غزة - صفا

أفاد تقرير لمنتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اليوم الاثنين، عن حالة الحريات الإعلامية لشهر أغسطس الماضي بتصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، والتي شملت الاعتداء على الصحفيين وإيقاع إصابات في صفوفهم.

وأشار منتدى الإعلاميين، في التقرير -اطلعت عليه وكالة "صفا"- إلى أن تواصل الانتهاكات يعكس استمرار نهج قمع حرية العمل الصحفي والتضييق على حرية الرأي والتعبير خلافاً للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان، وذلك في إطار سعي الاحتلال لحجب جرائمه عن أنظار المجتمع الدولي.

وعبر المنتدى عن إدانته لكافة أشكال انتهاك حرية العمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية، مطالباً بضرورة العمل الجاد لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتواصلة بحق الإعلام الفلسطيني بكل مكوناته، والعمل على ضمان حرية العمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية بموجب القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.

ودعا إدارات منصات التواصل الاجتماعي للتوقف عن نهج محاربة المحتوى الفلسطيني، مطالباً الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالكف عن ملاحقة الصحفيين والتضييق على حرية الرأي والتعبير.

وذكر تقرير المنتدى، أن شهر أغسطس الماضي شهد 80 انتهاكاً لحالة الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية، منها 16 انتهاكاً مصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي، و58 انتهاكاً من قبل منصات التواصل الاجتماعي بحق المحتوى الفلسطيني، إضافة لـــ 6 انتهاكات من قبل أجهزة أمنية فلسطينية.

كما شملت انتهاكات الاحتلال تهديد مسعف إسرائيلي من نجمة داوود الحمراء للمصور الصحفي ناصر اشتيه بإطلاق النار صوبه خلال توجهه لتغطية ميدانية في منطقة الأغوار بالضفة الغربية.

وأصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي حكمًا بالسجن الفعلي بحق الصحفي المقدسي رمزي العباسي بالسجن عاماً ويوماً واحد، واقتحمت قوات الاحتلال منزل الصحفية ديالا جويحان في حي الثوري بمدينة القدس وحطمت أثاثه ومحتوياته بدعوى تفتيش المنزل.

وأبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الصحفي أحمد الصفدي عن المسجد الأقصى لمدة شهر، في حين أصيب الصحفي وهاج بني مفلح بقنبلة غاز سام أثناء تغطية الأحداث في بلدة بيتا، وجرى الاعتداء على الصحفيين: عبد الله البحش وشادية بني شمسية، هشام أبو شقرة، أيمن قواريق، يزن حمايل، جيفارا البديري، صدقي ريان، ناصر ناصر، ناصر اشتيه، خالد بدير على حاجز حوارة وتم منع غالبية الصحفيين من الوصول إلى بلدة حوارة لتغطية الأحداث.

وعرقلت قوات الاحتلال عمل طاقم تلفزيون فلسطين ومراسله الصحفي بدر نجم خلال تغطية الأحداث في حوارة، كما احتجزت الصحفي خالد بدير والمصور شادي جرارعة على حاجز زعترة وأعاقت عملهم وفتشهم جسدياً.

كما اعتدت قوات الاحتلال على الصحفيين ومنعتهم من التغطية في مكان عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "كريات أربع" جنوبي الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، حيث تم الاعتداء على الصحفي يسري الجمل والصحفي ساري جرادات خلال تغطيتهما من موقع عملية إطلاق النار، وقامت باحتجازهما.

وأصيب الصحفي محمد قنديل مصور شبكة مصدر الإخبارية بقنبلة غاز خلال تغطيته اعتداءات جيش الاحتلال على المتظاهرين شرق غزة، ومنعت قوات الاحتلال الصحفي علاء الريماوي والصحفي محمد نزال من السفر إلى الأردن عبر معبر الكرامة، واعتدى جنود الاحتلال على الصحفي محمد أبو ثابت خلال تغطيته مسيرة في بيت دجن شرق نابلس.

واحتجزت قوات الاحتلال الصحفية نجوى عدنان من المسجد الأقصى لعدة ساعات، واعتقلت الصحفي المقدسي أحمد جلاجل في القدس، واحتجزت عدداً من الصحفيين ومنعت آخرين من الوصول إلى مكان هدم منزل في منطقة البويرة شرق مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وأصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي على الأسير الصحفي إبراهيم أبو صفية في سجن عوفر حكما بالسجن الفعلي لمدة 24 شهراً وكفالة مالية بقيمة 2000 شيكل، واعتقلت الصحفي يوسف الشراونة من دير سامت جنوب الخليل بعد اقتحام منزله فجراً.

