كشفت إحصائية تركية، أعدّتها منظمات غير حكومية، عن ارتفاع معدلات التسليح الفردي والشخصي في البلاد لاسيما مع وجود خطوط لإدخال السلاح غير المرخص إليها بطرقٍ غير شرعية من الدول المجاورة مثل سوريا التي تشهد نزاعاً مسلّحاً منذ سنوات.

فهل تحوّلت حيازة السلاح الفردي إلى ظاهرة في تركيا، لاسيما خاصة وأن البيانات أظهرت وقوع 1938 واقعة عنف في النصف الأول من العام الجاري، 85% منها هي جرائم قتل؟

مادة اعلانية

واعتبر أكاديمي وباحث تركي متخصص في الشؤون الاجتماعية أن معدّلات التسليح الفردي في البلاد ارتفعت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي وقعت في منتصف شهر يوليو من العام 2016.

وقال مصطفى كمال جوش كون، الأستاذ المشارك السابق في قسم علم الاجتماع بـ"جامعة أنقرة" لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" إن "أسباب ارتفاع معدلات التسليح الفردي تعود إلى الخطاب المثير حيال الأقليات في البلاد وهو ما يمنع الناس من الثقة ببعضهم البعض واللجوء لشراء الأسلحة الشخصية تجنباً لأي حوادث عنف قد تحدث".

ملكية السلاح في تركيا لها جوانب تاريخية وثقافية واقتصادية ونفسية واجتماعية

مصطفى كمال جوش كون

وأضاف أن "شرائح المجتمع المختلفة لم تعد تثق ببعضها البعض حيال الكثير من القضايا، ما أدى لتزايد المخاوف الأمنية لدى الناس، بحيث أصبحوا لا يثقون بالمكان والبيئة الاجتماعية المحيطة بهم".

وتابع أن "ملكية السلاح في تركيا لها جوانب تاريخية وثقافية واقتصادية ونفسية واجتماعية. نحن مجتمع يتعامل مع أزمة مالية كل 10 سنوات، وأكثر من نصف السكان القادرين على العمل ليس لديهم وظيفة منتظمة أو ثابتة، و29% منهم مديونين، إلى جانب مشكلة أخرى اجتماعية يعاني منها المجتمع أدت إلى التسليح الفردي ليس لاستخدامه خلال المشاكل وحدها وإنما في المشكلات اليومية أيضاً".

كما شدد الأكاديمي التركي على أن "أزمات البلاد كالمشكلة الاقتصادية الراهنة أدى أيضاً لشراء الأسلحة لاستخدامها في النزاعات الشخصية والفردية"، مشيراً إلى أنه "في مناخ اجتماعي تتزايد فيه النزعة المحافظة، نرى أن الناس يريدون اتخاذ تدابير من خلال تسليح أنفسهم بسبب وجود مخاوف لديهم".

تعبيرية

وإلى جانب الأسباب الاجتماعية والاقتصادية لحيازة السلاح الفردي، لفت الأكاديمي التركي إلى أن "التعديلات القانونية التي أدخلت عام 2017 جعلت من السهل امتلاك السلاح، بل وشجعت عليه. على سبيل المثال، تم زيادة الحد الأقصى لعدد الرصاصات من 200 إلى 1000. لكن على العكس من ذلك، ينبغي السيطرة على ملكية السلاح وفرض قواعد صارمة"، على حدّ تعبّيره.

الأخيرة شاهد.. جسم أخضر يتوهج في سماء تركيا ويثير الذعر

وتنطبق قراءة الأكاديمي التركي لمشكلة امتلاك السلاح الفردي في تركيا مع وجهة نظر مسؤولين حكوميين سابقين في القطاع الأمني.

ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن الشرطي المتقاعد عيسى آلتون أن هناك تزايد سريع في التسليح الشخصي بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة وأن الأسلحة تدخل تركيا من دولٍ مجاورة كسوريا والعراق وإيران.

