تابع العديد من المشاهدين حوار عضو المجلس المركزي طه عثمان روايته على الجزيرة مباشر بالامس والتصريحات التي قالها، وما يميز طه عضو تجمع المهنيين (الذي سقط بالانتخابات) واحتفظ بموقعه في المجلس المركزي رغم ذلك ، انه لا يستطيع ان يخفي حياده كما يفعله زملاؤه في المجلس المركزي ، فهو احسن متحدث باسم الدعم السريع ومن ناحية انه يحظى بثقة قيادتها اكثر من المتحدثين وجوقة المستشارين الذين ظهروا بعد ١٥ ابريل ، بما فيهم يوسف عزت مستشارهم السياسي نفسه.
وما يقوله طه عثمان هي رواية المطبخ الداخلي لغرفة الحرب ، وليس هنالك غير هذه الرواية ، ولو هنالك أربعة مسؤلون عن الدعم السريع فطه واحدا منهم بالاضافة لطه الثاني والاخوين. حسنا، فلنأخذ هذه الرواية كما قالها ونرد عليها، وكنت قد قلت هذا الحديث في لقائي مع أحد الدبلوماسيين الغربيين عندما حاول يروج لي نفس رواية طه هذه، أعتقد قصة الدعامة هذه ليست محصورة على السودانيين والمرتزقة الذين استجلبوهم فقط بل هنالك خواجات كذلك دعامة. هب ان حميدتي اتصل عليك واخبرك بان قواته محاصرة من
القوات المسلحة في المدينة الرياضية، ولنضع خطين تحت المدينة الرياضية هذه، وكلنا يعلم انها مدينة رياضية وليست مقرا للدعم السريع وكانت حتى قبل شهر لا تتواجد بها قوات الدعم السريع وفي ارض المعسكرات بسوبا، وهذا المكان هو طريقي صباح مساء من البيت الي مكتبي جنوب الخرطوم، لماذا استأجرت قيادة الدعم السريع هذا المكان من وزارة الشباب والرياضة قبل اقل من شهر من الحرب (عقد هزار) الذي تسرب في الاعلام واثار ضجة عن الغرض منه؟ ما المهمة التي جعلتهم يعسكرون في ذلك المكان اذا لم يكن انتظارا لساعة صفر ما قادمة؟ للعلم خلال اسبوعين حشدت الالاف القوات في ذلكم المكان والخرطوم عموما يفوق الثلاثين الف عسكري واعيد انتشار مدرعات الدعم السريع من قاعدة الزرق الي الخرطوم والتي تبعد حوالي (١٠٠٠كلم) غرب الخرطوم. من الذي اصدر التعليمات لوحدة مكافحة الارهاب التابعة للدعم السريع بمهاجمة معسكر اللواء الاول في الباقير التابع للقوات المسلحة ؟ قبل اكثر من اربعة ساعات من الاتصال بك؟ واستلام المعسكر بالكامل؟ فلنترك قصة مروي جانبا واقحام مصر في الامر ، وبيان القوات المسلحة عبر ناطقها الرسمي حينما اصدر تحذيرا من تحركات وانتشار قوات الدعم السريع دون تنسيق معها ودون اخطار للجان امن الولايات وانها اصبحت مهدد للامن، فاذا لم تكن هنالك نوايا للحرب واستعداد لها من الدعم السريع الم يكن من الاحرى قبل الاتصال عليك دون اي صفة تحملها انت لا عسكرية ولا مسؤول في الدولة الم يكن من الاولى (حتى ولو فقد كامل قواته في سوبا) ان يتصل بقائد الجيش ورئيس هيئة الاركان يطالبهم بان يأمروا قواتهم برفع الحصار ووقف العدوان ؟ الم يكن له من الاحرى مخاطبة الشعب السوداني عبر مؤتمر صحفي بان هنالك هجوم على قواته في سوبا وهو لا يريد القتال ويحمل القوات المسلحة مسؤولية ذلك؟ الم يكن له بصفته نائبا للرئيس ان يستدعي رئيس الاركان وقائد ثاني الدعم السريع ويطلب لاجتماع مجلس الامن القومي ويوجه اللجنة الفنية للاجتماع العاجل لبحث مسالة اعادة الامور لنصابها وتفويت الفرصة لمجموعة الكيزان (حسب سرديتكم الغير متماسكة) من الدخول في حرب؟ وبل محاسبة من تسببوا في ذلك الحصار؟ ما الذي جعل حميدتي يتحرك ويستبق هو بنفسه ومن رئاسته الهجوم على بيت الضيافة مقر الرئيس وقتل اكثر من ثلاثين من حراس الرئيس لاعتقاله وبعده بساعات التوجه نحو القصر الجمهوري وهتاف قواته باكرا باستلامهم السودان! وتصريحاته الأولى التي قال فيه ما قال ؟ اذا كان الهجوم من (الكيزان ) لماذا استهداف ضباط القوات المسلحة واعتقال المفتش العام وبقية ضباط الجيش جيرانه في الحي واسرهم وبعضهم في طريقهم لدوام عادي ؟ كيف تكون القوات المسلحة مستعدة للحرب وتبدأ به ومفتشها العام ينام في بيته وكذلك عدد من الضباط؟ اخيرا كلنا كشهود على ما حدث وليس لنا الحوجة في اتصال او محادثة فان التحشيد العسكري الذي رايناه في الخرطوم وحي المطار تحديدا ومقر المؤتمر الوطني سابقا والذي اكده سير العمليات لاحقا كان يقول بان الطرف الاكثر تحشيدا للحرب هو من كان يستعد لها وعندما اكتملت عملية الحشد تماما اوقع الجميع في فخه وبدأ ينسج روايته لالقاء اللوم على الطرف الاخر. دعك من كل هذا فنحن فعليا في الحرب ما الذي ادخل المواطن وممتلكات ونساءه وبيوته كطرف حتى يتم الاعتداء عليهم هكذا وافقارهم واحتلال بيوتهم من الدعم السريع بمافيهم صديقك الواثق البرير وجارك ابوالقاسم برطم في كافوري؟ الا يتطلب ذلك اتخاذ موقف واضح من تلك الاستباحة؟ الا تخبرنا ماذا حدث لبيتك هل تعرضوا له مثلنا ام ظل محروسا كاحد بيوت قياداتهم ؟ وحتى لا تقول اننا نتحامل على الدعم السريع لوحده فاننا ندين الانتهاكات لقوانين الحرب وحقوق الانسان بمافيها اذا وجدت هنالك انتهاكات من القوات المسلحة. في الختام وللعلم لك ولكل المتابعين في طريقنا لجنوب كردفان وبعد اقل من نصف ساعة من سماع بدء الاشتباكات في الخرطوم راينا متحركا ضخما من الدعم السريع مهاجما لمدينة الابيض من ناحيتها الغربية؟ متى تم اخبارها ومتى استعدت ومتى تحركت؟ نترك ذلك لفطنة القارئ! مبارك اردول
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية:
القوات المسلحة
الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عثمان يكتب: الحياد المستحيل
*لا يمكن لوطني صاحب مباديء وقيم وأخلاق أن يكون محايداً تجاه ميليشيا ساعية لحكم أسري، تابعة للخارج، وكيلة عن أطماعه، جالبة للمرتزقة، محاربة للمدنيين، مثيرة للفتن القبلية والجهوية، غارقة في النهب والتخريب، ومهددة للوحدة الوطنية وفق أجندة أجنبية.ولذلك فالحياد تجاهها مستحيل، لأنه يتطلب قدراً كبيراً من التعايش والتسامح والتواطؤ مع كل هذه الموبقات.*
▪️ *الاستحالة ليست فقط استحالة أخلاقية ومبدئية، بل أيضاً استحالة “عملية”. وقد أثبت القائلون بالحياد هذه الاستحالة العملية بأنفسهم، حين اتخذوا مواقف غير محايدة “لتأهيل” الميليشيا للحياد, جمعت هذه المواقف بين الاستبعاد، والتبرئة، والتبرير، والتصنيف، وقلب الحقيقة، والفصل بين ما لا يمكن فصله، كل ذلك لتجميل الميليشيا وتقليل قبحها، و”تأهيلها” لنسختهم الرثة من الحياد.*
▪️ *استبعدوا أطماع آل دقلو، وبرأوهم من التمرد وإشعال الحرب، والتقسيم، والفتنة القبلية والجهوية، وهونوا من نهبهم وتخريبهم. وبرأوا الدول المعتدية، بل وجعلوا السودان معتدياً عليها. وبرروا بعض جرائم الميليشيا، وفصلوا موقفهم السياسي الداعم لها عن إجرامها، وفصلوا الكارثة الإنسانية عنها ونسبوها إلى الحرب، ووظفوها لصالحها، لفرض التفاوض معها والاستجابة لأطماعها وأطماع مشغليها الأجانب. واخترعوا تصنيف “معسكر الحرب”، وأدانوا به خصوم الميليشيا، وأخرجوها وداعميها من هذا التصنيف.*
▪️ *كل هذا، وغيره مما يشبهه، أثبت أن الحياد تجاه ميليشيا بمواصفات ميليشيا آل دقلو مستحيل أخلاقياً وعملياً، إذ لا يمكن “تأهيلها” له إلا “بمواقف غير محايدة”، ومنحازة ليس ضد الجيش فقط، بل ضد الوطن والمواطنين أيضاً! والواقع أثبت أن هذا “التأهيل” للميليشيا لم يحقق غرض القائمين به: لم يؤهلها للحياد، بل كشف استحالته، وحرمهم هم من “التأهيل” لادعاء تمثيل المواطنين والصدور عن مواقفهم. ولعل هذا هو ما فهمه بعض أدعياء الحياد الذين قاموا بإشهار تحالفهم مع الميليشيا بعد طول تستر!*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب