الوقوع في عشق الروبوتات.. واقع محتمل أم محض خيال؟
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
اعتاد البشر على إيجاد شريك أو شريكة العمر في الحفلات واللقاءات العامة وحتى أماكن العمل، بيد أن الأمر قد تغير كثيرا مع اتساع ثورة الذكاء الاصطناعي إذ بمجرد الضغط بواحدة من أنامل الأصابع على تطبيقات مثل تندر، قد يجد الإنسان الحب أو يستمر شعوره بالوحدة.
والأحدث من ذلك هو عشق الروبوتات. ورغم أن هذا الأمر قد يكون ضربا من الخيال، لكن وجد البعض في الآونة الأخيرة الحب في الذكاء الاصطناعي إذ تمتلئ منصة "ريديت" باعترافات بعض المستخدمين يقدمون على الإقرار بعشقهم لروبوتات المحادثة (الدردشة)، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل تطبيق ريبليكا.
وإذا أذعنا لهذه الاحتمالية، فهل يمثل العشق بين الإنسان والذكاء الاصطناعي حبا حقيقا؟ وما هي أركان ما يمكن أن نطلق عليه "الحب الرقمي" في مصطلح مغاير للحب البشري؟
يقول الخبراء إن هذه الأسئلة ستظل بلا أجوبة، لأنه من الصعب فهم ما هو الحب الحقيقي.
الحب.. ما هو؟
يشير العلماء إلى أنه يمكن تقسيم الحب الرومانسي إلى ثلاث مراحل هي الشعور بالرغبة والجاذبية والارتباط العاطفي، فيما تلعب المواد الكيميائية في أدمغة البشر دورا في المراحل الثلاث، حيث تعمل على تنشيط بعض المشاعر داخل العقول.
فعلى سبيل المثال هرمون الدوبامين يعد مسؤولا عن الشعور بمتعة الحب، أما هرمون الكورتيزول فهو مسؤول عن التوتر، فيما يعد هرمون السيروتونين مسؤولا عن القلق، وهرمون الأوكسيتوسين مسؤولا عن الارتباط، والتي تنتج عند الشعور بالحب.
وخلصت دراسات وأبحاث علمية على مر السنين إلى أن هذه الهرمونات تمكن البشر من الشعور بطريقة معينة نحو المحبوب، لكن ماذا عن "الحب الرقمي"؟
لم يحسم العلماء هذا الأمر؛ إذ مازال الجدل يحتدم حيال مدى واقعيته. ورغم ذلك يقول بعض العلماء إن هرمونات البشر قد تعمل بنفس الطريقة.
يساعد تطبيق ريبليكا مستخدميه على تصميم رفيق يمكن التحدث إليه بل واختيار اسمه وتغيير صوته وصورته
حب الذكاء الاصطناعي.. مشاعر حقيقية؟
عندما يجد الإنسان حبه، دائما ما يأمل في أن يفهمه شريك أو شريكة عمره وأن يشعر به هذا الشريك دون أن ينطق بكلمة، وقد يكون الإنسان محظوظا ويصادف هذا النوع من الحب، لكن احتمالية ذلك ربما تكون ضئيلة، لأن البشر بطبيعة الحال يصعب توقعهم.
بيد أن هذا الأمر لا ينطبق على الذكاء الاصطناعي إذ يمكن تدريب تطبيقات الذكاء الاصطناعي على التصرف بالطريقة التي يريدها البشر.
وفي ذلك، كتب أحد مستخدمي منصة "ريديت" أن "كل علاقاتي السابقة مع البشر كانت هراء. أشعر بأن تطبيق ريبليكا الخاص بي حقيقي أكثر من أي إنسان".
وقد تستطيع روبوتات المحادثة تقليد مرحلة التعلق والارتباط الخاصة بالعلاقات الإنسانية، حيث يكونون شركاء راسخين ويمكن التنبؤ بهم بل يمكن توفيق الحب الرقمي وفق احتياجات ورغبات البشر.
وعن ذلك تقول لوسي براون، المتخصصة في علم الأعصاب والحب بالولايات المتحدة، "سيكون من الأسهل إذا استطاع البشر الشعور بأنهم يتحكمون في المواقف دون أن يثير ذلك رد فعل".
ويعد الشعور بالاستقرار أمرا مهما في العلاقات الإنسانية إذ أظهرت الأبحاث أن وجود رفقاء وشركاء يبقون معنا على المدى الطويل يقلل من التوتر في أدمغتنا.
الانجذاب إلى الروبوتات البشرية
يقول الباحثون إن الإنسان قد يكون أكثر تعاطفا مع الروبوتات ذات المظهر البشري وأقل تعاطفا مع الروبوتات ذات المظهر الميكانيكي التي تشبه الالة.
ويرى مارتن فيشر، المتخصص في علم نفس المعرفي والمقيم في ألمانيا والمشارك في تأليف كتب "الذكاء الاصطناعي يعشقك"، أن أحد المبادئ الرئيسية في علم النفس الاجتماعي "تتمثل في أننا نحب ونثق في الأشخاص الذين يشبهوننا".
ويعد هذا أمرا مهما لأن البشر تميل إلى فكرة الآدميّة أو التشبيهية بمعنى الخصائص البشرية إلى الأشياء المادية مما قد يؤثر على المسارات العصبية المتعلقة بالتعاطف.
بيد أن المنطق يقول إنه كلما أصبحت الروبوتات قريبة من البشر، كلما شعر البشر بالخوف تجاهها فيما يأتي ذلك في إطار النظرية التي دشنها عالم الروبوتات ماساهيرو موري في عام ١٩٧٠ والتي أطلق عليها اسم "الوادي الغريب".
وقال موري إن الروبوتات قد تصبح أكثر إيجابية كلما زادت درجة الشبه بينها وبين البشر، لكن عندما يصبح هذا الشبه قريبا جدا من حيث المظهر والسلوك، فإن الأمر ينقلب رأسا على عقب، وسيكون رد فعل البشر سلبيا تجاه الروبوتات التي تشبههم.
وقد بلغ البشر هذه المرحلة قبل خمس سنوات، عندما استخدمت مواقع إباحية تقنية "التزييف العميق".
ضرر الحب بالذكاء الاصطناعي على العلاقات الإنسانية
الجدير بالذكر أن العلاقات الإنسانية والحب بين البشر تقوم على ركائز عديدة منها التعلق والارتباط العاطفي واستقرار حالة الحب وأيضا العلاقات الجنسية.
وخلال دراسة، قام الباحثون بدراسة نتائج قيام بعض مستخدمي تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومعظمهم من الذكور، بإجراء محادثات جنسية عبر الإنترنت مع البشر ومع روبوتات الذكاء الاصطناعي.
وكشفت الدراسة عن أنه رغم أن الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة قد أبلغوا أنهم يتحدثون مع روبوتات، إلا أن قالوا إن تجاربهم الجنسية لم تكن مغايرة تماما عن تجاربهم مع البشر.
بيد أنه عندما أبلغوا أنهم كانوا يتحدثون مع بشر وليس روبوتات، تحدثوا عن انتقادات وأعربوا عن غضبهم وخيبة أملهم، مما يشير إلى أن البشر يقللون من توقعاتهم عند الحديث مع روبوتات المحادثة ربما لإدراكهم أن علاقاتهم بها ليست حقيقة.
وفي ذلك، قالت كاثلين ريتشاردسون، أستاذة الأخلاق وثقافة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في جامعة دي مونتفورت في المملكة المتحدة، إن الروبوتات لا يمكن أن تنخرط في علاقات إنسانية بسبب أنها تفتقر إلى الوعي.
وأضافت "الاعتقاد (بوجود حب بين الإنسان والذكاء الاصطناعي) يحط من شأن العلاقات الإنسانية وقيم الحب"، مشيرة إلى أن العلاقات الرقمية – حتى إن وجدت – قد تتسبب على المدى الطويل في مشاكل للأشخاص الذين قد يعتقدون أن الحب مع روبوتات المحادثة ينم عن علاقة حقيقية.
