تركا وظيفتهما وباعا منزلهما..ثنائي قرر عيش الحلم الأمريكي على طريقته والتنقل بعربة سكن في أمريكا
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تتجرّأ على تحقيق حلم ينتابك بالتخلّي عن الحياة الشاقة لصالح العيش في عربة سكن متنقلة، من دون تخطيط لليوم التالي، مستسلمًا للوجهة التي تقودك الطريق لها؟
هذا ما فعله الزوجان ستيف وويندي ماكغراث، في الثلاثينيات من عمرهما، وهما من فينيكس، في ولاية أريزونا الأمريكية.
وقبل البدء بهذه المغامرة، اختبرت الأسرة حياة التخييم لمدة عام كامل في فينيكس، ريثما ينهي طفلاهما دراستهما الابتدائية. وهذا الأمر علّمهم كيف يجمعون احتياجاتهم في مساحة صغيرة. وفي شهر مايو/أيار، انطلقوا في رحلتهم.
وأمضت العائلة الصيف في ولاية ماين الأمريكية، ويخطط أفرادها للذهاب ببساطة إلى أي مكان ترشدهم إليه الخريطة.
Credit: Steve McGrathوعن هذه التجربة، قال ستيف الذي سبق وعمل كممرض طوارئ ومحارب أمريكي قديم في مناطق الحروب، لـCNN: "لا أريد أن أعمل 40 ساعة في الأسبوع، ولا أريد وظيفة محترمة، ولا أريد أن أقضي معظم حياتي في العمل بجد للاستمتاع ببضعة أسابيع في السنة". وأردف: "لن أكون ضحية لفخ الحلم الأمريكي".
وأضاف: "لقد قرّرنا، ويندي وأنا، أنّ طريقة الحياة هذه لم تعد مناسبة لنا بعد الآن. سنقوم بالأمور وفق طريقتنا الخاصة. سنعيش كل يوم كأننا بإجازة. سنتجول في هذا البلد وفي دول أخرى. سنجعل من كل يوم، وأسبوع، وشهر، وسنة أمرًا مهمًا حقًا. إذا سارت الأمور على ما يرام، فلن نندم على أي أمر رأيناه، أو فعلناه، أو شهدناه".
أما ويندي التي كانت تشغل منصب مديرة عمليات السلامة السابقة في إحدى شركات الطيران الأمريكية، فقالت لـCNN إنّ الضغط الذي تتعرّض له في وظيفتها بات لا يطاق، إذ أنها يوميًا، تعود إلى المنزل في وقت متأخر، الأمر الذي أثّر على قدرتها في قضاء وقت ممتع مع عائلتها".
التعليم من الطريقوفي العام الماضي، باعت عائلة ماكغراث منزلها الذي تبلغ مساحته 200 قدم مربع والذي يتكونّ من خمس غرف نوم، في أحد أحياء فينيكس، مقابل 400 ألف دولار، بالإضافة إلى سياراتهم، وانتقلت إلى عربة سكن متنقلة، يتم سحبها بواسطة شاحنة.
وأشار الزوجان إلى أنّ تكاليف الحياة أصبحت أقل بكثير ممّا كانا ينفقانه عندما كانا يعيشان في المنزل، أي حوالي 1200 دولار شهرياً لشراء الغاز والغذاء والاحتياجات الأساسية.
لكنّ المشاكل الميكانيكية تُعتبر بين التكاليف الإضافية التي لا يمكن التنبؤ بها والتي تواجهها العائلة.
ويقول الوالدان إن لديهما انفتاح على إمكانية العثور على وظيفة "بسيطة" بدوام جزئي عبر الإنترنت لكسب بعض الدولارات الإضافية، لكن هذا ليس هدفهما الأساسي.
Credit: Steve McGrathوراهنًا، تتمثّل أولويّتهما بتوفير حياة أفضل وأكثر سعادة وصحة لطفليهما.
ولم يعد برادي البالغ من العمر ثماني سنوات وأينسلي البالغة من العمر سبعة أعوام يذهبان إلى مدرسة تقليدية، بل أصبحا يدرسان مع والديهما، خصوصًا والدهما الذي تولّى أيضًا دور الطباخ لأنه يحب إعداد الأطباق الطازجة كل يوم. وأعرب عن فخره أنهم منذ مغادرتهم فينيكس لم يتناولوا وجبة واحدة مجمّدة أو وجبات طعام سريعة.
