ليبيا – سلط تقرير ميداني نشرته شبكة تلفزيون “يورو نيوز” الأوروبية الضوء على تدمير المحاصيل الزراعية في ليبيا بسبب الموجات الحرارية.

التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من مضامينه صحيفة المرصد أشار لاضطرار المزارعين لوضع آمالهم في سلة تقنية زراعية جديدة شائعة تتمثل في الزراعة المغطاة متطرقا لحرارة الصيف القاتلة في مدينة أوباري إذ قد تتجاوز أحيانا الـ50 درجة مئوية.

ونقل التقرير عن المزارع من المدينة خليفة محمد ذو الـ35 عاما قوله:” الحرارة الشديدة مسألة حياة أو موت بالنسبة للفواكه والخضرواتالمزروعة وعلى مدى السنوات الـ5 الماضية أثرت درجاتها المرتفعة بشكل سيء على محصولنا”.

وبين التقرير إن ليبيا واحدة من أكثر دول العالم عرضة لتغير المناخ إذ تعرضت لفترات أطول من الجفاف وزيادة العواصف الرملية وارتفاع معدلات التبخر وتفاقم التصحر ما قاد لفشل غير مسبوق لنمو المحاصيل الزراعية وقوض الأمن الغذائي.

وبحسب التقرير يلجأ المزارعون مثل محمد في ظل هذه الظروف القاسية لزراعة الغذاء مائيا عبر إنبات المحاصيل مباشرة في الماء بدلا من التربة ومن داخل خيام بلاستيكية خاصة يمكن التحكم في درجة حرارتها فيما واصل المزارع من أوباري عرض وجهة نظره.

وقال محمد بينما كان يتفقد 900 شتلة زرعها في خيمته البلاستيكية للزراعة المائية:”لقد ساعدنا على إنتاج خضروات صحية فهي تنمو بشكل أسرع ولها ألوان أنقى ومذاق أفضل من تلك المزروعة بالطرق التقليدية وهي بمثابة هبة من السماء بعد سنوات من فشل المحاصيل”.

وتحدث التقرير عن دور منظمة “غرين بارادايز” منذ إطلاقها في العام 2020 المتمثل في تدريب أكثر من 120 مزارع في ليبيا على الزراعة المائية في ظل حصول 2% من من أراضي البلاد على ما يكفيها من الأمطار لدعم الزراعة التقليدية ويجعل المائية بديلا مثاليا.

ونقل التقرير عن عبد الله توفيق مؤسس شركة “أوربان غرينز إيجيبت” في القاهرة تأكيده أن انخفاض حاجتها للمياه جعل الزراعة المائية لا تحتاج إلى أراض صالحة للزراعة فالنباتات مرتفعة عن الأرض وتزرع في ركائز خاصة وتحصل على عناصر غذائية سائلة.

وتابع توفيق قائلا أن هذا يجعل طريقة الزراعة هذه مثالية لليبيا لكون نحو 95% من مساحتها عبارة عن صحراء وأقل من ذات النسبة من أراضيها تحصل على ما يكفي من الأمطار لدعم الزراعة التقليدية لعدم وجود أنهار طبيعية والحصول على جل مياه الري العذبة من الطبقات الجوفية.

وبحسب التقرير تم إطلاق مبادرة المنظمة غير الحكومية لمساعدة مزارعين متضررين بشدة عبر تدريب أكثر من 120 منهم ومن بينهم محمد على تقنيات الزراعة المائية وتزويدهم بأنظمة توفير مياه وبناء مزارع مقاومة للمناخ بمدن سبها وغات والعوينات ووادي عتبة وأوباري.

وقال المزارع من أوباري خالد إبراهيم:”مكنتني الزراعة المائية من إنبات محاصيل لم يكن من الممكن تصورها بسبب الحرارة مثل الطماطم والخيار والكوسا بعد أن طلبت المساعدة من غرين بارادايز في العام 2022 بعد موسم زراعي سيء”.

ووفقا لإبراهيم والعديد من المزارعين الآخرين في المنطقة فقد فقدوا نحو نصف محاصيلهم في الموسم 2020-2021 بسبب موجة الجفاف الممتدة ودرجات الحرارة المرتفعة مضيفا بالقول:”كان حجم وشكل وطعم ما زرعته متسقا ما جعله يحظى بشعبية لدى المستهلكين المحليين”.