كذلك انتقد الشرطي السابق شروط الحصول على ترخيص سلاح والتي تتمثل بإخراج سجلٍّ جنائي و تقريرٍ طبي من وحدّةٍ صحية يؤكد عدم وجود مشاكل نفسية لدى طالب الترخيص، علاوة على أنه يجب أن يكون قد بلغ السن القانوني.

وفي تركيا هناك 4 ملايين قطعة سلاح مرخصة و32 مليون غير مرخصة، وفق ما أفاد موقع محلّي أشار أيضاً إلى أن 4% من جرائم القتل يُستخدم فيها المسدس.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News تسليح شخصي العربية_نت أنقرة تركيا

المصدر: العربية

كلمات دلالية: العربية نت أنقرة تركيا فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

ارتفاع ضحايا فيضانات تشاد إلى 487 قتيلا على الأقل

ارتفع عدد ضحايا الفيضانات التي ضربت تشاد إلى 487 قتيلا على الأقل، وتضرر ما يقرب من 1.7 مليون شخص وفقا لأخر تقييم للسلطات ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية بشأن خسائر الفيضانات.

ووفقا للجنة الوطنية للوقاية من الفيضانات وإدارتها فإن 117 مقاطعة في البلاد من أصل 120 مقاطعة تضررت من الفيضانات.

وأضافت اللجنة أن الفيضانات أسفرت عن وفاة 487 شخصا وتضرر ما يقرب من 1.7 مليون آخرين وتدمير 200 ألف منزل ونفوق 66 ألف رأس ماشية، بحسب ما نقلت منصة أوول أفريكا الإخبارية.

وكانت مقاطعة بحيرة هي الأكثر تأثرا بالفيضانات نظرا لعدد الأشخاص المتضررين فيها، لكن الخسائر البشرية كانت أكبر في المناطق الجنوبية من البلاد لاسيما في مقاطعات لوجون الشرقية ومايو ـ كيبي وكذلك في عوادي ووادي فيرا حيث فوجئ سكان هذه المناطق بهطول الأمطار الغزيرة للغاية بصورة لم يعتادوا عليها أو يستعدوا لها.

يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة كانت قد اعتبرت، الأسبوع الماضي، أن خطة استجابة بقيمة 97 مليون دولار أمر ضروري لمساعدة تشاد، لكن بالكاد أتيح أقل من 10% من هذا المبلغ وبالتالي فإنه مبلغ غير كاف إلى حد كبير لمساعدة الضحايا خاصة مع استمرار هطول الأمطار في الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي أثار مخاوف من حدوث فيضانات أكبر في الأنهار الرئيسية في البلاد.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية قد ذكر الأسبوع الماضي أن الفيضانات المستمرة منذ يوليو الماضي أوقعت 341 قتيلا وأدت إلى تضرر 1.5 مليون آخرين في تشاد.

اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة الفيضانات في ميانمار إلى 226 قتيلاً و77 مفقوداً

مسؤول نيجيري: تضرر قرابة مليوني شخص بسبب الفيضانات المدمرة

مصر تعرب عن خالص تعازيها للنيجر في ضحايا الفيضانات

مقالات مشابهة

  • ارتفاع قياسي لمعدل التضخم في السودان
  • السفير التركي بالقاهرة: تركيا تتشارك مع مصر الحرص الشديد على وحدة واستقلالية الصومال
  • رئيس الاحتياطي الفيدرالي: تدفق المهاجرين غير الشرعيين يسهم في ارتفاع معدل البطالة
  • ارتفاع معدل طالبي العلاج النفسي منذ الحرب على غزة.. والحصانة العقلية آخذة في التضرر
  • سفارة المملكة بتركيا تعلن نقل مواطنة عبر طائرة الإخلاء الطبي لعلاجها
  • نفوق الخفافيش يتسبب في ارتفاع معدل وفيات الرضع!
  • تشاد.. ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات إلى 487 شخصًا
  • تركيا.. ارتفاع ديون القروض الخارجية للقطاع الخاص
  • ارتفاع ضحايا فيضانات تشاد إلى 487 قتيلا على الأقل
  • الأرصاد تحذر من موجة حارة جديسدة في هذا التوقيت (فيديو)