غزة - خاص صفا

دعا مختصون في الشأن المقدسي، اليوم الاثنين، لتدشين مخطط وطني لمواجهة "الخطة الخمسية" التي جددها الاحتلال مؤخرًا لتهويد مدينة القدس، والتي تستمر حتى عام 2028.

وخلال طاولة مستديرة نظمتها وكالة "صفا" بمقرها في مدينة غزة بالتعاون مع مركز الدراسات السياسية والتنموية، بعنوان "الخطة الخمسية لتهويد القدس وسبل مواجهتها"، وبحضور مختصين في شأن القدس، قال رئيس التحرير بالوكالة محمد أبو قمر، إن حكومة الاحتلال أقرت ما تسمى "الخطة الخمسية لتهويد شرقي القدس بهدف تعميق سيطرتها المطلقة على المدينة المحتلة وخاصةً في مجالات التعليم والاستيطان.

وأوضح أبو قمر، أن هذه الطاولة تأتي لبحث هذه الخطة وسبل مواجهتها وطنيًّا، مشيرًا إلى أن اللقاء يأتي ضمن جهود وكالة "صفا" مع مركز الدراسات السياسية والتنموية لعقد ندوات سياسية شهرية لتسليط الضوء على أبرز الأحداث والمستجدات على الساحة الفلسطينية.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تخصيص ميزانية بقيمة 3.2 مليار شيكل لما سمّاها "خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشرقي القدس" مدتها خمس سنوات من 2013 وحتى 2028.

الأسير المحرر شعيب أبو سنينة المختص في شأن القدس، أوضح أن خطة الاحتلال ترتكز على عدة جوانب أمنية وسياسية جُلها يهدف لمحاربة المقدسيين في شرق المدينة المقدسة.

وحذّر أبو سنينة، من مخاطر هذه الخطة خاصةً في جانب التعليم للمقدسيين؛ حيث يمارس الاحتلال حرب واسعة على المناهج الفلسطينية؛ حيث تتبع نحو 52% من مدارس القدس المنهاج الإسرائيلي

وبيّن أن الاحتلال يقدم امتيازات كبيرة للتعليم في مدارسه بالمنهاج العبري من تطوير مدارس وتقديم تعليم مجاني؛ الأمر الذي من شأنه محاربة الرواية الفلسطينية.

وذكر أن "الخطة الخمسية" التهويدية تهدف إلى التضييق على المقدسيين، حيث باتت البلدة القديمة معزولة، والاقتصاد المقدسي تابع للاقتصاد الإسرائيلي تمامًا ولا يوجد له أي استقلالية.

ولفت إلى أن الخطة المذكورة تهدف لابتلاع المزيد من أراضي المقدسيين، "وعلى سبيل المثال الشارع الأمريكي بلع أراضٍ واسعة وخصصت له موازنة بقيمة 230 مليون شيكل".

وأكد أبو سنينة، أن الخيارات المتاحة لمواجهة "الخطة الخمسية" تكمن بممارسة العمل الشعبي وتنظيم مسيرات عديدة، وتكثيف التغطية الإعلامية لرفع الوعي المقدسي بالمخاطر الموجودة التي تهدد المدينة المقدسة.

مخاطر وجودية

وحذّر مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية مفيد أبو شمالة، من مخاطر وجودية تهدد المقدسيين عبر تجديد هذه الخطة والتي تستمر طيلة 5 سنوات، دون ربطها بأي حكومة إسرائيلية متعاقبة.

ولفت أبو شمالة، إلى أن هذه الخطة مرتبطة بعدة عناصر، منها التعليم والإسكان والترفيه والتي رصد لها ما يزيد عن مليون شيكل، مستدركًا أنه ومع تجديد الخطة هذا العام تم رصد نحو 3 مليار شيكل لتجديد وتحديث الخطة.

وأشار إلى تواجد نحو 300-400 ألف مقدسي داخل مدينة القدس رغم كل محاولات الاحتلال لتهويد المدينة من قمع وتهجير؛ "إلا أن الفلسطيني لا يزال متمسكًا بأرضه وحقوقه".

ولفت إلى أن الاحتلال ينفق قرابة 500 مليون شيكل بشكل سنوي على التعليم لمحاربة المنهاج الفلسطيني، حيث يوجد نحو 110 آلاف طالب في مدارس القدس يعانون من إهمال في الجانب التعليمي.

ونوه إلى أن من ينفذ هذه الخطة ليس بالضرورة الحكومة الإسرائيلية؛ حيث ممكن تولي مهام من الخطة لهيئات ومؤسسات معينة، في وقت أن الجامعات العبرية داخل كيان الاحتلال فتحت فروعًا لها في شرق المدينة للتغرير بالمقدسيين.

وأضاف " يوجد 15% من فلسطينيي القدس يتلقون بالأساس المنهاج الإسرائيلي، في وقت أنه قبل عامين نزعوا من السلطة صلاحية تطبيق المناهج الفلسطينية في المدينة المقدسة".

