قال جميل قعوار، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة «آي سي آي - ICEYE» العالمية لصناعة الأقمار الاصطناعية، إن نجاح مهمة رائد الفضاء سلطان النيادي بعد قيامه بأول مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية لرواد الفضاء العرب يدعم ريادة الإمارات في مجال علوم الفضاء ويعزز مكانتها الرائدة على خريطة صناعة الفضاء العالمية.

وأضاف قعوار في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن هذا الإنجاز التاريخي يضاف إلى سلسلة النجاحات الضخمة التي حققتها الإمارات لاستكشاف الفضاء وشملت بعثات متتالية بدأت في 2019 بانطلاق هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وتلتها بعثة مسبار الأمل إلى المريخ.

وأشار إلى أن النجاح الكبير لمهمة «النيادي» في الفضاء سيسهم من دون شك في دعم جهود الإمارات في مجال الفضاء وجذب المزيد من الاستثمارات والشركات العالمية، لا سيما بعد أن عكست هذه المهمة التفوق التكنولوجي والاهتمام الإماراتي بالبحث والاستكشاف الفضائي، وهو ما سيجعل الدولة وجهة مثيرة للاستثمار في تكنولوجيا الفضاء والابتكار.

وأوضح أن هذه المهمة عززت من فرص الشراكة بين الإمارات ووكالات الفضاء الدولية، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات الأجنبية على الدخول في صناعة الفضاء الإماراتية لتعزيز الشراكة على المستوى الوطني والدولي وجعل الإمارات مركزاً إقليمياً وعالمياً رئيسياً للأنشطة والفعاليات الفضائية.

وذكر أن دولة الإمارات تولي قطاع الفضاء أهمية كبرى بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وذلك تجسيداً لآمال وطموحات المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، والذي كان يحلم بأن تضع الإمارات قدماً في الفضاء.

وقال: إن الإمارات أسست صندوق الفضاء الوطني بقيمة 3 مليارات درهم، وذلك بهدف تحقيق طموحها في مجال الفضاء وتعزيز الاستثمارات من المهتمين من رواد الأعمال والشركات الخاصة، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية.

وتوقع أن يشهد القطاع الفضائي في دولة الإمارات مزيداً من التطور والنمو مع التوجه نحو إشراك القطاع الخاص في الأنشطة الفضائية، خاصة في مجال الاستشعار عن بعد والاتصالات، مشيراً إلى أن اهتمام الإمارات بالاستثمار في هذا القطاع يعد دليلاً واضحاً وملموساً على التزامها بتنويع اقتصادها في قطاعات غير نفطية لمستقبل اقتصادي أكثر استدامة.

أخبار ذات صلة اتحاد الكرة يُوقع مذكرة تفاهم مع «تريندز للبحوث والاستشارات» الوحدة يعود إلى التدريبات

وأضاف: «نحن متفائلون بقدرة الإمارات على تحقيق نمو مستدام وقوي في قطاع الفضاء وتعزيز مكانتها كمحور للابتكار والتقدم في هذا المجال، وأيضاً تعزيز ريادتها وتنافسيتها العالمية كبيئة جاذبة للأعمال والشركات والاستثمارات الفضائية».

وقال نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة «آي سي آي - ICEYE»، إن مشروعات الفضاء الإماراتية نجحت في أن تكون مصدر إلهام للأجيال الجديدة للدراسة والعمل في هذا القطاع النوعي، وذلك بفضل الإنجازات والنتائج العلمية الإيجابية التي تحققها وتخدم البشرية.

وأشار إلى النجاحات الضخمة التي حققها برنامج الفضاء الإماراتي خلال السنوات القليلة الماضية، عبر مشروعات في مقدمتها مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ والقمر وحزام الكويكبات.

وأوضح أن دولة الإمارات تسعى منذ بداية دخولها لعالم الفضاء أن يكون على أسس متينة وراسخة تدعمها تشريعات وقوانين، لذلك سارعت إلى الانضمام للاتفاقيات الدولية التي تنظم الفضاء من أجل إنشاء قطاع متكامل في الدولة، بالإضافة إلى استثمارها في الكوادر البشرية والبنية التحتية والأبحاث والدراسات من أجل بناء قدرات علمية متقدمة.

