أردوغان يلتقي بوتين في سوتشي سعيا لإحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
في محاولة جديدة لإحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين بنظيره الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود. ويأتي اللقاء الأول بين الرئيسين منذ تشرين الأول/أكتوبر، في وقت تسعى فيه كييف لتحقيق اختراقات إضافية على الجبهة الجنوبية ضمن هجوم مضاد تشنه منذ أشهر.
هل ينجح أردوغان في إحياء اتفاق تصدير الحبوب؟ 03:37
وسمحت الاتفاقية التي تمّ التوصل إليها في صيف 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، بتصدير الحبوب من أوكرانيا وتهدئة المخاوف عالميا حيال ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وتأمل تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، في إحياء الاتفاق بشكل يؤسس لمفاوضات سلام أكثر شمولا بين موسكو وكييف، معولة على العلاقة بين بوتين وأردوغان التي بقيت وثيقة رغم الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وقال أردوغان الشهر الماضي: "تتواصل اتصالاتنا من أجل إعادة تنفيذ المبادرة التي تم تعليقها اعتبارا من 17 يوليو/تموز وتوسيع نطاقها".
وأضاف في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني للرئاسة التركية بالعربية "بمشيئة الله تعالى سنتمكن من إيجاد أرضية مشتركة بشأن هذه المسألة. لا شك في أن حل هذه المشكلة دون مزيد من العقبات يتوقف على الوفاء بالوعود التي قطعتها الدول الغربية. لكن مع الأسف الشديد لم يتم مراعاة الوفاء بالعهد في الفترة السابقة".
واعتبر بوتين في تصريحات سابقة، أنه لم يتم الالتزام ببنود الاتفاقية لناحية السماح لروسيا بتصدير الأسمدة والمنتجات الزراعية، معتبرا أن دول الغرب التي تفرض عقوبات على روسيا منذ بدء الغزو، سعت لاستغلال الاتفاقية لأغراض "الابتزاز السياسي".
وجمعت علاقة خاصة بين الرئيسين اللذين يحكم كل منهما بلاده منذ زهاء عقدين. ونجحت أنقرة منذ بدء الحرب في الحفاظ على توازن في علاقاتها بموسكو وكييف.
وسمح قرار بوتين بخفض وتأجيل سداد دفعات تركيا لقاء واردات الغاز الروسي، بتجنيب أنقرة تداعيات إضافية لأزمة اقتصادية، ما ساهم في فوز أردوغان بولاية جديدة في أيار/مايو.
من جهتها، رفضت تركيا الالتحاق بركب العقوبات على روسيا وبقيت منفذا رئيسيا لها في مجال السلع والغذاء.
لكن أرودغان حافظ على شعرة معاوية مع أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، من خلال تزويدها بأسلحة ومعدات أبرزها الطائرات المسيّرة التركية الصنع، ودعم طموحاتها للانضمام الى حلف الناتو.
وأثارت تركيا غضب الكرملين في تموز/يوليو حين عاد زيلينسكي منها ومعه خمسة من قادة "كتيبة آزوف" التي تصنّفها موسكو "إرهابية"، في خرق لاتفاق كان يقضي ببقائهم حيث هم.
على رغم ذلك، تبدو تركيا حاليا الطرف الوحيد القادر على التحدث مع روسيا وأوكرانيا بشأن إحياء اتفاقية الحبوب لاسيما مع اقتراب موسم الحصاد.
"روسيا لن تكتفي بوعود"
ومنذ انتهاء العمل بالاتفاقية، صعّد طرفا النزاع من هجماتهما في البحر الأسود.
وحذرت موسكو من أنها ستعتبر أي سفينة تبحر من أوكرانيا أو إليها هدفا عسكريا محتملا.
وباتت كييف تعتمد إجمالا على الطرق البرية ومرفأ نهري غير عميق ما يحد كثيرا من كميات الحبوب المصدرة، لكنها لجأت أيضا إلى ممر جديد عبر البحر الأسود رغم التهديد الروسي.
وأعلنت أوكرانيا هذا الأسبوع أن أربع سفن شحن إضافية أبحرت عبر الممر الذي يتفادى بمعظمه المياه الدولية ويبقى ضمن نطاق سيطرة دول منضوية في حلف الأطلسي، ما يجعل السفن التي تستخدمه أقل عرضة لاستهداف روسي محتمل.
والأحد، بحث زيلينسكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون "عمل" هذا الممر.
وكثفت موسكو هجماتها على منطقتي أوديسا وميكولايف حيث موانئ ومنشآت لتصدير الحبوب منذ انهيار الاتفاقية المبرمة برعاية تركيا والأمم المتحدة.
وزار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان موسكو الأسبوع الماضي للتحضير لزيارة أردوغان ولقائه ببوتين.
وأكد فيدان أهمية إعادة العمل بالاتفاقية، بينما طالب نظيره الروسي سيرغي لافروف بالحصول على "ضمانات".
وقال فيدان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره "كررنا قناعتنا بأن استئناف الاتفاق سيتيح إعادة الاستقرار".
وأوضح لافروف أن بلاده لن تكتفي بـ "وعود" بالنسبة إلى صادراتها الزراعية، بل تريد "ضمانات مع نتيجة ملموسة" تدخل حيز التنفيذ سريعا.
وقال: "في حال كهذه، سيستأنف تنفيذ برمته اعتبارا من الغد"، متهما الغربيين بـ "التدخل" في موضوع صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة، علما أنها منتج عالمي رئيسي مثل أوكرانيا.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: العراق الغابون النيجر ريبورتاج فلاديمير بوتين رجب طيب أردوغان روسيا تركيا أوكرانيا الحرب في أوكرانيا البحر الأسود تصدیر الحبوب
إقرأ أيضاً:
روسيا: زيارة بوتين إلى كازاخستان تؤكد أهمية الشراكة والتحالف الاستراتيجي بين موسكو وأستانا
أعلن مدير الدائرة الثالثة لبلدان رابطة الدول المستقلة في الخارجية الروسية، ألكسندر ستيرنيك، اليوم الثلاثاء، إن موسكو تحضر حاليا لزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كازاخستان خلال الشهر الجاري.
بوتين: يتعين على ضباط إنفاذ القانون محاربة الجريمة بلا هوادة بوتين يوقع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشماليةوقال ستيرنيك إن "الخارجية الروسية تعمل حاليا بنشاط على التحضير لزيارة الدولة التي سيقوم بها بوتين إلى أستانا، والتي من المقرر أن تتم قريبا. وهذا يسلط الضوء مرة أخرى على الأولوية التي توليها قيادة البلاد للشراكة والتحالف الاستراتيجيين بين روسيا وكازاخستان"، وفقا لوكالة أنباء تاس الروسية.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تولي في ظل الظروف الحالية أهمية خاصة للشراكة الروسية الكازاخستانية.
وكان الرئيس الروسي قد زار أستانا، في 4 يوليو الماضي، وشارك خلال في قمة منظمة "شنجهاي للتعاون".
وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس جمهورية كازخستان، أنه من المتوقع أن يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارة إلى كازاخستان، خلال العام الجاري.
يذكر أن روسيا وكازاخستان تربطهما علاقة تاريخية، كونهما جمهوريتين سابقتين في الاتحاد السوفيتي السابق، ومن ثم عضوين في رابطة الدول المستقلة، ومنظمات تكاملية سياسية واقتصادية أخرى، بما فيها منظمة شنجهاي للتعاون.