وتابع التقرير إن التكلفة الأولية الباهظة لإنشاء خيام الزراعة المائية هي أحد العوامل الرئيسية المعيقة لانتشار هذا النوع الزراعي مشيرا إلى أن تكلفة الواحدة منها 7 آلاف دينار فالعديد من مكوناتها وتتطلب مواد تبريد للحفاظ على برودة النباتات والمياه بدرجة كافية لتزدهر.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الزراعة المائیة

إقرأ أيضاً:

بسبب الاحتكار.. مؤسسات إعلامية فرنسية تطالب غوغل بـ1 مليار يورو

تنوي 7 مجموعات إعلامية فرنسية مقاضاة غوغل ومطالبتها بتعويضات تتجاوز 1 مليار يورو، بعد اتهام الشركة الأمريكية العملاقة بسياسات احتكار في سوق الإعلانات الرقمية، وفق تقرير إعلامي.

وقالت خدمة "مايند ميديا"، إن المجموعات السبع تمثل 22 شركة، بدأت أو على وشك بدء الإجراءات القانونية.
وتأتي الخطوة بعد أن غرّمت هيئة مراقبة المنافسة في فرنسا غوغل  220 مليون يورو في يونيو (حزيران) لإعطاء محرك البحث الأفضلية لخدماته في قطاع الإعلان عبر الإنترنت.

Publicité : Google assigné en France par sept groupes de médias

Lire ⤵️https://t.co/KNsNr50TO8

— Libération (@libe) September 20, 2024

ونقل التقرير عن مارك فوييه الرئيس التنفيذي لـ"لوفيغارو" أن "غوغل أدينت بوضوح بسلوك ضد المنافسة. وأعلنت هيئة المنافسة الفرنسية، أن غوغل أعطت لسنوات الأفضلية لحلولها، على حساب منافسيها".
وأضاف، أنه يعتقد أن مجموعته كانت "ضحية" هذا السلوك، وبالتالي هناك سعي للحصول على "تعويضات".
والشركات المدعية هي "لو فيغارو" و"سيبا-ويست فرانس"، و"بريزما ميديا"، و"لي إيكو لوباريزيان"، و"أدفينتا-لوبونكوان"، و"سي أم آ ميديا"، و"ليكيب".
وعقدت جلسات استماع أولية في أوائل سبتمبر (أيلول) لتحديد جدول المحاكمة في المحكمة التجارية في باريس، وقد تستمر الإجراءات بين عامين و3 أعوام. 
وتخضع ممارسات غوغل في الإعلانات الرقمية للتحقيق أيضاً في بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

غرامات بـ 2.7 و 14.4 مليار دولار..العدل الأوروبية تسلط عقوبات قاسية على #آبل و#غوغل https://t.co/1ruW15UUHZ

— 24.ae (@20fourMedia) September 10, 2024

وفي أوائل سبتمبر (أيلول)، خلصت هيئة مراقبة المنافسة في بريطانيا في نتائج أولية إلى أن غوغل تورطت فيت "ممارسات مناهضة للمنافسة"، معربة عن اعتقادها بأنها "قد تضر بآلاف الناشرين والمعلنين في بريطانيا".
واعتبر نائب رئيس وحدة الإعلانات العالمية في غوغل، دان تايلور، أن القضية "تعتمد على تفسيرات خاطئة" للقطاع.
وقالت شركة "ألفابيت" مالكة غوغل أخيراً، إن إيرادات الإعلانات عبر محركات البحث على الانترنت ارتفعت إلى 48.5 مليار دولار في الربع الثاني من هذا العام.

مقالات مشابهة

  • ليبيا.. إحباط محاولة تهريب 100 كلغم من الذهب و1.5 مليون يورو
  • “الاكتفاء الذاتي” من المحاصيل الزراعية هدف استراتيجي لثورة 21 سبتمبر
  • الكاتب والمفكر والروائي محمد داوود لـ«البوابة نيوز»: المثقف الرجعي يستغل الرطانة الأكاديمية لخدمة الأفكار الإخوانية
  • الموارد المائية تدعو إلى ترشيد استهلاك المياه
  • بسبب الاحتكار.. مؤسسات إعلامية فرنسية تطالب غوغل بـ1 مليار يورو
  • إيطاليا تخصص 20 مليون يورو لمواجهة تداعيات الفيضانات بمنطقة إميليا رومانيا
  • الزراعة: الفوسفيت يساعد النبات على التكيف مع درجات الحرارة العالية (فيديو)
  • ” قطرة ” مبادرة مجتمعية لدعم وتشجيع الزراعة المائية في السويداء
  • بسبب الموجة الحارة| الزراعة توجه رسالة إلى الفلاحين بشأن ري المحاصيل
  • حملات مكثفة من «البيئة» و«الزراعة» لمواجهة السحابة السوداء في الشرقية