ولخّصت ويندي الفكرة كالتالي: "كان الهدف تبسيط الحياة، فبعدما حصل طفلانا على أسس جيدة للقراءة، رغبنا بتعريفهما على ماهية العالم الحقيقي". ولفتت إلى أنه "عوض تعليمهما أشياء مكتوبة بكتاب مدرسي معتمد من قبل الدولة، رأينا أنه من الأفضل أن نشرح لهم معنى الصيد من خلال الذهاب للصيد".
وأشارت إلى أنهما "يتعلّمان الكثير من الأمور من وجهة نظر أخرى، ونحن لدينا القدرة على حمايتهما والحفاظ على سلامتهما. فكل أسبوع يحدث إطلاق نار في بعض مدارس الولايات المتحدة، ولم يعد من الآمن إرسالهما إلى المدرسة".
وتطرّق ستيف إلى مفهوم تراكم سنوات العمل والنضال من أجل البقاء ضمن نظام نمط الحياة الشاق الذي يحوّل العامل في النهاية إلى شخص غاضب وغير سعيد.
Credit: Steve McGrathوأضاف: "لم تعد المشكلة متّصلة بالتوازن بين العمل والحياة، "فويندي تعمل لمدة 16 ساعة متواصلة في كثير من الأحيان، وكانت تفوّت بعض المشاريع التي خططنا لها كعائلة".
وهذا الأمر يسري على ستيف أيضًا، إذ قال إنه "في قسم الطوارئ..كنت قادرًا على التعامل مع التوتر، لكن بعد انتشار كوفيد، أدركت مدى غباء المدراء الذين كانوا يضعون سياسات لا معنى لها (لأنهم) لم ينجحوا".
وأوضح ستيف: "لقد وقعنا حقيقة بحب حياة الترحال. ويتمثل يومنا النموذجي بالتالي: نستيقظ من دون منبّه، نشرب القهوة في الخارج مع النسيم المنعش، أسأل طفلاي عن أولويّاتهما لهذا اليوم، وما إذا كانا يريدان الذهاب إلى البحيرة للسباحة وصيد الأسماك، أو أخذ الدراجات في جولة، أو الذهاب بنزهة. ثم في المساء نلعب ألعاب الطاولة، ونشاهد فيلمًا، ونتناول العشاء، وننام. نستيقظ في صباح اليوم التالي، ونرى ما هي أنشطتنا لهذا اليوم. ليس لدينا جدول زمني ولا جدول أعمال حتى".
المحطة الأخيرة: لاترونيكو، إيطاليا قرية لاترونيكو الإيطالية.Credit: Courtesy Comune Latronicoأما الوجهة الوحيدة التي يخططان للوصول إليها في مرحلة ما.. فتتمثل بلاترونيكو، وهي قرية ريفية صغيرة تقع في منطقة بازيليكاتا بجنوب إيطاليا.
وبعد قراءة قصة على موقع "CNN Travel" عن المنازل الرخيصة الجاهزة للبيع عام 2021، سافرت عائلة ماكغراث إلى إيطاليا لإلقاء نظرة واشترت منزلاً قديمًا في المركز التاريخي للمدينة.
وهذه هي الملكية الوحيدة للعائلة الآن، إذ وُلد ستيف في ألمانيا، ويخطّط لتقديم طلب للحصول على الجنسية المزدوجة.
وثمة الكثير من القواسم المشتركة بين لاترونيكو وحياة الترحال الجديدة، التي تقودها العائلة، إذ قالت ويندي: "نحن نحب أجواء القرية المريحة، والمناظر الطبيعية الخضراء، والمنتزه الحراري مع النوافير الجميلة".
أمريكاإيطاليارحلاتمغامراتنشر الاثنين، 04 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
كيف أصبح قطب العقارات ستيف ويتكوف رجل ترامب الأول في الشرق الأوسط؟
قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تعيين رجل الأعمال ستيف ويتكوف مبعوثا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بالرغم من "افتقاره للتجربة الدبلوماسية" ورؤيته للصراع في المنطقة باعتباره "صفقة عقارية ضخمة"، حسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "إيلون ماسك قد يكون أكثر أصدقاء ترامب الجدد وضوحا منذ أن ألقى بثقله وأمواله وراء حملة الرئيس المنتخب، لكن ستيف ويتكوف، كان أحد أقرب أصدقاء ترامب وأكثرهم وفاء خلال رحلة صعوده إلى السلطة، فقد سافر ويتكوف مع ترامب طوال حملته الانتخابية وأقام معه في مارالاغو في الأسبوع الذي سبق يوم الانتخابات، وكان يلعب الغولف مع ترامب يوم محاولة اغتياله في أيلول/سبتمبر".