وعلى صعيد جانب الإسكان في "الخطة الخمسية"، بيّن أبو شمالة أنه يوجد خطة داخل القدس وخاصة شرقيها لبناء ألفي وحدة سكنية لدعوة المقدسيين لترك منازلهم والسكن فيها، و"هذه سياسة خطيرة قائمة على التهجير والتهويد".

وشدد ابو شمالة على أهمية رفع الوعي للمقدسيين كخطوة أولى لمواجهة الخطة الخمسية التي تستهدفهم، حاثّا السلطة لممارسة سيادتها في القدس كما ينص اتفاق أوسلو، ودعم صمود المقدسيين هناك.

وأضاف "مطلوب تشكيل الوعي حول مخاطر هذه الخطة عند أهلنا المقدسيين وخاصةً أولياء الأمور، وتفعيل دور الإعلام بحيث تكون قضيتهم حاضرة، وممارسة فكرة العصيان المدني مما تحدث ارباك في خطة الاحتلال".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الخطة الخمسية القدس المحتلة الحكومة الإسرائيلية الخطة الخمسیة هذه الخطة إلى أن

إقرأ أيضاً:

كُفر عقب.. بلدة مقدسية تفاقمت معاناتها بعد 7 أكتوبر

القدس المحتلة- نظم عشرات المقدسيين، اليوم السبت، وقفة أمام مكتب "مصلحة مياه القدس"، في بلدة كفر عقب شمالي القدس المحتلة، احتجاجا على استمرار انقطاع الماء عنهم، إذ تصلهم في يومين أسبوعيا فقط.

وتفاقمت الأزمة منذ نحو شهر تزامنا مع تقليص شركة "ميكوروت" الإسرائيلية حصص المياه المخصصة للبلدة ومناطق فلسطينية أخرى بنسبة وصلت إلى 50%.

وتحتكر شركتا "ميكوروت" و"جيحون" الإسرائيليتان بيع وتزويد الماء لـ"مصلحة مياه القدس" الفلسطينية، والتي تزود بدورها بلدة كفر عقب، وتتعمد تخفيض الحصص المباعة للشركة الفلسطينية، وهو ما يسبب عجزا في نسب المياه مقارنة بأعداد السكان الذين يزيدون على 100 ألف في كفر عقب.

ويحصل سكان البلدة على نسبة أقل بـ30% من حقوقهم في حصص الماء المعترف بها دوليا، حتى اضطر معظمهم إلى شراء الماء بتكلفة تعادل 55 دولارا لصهريج سعته 1500 لتر.

هتافات الأهالي خلال وقفتهم الاحتجاجية على تقليص الاحتلال نسبة المياه في بلدة كفر عقب بالقدس المحتلة pic.twitter.com/eE2hx5p0dA

— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) June 29, 2024

إهمال وضرائب

أعاد انقطاع المياه قضية بلدة كفر عقب إلى الواجهة، إذ يصنفها الاحتلال ضمن حدود بلدية القدس، لكنه يفصلها عن المدينة بالجدار وحاجز قلنديا العسكري، حيث تعاني من إهمال خدماتي وإداري رغم التزام سكانها المقدسيين بالضرائب المترتبة عليهم خصوصا ضريبة السكن (الأرنونا).

تقول المقدسية سناء العجلوني للجزيرة نت، إنها اضطرت للسكن في كفر عقب بسبب انخفاض أسعار الشقق فيها مقارنة بمثيلاتها داخل القدس، وسعيها للحفاظ على هويتها المقدسية، لأن البلدة تقع ضمن حدود بلدية الاحتلال.

وتشبه المواطنة المقدسية الحياة في البلدة بـ"الجحيم"، حيث تغرق الشوارع شتاء بسبب رداءة البنية التحتية، ويذهب معظم الراتب لشراء الماء بسبب انقطاعها المتواصل صيفا، عدا عن الاكتظاظ والأزمات المرورية الخانقة وغياب فرض النظام والقانون.

وتضم بلدة كفر عقب أحياء سكنية عديدة مثل سميراميس، وحي المطار، وحي الزغير، وتضم 70 ألف ساكن مقدسي مسجّل رسميا في الدوائر الحكومية الإسرائيلية الذين تجبي بلدية الاحتلال ضريبة السكن منهم.

ويمر من كفر عقب "شارع رام الله- القدس"، وهو الشارع الوحيد الذي يصل شمال الضفة الغربية بجنوبها بالنسبة إلى الفلسطينيين.

100 ألف مقدسي في بلدة كفر عقب بلا مستشفى أو خدمات طوارئ (الجزيرة) ازدحام بلا بدائل

يؤكد رئيس لجنة أحياء القدس الشمالية منير زغير للجزيرة نت، أن 30 ألف ساكن مقدسي في ضواحي مدينة رام الله يمرون من بلدة كفر عقب نحو أعمالهم ومدارسهم في القدس عبر حاجز قلنديا. كما أن معدل المرور عبر شارع القدس-رام الله يصل إلى 4500 سيارة في الساعة، الأمر الذي يولد أزمة خانقة، حيث لا بديل آخر عن ذلك الشارع.