وذكر أن سلطان النيادي نجح خلال المهمة في تحقيق عدد من الإنجازات المهمة، كان أبرزها خوضه أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب، بالإضافة إلى إجراء العديد من التجارب العلمية الرائدة التي استغرقت نحو 585 ساعة، ومن أبرزها تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة PCG2 التي تساعد على تحليل إنتاج البلورات الخاصة بالأدوية في بيئة الجاذبية الصغرى، والاشتراك في أنشطة البحث البشري المدرجة على جدول الطاقم، والتي تضمنت عمليات الفحص بالموجات فوق الصوتية، وفحوصات الرؤية، واختبارات السمع، فضلاً عن الكثير من التجارب العلمية الناجحة الأخرى.

وقال قعوار، إن شركة «آي سي آي - ICEYE» ستواصل جهودها لدعم خطط الإمارات الطموحة في مجال الفضاء، مشيراً إلى التعاون مؤخراً مع شركة «بيانات» والياه للاتصالات الفضائية «الياه سات» لإطلاق برنامج فضائي شامل يهدف إلى بناء قدرات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية ورصد الأرض داخل دولة الإمارات لتلبية الفرص التجارية في السوق المحلي والعالمي لتقنيات الاستشعار عن بُعد.

وأوضح أن البرنامج يأتي كنقطة انطلاق نحو بناء منظومة متكاملة لقطاع فضائي أوسع في دولة الإمارات يتيح تطوير قدرات تصنيع الأقمار الصناعية داخل الدولة، حيث من المقرر أن يقدم مجموعة من الفوائد الاستراتيجية للدولة، تشمل الوصول إلى بيانات نظام SAR السيادية وتعزيز خصوصية البيانات وتعزيز قدرات الدولة لاستكشاف الفضاء، كما سيعمل على تعزيز التعاون بين الشركات البارزة في منظومة الفضاء في الدولة والارتقاء بمكانة الإمارات في مجال تقنيات الفضاء، وتحقيق مساعي الدولة لاستكشاف الفضاء في المستقبل.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الفضاء سلطان النيادي فی مجال الفضاء دولة الإمارات آی سی آی

إقرأ أيضاً:

عمر سلطان العلماء: الإمارات بين أقوى الدول المنتجة للذكاء الاصطناعي

شهد الشيخ محمد بن سعود القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، جلسة رئيسية لعمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، بعنوان "دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة وإنتاجية الحكومة"، وذلك ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024.

وأكد عمر سلطان العلماء أن "دولة الإمارات أدركت بفضل الرؤية المستقبلية الاستثنائية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والتوجيهات السديدة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأبعاد والتأثيرات المستقبلية للذكاء الاصطناعي على أداء وعمل الحكومات وكفاءة وتنافسية القطاعات الاقتصادية والتنموية، فاستثمرت بنهج استباقي في كل ما يحقق الريادة ويعزز الاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي وكانت الأسرع في دمج أدواته في القطاعات الحيوية، وكذلك من أسرع الدول في تبني تطبيقاته.

تغيرات عميقة واستراتيجية

وقال العلماء إن "تبني الإمارات المبكر لاستخدامات الذكاء الاصطناعي أظهر فارقاً إيجابياً واضحاً في المجالات التي اعتمدت على تطبيقاته في تطوير أعمالها وأدائها وانتاجيتها، وهذه الاستخدامات تشهد كل يوم تطوراً عالمياً متسارعاً ونقلات أكبر تنبئ بتغيرات عميقة واستراتيجية في أساليب العمل في مختلف القطاعات وشتى مناحي الحياة، إضافة إلى ما يفرضه هذا التطور السريع من تحديات ناشئة، ما يتطلب مواكبة ما تأتي به التطورات، وبناء القدرات الذاتية لمن يريد حجز مكان متقدم له في المستقبل، ويعظم الاستفادة من مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مع القدرة على التعامل مع تحدياته المختلفة".