والآن، عيّن ترامب صديقه القديم في منصب محوري في السياسة الخارجية للولايات المتحدة: مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط، وهو منصب رفيع المستوى شغله صهر ترامب، جاريد كوشنر، خلال ولايته الأولى.
وأشارت الصحيفة إلى أن تعيين مطور عقاري آخر يعمق الإحساس بأن ترامب ينظر إلى أزمة الشرق الأوسط باعتبارها مفاوضات عقارية معقدة لا أكثر، ويشاركه ويتكوف هذا الرأي؛ حيث يرى الأمر على أنه "صفقة عقارية عملاقة"، وفقا لشخص مطلع على تفكيره، كما أن اختيار شخص مقرب جدا من العائلة يعني أن ويتكوف سيستمر على نهج كوشنر إلى حد ما.
وبحسب دون بيبلز، وهو مطور عقاري شهير آخر، فإن أسلوب ويتكوف في التفاوض لا يتسم بالعدائية أبدا، وليس من نوع المفاوضين الذين يحبون رؤية الدماء على الأرض قبل إتمام الصفقة، أما مسألة استيعابه للتاريخ المعقد والفوارق الدقيقة في الشرق الأوسط فهي أمر آخر.
وأفادت الصحيفة أن ويتكوف "يهودي مؤيد لإسرائيل بقوة"، وعلى الرغم من عدم حصوله على أي تدريب دبلوماسي، إلا أن أصدقاءه يشيدون بعلاقاته التجارية التي طورها في الشرق الأوسط، ففي السنة الماضية، باع ويتكوف فندق "بارك لين" في مانهاتن إلى هيئة الاستثمار القطرية مقابل 623 مليون دولار، كما شارك صندوق الاستثمار في أبوظبي أيضا في الصفقة.
ومع ذلك؛ شكك أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال العقارات في مؤهلات ويتكوف رغم دهائه، مشيرا إلى أن صنع السلام في الشرق الأوسط لا يتوافق مع طبيعة ويتكوف، حسب التقرير.
وأضافت الصحيفة أن ويتكوف قد يضطر أيضا إلى تحسين العلاقات الداخلية، فقد أشار كوشنر إلى أنه يتوقع أن يظل منخرطا في سياسة الإدارة تجاه الشرق الأوسط حتى دون دور رسمي، وقال لصحيفة "وول ستريت جورنال" في مقابلة أجريت معه مؤخرا: "سأقدم لهم نصيحتي، وسأساعدهم بأي طريقة يحتاجون إليها".
ونقلت الصحيفة عن شحص وصفته بـ"المطلع"، قوله إن ويتكوف يخطط "للتحدث مع كوشنر والتعاون معه"؛ حيث يعتقد أن لديه "فهما استثنائيا لديناميكيات" المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "رغم شعور العديد من المتخصصين في السياسة الخارجية بالذهول من تعيين كوشنر نفسه، إلا أن صهر ترامب تمكن من إبرام اتفاقات إبراهيم التي طبّعت فيها عدة دول عربية العلاقات مع إسرائيل، والتي خفت زخمها منذ هجوم حماس والحرب الإسرائيلية التي تبعته على غزة".
خط مباشر إلى ترامب
وبينت الصحيفة أن ويتكوف يحظى بآذان صاغية لدى ترامب؛ فقد التقى الاثنان لأول مرة في سنة 1986 عندما كان ويتكوف محاميا شابا يعمل في شركة دراير أند تراوب للمحاماة، والتي كان ترامب أحد عملائها.
ووفقا لشهادة قدمها ويتكوف السنة الماضية نيابة عن ترامب في دعوى احتيال رفعها المدعي العام في نيويورك، فقد كان أساس صداقتهما شطيرة؛ حيث التقيا صدفة في مطعم بعد أن عملا معا في صفقة.