ويضيف زغير موضحا فداحة الأزمة المرورية أن "4200 طالب مقدسي يتجهون عبر كفر عقب وحاجز قلنديا يوميا إلى مدارسهم في القدس، إلى جانب 3600 مركبة تقل عمالا فلسطينيين صباح كل يوم للعمل في القدس، ما يضطر العامل أو الطالب إلى التبكير بـ3 ساعات ليصل في الوقت المحدد، رغم أن المسافة لا تتعدى 4 كيلومترات.

ويُعد حاجز قلنديا العسكري من أبرز العوامل التي تخنق وتحاصر بلدة كفر عقب، والذي يعرف بأنه أشد حواجز القدس تضييقا وتنكيلا بالفلسطينيين الذين يقصدون القدس، والذي ازداد التشديد عليه أضعافا بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أغلق تماما عدة أسابيع بعد الحرب.

تعاني بلدة كفر عقب من أزمات مرورية خانقة بسبب حاجز قلنديا العسكري (الجزيرة) ما بعد 7 أكتوبر

وبعد التماسات عديدة من قبل مؤسسات حقوقية أعيد فتح الحاجز جزئيا، بمسالك أقل وساعات محددة، حيث سمح في يناير/كانون الثاني الماضي بمرور المركبات الخاصة فقط عبر الحاجز حتى الساعة الخامسة مساء، ومُنع المشاة ومركبات الإسعاف والحافلات العمومية من ذلك، حتى حوصرت بلدة كفر عقب تماما وعُزلت عن محيطها المقدسي.

وإلى جانب التضييق عند حاجز قلنديا، صعّد الاحتلال تضييقه عند حاجز جبع شمالي القدس، والذي يقطع شارعا يرتاده المقدسيون للوصول إلى "حزما" بديلا عن حاجز قلنديا لدخول القدس والذي يستخدمه المستوطنون أيضا.

وفي حاجز حزما نصب الاحتلال في نهاية أكتوبر/تشرين الأول ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني مكعبات إسمنتية وبوابة حديدية، وعمد إلى إغلاقه بشكل مفاجئ خصوصا خلال أوقات الذروة.

وعن التنكيل عند حاجز قلنديا يقول منير زغير إن مسلحين إسرائيليين من شركات أمنية خاصة برفقة جنود الاحتلال يعاملون المقدسيين بعنصرية، ويضيف: "مقابل كل سيارة فلسطينية تمر من حاجز قلنديا، في نفس الوقت، تمر من حاجز حزما -الذي يمر منه المستوطنون- 48 سيارة من 3 مسالك مفتوحة، يتعاملون معنا كأعداء وليس كمواطنين مقدسيين وأصحاب الحق والأرض".

وبلغ تعداد سكان بلدة كفر عقب عام 2005 نحو 17 ألف نسمة، لكن الأعداد تضاعفت بعد إهمال بلدية الاحتلال متابعة إصدار تراخيص البناء، حيث تحتوي البلدة اليوم على 160 بناية مكونة من 10 طوابق فما فوق، وغير مفحوصة هندسيا، ولا تحتوي على أجهزة إنذار وإطفاء الحرائق.

وفي بلدة كفر عقب 26 مدرسة؛ 4 منها تتبع لبلدية الاحتلال، كما أنها تخلو من المستشفيات وخدمات الطوارئ والبنوك وأجهزة الصراف الآلي، حيث يفصل حاجز قلنديا بين سكانها المقدسيين وخدماتهم الضرورية في مدينة القدس، وهذا ما يضطرهم في غالب الأحيان إلى إيجاد بدائل في بلدات وأحياء أخرى قريبة في الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يعتدى على شبان في سلوان بالقدس المحتلة
  • فصائل المقاومة ترد على دعوة “بن غفير” لإعدام الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
  • هيئة مقدسية تحذر من تصاعد وتيرة إجبار المقدسيين على هدم منازلهم
  • الإسلامية المسيحية تحذر من تصاعد سياسة الهدم القسري لمنازل المقدسيين
  • «وول ستريت» تكشف خطة إسرائيل لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.. ما الفقاعات الجغرافية؟
  • التضخم ضمن "الحدود المُستهدفة" في "الخمسية العاشرة"
  • قوات الاحتلال تجبر فلسطينياً على هدم منزله في القدس المحتلة
  • كُفر عقب.. بلدة مقدسية تفاقمت معاناتها بعد 7 أكتوبر
  • سرايا القدس تعلن قصف جنود الاحتلال بالشجاعية
  • "الشعبية": خطة "غالانت" بخصوص "اليوم التالي" أوهام تعكس إفلاس الاحتلال وعجزه