وفيما يتعلق بالانتهاكات الرقمية، ووفقاً لرصد المركز الشبابي الإعلامي، فقد سجل 58 انتهاكاً من قبل إدارات منصات التواصل الاجتماعي تجاه المحتوى الفلسطيني خلال شهر أغسطس الماضي، حيث تم حظر 17 رقما عبر تطبيق واتس أب ضمن مجموعات نشر للمحتوى الفلسطيني، وحذف 21 حسابا لنشطاء ومستخدمين على موقع فيسبوك بدعوى انتهاك قواعد النشر، وحذف 9 حسابات على تيك توك بدعوى نشر محتوى محظور، وحذف 4 حسابا على انستغرام بدعوى انتهاك قواعد النشر، وحذف 7 حسابات على إكس "تويتر سابقا" بدعوى نشر محتوى تحريضي.

وعلى صعيد الانتهاكات الفلسطينية، فقد اعتقلت الأجهزة الأمنية في رام الله الكاتب الفلسطيني حسام أبو النصر عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب بسبب تعبيره عن رأيه ودفاعه عن حقوق الكتاب، فيما جرى احتجاز الصحفي محمد البابا من الوكالة الفرنسية في مركز جباليا وتفتيش كاميرته وحجز هاتفه النقال، كما اعتدت عناصر أمنية على الصحفيين نضال النتشة وعبد المحسن شلالدة وحطمت معداتهم خلال تغطيتهم لوقفة احتجاجية أمام جامعة الخليل، كما اعتدت عناصر أمنية على الكاتبة الصحافية لمى خاطر وزوجها.

كما أصيب الصحفي محمد عابد بقنبلة غاز بركبته خلال تغطيته قمع الأجهزة الأمنية لمسيرة في مخيم جنين ابتهاجا بعملية في تل أبيب، وهاجم عناصر من جهاز المخابرات منزل الصحفية لمى خاطر واعتدوا على منزلها وزوجها، كما استدعت المخابرات الفلسطينية الصحفي سامي الساعي والصحفي جراح خلف وحققت معهم حول عمله الصحفي.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: منصات التواصل الأجهزة الأمنية الاحتلال الإسرائیلی قوات الاحتلال على الصحفیین الصحفی محمد على الصحفی

إقرأ أيضاً:

كيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي المحرقة لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة؟

أثبتت ثمانون عاما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كيف استغلت الحركة الصهيونية المحرقة النازية لخلق تبريرات تؤدي للقمع المستمر للشعب الفلسطيني، حتى بات الخطاب الصهيوني يرفع لواء التبرير لأي عنف يمارس ضد الفلسطينيين بزعم أنه دفاع عن النفس ضد قوة تهاجم اليهود بسبب يهوديتهم، على حد زعمه. 

آفي رام-تسوريف، الكاتب الإسرائيلي بموقع "محادثة محلية"، استعرض "سلسلة من العمليات القمعية التي ارتكبها الصهاينة، قبل قيام الدولة وبعدها، ضد الفلسطينيين والعرب، وطردهم من بلادهم، ومنع عودتهم إليها، مما يكشف عن علاقة طردية بين الهولوكوست والنكبة، حتى أن بعض قادة الصهاينة لم يتردد في الاعتراف بالقول، ولو في غرف مغلقة، أنه لا أحد ينكر أن إنشاء دولة إسرائيل كان بمثابة محرقة للفلسطينيين، لأنهم هم أيضاً ضحايا هتلر، فبدونه وبدون النازية، لم تكن الدولة اليهودية لتقام بهذه الطريقة، وفي ظل مثل هذه الظروف". 


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "المحرقة والنكبة ظاهرتين مرتبطتين ببعضهما من خلال علاقة سببية واستمرارية تاريخية، متشابكتين لا يمكن فصلهما، وقد حُلّت المشكلة اليهودية عبر أرض استُوطِنت، ثم احتُلت، لكن هذا لم يحل مسألة اللاجئين أو مسألة عديمي الجنسية، على العكس من ذلك، حيث أدى حل المسألة اليهودية لخلق فئة جديدة من اللاجئين، وهم الفلسطينيون، وبالتالي فقد بدأ الصهاينة يتبنّون مبادئ التطهير، والتفوق، والإخضاع".  

وصف الفلسطيني بـ"النازي" 
وأشار إلى أن "وصف الفلسطينيين بالنازيين بات عنصرا أساسيا في الدعاية الصهيونية لتبرير أفعالها ضدهم، وأحيانا بدعم من دول الكتلة الغربية خلال الحرب الباردة، كما انعكس في وصف جمال عبد الناصر بأنه هتلر، وشكل هذا التصنيف أساسا لإضفاء الشرعية على الإجراءات الإسرائيلية الرامية لإفشال الاتفاق الموقع بين بريطانيا ومصر لإجلاء القوات العسكرية البريطانية من قناة السويس، وتضمن تشغيل شبكة تجسس وتخريب إسرائيلية داخل مصر المسماة عملية سوزانا، وتسمى في دولة الاحتلال باسم القضية المخزية".  

وأوضح أن "الاستخدام الصهيوني لموضوع المحرقة وصل ذروته في حرب 1967، التي أسفرت عن احتلال سيناء وغزة والضفة والجولان، وأطلق عليه الخطاب الإسرائيلي اسم التحرير، ووصفه ديفيد بن غوريون بأنه تأسيس مملكة إسرائيل الثالثة، على اعتبار أن الكارثة التي حصلت لليهود شكلت لهم في الوقت ذاته محركا للخلاص، وهذه مفردات مسيحانية حظيت لاحقا في انتشار لافت في كتابات الحاخامات اليهود، لتمهيد الطريق نحو منح قدسية للزي العسكري والأسلحة والقسوة في التعامل مع غير اليهود".  

