ضرورة لجنة تحقيق مشتركة بسلطات قضائية
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
الرأي اليوم
صلاح جلال
ضرورة لجنة تحقيق مشتركة بسلطات قضائية
* حرب 15 أبريل في السودان حدث مفصلي مكلف من حيث الأرواح والخسائر المادية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لقد فتحت هذه الحرب أبواب الجحيم على شعب السودان وهددت وجود الدولة وكشفت هشاشة مؤسساتها.
* لقد تعددت الروايات حول كيف بدأت؟ ومن أشعلها؟ وتم تقاذف الاتهامات كاللعب بالطين حتى تتسخ جميع الملابس البر والفاجر حول من أشعل الحرب ليس المهم أن نصدق هذه الرواية ونكذب الأخرى حسب رغبتنا السياسية، نتطلع لتحقيق عادل وحكم قضائي حاسم يكون عنواناً للحقيقة وحُجة على الجناة، لقد استمعت لرواية الأستاذ طة عثمان أمس في مسائية الجزيرة الإخبارية وقبلها رواية السيد مِنى أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ورواية الزميل الصحفي الأستاذ عثمان مرغني، هذه السرديات المتقاطعة لكيفية بداية الحرب ومن أشعلها تؤكد بجلاء وإلحاح على أهمية المطالبة في وثيقة إنهاء الحرب بتكوين لجنة تحقيق بسلطات قضائية مشتركة من شخصيات وطنية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي حول كيف بدأت الحرب ومن خلفها، وتعلن نتيجتها للشعب السوداني لمعرفة الحقيقة كاملة غير منقوصة، ومعاقبة الجناة الذين ورطونا في هذه الحرب مهما كانوا وعلا مكانهم.
لكى نحول حرب 15 أبريل من مصيبة إلى فرصة وبداية مختلفة لمسيرة شعبنا السياسية يجب أن يكون في مقدمة أولوياتنا تحقيق العدالة ونضع حداً للفصول المتكررة للإفلات من العقاب، وينال كل من أخطأ في حق هذا الشعب الجزاء المساوي والعادل لجريمته حتى نخلق مناخاً صحياً للحياة العامة يقوم على العدالة والإنصاف أمام القانون. قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
ربوا على الإنصاف فتيان الحِمى
تجدوهم كهف الحقوق كهولا
العدل يبني الطباع قويمة
وهو الذي يبني النفوس عدولا
#لاللحرب
#لازم_تقيف
4 سبتمبر 2023م
الوسومأحمد شوقي الجزيرة الجيش الدعم السريع الرأي اليوم السودان حرب 15 ابريل سلطات قضائية صلاح جلال طه عثمان لجنة تحقيقالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أحمد شوقي الجزيرة الجيش الدعم السريع الرأي اليوم السودان حرب 15 ابريل صلاح جلال لجنة تحقيق لجنة تحقیق
إقرأ أيضاً:
الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان
تحُدر الثامن من مارس- يوم المرأة العالمي- في الزمان و لم يفرغ علينا من رضابه..في زمن الحرب في السودان.تحول الناس الى أرقام حسب مرات النزوح و قبلته و حسب موقعهم من مقاييس الجوع التي تحددها المنظات الدولية قبل أن تعلن المجاعة و تناشد الشعوب علها تنقذ البلاد.و العباد..على أن الحرب قد شنت على اجساد النساء منذ اول يوم اندلاعها في العاصمة الخرطوم و على ذلك و ثقت أضابير مجلس الامن الدولي... في الأثناء، ما يزال السياسيون السودانيون يحاولون عقلنة موا قفهم تجاه الحرب بعضهم آثر الرجوع الى المدرسة الدينتولوجيكالية و بعضهم اعتمد على المدرسة التيليولوجيكالية "حتى يظهر كل طرف تفوقه الاخلاقي" كما ذكر د. بكري الجاك في مقاله "المأزق الاخلاقي الماحق في حروب السودان".
هل تمكن العسكريون من إيجاد الصيغة المثلى لتكتيكاتهم في استئصال شأفة الآخر؟ ربما فشلت "الالياذه" و استراتيجيات الحروب البيزنطية في تحقيق النصر الكاسح و استئصال (العدو) ..لكن البطولة و الخلود تاتي عبر السلام و إحياء الانفس و الحفاظ على وحدة البلاد..بيدهم.. لا بيد عمرو لو كانوا يعلمون!
في يوم المرأة العالم تتذكر شعوب الأرض الأعلام من النساء و كفاحهن و لعل من أروع ما خلد من أعمال عن مآسي الحروب وويلاتها ما كتبته نساء من روايات مثل "كوخ العم التوم" لهاريت بتشر ستو كما كتبت بيتى سميث و غيرهن.فابدعن..وفي السودان سيذكر التاريخ أبطالاً لنا..ست النفور و رفيقاتها..و رفاقها " آباؤهم نحن...اخوانهم نحن..اخواتهم نحن.. و نحن امهات الشهداء" ...و تستمر سير الكفاح ف ليس "كل شئ هادئ على الضفة الغربية".