خدمات حكومية بكفاءة وسرعة

وأضاف أن "حكومة دولة الإمارات نظرت منذ البداية إلى التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي على أنه مجال واعد يمكن توظيفه في تحسين ورفع مرونة وأداء العمل الحكومي في سبيل توفير خدمات حكومية بكفاءة وسرعة، واستثمار أدوات هذه التكنولوجيا في تحقيق مزيد من التنمية التي تصب في صالح الارتقاء بجودة الحياة، لذلك كانت الإمارات من أسرع الدول في تبني مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما انعكس بشكل واضح على تقديم أفضل خدمات استباقية عالمية ورفع مرونة الحكومة وكفاءتها في تحقيق مستهدفاتها وتنفيذ خططها الطموحة، إضافة إلى إحداث تأثير إيجابي كبير على مختلف قطاعات التنمية الحيوية، وانعكاسات ذلك على تنافسية الإمارات عالمياً .
وأوضح أنه لتحسين أداء الحكومة في مجال خدمات المتعاملين تم اعتماد الذكاء الاصطناعي في 245 من الخدمات الحكومية، حيث نجح دمج الذكاء الاصطناعي في توفير ما يزيد على 1.5 مليار درهم في قطاع الطاقة، وعمل على تحسين العمليات في قطاع الطيران بنسبة 24%، وزاد كفاءة التعامل مع الحاويات في قطاع الخدمات اللوجستية بنسبة 30%، وحقق استثمارات في التكنولوجيا للقطاع الخاص زادت عن 5.5 مليارات درهم.

دول منتجة 

وأشار العلماء  إلى أن "الإمارات نجحت أيضاً في أن تكون من الدول المنتجة للذكاء الاصطناعي لتنافس أقوى دول العالم في مجال الذكاء الاصطناعي مثل الولايات المتحدة والصين، وذلك ناتج عما حققته من ريادة وسبق في دمجه في مختلف القطاعات الحيوية، ونجاحها في إطلاق نماذج لغات كبيرة تنافس النماذج العالمية، وترسيخ شراكات عالمية مع الدول المتقدمة والشركات العملاقة ، حيث تم إطلاق أكثر من 10 نماذج لغوية كبرى تم تطويرها وبرمجتها في دولة الإمارات منها البرامج اللغوية الكبيرة "فالكون" و"جيس" و"ناندا"، كما أن الدولة تحتل المركز الـ 27 عالمياً في ترتيب الدول التي تمتلك عدد الحواسب الخـارقة، وتبلغ مجموع الطاقـة التحـليلية للحواسب في الدولة أكثر من 11,000 تيرافلوبس".

بيئة جاذبة

وأضاف أن "الإمارات نجحت في تعزيز بيئة جاذبة لشركات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة به وزادت رخص الذكاء الاصطناعي في الدولة بنسبة 67% منذ العام 2021 وتجاوزت حاضنات الذكاء الاصطناعي من مراكز التقنية الـ 500 حاضنة، وبلغت الشركات المليارية في المجال والتي تتخذ من الإمارات مقراً لها أكثر من 10 شركات، والشركات الحاصلة على تمويل الصناديق الاستثمارية أكثر من 750 مركزاً.
وقال  عمر سلطان العلماء إن "الإمارات عززت بيئتها القادرة على استقطاب أفضل المواهب، ما وضعها في المركز الثالث عالمياً في جذب مواهب الذكاء الاصطناعي مقارنة بحجم السكان، لافتاً إلى أن عدد برامج الذكاء الاصطناعي التي تطرحها الجامعات والكليات في الإمارات وصل إلى أكثر من 75 برنامجاً لمختلف المستويات الأكاديمية".
وأضاف أن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي وضمن مستهدفاته في استقطاب وتأهيل المواهب لوظائف الذكاء الاصطناعي شهد إطلاق أكثر من 328 مبادرة تدريبية في هذا المجال، فيما أسهم البرنامج الوطني للمبرمجين في تأهيل 358,187 مبرمجاً نشطاً على منصة GitHub، كما استفاد 18,765 من أصحاب المواهب في هذا المجال من الإقامة الذهبية.

مقالات مشابهة

  • الإعلان عن جناح الإمارات في COP29 نسرع العمل معًا
  • الإمارات تُجلي 210 مصابين ومرضى ومرافقيهم من غزة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية
  • حمدان بن محمد يستعرض مع رئيس «مايكروسوفت» مستقبل التعاون في مجال بناء القدرات الرقمية
  • عمر سلطان العلماء: الإمارات بين أقوى الدول المنتجة للذكاء الاصطناعي
  • سلطان النيادي: شباب الإمارات نموذج ملهم للإبداع في خدمة الوطن
  • عبدالله بن طوق: سياساتنا الاقتصادية تتوافق مع الأطر العالمية
  • الإمارات تتضامن مع مصر في سقوط طائرة هليكوبتر خلال مهمة تدريبية
  • ذياب بن محمد يشيد بالعلاقات التي تربط الإمارات وسلوفينيا
  • الملتقى المالي العربي في دولة الإمارات يناقش أحدث التوجهات في المالية العامة
  • بعد 6 أشهر.. عودة طاقم المركبة الفضائية شنتشو-18 إلى الأرض