القدس المحتلة - خاص صفا

هددت لجنة أولياء الأمور المركزية لمدارس جبل المكبر في القدس المحتلة باتخاذ خطوات تصعيدية، تصل إلى الإضراب الشامل في كافة مدارس البلدة، ما لم تستجيب بلدية الاحتلال الإسرائيلي لمطالبهم القانونية والمشروعة.

ونظمت اللجنة وأهالي البلدة صباح الأحد، وقفة احتجاجية أمام مدرسة الصلعة الجديدة، للضغط على بلدية الاحتلال لتحقيق مطالبهم المتعلقة بأبنية المدارس ومواصلات الطلبة.

ومنذ السبت الماضي، يرفض أهالي جبل المكبر افتتاح العام الدراسي الجديد، حتى تحقيق مطالبهم، وتوفير بيئة آمنة وسليمة لأبنائهم، مؤكدين استمرار الإضراب المفتوح في مدرستي السواحرة الثانوية للبنين، وابن الهيثم الإعدادية للبنين.

إجراءات تعسفية

وقال رئيس لجنة أولياء الأمور المركزية أحمد جعابيص: إن "بلدية الاحتلال تُصر على عدم الاستجابة لمطالب اللجنة وأهالي جبل المكبر في توفير مؤسسة تعليمية مناسبة لتدريس الطلاب المقدسيين، نظرًا لأن مدرسة السواحرة تفتقر لأدنى مقومات البيئة الصحية المناسبة"

وأضاف جعابيص في حديث لوكالة "صفا"، أن "البلدية رفضت تسليمنا المبنى الجديد في حي الجعابيص، بحجة أنه مخصص فقط لتدريس المنهاج الإسرائيلي (البجروت)، ونحن نرفض هذه الإجراءات التعسفية، وسنواصل اعتصامنا أمام مدرسة الصلعة الجديدة، احتجاجًا على قرار رئيس البلدية".

وأشار إلى أن نحو 460 طالبًا مقدسيًا من المرحلة الثانوية لم يتلقوا تعليمهم حتى الآن، رُغم بدء العام الدراسي، بسبب عدم وجود مؤسسة تعليمية ملائمة لاستيعابهم فيها.

وتابع "رفضنا طلب بلدية الاحتلال باستئجار مبنى جديد، وطالبناها بتسليمنا المبنى الجديد ونقل طلاب مدرسة ابن الهيثم في واد الحمص إليه، وأيضًا نقل طلاب مدرسة السواحرة إلى ابن الهيثم، كونها بعيدة عن السكان، إلا أنها لم تستجيب لذلك".

وأكد جعابيص استمرار الإضراب المفتوح الذي أعلنت عنه لجنة أولياء الأمور السبت الماضي في مدرستي السواحرة وابن الهيثم.

خطوات تصعيدية

وقال: "ما لم تستجيب البلدية لتلك المطالب، فإننا سنتخذ خطوات تصعيدية ضد قراراتها المجحفة، تصل إلى الإضراب الشامل في كل مدارس جبل المكبر البالغ عددها 11 مدرسة، تضم ما يقارب 6 آلاف طالب وطالبة، كما أننا سنتوجه للقضاء الإسرائيلي، لأن القرار غير قانوني".

وبين أن البناء القائم لا يُصلح لأن يكون مؤسسة تعليمية، فهو يتضمن طابقين تحت الأرض، يفتقران للتهوية والساحات الواسعة والمرافق الصحية والملاعب، فالبنية التحتية غير مناسبة إطلاقًا، وهي أشبه بالزناين.

وأكد جعابيص أن بلدية الاحتلال تبذل كل جهودها وتُخصص الميزانيات اللازمة لأجل أسرلة التعليم في القدس، ومحاربة المنهاج الفلسطيني، وفرض المنهاج الإسرائيلي على الطلبة المقدسيين.

وأوضح أن رئيس البلدية أصدر قرارًا بأن أي بناية جديدة في المدينة المحتلة ستُخصص فقط لاستقبال الطلاب الذين يرغبون بتدريس المنهاج الإسرائيلي، وهذا القرار غير ملزم للجنة أولياء الأمور وأهالي الطلبة.

وتابع "نحن مصممون بكل قوة وثبات على تحقيق مطالبنا، ونقل طلبة المدرسة الثانوية وإخراجهم من هذا السجن الصغير، ولن نساوم على مستقبل أبنائنا".