و بعيداً عن المدارس الفلسفية لتبرير الحرب، تحولت النساء الى ارقام و حيوات مختفية قسرياً في احصائيات الحروب في السودان..و هي حروب لم تبدأ في ابريل 2023 م كما نعلم، و لا زالت النساء يعانين جراءها ... داخل البلاد في اماكن النزوح و في مضارب خارج البلاد منذ بداية الالفية..في دارفور وفي المناطق الثلاث ( جبال النوبة و النيل الأزرق و منطقة ابيي) حسب توصيف "اتفاقية نيفاشا" التي ظلت شاهداً على كيف تؤدي اتفاقيات السلام الى وأد السياسة في بلاد السودان.
من اماكن الايواء و الغابات الى المعسكرات و في المهاجر، تفضح أحوال النساء المفاهيم الكسلى و المعاقة لحماية المدنيين و حقوق الانسان ..و منابر التفاوض تتمطى و تتزمل وتتدثر "و تتوه لمن يجي الميعاد" ... فهي غير قادرة على ضبط البوصلة على الاحداثيات المطلوبة ... و الاتفاقيات بغير ضامن..تبحث عن الفضل بيننا ...فمن دخل دار ابي سفيان فهو أمن... أو كما قال.
حدثوا مارس عنا و الزمانا عندما كانت سماؤنا ذات رجع و ارضنا ذات صدع. ذات أحقاب..و اذا بالنساء بفعل الحروب ... ساجيات... تحت التطهير العرقي و الاسترقاق و الاختطاف اما الاغتصاب فاصبح مسرحاً للإذلال لادمية البشر برافعة القبلية ..كلما ردوا الى الفتنة اركسوا فيها. و تسيًد الجوع و المتربة و ترويع الأطفال و قهر الرجال و اذلالهم و تعذيبهم و التصفية على الهوية ..مما يضاعف من ماساة الحرب ووقعها على المرأة اينما كانت.
..نسيت النساء في دارفور شواء المونساس و مشروب البركيب.. وطفقن يجمعن اوراق الاشجار لاطعام الصغار في مخيم ابو شوك و مخيم زمزم ...منصات الاملاق... حيث يموت الاطفال يومياً من المجاعة ... أفلت الهولاكيون من العقاب.. و ام قرقداً سايح الجمتها الكوارث فتركت الغناء و الشكر" و في الفاشر الكبير طلعوا الصايح...دقوا الجوز عديل اصلو العمر رايح".
يابنية مالكي ...زعلانة مالكي...الدمار... الحصار في كردفان..هربت "الكمبلة" من اقنعة القبيلة و هجر "المردوم" الساحات...و لم تجزعي .."خلوني يا خلايق حبل الصبر ممدود... للخير بجيك سايق"...و غد العدالة لناظره قريب.
يا لاجئة تتوه من مرفأ... لمرفأ..لك العتبى ف "لا أحد يترك و طنه اذا لم يكن قد اصبح فك سمكة قرش. يجب أن تفهم ان لا أحد يضع الاطفال على متن قارب الا أذا كان الماء اكثر أمناً من اليابسة"..(من قصيدة ورسان شاير التي اصبحت رمزاً للاجئين).
و يا سارية الجبال و الغابات...بتطلعي من وديان مع النسمة الصباحية و من صوت طفلة بتحفظ في كتاب الدين... و طفلة ..وسط اللمة منسية في معسكرات.اللاجئين . فاقدة للرعاية الاسرية... و فاقدة الهوية..قطعت الاميال في وهاد السافنا "شكت الالم من لمسات حجولا... ليه ببعادا الأيام عجولة"... و لم تكن الوحوش البشرية بارفق عليها من.الضباع..سنرجع يوماً الى أحيائنا و مدننا ...لكنها مع التايهين تفضل تعد...و تنسى العدد ...و يوم في الشتات بالف سنة مما تعدون.
يا نازحة...و" شوق لي نيلنا ..الاهل و الطيبة و باقي ذكرى حبيبة ..وين غسيل النيل و شر هدوم في رمالو وينو ماضي الحلة و ين و مين الشالو". انها حرب ضد الجميع وضد الذاكرة و التاريخ..و ضد الحياة..مدعاة للحزن و النحيب ".يا سواقي بلدنا..مالو صوتك مالو...وينو فارع مويتك غنى باسم حالو"...لعل السواقي فقدت صوتها بعبرات حرًى .سكبتها على من غابوا...اني خيرتك فاختاري ما بين ان نتاسف على الماضي اللي ما برجع...على الفرقة الزمانا طويل .. و بين أن نقبض على الامل و الذكرى كالقابض على الجمر...تودع لدى الامواج و الشطئان..فهي حاديها و دايماً...دليلا:
يا ترع حلتنا و حفير حلتنا و يا بحر حلتنا ...في رمالك ذكرى لا بتشيلها الموجة و لا بتفارق الفكرة..نلقاها يوم فرح البعيد العاد..و يا وطناً وقت اشتاق له برحل ليه من غير زاد:
غداً نعود...حتماً نعود.
و يا من على موازين العدالة...لا يجرمنكم شنأن قوم على الا تعدلوا..اعدلوا هو اقرب للتقوى.
ايمان بلدو
eiman_hamza@hotmail.com