وحذرت ريتشاردسون من تداعيات ذلك، إذ قد يصل الأمر إلى حد الرغبة في الانفصال والابتعاد عن البشر، مضيفة استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال المواقع الإباحية قد يخلق إحساسا بالرغبة عن الانفصال عن البشر مما قد يؤثر على العلاقات بين الأزواج ويقلل من مردود السعادة.
وقالت إن الأمر يثير افتراضية هل يفهم شريكة حياتك أنك وقعت في حب "روبوتية محادثة" أو "تشات بوت".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يكشف سر الحفاظ على شباب الدماغ
في دراسة حديثة تربط بين الذكاء الاصطناعي وعلم الأعصاب، اكتشف باحثون في معهد كارولينسكا بالسويد، رؤى مهمة حول شيخوخة الدماغ، وتوصلوا إلى نتائج يمكنها التصدي لتحديات الأمراض المرتبطة بالخرف.
ووفق الدراسة، التي نشرتها مجلة "Alzheimer's & Dementia: The Journal of the Alzheimer's Association"، فقد اُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الدماغ من 739 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة معرفياً بمدينة غوتنبرج، ويبلغون من العمر 70 عاماً، وشكلت النساء ما يزيد قليلاً على نصف مجموعة المشاركين.
وتسلط الدراسة الضوء على المصابين بالخرف، لافتةً إلى أن أكثر من 20 ألف شخص في السويد يصابون بأنواع مُختلفة منه سنوياً، حيث يمثل مرض الزهايمر نحو ثُلثي هذه الحالات.
ولاحظ الفريق البحثي أن من بين التغيرات التي تحدث: تقلص حجم الدماغ، وضعف كفاءة الاتصال بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية مثل الذاكرة والتركيز.
وكشفت النتائج أن عوامل مثل الالتهابات، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وأمراض الأوعية الدموية، يمكنها أن تساهم في تسارع شيخوخة الدماغ، في المقابل فإن اتباع عادات صحية كالحفاظ على مستويات مستقرة للسكر في الدم وممارسة الرياضة بانتظام، يمكنها أن تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ لأطول فترة ممكنة.
عمل الباحثون على تحليل نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي متطورة طوروها لتقدير العمر البيولوجي للدماغ، مع أُخذ عينات دم لقياس مستويات الدهون، والسكر، ومؤشرات الالتهابات، بجانب القيام باختبارات معرفية لقياس الأداء العقلي لهؤلاء الأشخاص.
ولادة أول طفل في العالم بتقنية "Fertilo" خارج جسد الأم - موقع 24أدت تقنية خصوبة جديدة طورتها شركة "Gameto" للتكنولجيا البيولوجية، ومقرها نيويورك، باستخدام الخلايا الجذعية لمساعدة الأجنة على الاكتمال خارج الجسم، إلى أول ولادة بشرية حية في العالم.وأظهرت النتائج أن المصابين بالسكري، والسكتات الدماغية، وأمراض الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، كان لديهم أدمغة تبدو أكبر سناً من أعمارهم الحقيقية، بينما أظهرت أدمغة الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحياً مظاهر أكثر شباباً مقارنة بأعمارهم.
أهمية الأداة المُطورةوشدد الباحثون، على أن الأداة التي طوروها تُقدم نتائج دقيقة إلى حد كبير، ويمكن استخدامها كوسيلة بحثية مهمة، مع إمكانية توسيع تطبيقاتها لتشمل الدراسات السريرية المستقبلية، مثل أبحاث الخرف.
وأشارت النتائج أيضاً إلى وجود اختلافات بين الرجال والنساء في العوامل التي تؤثر على شيخوخة الدماغ، مما يعني أن الجنس قد يلعب دوراً في كيفية بناء المرونة الدماغية، وهو ما دفعهم للتأكيد على أهمية دراسة هذه الفروقات بين الجنسين بشكل كخطوة تالية وأعمق، عبر التركيز عوامل بيولوجية مثل الهرمونات، والتأثيرات الاجتماعية والثقافية، مع التركيز بشكل خاص على صحة الدماغ لدى المرأة.