وتواصل سلطات الاحتلال استهداف المؤسسات التعليمية في مدينة القدس والتحريض ضدها، ومحاربتها للمنهاج الفلسطيني، ما يُنذر بتفريغ المدارس وإغلاقها، وتفشي سرطان المنهاج الإسرائيلي بين الطلبة المقدسيين.

وصادرت صباح اليوم، الكتب الدراسية الخاصة بالمنهاج الفلسطيني والكتب المطبوع عليها علم فلسطين من طلبة المدرسة الشرعية ورياض الأطفال، عقب محاولتهم الدخول بها للمسجد الأقصى.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: جبل المكبر إجراءات الاحتلال المنهاج الإسرائیلی بلدیة الاحتلال أولیاء الأمور جبل المکبر

إقرأ أيضاً:

رئيس بلدية رفح للجزيرة نت: مدينتنا منكوبة وانسحاب الاحتلال منها خادع

غزةـ وصف رئيس بلدية رفح الدكتور أحمد الصوفي المدينة بأنها "منطقة منكوبة" بعد أن حلت بها أكبر من كارثة، إثر التدمير الممنهج الذي ارتكبته قوات الاحتلال ضد المنازل السكنية والبنى التحتية وكل مقومات الحياة خلال عملية عسكرية برية شنتها في 6 مايو/أيار من العام الماضي، ولا تزال مستمرة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقال الصوفي، في حوار خاص مع الجزيرة نت، إن قوات الاحتلال انسحبت من عمق المدينة، ولكنها لا تزال تتمركز في معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر، وعلى امتداد الشريط الحدودي المعروف فلسطينيا باسم "محور صلاح الدين" وإسرائيليا باسم "محور فيلادلفيا" وتسيطر على المدينة كلها بقوة النيران عبر الدبابات والآليات ورافعات ضخمة مزودة بأسلحة رشاشة.

ومنذ دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، وبحسب بيانات فلسطينية رسمية، قتلت قوات الاحتلال 22 فلسطينيا وجرحت عدداً آخر من سكان رفح الذين عادوا للمدينة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم المدمرة بنسبة تفوق 80%، رغم أنهم كانوا خارج المنطقة المصنفة إسرائيليا بأنها حمراء ويمنع الاقتراب منها وتبعد نحو 700 متر عن المحور الحدودي.

وإزاء هذا القتل المستمر، يؤكد الصوفي أن رفح -وهي أصغر محافظات قطاع غزة الخمس- كلها حمراء والوصول إليها ينطوي على مخاطر كبيرة على الحياة، وينبغي على السكان التريث قبل اتخاذ قرار العودة إليها، حتى لو لمجرد الزيارة وتفقد المنازل والممتلكات.

إعلان

وفيما يلي نص الحوار:

الدكتور الصوفي يصنف رفح بأنها منطقة منكوبة (الجزيرة) صنفتم رفح بأنها مدينة منكوبة فهل من توضيح؟

حرفيا، الاحتلال حول مدينة رفح لكومة من الركام، وعندما رأيتها لأول مرة -منذ مغادرتها عشية الاجتياح العسكري الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي- انقبضت روحي .

المدينة لم تعد كما كانت، إنها ليست رفح التي نعرفها وولدنا وترعرعنا فيها، لقد كانت صدمة كبيرة من حجم الدمار والكراهية الشديدة التي أظهرتها قوات الاحتلال لكل شيء في المدينة.

كيف كانت رفح قبل الحرب؟

مساحة محافظة رفح 60 كيلومترا مربعا، ومساحة نفوذ بلدية رفح الأكبر من بين 3 بلديات في المحافظة تقدر بـ30 كيلومترا، ويسكن المحافظة 300 ألف نسمة، منهم 280 ألف نسمة في نفوذ المدينة، والباقي يتبعون بلديتي الشوكة والنصر في نطاق المحافظة.

وتشتهر رفح بأنها شريان الحياة للعالم الخارجي، بالنسبة لمليونين و300 ألف نسمة في القطاع، من خلال معبر رفح، وكذلك هي بوابة الاستيراد والتصدير من خلال معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، علاوة على تميز المحافظة بإنتاجها الزراعي، وبها سوق كبير هو "سوق السبت" الشهير المعروف منذ عقود طويلة.

ولمدينة رفح رمزية كبيرة، ودور بارز في كل محطات النضال الوطني الفلسطيني وتعرف باسم "قلعة الجنوب" وقدمت على مدار العقود الماضية منذ نكبة 1948 تضحيات كبيرة وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى.

وهذه المدينة ضاربة في أعماق التاريخ ويعود تاريخها لنحو 5 آلاف عام قبل الميلاد، وكانت على مر العصور ممرا للجيوش والتجارة، وهي طريق الفاتحين، وطريق الناصر صلاح الدين الأيوبي، والصحابي الجليل عمرو بن العاص.