وقد تعمقت العلاقة بينهما على مر السنين، حيث أشاد ستيف ويتكوف بدعم ترامب له بعد وفاة ابنه أندرو بسبب جرعة زائدة من الأفيون في سنة 2011، وقال ويتكوف خلال خطابه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري هذه السنة: "لقد كان حضوره عزاء حقيقيا في ساعة مظلمة"، ووصف ترامب بأنه "أكثر رجل لطيف وعطوف قابلته في حياتي".
وخلال الأسبوع الأخير من الحملة، تواصل أحد شركاء ويتكوف معه وسأله متى سيقابله مرة أخرى، ووفقا لهذا الشخص، أعلن ويتكوف أنه سيبقى مع الرئيس طوال هذه المدة، وفي ليلة فوز ترامب، كان من بين الدائرة الضيقة من العائلة والأصدقاء الذين تم استدعاؤهم إلى المنصة للاحتفال.
ومع ذلك، كان معظم عمل ويتكوف لصالح ترامب بعيدًا عن الأضواء، فقد كان أحد أكبر جامعي التبرعات لترامب؛ حيث كان حلقة الوصل مع المتبرعين اليهود، بما في ذلك ميريام أديلسون، المؤيدة القوية لإسرائيل التي تبرعت في النهاية بمبلغ 100 مليون دولار.
ولعب أيضا دور حل المشاكل، فعلى سبيل المثال، بعد أن أهان ترامب حاكم جورجيا برايان كيمب في تجمع جماهيري، طار ويتكوف إلى أتلانتا لتهدئة الأمور، وبعد أيام، ظهر كيمب على قناة "فوكس نيوز" ليعلن ولاءه لترامب، حسب التقرير.
وعندما انسحب دي سانتيس من السباق، توسط ويتكوف في تحقيق انفراجة بين المرشح الذي تحول إلى منافس وترامب، وجمعهما ويتكوف في نيسان/أبريل لتناول الإفطار في نادي شيل باي في هالانديل بولاية فلوريدا.
وتودد أيضا إلى نيكي هايلي، آخر منافسي ترامب في السباق الجمهوري؛ حيث روت هايلي كيف سافر ويتكوف إلى منزلها في ساوث كارولينا للتفاوض على "هدنة"، وسألها عما يمكن أن يفعله ترامب لها.
من مالك عقار إلى دبلوماسي
وذكرت الصحيفة، أن ويتكوف أصبح الآن بعيدا كل البعد عن أيامه الأولى كمطور عندما كان يجوب الأحياء بصحبة محام آخر من شركة "دراير آند تراوب"، لورانس جلوك، في الثمانينيات من القرن الماضي بحثا عن المباني السكنية كنوع من النشاط الجانبي، وقد أطلقا على شركتهما اسم "ستيلر"، وهو مزيج من "ستيف" و"لاري".
انفصل الشريكان في النهاية، وبينما تمسك جلوك بالعقارات السكنية، بدأ ويتكوف في شراء مباني المكاتب في نيويورك، والتي طُرحت في السوق بخصومات كبيرة في أعقاب انهيار العقارات في أواخر الثمانينيات، وكان أحد أول مشترياته هو 156 شارع ويليامز، في الحي المالي، مقابل 20 دولارًا فقط للقدم المربع.
لم يعد ويتكوف بعدها يعيش حياة مالك العقار الكادح، فقد كان يقضي الليالي مع بو ديتل، محقق الشرطة السابق في نيويورك في مطعم راو، المطعم الإيطالي الشهير المعروف باستحالة الدخول إليه، وانتقل من مباني الحي المالي ليبحث عن المباني الثمينة.
وبحلول نهاية العقد، ظهرت تكهنات بأن ويتكوف كان قد أفرط في التوسع، وخاصة بعد أن فشلت خططه لطرح أسهمه للاكتتاب العام، لكنه نجح في الخروج من هذا المأزق، حسب التقرير.
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول بأن مجموعة ويتكوف استفادت في السنوات الأخيرة من ازدهار المشاريع في جنوب فلوريدا، كما طورت المجموعة علاقات وثيقة مع شركات الأسهم الخاصة، واشتهرت بسمعة طيبة في تنفيذ مشروعاتها في الوقت الذي تعثر فيه مطورون آخرون.