تبرير الوحشية 
وأشار إلى أن "تحوّل اليهودي لشخص قادر على استخدام العنف القاسي عنصر مركزي في تحوله لصاحب سيادة، بات شعارا لبسط مزيد من السيطرة على أراضي الفلسطينيين، والاستيطان فيها، وظهر التحليل القاسي للهولوكوست أساسا لتبرير العنف ضد الفلسطينيين، لأنه في فترة لاحقة تم استبدال عبد الناصر باعتباره تجسيداً لهتلر بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث تم تبرير الوحشية العنيفة ضد الفلسطينيين خلال حرب لبنان 1982، وتم تعريفها بأنها حرب "اختيار" على حدّ وصف مناحيم بيغن بزعم منع وقوع محرقة ثانية". 

أكثر من ذلك، يقول الكاتب، حيث "تم إنكار الدوافع الملموسة للفلسطينيين لاستخدام العنف ضد الاحتلال، رغم قمعيته واحتلاله وتوسّعه على حساب أراضيهم، وفي المقابل تقديمه بأنه دولة تستخدم العنف لتحقيق "الأمن" ممن يُهدّدونها بالهولوكوست، وهي بذلك تسعى لتقديم نفسها في صورة الدولة التي تغلق الدائرة، وتشكّل شفاءً كاملاً من صدمة الهولوكوست، وفي الوقت نفسه تحافظ على الصدمة كقوة دافعة لاستخدام العنف ضد الفلسطينيين والعرب، وتُبرّر استمرار العنف والقسوة والتوسع المستمر باسم الهولوكوست". 

تصدير الأزمات 
ولفت الكاتب إلى أن "استخدام المحرقة جاء كجزء من إنكار الوضع الاستعماري الذي يواصل الاحتلال الحفاظ عليه، والزعم بأن الصهيونية تشكل الملاذ الآمن وفرضها كمشروع استعماري، واليوم وصل حجم ومدى هذا الاستخدام الى تبرير السيطرة الوحشية والعنيفة على الفلسطينيين، وتحويل قطاع غزة مكانا غير صالح للسكن، وارتكاب المذابح لتحقيق هذه النبوءة، وصولا لارتكاب جرائم حرب وحشية وجرائم ضد الإنسانية في حرب الإبادة الجارية اليوم، ولكن من خلال منحها المزيد من التبريرات، وإضفاء طابع دفاعي عليها، باعتبارها عنفاً مؤقتاً". 


وأوضح أن "الاحتلال ينظر للعنف الممارس ضد الفلسطينيين كمحاولة لإصلاح الصدع الداخلي، وشفاءً واضحاً للشقوق التي انفتحت داخل المجتمع منذ بدء الانقلاب القانوني، ويُنظر لساحة العدوان في غزة بأنها استعادة للوحدة التي فقدتها الدولة بسبب الكراهية والقسوة ضد الفلسطينيين، وصولا للنفي الكامل لوجود الشعب الفلسطيني في غزة، حتى أنه في أول اجتماع للحكومة بعد السابع من أكتوبر، قال وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش إننا "بحاجة لأن نكون قاسيين، لا أن نراعي الفلسطينيين أكثر مما ينبغي".  

وختم بالقول إن "توظيف الحركة الصهيونية سابقا، واليوم حكومة الاحتلال، لفكرة المحرقة، باتت مقدمة لشرعنة المزيد من ممارسات القسوة ضد الفلسطينيين، على اعتبار أن الجرائم المرتكبة بحقهم أداة للخلاص اليهودي، حتى لو كان من خلال العنف الوحشي، وتبرير الإبادة الجماعية التي نرى معالمها اليوم تحت أنقاض بيت لاهيا وغزة ورفح، ومُتجسّدة في أجساد الأطفال والرضع يومياً، وأجساد النازحين في الخيام، جوعى للخبز، ومتعطشين للماء". 

مقالات مشابهة

  • لجنة حماية الصحفيين الدولية تدين مقتل الصحفي الحطامي بهجوم حوثي في مأرب
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • رئيس حزب الاتحاد: مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية كشفت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
  • القوات الإسرائيلية تعتقل الصحفي الفلسطيني علي السمودي في جنين
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل الصحفي علي السمودي ويواصل استهداف الصحفيين الفلسطينيين
  • قوات الاحتلال تعتقل الصحفي الفلسطيني علي السمودي
  • حماس: تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بغزة تستوجب تحركًا عاجلًا للجمها
  • وتيرة المجازر في غزة ترتفع.. 220 شهيدا وجريحا خلال ساعات (حصيلة)
  • كيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي المحرقة لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة؟
  • أبرز انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين خلال الربع الأول من 2025