وكيف باتت رفح اليوم بعد الاجتياح الإسرائيلي؟

لقد حلت بالمدينة كارثة غير مسبوقة، ويمكن تفسير ذلك بلغة الأرقام:

%80 من منازل المدينة سويت بالأرض، وتعادل 16 ألف بناية تحوي 35 ألف وحدة سكنية تم تدميرها بشكل كلي وبليغ غير قابل للعيش. 30 مقرا لبلدية رفح من أصل 36 مقرا دمرت بالكامل بما في ذلك المقر الرئيسي. 15 بئر مياه من أصل 24 بئرا دمرت. %70 من شبكات الصرف الصحي تعرضت للتخريب ما حول المدينة إلى بيئة موبوءة بالأمراض والأوبئة. 291 كيلومترا طوليا من الشوارع والطرق دمرت وجرفت بالكامل. تدمير 4 مدارس بشكل كامل، إلى جانب أضرار جسيمة في بقية المؤسسات التعليمية. خروج 9 مراكز طبية عن الخدمة نتيجة للدمار منها 4 مستشفيات (مستشفى أبو يوسف النجار الرئيسي، مستشفى الولادة، المستشفى الإندونيسي، المستشفى الكويتي). 81 مسجدا دمرت بالكامل، و47 مسجدا تعرضت لأضرار جسيمة. آلاف الدونمات الزراعية جرفت، والأشجار والدفيئات تم إبادتها بالكامل. تدمير جزء من المدينة على طول الحدود مع مصر، بطول 9 آلاف متر وعرض يتراوح بين 500 و900 متر، مما أدى إلى محو 90% من التجمعات السكنية في حي السلام والبرازيل ومخيم رفح. الدمار طال آلاف المنازل السكنية والبنى التحتية في رفح وكذا المرافق العامة كالمستشفيات (الجزيرة) لماذا كل هذا التدمير؟ إعلان

التدمير الذي ارتكبته قوات الاحتلال في رفح دافعه انتقامي من هذه المدينة وأهلها، وليس له مبرر عسكري، وقد بدا الإصرار الإسرائيلي على الاجتياح وتدمير المدينة رغم التحذيرات الدولية من ذلك، وقد كانت تحتضن عشية اجتياحها نحو مليون نازح من مختلف مناطق القطاع، وذهب الاحتلال في تهديده لآخر مدى واجتاح رفح بالكامل، وانتقم من المنازل والمباني والمؤسسات ودمرها كليا.

هل هناك تقدير للخسائر؟

ليس لدينا قيمة للخسائر الإجمالية للدمار الهائل الذي طاول كل شيء في المدينة، ولكن خسائرنا كبلدية من مقار ومقدرات وبنية تحتية خاصة بنا حوالي 350 مليون دولار.

رغم وقف النار تبدو رفح وكأنها خارج الاتفاق وتعيش أجواء الحرب فبماذا تفسر ذلك؟

الاحتلال تحدث عن منطقة حمراء حوالي 700 متر في عمق رفح وعلى امتداد المحور الحدودي، علما بأنها مدينة مستطيلة الشكل، ويمتد المحور على طول 14 كيلومترا، وعمقها حتى حدود نطاق بلدية خان يونس المجاورة لا يتجاوز 6 كيلومترات، وهذا العمق يعتبر روح المدينة ومركزها الحيوي من أسواق ومراكز تجارية ومنشآت عامة ومقار حكومية وتجارية وأهلية.

ونتيجة الدمار الهائل تبدو رفح مكشوفة بالكامل لجيش الاحتلال المتمركز على امتداد المحور الحدودي، وأي عودة للمدينة تجعل العائد مكشوفا للدبابات والرافعات، ومن دون انسحاب كامل للاحتلال من المحور ستبقى رفح منطقة خطرة للغاية، ولا يمكن عودة السكان إليها واستئناف الحياة فيها.

بالتالي لا عودة للحياة مع وجود الاحتلال على المحور أليس كذلك؟

نعم، إن وجود الاحتلال يعني أن نصف المدينة الجنوبي القريب من المحور غير متاح الوصول إليه، وهي مناطق حمراء بالغة الخطورة، ورغم أن المناطق الشمالية الغربية والشمالية والشرقية آمنة نسبيا لبعدها عن المحور، إلا أن الخطر يطالها بقوة النيران من خلال الدبابات والآليات والرافعات الضخمة المزودة بأسلحة رشاشة والمنتشرة على امتداد الشريط الحدودي وتحكم قبضتها على المدينة بأكملها.

