل معه ذكرى لن تُنسى.
إنسانية تتجاوز البروتوكولهذا الموقف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان درسًا في الإنسانية والقيادة الحقيقية. ففي وقت كانت فيه المراسم الرسمية تضغط على الجميع للالتزام بالجدول الزمني، أصر شيخ الأزهر على منح طفل صغير لحظة ستظل محفورة في ذاكرته مدى الحياة.
إنه مشهد يُذكرنا بأن القيادة ليست مجرد أوامر وتوجيهات، بل هي لمسة إنسانية تجعل القلوب تتفتح والأرواح تزدهر.