إعلان

وندعو السكان للتريث وعدم التعجل بالعودة للمدينة خاصة مناطق الوسط والجنوب، لأنها منكوبة ومدمرة وليس بها أي من مقومات الحياة، علاوة على وقوعها تحت النار، ونعمل في البلدية حاليا بكل ما نستطيع لتمكين السكان من العودة الآمنة وبهدوء.

رئيس بلدية رفح: ما ارتكبته قوات الاحتلال دافعه انتقامي من أهل مدينتي (الجزيرة) ما تقديراتكم للعائدين لرفح؟

في النصف الشمالي من رفح عدد كبير من سكانه لم ينزح، ويقدرون بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بنحو 44 ألف نسمة، بينما المناطق والأحياء والمخيمات في عمق المدينة ونصفها الجنوبي العودة إليها خطرة، ومرتبطة بانسحاب قوات الاحتلال من المحور، وكذلك بتوفر مقومات الحياة الأساسية وأهمها المياه والصرف الصحي التي تعرضت شبكتها وآبارها وبنيتها التحتية لدمار كبير.

ماذا بشأن معبر رفح؟

لا يزال المعبر تحت الاحتلال، ولم يتم التواصل معنا بخصوص إعادة فتحه وتشغيله، ووصلنا بآلياتنا على بعد 900 متر من المعبر لتأهيل الطرق أمام حركة المسافرين عبر معبر رفح في حال تشغيله، وكذلك أمام حركة الشاحنات من وإلى معبر كرم أبو سالم القريب منه.

ولا نعلم حتى اللحظة حجم الدمار في المعبر، وفي الطرق المحاذية والمؤدية إليه، وفي حال التنسيق معنا سنقوم بتهيئة الشوارع والطرق من أجل استئناف العمل به.

إزاء ما تعرضتم له خلال الحرب وسنوات الحصار الطويلة ما احتياجاتكم كبلدية؟

استشهد 5 من طواقم البلدية بينهم عضو مجلس بلدي، وأصيب 15 آخرون خلال الحرب، وفور دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، نفذنا خطة طارئة وقمنا بفتح الشوارع الرئيسية لتسهيل حركة سيارات الإسعاف والدفاع المدني والناس، كمرحلة أولى.

وفي المرحلة الثانية سنقوم بفتح الشوارع الفرعية رغم امكانياتنا الضعيفة، حيث استعنا بشركات محلية، ولابد هنا من الإشارة إلى أن آلياتنا قديمة ولا تستطيع التعامل مع الدمار الهائل، سواء للبحث عن شهداء وانتشال جثثهم أو لرفع الركام والعمل على إعادة تدويره واستخدامه في عمليات إعادة الإعمار.

إعلان

ونحتاج كل شيء في بلدية رفح التي يعود تاريخ إنتاج أحدث آلية لديها للعام 2005، وباقي آلياتها تعود لتسعينيات القرن الماضي، وحسب النظم العالمية المفترض استبدال هذه الآليات كل 5 سنوات.

هل هناك مفقودون في رفح؟

حسب الدفاع المدني كان هناك 170 جثة تحت الأنقاض، خاصة بالمنطقة الغربية من المدينة، وتم انتشال 130 جثة منها بعد اتفاق وقف إطلاق النار، ولا نعلم إذا كانت هناك أعداد أخرى، وستتكشف بعد إزالة الأنقاض.

مقالات مشابهة

  • مؤسسات محمد بن خالد آل نهيان تنظم فعاليات بيئية وثقافية
  • حزن وبكاء.. استياء بين أولياء أمور طلاب الإسكندرية بسبب نتيجة صفوف النقل
  • منظمة التعاون الإسلامي تحذّر من خطورة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد "الأونروا"
  • كيف يتدبر النازحون العائدون أمور حياتهم في بيت حانون المدمرة؟
  • أولياء أمور مصر: قلق من نتائج الترم الأول.. بين التوتر وضرورة الدعم النفسي للطلاب
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس
  • القدس: الاحتلال الاسرائيلي يقتحم بلدة جبل "المكبر" جنوب شرق القدس
  • تظاهرتان في السليمانية.. المحتجون يهددون بالإضراب عن الطعام والتصعيد
  • أولياء أمور مصر: تفعيل مبادرة الإجازة متعة وإفادة لطلاب الثانوية العامة
  • رئيس بلدية رفح للجزيرة نت: مدينتنا منكوبة وانسحاب الاحتلال منها خادع